متشابه القرآن ومختلفهمتشابه القرآن ومختلفه تفسير لكتاب اللّه المجيد، يتألّف من جزئين، من تأليف محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني، المتوفّى (سنة 588 هـ)، بذل فيه جهداً كبيراً على وفق المنهج الموضوعيّ للقران الكريم، وذلك بجمع الآيات المتشابهة في موضوع مُعيّن، ثمّ استخلص رؤية القرآن حيال هذا الموضوع منها، ولم يقتصر على ذلك فقط، بل تناول فيه ما اختلف العلماء والفقهاء في تفسيرها. المؤلفأبوجعفر محمّد بن عليّ بن شهر آشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش المازندرانيّ (488 هـ أو 489 هـ - 588 هـ) المعروف بـابن شهر آشوب والملقب بـ«رشيد الدين» و«عزّ الدين». هو عالم دين شيعي إيراني. من فقهاء الشيعة ومحدثيهم في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس الهجريين. له مصنفات كثيرة كـالمناقب ومعالم العلماء . ويُستشَفّ من نسبة السَّرَويّ إليه، وإلى أبيه وجدّه أنّهم كانوا من مدينة ساري مركز محافظة مازندران. أما محل ولادته فلا يوجد رأي قاطع فيما إذا كان في مازندران أو في غيرها. توفي في حلب سنة 588 هـ (1192 م)، ودُفن في جبل الجوشن قريباً من الموضع المشهور بمشهد الحسين.[1] منهجه في الكتابوقد نهج ابن شهرآشوب- طريقة مثلى في تبويب كتابه النفيس والذي قل نظيره- منهجا جديدا، في تفسير القران المجيد، يعبَّر عنه في الدراسات الحديثة ( بالمنهج الموضوعي ) وهوالمنهج الذي لايتناول المفسر فيه تفسيرالقرآن آية فآية بالطريقة التي يمارسها في المنهج التجزيئي، بل يحاول القيام بالدراسة القرآنية لموضوع من موضوعات القرآن العقائدية أوالاجتماعية، كعقيدة التوحيد، أوالنبوة، أوسنن التأريخ في القرآن...ويستهدف التفسير الموضوعي من القيام بهذه الدراسات تحديد موقف نظري للقرآن الكريم، ومن ثم للرسالة الإسلامية من ذلك الموضوع. وعلى غرار هذا المنهج أسس ابن شهر آشوب كتابه ( متشابه القرآن والمختلف فيه )، إذ جمع فيه أنواع التشابه وأسبابه، ولم يترك آية من الآيات المتشابهات إلا ورتبها على حسب موضوعها، وكانت على عشرة أبواب. ولم يتوقف في كتابه على معرفة المحكم والمتشابه وإرجاعه إلى المحكم، إنّما تجاوزه إلى ما أختلف فيه العلماء والفقهاء في مسائل الفقه وأصوله، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والنحو والصرف والبلاغة، وهذا يكشفت عن غزارة علمه وعبقريته الفذة، التي قل نظيرها بين معاصريه. أقوال العلماء في كتابهقال محمد هادي معرفة في حق هذا الكتاب: هو من خير ما كتب في متشابهات القرآن بأجمعها، وأشملها، وأتقنها إحكاما وبياناً، وتفصيلاً وصفه على أسلوب طريف..... وما إلى ذلك ترتيباً طبيعياً، منسجماً سهل التناول، قريب المنال في عبارات سهلة جزلة.[2] و يتميز هذا الكتاب كما يقول السيد هبة الدين الشهرستاني:
وهو من كتب التفسير المهمة التي لا يستغني عنها من يريد أنْ يفهم كلام الله ويقف على معانيه، وأسرار بلاغته، وقد جمع فيه المؤلف بين التفسير والتأويل في ضوء الحديث، وأقوال المفسرين، وأدلة الشرع، ومقتضى العقل، وقانون اللغة العربية.[4] طباعتهطبع هذا الكتاب لأول مرة في بومبي سنة 1313 هـ في أربعة أجزاء طبعة رديئة جداً، ثم طبع في إيران مرتين في جزئين سنة 1317 هـ، طبعة غير خالية من الأغلاط ثم بادر الشيخ محمد كاظم الكتبي فجدد طبعه بمطبعة الحيدرية في ثلاثة أجزاء، طبعة متقنة، فقام بتصحيحه وشرحه ومقابلته على نسخ خطية، لجنة من أساتذة النجف الاشرف وذلك سنة 1376 هـ - 1956 م.[5] أبواب الكتابقسّم المؤلف كتابه إلى عشرة أبواب، وتلك الأبواب مقسّمة إلى فصول وجمع في كل فصل الآيات المتشابهات التي اجتمعت بالدلالة، أو القرينة، أو الوجه أو سبب التشابه، أو نوعه. وتلك الأبواب نظمها على وفق هذا النسق.
المصادر
|
Portal di Ensiklopedia Dunia