محمد حسين الحسيني الطهراني
السيد محمّد حسين الحسيني الطهراني عارف وفيلسوف وفقيه شيعي، عاش في القرن العشرين، وتوفّي عام 1416 للهجرة، يعود نسبه إلى النبي محمّد، وينحدر من أسرة علميّة عريقة، درس العلوم الحديثة كما درس العلوم الدينيّة والشرعيّة في والحوزات العلميّة الشيعيّة في قم والنجف، كان له تأثير كبير في نشر المعارف والعلوم الإسلاميّة بين الشيعة، يعدّ من التلامذة الخاصّين والمقرّبين من المفسّر الشيعي السيد محمّد حسين الطباطبائي المشهور بالعلامة الطباطبائي صاحب كتاب تفسير الميزان، كما يتعتبر أبرز تلميذ للعارف السيد هاشم الحداد، ألّف العديد من الكتب التي لم يكن لها نظير في المكتبة الشيعيّة، واشتهر بين الناس باسم العلامة الطهراني، بعد انتهائه من دراسته وحصوله على شهادة الاجتهاد من مراجع النجف، انتقل للسكن في طهران مسقط رأسه، وقام بمهامه في تبليغ المعارف والعلوم الدينيّة، ثمّ انتقل بعد انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران إلى مدينة مشهد بجوار الإمام علي الرضا، وتوّفي ودفن أحد صحون مقام الإمام الرضا. نسبههو آية الله السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني، ابن السيّد محمّد صادق وهو من أعاظم علماء طهران وأئمة جماعاتها، وهو ابن السيّد إبراهيم الطهراني، والذي كان أحد تلامذة المجدّد آية الله العظمى الميرزا حسن الشيرازي، والسيد إبراهيم هو ابن السيّد علي الأصغر بن المير إبراهيم بن المير طاهر الذي يصل نسبه إلى جده الأعلى السيّد محمد ولي، الذي ينتهي نسبه إلى الإمام السجّاد، ومنه إلى النبيّ محمّد ﷺ ، أمّا من ناحية الأم، فنسبه يصِل إلى العلامة محمد تقي المجلسي والد العلامة محمّد باقر المجلسي.[4] دراسته الأكاديميّةدراسته قبل الدخول إلى الحوزة العلميّةأَنهى دِراسته للهندسة الصناعيّة طِبقاً لمِا كانَ رائجاً آنذاك، فَحازَ على الشهادةِ الفنّية بصفته الطالب الجامعي الأوّل في كليّة الفنون الصناعيّةِ في طهران. وكانَ أنْ مَنَحتْهُ الحُكومة مِنحةً للسّفر إلى أَلمانيا ومتابعة دراسته، ليعودَ ويتسلّم المسؤوليات والمناصب العالية في هذا المجال، وذلك بعنوانه الطالب الأوّل من بين زملائه و (الحائزِ على وسام الفخر والتشجيع). ولكنه فضل رفض هذا العرض والتفرغ للعلوم الحق لأهل البيت عليهم السلام.[4] دراسته الحوزويّةدراسته في الحوزة العلمية في قمكان أوّلَ طالبٍ يسكنُ في مدرسةِ ِ آيةِ الله السيّد«محمد حجت الكوهكمري» (المدرسة الحجتيّة).[5] أمّا أساتذته في السطوح فهم: في اللمعة محمد صدوقي اليزدي، أمّا القوانين والرسائل والمكاسب فقدْ دَرَسَها على يدَي الآيات العِظام؛ الشيخ عبد الجواد سدهي الأصفهاني، والسيّد رضا بهاء الديني، والكفاية لدى مرتضى الحائري اليزدي، وحضرَ سنتين بحثَ الخارج عندَ السيّد محمد داماد. وأمّا دروس الفلسفة والحكمة المتعالية والتفسير والفقه والحديث والعرفان النظري، فقد أكمَلَها في محضرِ الفيلسوف والفقيه والمفسّر السيد محمّد حسين الطباطبائي التبريزي.