محمود مهدي الإستانبولي
محمود مهدي الإستانبولي (1327- 1419 هـ/ 1909- 1998 م) من أعلام التربية الإسلامية والتعليم، عالم وداعية سوري، وباحث تربوي، سلفي المنهج، عُرف بكتابه «تحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد». وهو صاحب آراء ونظريات إصلاحية في التربية والتعليم، ومن أعضاء جمعية التمدن الإسلامي. ولادته وتحصيلهوُلد محمود[ا] بن عمر بن حمدي الإستانبولي[ب] في حي الأكراد[1] بمدينة دمشق، عام 1327هـ/ 1909م،[ج] لأسرة عربية النِّجار دمشقية الإقامة، ولحقت والدَه نسبةُ (الإستانبولي) لكثرة أسفاره إلى إستانبول. تلقى محمود تعليمه الابتدائي في حي الأكراد،[1] وحصل على شهادة التعليم الثانوي من مكتب عنبر، ومن زملائه فيه: علي الطنطاوي، وسعيد الأفغاني، وأنور العطار، وزكي المحاسني، وعبد الكريم الكرمي أبو سلمى، وجميل سلطان، ورشاد فرعون، ومصطفى الزرقا، وخالد بكداش، وأحمد مظهر العظمة، ومحمد كمال الخطيب، وجمال الفرَّا، ووجيه السمَّان. وكلهم صاروا من الأعلام اللامعين على اختلاف تخصُّصاتهم، وبعضهم وُلِّيَ الوِزارة.[2] ثم التحق الإستانبولي بمعهد الحقوق في الجامعة السورية (الذي صار كلية الحقوق بجامعة دمشق) فحصل منه على الإجازة في الحقوق (البكالوريوس).[3] وهو من الرعيل الأول من العلماء الذين جمعوا بين الدراسة النظامية في المدارس والجامعات والدراسة على المشايخ في المساجد.[4] تخرَّج في علوم الشريعة الإسلامية على بعض العلماء، فلازم المحدِّث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وتبنَّى منهجه،[5] وصحِبَ الشيخ عبد الفتاح الإمام، وأخذ عنه مبادئ السلفية.[6] صنَّف الكثير من الكتب التي لاقت القَبولَ والرواج، ونشرت جمعية التمدن الإسلامي بعض كتبه وبحوثه ومقالاته، ولعنايته بتربية الأطفال والطلاب أصدرت له ملحقًا بمجلة التمدن الإسلامي بعنوان (المسلم الصغير). وله آراء ونظريات جديدة وإصلاحية في التربية والتعليم، بثها في كتبه ومقالاته. عمله وجهودهعمل في التعليم سنوات طويلة، في مدارس دمشق وأريافها، وأنشأ فيها مدارس الأطفال ورياض الحضانة، وتولى إدارة مدرسة (عثمان ذو النورين)، ومدرسة (روضة الطفولة السعيدة)، وأسس مدرسة (التربية الاستقلالية الخاصة)، وكان يقبل التلاميذ بأسعار رمزية؛ لأن غرضَه من إنشاء المدارس التصدِّي لنشاط المدارس التبشيرية التنصيرية. وأنشأ أيضًا (دار الطلبة) ليقضي الفتيانُ والشباب فيها عُطلتهم الصيفية، فيجمعوا بين التسلية والاستفادة العلمية والتربوية. وهو أول من أنشأ مجلة للتربية هي (مجلة المعلمين والمعلمات)[7] عام 1931م،[8] التي استمرَّت 8 سنين. ويروي في مذكرات له كتبها في مرحلة الخمسينيات أن المندوب الفرنسي كان استدعاه في مرحلة الاحتلال ليحققَ معه في شأن هذه المجلة، فسأله: مَن رئيس التحرير؟ فقال: أنا. وسأله: مَن أسرة التحرير؟ فقال: أنا. وسأله: مَن المحاسب؟ فقال: أنا.[9] ويبدو أن هذا كان في أول الأمر ثم أعانه فريقٌ من كرام أهل العلم والباحثين الكتَّاب، فتولى رئاسة تحرير المجلة كامل عيَّاد، وأشرف على المجلة وتحريرها معه: عز الدين التنوخي، وجميل صليبا، وعبد الغني الباجقني. وكتب فيها نخبةٌ من الأعلام من أمثال: زين العابدين التونسي، وعلي الطنطاوي، وأحمد الصافي النجفي، ووداد السكاكيني، وكامل نصري.[10] وكان عضوًا في جمعية التمدن الإسلامي التي أسسها أحمد مظهر العظمة،[11] ومعينًا له على بعض أعبائها،[12] وتولى أمانة سرِّ مجلتها (مجلة التمدن الإسلامي).[13] وأول مرَّة ذُكر فيها اسمه على غلافها سكرتيرًا للتحرير في العدد 30 من السنة 12 بتاريخ المحرَّم 1367هـ الموافق نوفمبر (تشرين الثاني) 1947م. ثم انتقل إلى السعودية بعد الأحداث التي عصفت بسورية عام 1982 في عهد حافظ الأسد، واستقرَّ في مدينة جُدَّة.[14] وبقي يتردَّد إلى بلده، ثم بعد عشر سنوات في أوائل التسعينيات انقطع عن الزيارة تمامًا إلى وفاته. صفاته وشمائله
كتبه وآثارهفي التأليف
في التحقيق والتعليق
وخلَّف عددًا من الكتب مخطوطة، منها:
وفاته ودفنهتوفي محمود مهدي الإستانبولي في جُدَّة، يوم الخميس 10 المحرَّم 1419هـ الموافق 6 مايو (أيار) 1998م،[د] ودُفن في اليوم التالي الجمعة في مقبرة الفيصلية.[9] الملاحظات
المراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia