فاطمة، هي امرأة مهاجرة من أصول مغاربية، وصلت إلى فرنسا في الثلاثينات من عمرها مع زوجها. بعد عدة سنوات، إنفصلت عن زوجها وواصلت تربية إبنتيها الإثنتين، سعاد ونسرين، في نفس الوقت الذي تعمل فيه خادمة منزلية. خائفة من أن تعرف إبنتيها ذواتي 15 و18 سنة نفس المسار المحبط والصعب والغير مستقر كالتي عاشته، حوالت قدر مستطاعها أن تساعدهما في حياتهما لتنجحا.
الإبنتين اللتين ترعرعتا في فرنسا، تتكلمان اللغة الفرنسية بطلاقة وأحسن بكثير من والدتهما ولا تفهمان كثيرا العربية. عاشت الأم فاطمة بصعوبة حاجز اللغة هذا في داخل المجتمع وأيضا حاجز الحوار نفسه داخل عائلتها. للتغلب على هذه المشاكل، كانت تكتب وبشكل يومي في مذكراتها وبلغتها الأم.
عندما كانت في فترة طويلة من الشلل بسبب حادث عمل، قررت الغوص في مجال محو الأمية وتعلم الفرنسية بشكل جيد، في نفس الوقت الذي كانت تقدم مذكراتها لطبيبتها الشابة التي تتكلم العربية.
أراد المخرج فيليب فوكون أن يعطي الدور الرئيسي لممثلة غير محترفة، معتبراً أن ممثلة حقيقية لن تؤدي دورها كما يجب فيما يخص دور المرأة التي تتكلم الفرنسية بصعوبة. حصلت ثريا زروال، وهي خادمة منزلية جزائرية مقيمة في مدينة جيفور، على الدور الرئيسي بعد أن تقدمت للدور بالصدفة، وذلك باقتراح من أخيها، ولسيرتها الذاتية الحقيقة نقاط مشتركة مع الشخصية الرئيسية حيث وفدت إلى فرنسا في عام 2002، وتلقت دروسا خصوصية لتعلم اللغة الفرنسية.