أنواع الفصة ذات أهمية اقتصادية كبيرة كمحاصيل أعلاف، حيث يمكن استعمالها لتغذية الحيوانات المختلفة مثل الأبقاروالأغناموالدواجن. تعتبر الفصة المزروعة (أو البرسيم الحجازي) أكثر أنواع الفصة أهمية دون منازع، فهي تزرع في معظم أنحاء العالم[6] كمحصول علفي رئيسي وهو رابع أهم محصول في أمريكا الشمالية. والفصة المزروعة تسمى ملكة المحاصيل العلفية بسبب إنتاجها الغزير ومحتواها العالي من البروتينات، [7] والفصة المزروعة ضرورية عند الحديث عن تربية حيوانات بشكل حديث واقتصادي.[7] ويمكن الاعتماد عليها للمساهمة في سد النقص الحاصل في محاصيل الأعلاف في الوطن العربي.[8]
لم تحظ أنواع الفصة باهتمام كبير في الوطن العربي إلى وقت قريب، عكس مناطق أخرى من العالم. مع ذلك، تعد الفصة المزروعة محصول العلف البقولي الوحيد المزروع في السعودية.[9] في السنوات الأخيرة بذلت جهود كبيرة في أقطار مختلفة من الوطن العربي (مثل السعودية[10]والجزائر[11]ومصر[12]) لزيادة المساحات المزروعة بالفصة نظرا لأهميتها في مجال تغذية أبقار الحليب. ففي السعودية ونتيجة لتطور مشاريع إنتاج الألبان ونشوء مشاريع الإنتاج الحيواني المتخصصة في أوائل الثمانينيات ازداد الطلب على محاصيل الأعلاف مما أدى إلى ظهور مشاريع الأعلاف المتخصصة التي ساهمت في التوسع الكبير في زراعة الأعلاف في المملكة، حيث تضاعفت المساحات المزروعة بمحاصيل الأعلاف من 29 ألف هكتار في عام 1980 إلى 305 ألف هكتار في عام 1995 مما انعكس على زيادة كميات الأعلاف المنتجة من 336 ألف طن إلى 3068 ألف طن خلال نفس الفترة.[10] بلغت مساحة الفصة المزروعة في سورية عام 2002 نحو 4225 هكتاراً أنتجت نحو 76940 طناً.[13]
قدرتها على تثبيت النيتروجين الجوي
إضافة إلى ذلك، تمتلك أنواع الفصة، كغيرها من نباتات الفصيلة البقولية، قدرة على تثبيت النيتروجين الجوي من خلال شراكة تعايشية مع بكتيرياالمستجذرة، وبذلك تساهم هذه النباتات في زيادة خصوبة التربة وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، إضافة إلى إنتاجها الغزير من المادة الجافة. وبفضل هذه الخاصية يمكن لأنواع الفصة أن تستعمل كسماد أخضر.
يقع مركز أصول جنس الفصة في منطقة حوض المتوسط وتحديدا في سوريا الطبيعية التي يوجد فيها حوالي أربعين نوعا بينما يوجد في المغرب العربي حوالي ثلاثين نوعا.[15]
التنوع في الصفات الشكلية
أظهرت دراسة حديثة أجريت في هيئة البحوث العلمية الزراعية في سورية على 11 نوعا من الفصة وجود تنوع وراثي كبير لأنواع جنس الفصة في سورية. يتعلق التنوع بصفات موفولوجية مثل لون الأزهار وطبيعة النمو (قائم أو مفترش) ووزن البذور وبصفات إنتاجية مثل ومواعيد الإزهار ومواعيد النضج وكمية النمو الخضري.[16] هذا التنوع الكبير يتيح موارد وراثية للتهجين واستنباط الأصناف الجديدة.
حفظ الموارد الوراثية
توجد أربع مراكز رئيسية عالمية لجمع الموارد الوراثية لجنس الفصة. يوجد أكبر مستودع للمواد الوراثية للفصة في أستراليا، في المركز الأسترالي للموارد الوراثية للفصة (بالإنجليزية: Australian Medicago Genetic Resources Centre) في أديليد. يضم المركز حوالي 25 ألف طراز وراثي للفصة، إضافة إلى 10000 من أجناس قريبة. ويضيف المركز حوالي 1000 طراز جديد كل عام.[17] يوجد ثاني أهم مستودع للموارد الوراثية للفصة لدى المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) الواقع في في تل حدية، قرب حلب، والذي يحوي 8398 طرازا معظمها جمعت من مناطق الوطن العربي المتوسطية.[18] وأكثر من 90% من طرز إيكاردا هي للأنواع الحولية. يعد المستودع الأمريكي الثالث على مستوى العالم، وهو يوجد في مدينة بولمان (ولاية واشنطن) الذي يضم حسب عام 2001 حوالي 7500 طراز، 4000 منها للفصة المزروعة. جمعت الأصول الوراثية في المركز الأمريكي من 91 بلدا ويعود حوالي نصف الأصول لبلدان متوسطية. يوجد رابع المراكز العالمية وأهم المراكز الأوروبية في فرنسا (في المعهد الوطني للبحوث الزراعية)، الذي يحوي مجمعه للفصة أكثر من 2800 كراز وراثي 500 منها تتبع أصناف الفصة المزروعة و200 لأنواع معمرة أخرى والباقي للأنواع الحولية.[19]
يعود هذا التفاوت بين المراكز في نسب الأنواع الحولية والمعمرة إلى اختلاف النظم الزراعية، حيث لا تتمتع الأنواع الحولية بأهمية كبيرة في الولايات المتحدة، بينما في مناطق الوطن العربي والمناطق ذات المناخ المتوسطي وفي أستراليا تسود الأنواع الحولية ذات الأهمية الرعوية وذات المقاومة الأعلى للأمراضوللإجهاد البيئي. توجد في الولايات المتحدة بشكل أساسي وفي دول أخرى بشكل أقل برامج كبيرة لتحسين أنواع الفصة، وخاصة المزروعة. في عام 2007، أنتجت شركة مونسانتو العملاقة صنف فصة مزروعة مستعدة لراوند أب (بالإنجليزية: Roundup ready alfalfa)، (معدلة وراثيا) وذلك بهدف تسهيل مكافحة الأعشاب.[20][21] مع ذلك، لم يخل الأمر من الجدل، فعارض الصنف الجديد مجموعات ضغط بيئية، مما حدى بوزارة الزراعة الأمريكية لايقاف بيع هذا الصنف في الأسواق الأمريكية حتى سمحت به من جديد عام 2011، وكذلك تأخر دخول الصنف إلى الأسواق الكندية.[22]
تخزن الموارد الوراثية على رطوبة منخفضة جدا ودرجات حرارة حوالي -20 مثوية، أو في النيتروجين السائل، للحفاظ على حيويتها وقابليتها للإنتاش مجددا.
البيئة والتأقلم لأنواع الفصة
بما أن موطن أنواع الفصة حوض البحر الأبيض المتوسط، تنجح زراعة الفصة في المناطق ذات المناخ المتوسطي لأن أنواع الفصة عموما لا تتحمل البرودة. ومن بين أنواع الفصة، تعد الفصة المزروعة أكثر الأنواع تحملا للبرودة، فهي تزرع في مناطق شمال الولايات المتحدةوكندا المعروفة بشتائها البارد، وقد تتحمل الفصة المزروعة درجات حرارة هواء قد تصل إلى -30 درجة مئوية إذا كانت مغطاة بطبقة سميكة من الثلج توفر لها عزلا حراريا يسمح بالحفاظ على درجة حرارة التربة في نطاق قريب من الصفر.
