فولوديمير أوليكساندروفيتش زيلينسكي (بالأوكرانية: Володимир Олександрович Зеленський) (مواليد 25 يناير 1978) هو رجل دولة أوكراني وممثل وكوميدي سابق يشغل منصب رئيس أوكرانيا منذ عام 2019. حصل على اعتراف عالمي كزعيم لأوكرانيا في زمن الحرب خلال الغزو الروسي لأوكرانيا.
نشأ زيلينسكي في كريفي ريه، وهي منطقة ناطقة بالروسية في جنوب شرق أوكرانيا.[35] قبل عمله في التمثيل، حصل زيلينسكي على شهادة في القانون من جامعة كييف الوطنية للاقتصاد. ثم تابع الكوميديا وأنشأ شركة الإنتاج Kvartal 95، التي تنتج الأفلام والرسوم المتحركة والبرامج التلفزيونية بما في ذلك مسلسل خادم الشعب، والتي لعب فيها زيلينسكي دور رئيس أوكرانيا. بُث المسلسل من عام 2015 إلى عام 2019 وكان يحظى بشعبية كبيرة. أنشأ موظفو Kvartal 95 حزبًا سياسيًا يحمل نفس اسم المسلسل التلفزيوني - خادم الشعب-في مارس 2018.
أعلن زيلينسكي ترشحه للانتخابات الرئاسية الأوكرانية لعام 2019 مساء 31 ديسمبر 2018، إلى جانب خطاب ليلة رأس السنة للرئيس بترو بوروشنكو على قناة 1+1 التلفزيونية. وكان قد أصبح بالفعل أحد المرشحين الأوائل في استطلاعات الرأي للانتخابات، وهو من خارج الوسط السياسي. وفاز في الانتخابات بنسبة 73.2 في المائة من الأصوات في الجولة الثانية، متغلبا على بوروشنكو.
كرئيس، كان زيلينسكي من دعاة الحكومة الإلكترونية والوحدة بين الأجزاء الناطقة باللغة الأوكرانية والروسية من سكان البلاد.[36] أسلوب التواصل الخاص به يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ولا سيما انستغرام.[37] حقق حزبه فوزًا ساحقًا في انتخابات تشريعية مبكرة أجريت بعد وقت قصير من تنصيبه رئيسًا . خلال فترة إدارته، أشرف زيلينسكي على رفع الحصانة القانونية لأعضاء البرلمان الأوكراني،[38] واستجابة البلاد لوباء كوفيد-19 وما تلاه من ركود اقتصادي، وبعض التقدم في التصدي للفساد.[39][40] يزعم منتقدو زيلينسكي أنه في انتزاع السلطة من القلة الأوكرانية، سعى إلى مركزية السلطة وتعزيز موقفه الشخصي.[41]
ووعد زيلينسكي بإنهاء الصراع الذي طال أمده مع روسيا كجزء من حملته الرئاسية، وحاول الدخول في حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.[42] واجهت إدارة زيلينسكي تصعيدا في التوترات مع روسيا في عام 2021، وبلغت ذروتها في إطلاق غزو روسي واسع النطاق في فبراير 2022. إستراتيجية زيلينسكي أثناء حشد الجيش الروسي كانت تهدئة الشعب الأوكراني وطمأنة المجتمع الدولي بأن أوكرانيا لا تسعى للانتقام.[43] وفي البداية نأى بنفسه عن التحذيرات من حرب وشيكة، بينما دعا أيضاً إلى تقديم ضمانات أمنية ودعم عسكري من حلف شمال الأطلسي «لمواجهة» التهديد.[35] وبعد بداية الغزو، أعلن زيلينسكي الأحكام العرفية في مختلف أنحاء أوكرانيا والتعبئة العامة.
