قس بن ساعدة
قُسُّ بن ساعدة الإيادي شاعر وحكيم من حكماء العرب قبل الإسلام. توفي حوالي عام 600م الموافق 23 قبل الهجرة. بنو إيادقال القلقشندي في كتابه صبح الأعشى "إياد" بكسر الهمزة ودال مهملة في الآخر وهم بنو إياد بن نزار المقدم ذكره، قال المؤيد صاحب حماه وفارقَ إيادٌ الحجازَ وسارَ بأهله إلى أطراف العراق فأقام به، ومِن إيادٍ قسُّ بن ساعدة الإيادي.[1] ما روي عن حياتههو قُسُّ بن ساعدة بن حُذَافة بن زُفر بن إياد، وقيل: قُسُّ بن ساعدة بن عمرو بن عدي بن مالك بن ايدعان بن النمر بن وائلة بن الطمثان بن عوذ مناة بن يقدم بن أفصى بن دعمي بن إياد.[2] يذكر أحمد أمين أن أدباء العرب ذكروا أن ابن ساعدة كان نصرانيا وأنه أسقف كعبة نجران بينما يقطع لامانس في كتابه عن يزيد ببطلان ذلك ويذكر أنه لم يكن له صلة بنجران ويرجِح أنه من الحنيفية، ويعده الشهرستاني في كتاب الملل والنحل بين من يعتقد التوحيد ويؤمن بيوم الحساب. أقوال منسوبة إليهتُنسب إلى قس بن ساعدة أفعال عديدة، وأقوال كثيرة شعرا وسجعا ونثرا، كعديدين من حكماء العرب. ومما ينسب إليه:
«أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج. ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا؟ تبا لأرباب الغافلة والأمم الخالية والقرون الماضية.»
فـي الذاهبـين الأ ولـيـ ـن من القرون لنا بصائر لـمـا رأيـت مـــواردا للموت لـيس لهـا مصـادر ورأيـت قومــي نـحوهــا يـمضي الأصـاغر والأكـابر لا يــرجع المــــاضي ولا يبقى مـن البـاقين غابر أيـقنت أنـــي لا محـــا لة حيث صار القوم صـائر وينسب الرواة كذلك إلى قس بن ساعدة حكما كثيرة منها:
كتب الجاحظ في البيان والتبيين عن قُس:[4]
وفي موضع آخر:
في الشعر الجاهليقال الأعشى: وأحلم من قـس وأجرى من الـذي بذي الغيل من خفان أصبح حادرا وذكر جواد علي قسا بن ساعدة مرارا في كتابه: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام. قال: ولدى الرواة أبيات ينسبونها إلى بعض الشعراء الجاهليين، هم الأعشى، والحطيئة، ولبيد، ذكر فيها اسم قس، وقد أشيد فيها بفصاحته وبلاغته وحكمته، حتى جعل لبيد لقمان دون قس في الحكم، وقد ضرب المثل بشخصيات جاهلية تركت أثرا في أيامها، فضرب بها المثل، مثل « أبلغ من قس » ويراد به قس بن ساعدة الخطيب الشهير.[5] وجاء في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة: " قس بن حذافة بن زفر بن إياد الإيادي البليغ الخطيب المشهور. وكانت العرب تعظمه وضربت به شعراؤها الأمثال. يقول الأعشى في قصيدة له: وأحلم من قـس وأجرى من الـذي بذي الغيل من خفان أصبح حادرا وقال الحُطيئة: وأقول من قس وأمضى كما مضى من الرمح إن مس النفوس نكالها وقال لَبيد: وأخـلـف قـسـا لـيـتـنـي ولـعـلـنـي وأعـيا على لـقـمان حـكـم التـدبـر وأشار بذلك إلى قول قس بن ساعدة: وما قد تولى فـهـو قـد فـات ذاهـبا فـهـل يـنـفـعـني لـيـتـني ولعـلني تبشيره بانه من اهل الجنةقال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «يرحم اللّه قسّا، إني لأرجو أن يبعث يوم القيامة أمّة وحده,فقال رجل يا رسول اللّه: لقد رأيت من قسّ عجبا. قال: وما رأيت؟ قال: بينا أنا بجبل يقال له سمعان في يوم شديد الحرّ، إذ أنا بقسّ بن ساعدة تحت ظلّ شجرة عند عين ماء، وعنده سباع، كلما زأر سبع منها على صاحبه ضربه بيده وقال: كفّ حتى يشرب الذي ورد قبلك. قال: ففرقت ، فقال: لا تخف./ وإذا أنا بقبرين بينهما مسجد، فقلت له: ما هذان القبران؟ قال هذان قبرا أخوين كانا لي فماتا، فاتّخذت بينها مسجدا أعبد اللّه جلّ وعزّ فيه حتّى ألحق بهما. ثم ذكر أيامهما فبكى، ثم أنشأ يقول: خليلي هبّا طالما قد رقدتما ... أجدّكما لا تقضيان كراكما ألم تعلما أنّي بسمعان مفرد ... ومالي فيه من حبيب سواكما أقيم على قبريكما لست بارحا ... طوال الليالي أو يجيب صداكما كأنّكما والموت أقرب غاية ... بجسمي في قبريكما قد أتاكما فلو جعلت نفس لنفس وقاية ... لجدت بنفسي أن تكون فداكما فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «يرحم اللّه قسّا».[6] انظر أيضامراجع
مصادر |
Portal di Ensiklopedia Dunia