لقمان محسن سليم (1962 - 3 فبراير2021[6])؛ هو كاتب وناشر وقائد رأي سياسي لبناني،[7] الذي روج لثقافة الذكرى للتعامل مع العديد من النزاعات الماضية والحالية في لبنان والمنطقة بأسرها. عُرف سليم بشكل خاص بأنه من أبرز منتقدي حزب الله[8] وأيضًا ينتقد جميع الأحزاب الطائفية الأخرى.[9][10] أُغتيل بخمس رصاصات في الرأس وواحدة في الظهر في سيارته في منطقة العدوسية أثناء عودته من نيحا في جنوب لبنان.[11][12] على الرغم من أنه لم يُتَعَرَّف على من قتله بعد، إلا أن أصابع الاتهام تُشير إلى حزب الله. سبق وأن أفاد سليم بتلقيه تهديدات بالقتل من الحزب.[13]
أسس سليم في العام 1990 «دار الجديد للنشر»،[16] التي تهتم بنشر الأدب العربي ومقالات ذات محتوى مثير للجدل، وتتراوح منشوراتها بين الكتب التي يحظرها الأمن العام اللبناني وحتى الترجمات العربية الأولى لكتابات محمد خاتمي الرئيس الإصلاحي الإيراني السابق والتي أثارت جدلًا داخل المجتمع الشيعي في لبنان، نشرت العديد من مقالات ومقالات وترجمات سليم في الصحف والكتب الإنجليزية والفرنسية والعربية.
و«أمم للأبحاث والتوثيق»، هي منظمة غير ربحية مقرها في حارة حريك جنوب بيروت، تقوم المنظمة بإنشاء أرشيف مفتوح للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان، وتنظم وتسهل المعروضات للفنانين في معرضه الشهير[20] لمعالجة ندوب الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، والتي تعدّ من المحرمات ولا تدرس على مستوى المدارس الابتدائية أو الثانوية. تنظم أمم أيضًا عروض الأفلام والمعارض الفنية والمناقشات المتعلقة بالعنف المدني وذاكرة الحرب.[21]
في العام 2008 أسس مع آخرين «جمعية المحور اللبناني في سبيل مواطنية جامعة (هيا بنا)»، مركزها في حارة حريك أيضًا. ومن أهدافها:
الدفاع عن قيم المواطنية والتسامح والتعدد والديمقراطية وحقوق الإنسان ونشرها بكل الوسائل الممكنة.
تنمية أوضاع المواطنين من النواحي الثقافية والعلمية والاجتماعية والصحية.
الحرص على توفير الاستقرار والأمن للمواطن وإعداده للمواطنية المثلى، وتمتين الروابط اللبنانية وتطبيق المساواة في ما بينهم.
دعم التواصل مع المغتربين بغية اشتراكهم في المجتمع اللبناني.
التأكيد على حقوق المرأة كشريكة أساسية في المجتمع اللبناني.
احترام المواثيق الحكومية والمواثيق الدولية.
نشر الثقافة العامة وإغاثة كافة المحتاجين سواء كان من جراء الكوارث الطبيعية والحروب.
ولبلوغ أهدافها يعود للجمعية أن تقوم بجميع النشاطات الاجتماعية والثقافية مثل: إنشاء مدارس ومستشفيات ومستوصفات وإصدار مطبوعات دورية جامعة. على أن تطبق البنود المذكورة أعلاه وفقا للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء وبعد موافقة المراجع المختصة.[22]
في ليلة 3 فبراير/شباط 2021، أثناء حظر التجول، كان لقمان عائدًا لوحده في سيارته المُستأجرة إلى بيروت، بعد أن زار صديقه في نيحا بقضاء صور. ولاحقًا عُثِّر على سيارته في منطقة نائية بين قريتي العدوسيةوتفاحتا في قضاء الزهراني الجنوبي في قضاء صيدا،[42] وعثر على لقمان مقتولاً بداخلها بعد إطلاق النار عليه أربع مرات في رأسه ومرة في ظهره. وقد أُدخل إلى مُستشفى محلي، حيثُ أُعلن عن وفاته. وقالت شقيقته رشا الأمير إنه «ربما كانت هناك أسباب إيديولوجية وسياسية خلف عملية اغتياله».[43]
وكان سليم قد ذكر في الأيام التي سبقت مقتله بأن حزب الله كانوا يُهددونه في منزله ويتهمونه بالخيانة.[44] وبعد التأكد من مقتله، غرّد جواد نصر الله، نجل أمين عام حزب الله، على تويتر قائلاً: «خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب #بلا_أسف». وحذف التغريدة فيما بعد ونفى أنه يكون قد كان يشير إلى مقتل لقمان سليم.[45] وأدان حزب الله مقتله، ونفى أي تورط له، ودعا إلى إجراء تحقيق فوري.[43]
ما بعد اغتياله
كشف النائب العام الاستئنافي في جنوب لبنانرهيف رمضان أن جثة لقمان سليم قد وجدت مصابة بـ4 طلقات في الرأس، ولم يعثر مع الجثة على أي بطاقة تعريف. وكانت قوى الأمن الداخلي قد أعلنت العثور على جثة الناشط سليم في سيارته الخميس 4 شباط (فبراير)2021، بمنطقة العدوسية (جنوب لبنان)، بعد ساعات من إعلان أسرته فقدان الاتصال به.[46]
«أنها لاتتهم أحدا في اغتيال أخيها، لكن المسؤولين عن الجريمة معروفين، هم قاموا بتوجيه أصابع الاتهام لأنفسهم، من المعروف من هو المتحكم في هذه المنطقة».
وأضافت:
«أن شقيقها قد سبق وتعرض لتهديدات متنوعة، وصلت إلى منزله، متهمة أن هؤلاء الذين سبقوا أن هددوه في بيته هم الضالعين في قتله»… «لا أثق في قدرة القضاء اللبناني … هذا قدر وليس قضاء.. قدر سيخنقنا جميعا»، شاكية من تكاسل الأمن في الاستجابة لشكوى غياب شقيقها، وتقاعسه عن حمايته رغم تعرضه لتهديدات تمس سلامته الشخصية على مدار عام. [46]
بعد إعلان خبر اغتيال سليم، أصدرت العديد من الجهات السياسية والجمعيات الناشطة في لبنان بيانات استنكار، منها:[47]
دان تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري (رئيس الوزراء المكلف حينذاك)، «بأشد عبارات الاستنكار هذه الجريمة النكراء». وحذر المستقبل الذي اغتيل مؤسسه رفيق الحريري في العام 2005، في بيان، من مخاطر العودة إلى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين. وطالب الجهات المختصة الأمنية والقضائية الشرعية إلى جلاء الحقيقة بأسرع وقت.
وقال وزير الداخلية محمد فهمي: "إن ما حصل اليوم جريمة مروعة ومدانة". وكشف أنه أجرى اتصالات مع قادة أجهزة الأمن لمتابعة تداعيات اغتيال لقمان سليم". وكتبت السفيرة اللبنانية السابقة لدى الأردن تريسي شمعون على حسابها في "تويتر": "كان لقمان سليم صاحب رأي. تماما كما كنت، في ما قلته، صاحبة رأي. حين لا تُحتمل الآراء المختلفة إلى حد القتل أو التخوين فهي مؤشر على النهايات. أخاف على نهاية البلد (..)".
وقال وزير العدل السابق أشرف ريفي: «إن الاغتيال يأتي في إطار مسلسل تصفيات الترهيب وكتم الأفواه».[47]
وفي وقت لاحق، أصدر حزب الله بيانا مقتضبا جاء فيه: «يدين حزب الله قتل الناشط السياسي لقمان سليم، ويطالب الأجهزة القضائية والأمنية المختصة بالعمل سريعا على كشف المرتكبين ومعاقبتهم، ومكافحة الجرائم المتنقلة في أكثر من منطقة في لبنان وما يرافقها من استغلال سياسي واعلامي على حساب الأمن والاستقرار الداخلي».[48]
وقال نائب أمين حزب الله نعيم قاسم لا علم لنا باغتيال لقمان سليم ولا نملك معلومات وكل اتهام هو اتهام سياسي له علاقة بتعليمات أميركية من أجل تشويه صورة حزب الله ونطلب من الأجهزة الأمنية والقضائية اعلان نتائج التحقيق للرأي العام[49]
^Monika؛ Slim، Lokman؛ Avril، Philippe؛ Bussmann، Gabriela؛ Doc & Film International (Firm)؛ Films de l'Étranger؛ Golden Egg Entertainment؛ Umam Production (Firm)؛ Radio-télévision suisse (2017). Tadmor. OCLC:974517280. مؤرشف من الأصل في 2017-08-21.