النشأة
ولد فولوديمير أوليكساندروفيتش زيلينسكي لأبوين يهوديين في 25 يناير 1978 في كريفي ريه، حينها جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية. والده، أوليكسندر زيلينسكي، هو أستاذ ورئيس قسم علم التحكم والاتصال وأجهزة الحوسبة في معهد كريفي ريه للاقتصاد. والدته ريما زيلينسكا كانت تعمل مهندسة. جده، سيميون (سيمون) إيفانوفيتش زيلينسكي، خدم في الجيش الأحمر (في فرقة البنادق الآلية الحرس 57)[44] خلال الحرب العالمية الثانية. قتل والد سيميون وثلاثة من أشقاءه في الهولوكوست.[45] قبل بدء المدرسة الابتدائية، عاش زيلينسكي لمدة أربع سنوات في مدينة إردينيت المنغولية، حيث كان والده يعمل. وفي السادسة عشرة من عمره اجتاز اختبار اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية وحصل على منحة تعليمية للدراسة في إسرائيل لكن والده لم يسمح له بالذهاب[46] وحصل فيما بعد على درجة الحقوق من معهد كريفيي ريه للاقتصاد، ثم أحد أقسام الجامعة الاقتصادية الوطنية في كييف، وهو الآن جزء من جامعة كريفي ريه الوطنية، لكنه لم يمضي إلى العمل في المجال القانوني.[47]
عمله في المجال الترفيهي
انضم في سن السابعة عشر إلى فريق كي في إن المحلي وسرعان ما دعي للانضمام إلى الفريق الأوكراني الموحد (Zaporizhia-Kryvyi Rih-Transit) الذي قدم عرضًا في دوري كي في إن الرئيسي وفاز في النهاية في عام 1997. أسس وترأس في العام نفسه فريق كفارتال-95 الذي تحول لاحقًا إلى فريق كفارتال-95 الكوميدي. قدم فريق كفارتال-95 بين عامي 1998 و2003 عروضًا في الدوري الرئيسي وفي أعلى دوري أوكراني مفتوح للكي في إن، أمضى أعضاء الفريق الكثير من الوقت في موسكو وتجولو باستمرار في دول ما بعد الاتحاد السوفييتي. في عام 2003، بدأ كفارتال-95 بإنتاج برامج تلفزيونية لقناة 1+1 التلفزيونية الأوكرانية، وفي عام 2005، انتقل الفريق إلى قناة أنتر التلفزيونية الأوكرانية.[48]
أدى في عام 2008، دور البطولة في الفيلم الرئيسي لوف إن أ بيغ سيتي (الحب في مدينة كبيرة)، وفيلم (لوف إن أ بيغ سيتي2) الذي كان تكملة له. استمر زيلينسكي في مسيرته السينمائية من خلال فيلم (أوفيس رومانس. أور تايم) في عام 2011 وفيلم (رجيفسكي فيرسس نابليون) في عام 2012. تم إطلاق فيلم (لوف إن أ بيغ سيتي3) في يناير 2014. لعب زيلينسكي أيضًا الدور الرئيسي في فيلم (8 فيرست ديتس) الذي أطلق عام 2012، وتم إنتاج التكملة في عامي 2015 و2016.[49]
كان زيلينسكي عضوًا في مجلس إدارة قناة إنتر التلفزيونية والمنتج العام منذ عام 2010 حتى عام 2012.[50]
في أغسطس عام 2014، عارض زيلينسكي نية وزير الثقافة الأوكراني في حظر الفنانين الروس من أوكرانيا. حظرت أوكرانيا الفنانين الروس والأعمال الروسية الثقافية الأخرى من دخول أوكرانيا منذ عام 2015. في عام 2018، حُظر الفيلم الرومنسي الكوميدي لوف إن أ بيغ سيتي2 من بطولة زيلينسكي في أوكرانيا.[51][52]
بعد أن أوردت وسائل الإعلام الأوكرانية أن كفارتال-95 التابعة لزيلينسكي تبرعت خلال الحرب في دونباس بمليون هريفينيا للجيش الأوكراني، رفع بعض السياسيين والفنانين الروس عريضة لحظر أعماله في روسيا. عارض زيلينسكي مجددًا نية وزير الثقافة الأوكراني في حظر الفنانين الروس من أوكرانيا.[53]
في عام 2015، أصبح زيلينسكي نجم المسلسل التلفزيوني الشعبي خادم الشعب، حيث لعب فيه دور رئيس أوكرانيا. كانت شخصية زيلينسكي في المسلسل هي مدرسٌ لمادة التاريخ في مدرسة ثانوية في الثلاثينات من عمره، يفوز في الانتخابات الرئاسية بعد انتشار فيديو له يظهر فيه وهو يصرخ ضد الفساد الحكومي في أوكرانيا.
تم حظر مسلسل زيلينسكي الكوميدي الذي حمل عنوان سفاتي، إن لوز، من العرض في أراضي أوكرانيا في عام 2017. تم رفع الحظر في مارس عام 2019.[54]
عمل زيلينسكي في الغالب في الإنتاج باللغة الروسية. كان أول دور له باللغة الأوكرانية في الكوميديا الرومنسية «أنا، أنت، هو، هي»، الذي عرض على الشاشات الأوكرانية في ديسمبر عام 2018. كانت النسخة الأولى من السيناريو مكتوبة باللغة الأوكرانية لكنها تُرجمت إلى الروسية من أجل الممثلة الليتوانية أغني غروديت. ثم تمت دبلجة الفيلم إلى الأوكرانية.[55][56]
بداية الحياة السياسية
تم إنشاء الحزب السياسي خادم الشعب في مارس 2018 من قبل أشخاص من شركة الإنتاج التلفزيوني Kvartal 95، والتي أنشأت أيضا المسلسل التلفزيوني الذي يحمل نفس الاسم.[57][58][59]
في مقابلة مع دير شبيغل في مارس 2019، صرح زيلينسكي أنه ذهب إلى السياسة لاستعادة الثقة في السياسيين وأنه يريد «جلب أشخاص محترفين ومحترمين إلى السلطة» و«يود حقا تغيير مزاج وطابع المؤسسة السياسية، قدر الإمكان».[57][58][59]
بداية من 31 ديسمبر 2018،[60] قاد زيلينسكي حملة رئاسية ناجحة[61] شبه افتراضية[62] لعزل الرئيس بيترو بوروشينكو، في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر فقط. فاز زيلينسكي بكل من الجولة الأولى من الانتخابات في 31 مارس،[63] وانتخابات الإعادة في 21 أبريل 2019.[64] وكان أحد وعود زيلينسكي في حملته الانتخابية الرئاسية أنه لن يخدم سوى فترة ولاية واحدة في منصبه (أي خمس سنوات).[65]