الوصف النباتي العام لأنواع جنس الفصة
الساق والأوراق
نباتات الفصة عبارة عن أعشاب أو جنبات أو شبه جنبات (تحت جنبة). الساق قائمة أو صاعدة أو منبطحة، عادة غير مشوكة. الأوراقمركبةريشيةالشكل مفردة (من ثلاث وريقات) وأحياناً مركبة شبه راحية، عادة مسننة الحواف قرب القمة وذات أذينات ملتحمة جزئياً بعنق الورقة، والتي يمكن أن تكون مكتملة أو مسننة أو ريشية.
الأزهار
الأزهار تجتمع في نوراتعذقية أو سنبلية أو رؤيسية رخوة، إبطية أو طرفية، من مفردة إلى عديدة؛ الأزهار إجمالاً معنقة؛ الكأس جرسي خماسي الأسنان (ذو فصوص متساوية نوعاً ما أو غير متساوية)، التويج أصفر (عند أغلب الأنواع الحولية) أو أرجواني، متساقط؛ الأسدية عشرة ثنائية الخوة (تلتحم خيوط 9 منها ويبقى العاشر حراً) غير ملتحمة بالبتلات. المبيض وحيد الخباء متعدد البويضات . وبعض الازهار تستمر لفترة طويلة .
القرون والثمار
يكون القرن إما وحيد البذور أو عديدها غير منفتق عند النضج؛ وهو إما بسيط الالتفاف ذو شكل منجلي، أو كلوي، أو ملتف لولبياً (حلزونياً) بعدد مختلف من اللفات التي تترك وسط القرن مفتوحاً لكنها غالباً ما تغلق مجدداً. عند بعض الأنواع بنية القرن غشائية واللفات منبسطة أو مسطحة- محدبة، أو يكون ترسي الشكل (قرصي)، وفي الأنواع الأخرى يكون القرن ذا أنسجة اسمك وحافة أغلظ إلى حد ما، وتتميز القرون بشكلها الاسطواني أو البيضوي، وهي ذات لفات مضغوطة أو مفككة، الحافة مسطحة أو مثلمة، ذات نموات (زوائد درنية) بسيطة أو أشواك، والأشواك بسيطة في القاعدة أو تتفرع إلى قسمين؛ سطح اللفات شبكي التعريق.
تكون الثمار أو البذور كبيرة بشكل عام مقارنة مع بذور أنواع النفل.[23]
تنشر الأمراض الفطرية في المناطق ذات المناخ الرطب (أو الترب الثقيلة الرطبة) وهذه الأمراض عموما قليلة الانتشار في الوطن العربي. ومن الأمراض الفطرية المهمة التي تصيب أنواع الفصة:
تصاب أنواع الفصة بأنواع مختلفة من النيماتودا مثل نيماتودا ساق الفصة (بالإنجليزية: Alfalfa stem nematode) ونيماتودا تعقد الجذور (بالإنجليزية: Alfalfa Root-Knot Nematode) ونيماتودا كيسة الجذور (بالإنجليزية: Cyst Nematode).
الأمراض الفيروسية
من بين الأمراض الفيروسية التي تصيب الفصة سجل في الوطن العربي انتشار لفيروس تبرقش الفصة (بالإنجليزية: Alfalfa mosaic virus) الذي لوحظ وجوده في مناطق مختلفة من السعودية.[25]
^Anne Bruneau; Domingos Cardoso; Michael Crisp; et al. (22 Feb 2017). "A new subfamily classification of the Leguminosae based on a taxonomically comprehensive phylogeny – The Legume Phylogeny Working Group (LPWG)". Taxon (بالإنجليزية). 66 (1): 44–77. DOI:10.12705/661.3. ISSN:0040-0262. QID:Q28947876.
^بروسبيري وآخرون، 2001. Prosperi, Genier, Auricht and Johnson, 2003. Medics (Medicago L.). Plant Genetic Resources of Legumes in the Mediterranean, edited by Nigel Maxted, Sarita Jane Bennett. Kluwer, Dorc=drecht, The Netherlands, 2001