[6][7][8] دراسته في حوزة النجفأساتذته في الفقه والأصول هم: أستاذ المجتهدين والفقهاء الشيخ حسين الحلّي في الفقه والأصول، وأبو القاسم الخوئي في الأصول، ومحمود الشاهرودي في الفقه. وقدْ خلّف وراءَه دوراتٍ متعدّدة من تقريرات بحوثهم في الأصول، وأبواب البيع وخيارات المكاسب وصلاة الجمعة والاجتهاد والتقليد. كما أنّ رسالة سماحته في رؤية الهلال ليست إلا جمعا للمباحثات التي حصلت لاحقا بينه وبين السيد الخوئي في هذا المجال، وقد أضحت هذه الرسالة من أهم المراجع في موضوع اشتراط وحدة الأفق. وأما فنّ الرجال وصناعة الدراية والحديث، فقد درسها في محضر الفيض والعطاء عند الرجالي الكبير، الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ يستفيدُ منه سبع سنوات متوالية. مؤلفاتهدورة المعارفوتشتمل هذه الدورة على ثلاثة أقسام:
دورة العلوموتشتمل على أقسام أربعة:
علاقته بالعرفانمعاشراته وتتلمذه في العرفانلقد كانَ العلامة الطهرانيّ في معاشرته ومصاحبته لا يتجاوز أعلامَ أهلِ العرفان والسلوك إلى الله ومتميّزيهم، الجامِعِين بينَ الطريقَين الظاهريّ والباطنيّ، ممّن همْ متبحّرون في كلتا الجهتين: الشريعة والطريقة، كالعلامة الطباطبائي الفيلسوف والحكيم على الإطلاق والعارف الواصل، وكذلك جمال الدين الموسوي الگلبايكاني والشيخ محمد جواد الأنصاري الهمداني والسيّد عبد الهادي الشيرازي والشيخ عباس هاتف القوچاني، وكذلك كانَ بالنسبة إلى بعض تلامذة القاضي، ومن طرفٍ آخر، كان لديه علاقة بالأساتذة البارزين الحوزويين في جميع الفنون، ومن مختلف الأنظار والآراء، ممّا أوجبَ له حصولَ نضوجٍ وتبلوُرٍ وجامعيّة في مُدركاته وتَبَصّرهِ وتَعَمّقه في جوهرِ التشريع وأصوله، ومنهاجِ حضرةِ المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ومسلكهم، جامعيّة متميّزة، تبتني على محوريّة المعرفة والحق واليقين، وبلوغِ نفسِ الأمرِ بتمام معنى الكلمة، والعملِ على أساس ذلك، والالتزامِ به في مختلف الظروف، دون أدنى تسامح أو تهاون، أو مجاملة نابعة من الكثرات الضالّة والمضلّة، وبعيداً عن منافع الأفكار الفاسدة.[12] أستاذه الأبرز في العرفان والسير والسلوكلقد تتلمذ العلامة الطهراني في السير السلوك والعرفان على يد الموحّد العظيم والعارف الكبير هاشم الموسوي الحداد، الذي كان من أقدم وأفضل تلامذة الأخلاقي الكبير العارف علي القاضي الطباطبائي، والذي كان تلميذاً بدوره لأحمد الكربلائي الطهراني، والذي كان بدوره تلميذاً ل الشيخ حسين قلي الهمداني، والذي كان بدوره تلميذاً لعلي الشوشتري أستاذ الشيخ الأعظم الأنصاري في علم الأخلاق وتلميذه في الفقه.[13][14] وكان لقاؤه الأول به في سنة ألف وثلاثمائة وستّ وسبعين هجريّة قمريّة [15]، ويعتبر العلاّمة الطهراني أنّ لقاءه وتتلمذه على يد هذا العارف الكبير (السيد الحداد) بعد هذه المدّة هو بمثابة وصول الإنسان الهائم التعب بعد أن هدته السنون المتمادية إلى نبع الحياة ومركز عشق الذات السرمدية.[16] وقد تتلمذ على يديه بعد ذلك لسنوات متمادية حتّى توفي السيد الحداد في الثاني عشر من شهر رمضان المبارك لسنة ألف وأربعمائة وأربعة هجريّة قمريّة.[17] وفاته ومدفنهارتحل عن هذه الدنيا الفانية والتحق بالرفيع الأعلى عن عمر يناهز الواحد والسبعين من العمر، سنة 1416 هـ قمريّة، وشيّع من قبل المؤمنين إلى مثواه الآخير ليدفن في العتبة الرضويّة كما أوصى، وقد صلّى عليه الشيخ محمد تقي بهجت الفومني [18] المراجع والمصادرالكتب
إشارات مرجعيّة
|
Portal di Ensiklopedia Dunia