عين زيلينسكي أندري بوهدان رئيسًا لمكتب رئيس أوكرانيا. قبل ذلك، كان بوهدان محامي إيهور كولومويسكي.[69] بموجب قواعد التطهير في أوكرانيا، التي تم تقديمها في عام 2014 بعد إحتجاجات الميدان الأوروبي، لا يحق لبوهدان تولي أي منصب حكومي حتى عام 2024.[69] ومع ذلك، أكد بوهدان أنه نظرًا لأن رئاسة مكتب رئيس أوكرانيا لا تعتبر من أعمال الخدمة المدنية، فإن التطهير لا ينطبق عليه.[70] عدد من أعضاء الإدارة الرئاسية المعينين من قبل زيلينسكي كانوا زملاء سابقين من شركة الإنتاج السابقة، كفارتال 95،[69] بما في ذلك بكانوف ايفان هينادييوفيتش، الذي أصبح نائب رئيس خدمة أمن أوكرانيا.[71] رفضت نائبة وزير الخارجية السابقة لانا زركال التعيين في منصب نائب رئيس الإدارة الرئاسية، لكنها وافقت على العمل كممثل أوكراني للمحاكم الدولية المتعلقة بروسيا.[72] رفض البرلمان طلبات زيلينسكي باستبدال وزير الخارجية ووزير الدفاع والمدعي العام ورئيس جهاز الأمن الأوكراني.[73][74] كما قام زيلينسكي بإقالة واستبدال 20 من حكام مقاطعات أوكرانيا البالغ عددها 24.[75]
وافقَ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 14 أيلول/سبتمبر 2020 على استراتيجيّة الأمن القومي الجديدة لأوكرانيا والتي تنصُّ «على تطويرِ شراكة مميّزة مع الناتو بهدف الحصول على عضويّة داخل الحلف».[78][79][80] وقَّع زيلينسكي في 24 آذار/مارس 2021 المرسوم رقم 117/2021 بالموافقة على «استراتيجيّةِ إنهاء الاحتلال وإعادة دمج [استرجاع] الأراضي المحتلّة لجمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول».[81]
^Grytsenko، Oksana؛ Vlasova، Anastasia (12 أبريل 2014). "Armed pro-Russian insurgents in Luhansk say they are ready for police raid". Kyiv Post. Luhansk: Businessgroup LLC. مؤرشف من الأصل في 2014-04-12. اطلع عليه بتاريخ 2022-02-01. ... their top aim is federalization of the country through all-Ukrainian referendum, one step from secession from the nation. It should be a federation in the borders of Ukraine, but with the right to separate if people demand this, Kariakin said, confident that 85 percent of people in Luhansk Oblast, Ukraines seventh most populous with 2.2 million people, support him.
^Ragozin, Leonid (16 Mar 2019). "Annexation of Crimea: A masterclass in political manipulation". aljazeera.com (بالإنجليزية). الجزيرة. Archived from the original on 2020-05-08. Retrieved 2022-01-24. Putin framed the invasion and eventual annexation of Crimea as an act of salvation rather than a clear violation of international law and turned a revolution which could have marked the end of his rule into a much-needed popularity booster ...{{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (help)
^"Relations with Ukraine". حلف شمال الأطلسي. NATO. 11 يناير 2020. مؤرشف من الأصل في 2022-02-23. اطلع عليه بتاريخ 2022-02-15. In September 2020, President Volodymyr Zelenskyy approved Ukraine's new National Security Strategy, which provides for the development of the distinctive partnership with NATO with the aim of membership in NATO.
^Taylor، Paul (23 نوفمبر 2021). "Ukraine: NATOs original sin". بوليتيكو. شركة أكسل شبرينقر. مؤرشف من الأصل في 2022-02-09. اطلع عليه بتاريخ 2022-02-01. The result heightened Kremlins fears of encirclement and of losing the strategic depth that enabled Russia to prevail over Western invaders twice ... no amount of assurances that NATO is not a threat to Russia, that its purpose is purely defensive or that none of its weapons would ever be used except in response to an attack could assuage Moscow.
^Bullough، Oliver (28 مارس 2014). "Vladimir Putin: The rebuilding of Soviet Russia". BBC. مؤرشف من الأصل في 2022-01-24. اطلع عليه بتاريخ 2022-01-25. He does not understand that the collapse of the Soviet system was predetermined, therefore he believes his mission is to restore the Soviet system as soon as possible, he (Vladimir Bukovsky) says.
^Wiktor، Szary؛ Sobczak، Pawel؛ Emmott، Robin؛ Sytas، Andrius؛ Muller، Robert؛ Dagenborg، Joachim (20 يونيو 2016). Boulton (المحرر). "In push for equal NATO status, Poland asks for flashpoint troops". Reuters. Thomson Corporation. مؤرشف من الأصل في 2022-01-25. اطلع عليه بتاريخ 2022-01-25.