مارغريت مالر
مارغريت شونبيرغر مالر (بالألمانية: Margaret Schönberger Mahler) ـ (10 مايو 1897 ـ 2 أكتوبر 1985) هي طبيبة مجرية، تحول اهتمامها لاحقًا إلى الطب النفسي. كانت من أبرز الرموز في عالم التحليل النفسي، وكان اهتمامها الأساسي ينصبّ على تنشئة الطفل الطبيعية، غير أنها تعمقت في دراسة الطب النفسي للأطفال. تتلمذت على البروفيسور يوسف إبراهيم في جامعة يينا الألمانية بين عامي 1920 و1922.[1] حياتهاولدت مارغريت مالر في 10 مايو عام 1897 لعائلة يهودية في بلدة صغيرة في غرب المجر تدعى سوبرون. عاشت مارغريت وأختها الصغرى طفولةً صعبة بسبب زواج والديهما المضطرب. وبالرغم من ذلك، عمل والدها على تشجيعها للتفوق في الرياضيات والعلوم الأخرى، لتلتحق بعد إنهائها المدرسة الثانوية لتلتحق بمدرسة فاتسي أوتساي العليا حيث لم يكن استمرار المرأة في التعليم الرسمي معتادًا في ذلك الوقت. كانت بودابست ذات تأثير كبير على حياتها الشخصية والمهنية؛ حيث قابلت هناك المحلل النفسي الهنغاري المؤثر شاندور فيرينزي، وأصبحت مفتونة بمفهوم العقل الباطن، وشُجِّعت على قراءة أعمال سيغموند فرويد.[2] بدأت شونبيرغر في سبتمبر عام 1916 دراساتها حول تاريخ الفن في جامعة بودابست، لكنها انتقلت في يناير عام 1917 إلى كلية الطب. لتبدأ تدريبها الطبي في جامعة ميونيخ بعد ثلاثة فصول دراسية، ولكن هذا لم يستمر؛ إذ أُجبِرَت على المغادرة بسبب الضغوط المتزايدة على اليهود. انتقلت في ربيع عام 1920 إلى جامعة جينا، وهناك بدأت تدرك مدى أهمية اللعب والحب للرضع ليكبروا بصحة عقلية وجسدية جيدة. تخرجت شونبيرغر بامتياز في عام 1922، وغادرت إلى فيينا للحصول على رخصة لممارسة الطب. تحول اختصاصها هناك من طب الأطفال إلى الطب النفسي، وبدأت في عام 1926 تدربها على التحليل النفسي مع هيلين دويتش؛ لتُقبَل بعد سبع سنوات كمحللة نفسية. رحبت شونبيرغر بالعمل مع الأطفال وكانت شغوفة بذلك؛ إذ أحبت الطريقة التي أعطاها الأطفال انتباههم فيها وأظهروا فرحتهم في التعاون معها. تزوجت مارغريت شونبيرغر في عام 1936 من بول مالر. انتقل الزوجان إلى بريطانيا بعد صعود النازيين إلى السلطة، ومن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1938. أنشأت بعد حصولها على ترخيص طبي من نيويورك عيادة شونبيرغر مالر في قبو وبدأت في إعادة بناء عملائها. التقت في عام 1939 بنيامين سبوك، وبعد أن قدمت ندوة حول التحليل النفسي للطفل في عام 1940، أصبحت معلمة كبيرة في التحليل النفسي للطفل. التحقت بمعهد التنمية البشرية والمعهد التربوي وجمعية التحليل النفسي في نيويورك، وعملت في عام 1948 على دراسات سريرية حول الحالات الحميدة والخبيثة من الذهان في مرحلة الطفولة. منحت كلية بارنارد في احتفالات عام 1980 شونبيرغر مالر أعلى وسام تقدير في الكلية، وهو وسام بارنارد للتميز. توفيت شونبيرجر مالر في الثاني من أكتوبر عام 1985. عملهاعملت مارغريت مالر كمحللة نفسية مع الأطفال المضطربين نفسيًا، وأسست مع مانويل فورير مركز ماسترز للأطفال في مانهاتن في عام 1950، وطورت هناك نموذج العلاج الثلاثي، الذي شاركت فيه الأم في علاج الطفل. بدأت مالر في استكشافات أكثر توجهًا للاضطرابات الشديدة في الطفولة وأكدت على أهمية تأثير البيئة على الطفل. كانت مهتمة بالعلاقة بين الأم والرضيع بشكل خاص ووثقت بعناية تأثير الانفصال الباكر للأطفال عن أمهاتهم. كانت أعمالها حول الانفصال والتفرد من أهم الإسهامات التي قدمتها لتطوير التحليل النفسي. ويمكن اعتبار الانفصال والتفرد بمثابة الولادة النفسية للطفل؛ وهو ما يحدث على مدى الفترة التي يبدأ فيها الطفل بالانفصال عن الأم ويصبح متفردًا ومستقلًا. ألقت مالر الضوء على السمات الطبيعية وغير الطبيعية لعلم نفس الأنا التنموي. وعملت مع الأطفال الذين يعانون من الذهان، على الرغم من عدم تغطية التحليل النفسي بعد للذهان.[3] خطرت لها فكرة ذهان الطفل التكافلي. إذ رأت أنّ الأعراض ما هي إلا خروج عن محور العمليات الطبيعية حيث تصبح التمثيلات الذاتية (تمثيل ذات الشخص لنفسه) وتمثيل الكائنات (تمثيل شخص مألوف) متباينة. ولعل أهم أعمالها هو «الولادة النفسية للرضيع البشري: التكافل والتفرد» الذي كتبته في عام 1975 مع فريد باين وآني بيرغمان. نظرية الانفصال- التفرد لنمو الطفليحدث نمو الطفل في نظرية مالر على مراحل، ولكل مرحلة منها عدة مراحل فرعية:
مكن أن تؤدي الاضطرابات في عملية الانفصال والتفرد الأساسية إلى اضطراب قدرة الحفاظ على إحساس موثوق به بالهوية الفردية في مرحلة البلوغ.[4] استمرارية الكائنيصف مصطلح استمرارية الكائن -على غرار مصطلح ديمومة الكائن لجان بياجيه- المرحلة التي يفهم الطفل فيها امتلاك الأم هوية منفصلة وأنها بالفعل فرد منفصل. يؤدي هذا إلى تشكيل الاستبطان، وهو التمثيل الداخلي الذي شكله الطفل للأم؛ يوفر هذا الاستبطان للطفل صورة تزوده بمستوى لاوعي من الدعم التوجيهي والراحة من أمه. يمكن أن تؤدي أوجه القصور في الاستبطان الإيجابي إلى الشعور بعدم الأمان وقلة احترام الذات في مرحلة البلوغ. أعمال مختارة
المراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia