علي حفظي
لواء أركان حرب علي حفظي محمد حفظي حسن (23 مايو 1941) محافظ شمال سيناء الأسبق والمسؤول عن فرق الاستطلاع التي كانت تعمل خلف خطوط الجيش الإسرائيلي داخل عمق سيناء في حرب أكتوبر 1973. المناصب
المؤهلات
الأنواط والنياشين
النشاط الرياضي
عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم عام 1993.
بين النكسة والحربوقال اللواء علي حفظي إنه كي تتضح الصورة بشكل أكبر أمام الأجيال الجديدة التي لم تعاصر الحرب فلابد من معرفة الظروف القائمة بالوطن قبل الحرب وبعد عدوان يونيو/ حزيران 1967. وأضاف أنه على الصعيد السياسي كان الوضع سيئا للغاية، ورغم القرارات الدولية الصادرة بشأن هذا العدوان لم يقدم أي من الأطراف الخارجية خطوة إيجابية. وعلى الصعيد الاقتصادي، أغلقت قناة السويس وتوقفت السياحة كما تعطلت آبار النفط في سيناء وخليج السويس. أما اجتماعيا، فكانت الصدمة عنيفة على الشعب المصري، بما أعطى انطباعا لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل عام أن مصر أصبحت جثة هامدة ولن تقوم لها قائمة قبل نحو عقدين من الزمان. وأضح أنه على الرغم من كل تلك الصعوبات فلم يستسلم المقاتل المصري، وحقق العديد من الإيجابيات منها:
وبخصوص أزمه السلاح، قال اللواء على حفظي «إن مصدرنا الرئيسي من السلاح كان من الاتحاد السوفيتي والذي لم يعطنا ما نحتاجه من التسليح - فمن المعروف في المفاهيم العسكرية ان التسليح إما ان يكون هجوميا أو دفاعيا - وكانوا لا يعطوننا إلا التسليح الدفاعي كي يظل الوضع على ما هو عليه ولا نقوم بأي عمل إيجابى ونسترد الأرض». وأضاف أنه «عقب محاولات وتلميحات من الرئيس الراحل محمد أنور السادات باللجوء إلى الولايات المتحدة قام الاتحاد السوفيتي بإمدادنا بالأسلحة». مجموعات الاستطلاعوقال اللواء علي حفظي إن الاتحاد السوفيتى أمدنا بالمعدات الرئيسية كالمدافع والطائرات، والتي وصلت إلي 6 آلاف طن، لكنها كانت معدات ليست حديثة، بينما أمدت أمريكا إسرائيل في ثاني أيام الحرب أحدث المعدات من مخازنها، والتي وصلت إلي 60 ألف طن. أما النواحي التكنيكية الفنية التي تعيننا على الحصول علي معلومات عن الطرف الآخر - كأجهزة التنصت، والأقمار الصناعية، والطائرات المجهزة والرادارات بعيدة المدى - فقد حرمونا منها، فاستعضنا عن هذه الأشياء بقدرات الجندي المصري، ولذلك كان دور مجموعات الاستطلاع مهما للغاية، حيث لا يتخذ أي قرار إلا بعد الحصول على معلومات منهم ولم يكن لنا بديل آخر، خاصة وأن أمريكا كانت تمد إسرائيل بصور عن طريق الأقمار الصناعية. وأضاف أن جزءا من مجموعات الاستطلاع تسلل خلف خطوط العدو قبل الحرب وجزءا آخر تسلل بعد بداية الحرب، وكان ذلك يتم برا أو بحرا أو جوا، وكانوا بجوار مناطق العمل الإسرائيلية، ونجحوا في متابعة أنشطة الجانب المعادي من بداية وصوله لخط القناة وانشائه للدفاعات والسواتر ومتابعته يوميا، مما أوضح لنا تماما كيف ستكون ردود أفعالهم، وبرزت لنا نقاط الضعف والقوة لديهم على مدى 6 أعوام. وقال إن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه دايان اعترف بعد الحرب بأن مصر نجحت في استخدام أفراد الاستطلاع للحصول على معلومات تصل إلي 80% عن قدرات الجيش الإسرائيلي، وذلك مع علمهم أن مصر لم يكن لديها قدرات فنية لرصد المعلومات. وأشار حفظي إلى المساعدة الكبرى التي قدمها أهالي سيناء، مشيدا بما قدمه الكثيرون من السيناويين المجاهدين والشرفاء. الحرب مرحلة سياسيةقال اللواء علي حفظي إنه تحدث عن الثغرة والادعاءات الإسرائيلية بشأنها في محاضرة ألقاها في كلية الحرب العليا بنيجيريا، مشيرا إلى أن التغلغل الإسرائيلي ناجح جدا في إفريقيا وله كوادر متعاطفة معه بشدة، لدرجة أن بعض الكوادر الإفريقية تحصل على دورات في إسرائيل. وأوضح أنه من وجهة النظر الاستراتيجية العسكرية، تعد الحرب مرحلة من مراحل السياسة بكل أبعادها، وعندما تقفل الأبواب أمام السياسة، يتم تحويل الموقف إلي الحرب لتحقيق بعض الأهداف، ثم بعد ذلك تعود السياسة مرة أخرى، أي أن الأمور تبدأ بالسياسة وتنتهي بالسياسة. وقال إن مصر نجحت في شن الهجوم ودمرت خط بارليف واستولت عليه وعملت ما يسمى برؤوس الكباري، وقامت إسرائيل بعد ذلك بالهجوم المضاد لاستعادة الأوضاع وتدمير القوات المصرية، لكنها لم تنجح في ذلك. وأضاف أنه "بعد وضوح الرؤية خلال الأيام الأولى من الحرب، بدأت اللعبة تدار من جانب القوى العظمى (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي) وكان لابد من وقف إطلاق النار والتحول للبعد السياسي وهو "التفاوض". ومن المعروف استراتيجيا، أن التفاوض لا يصلح بين طرفين أحدهما منتصر بالكامل والآخر منهزم بالكامل، لأن الأول سيفرض شروطه، لذلك كان هناك اتفاق ضمني ما بين القوتين العظمتين على إيجاد موطئ قدم للقوات الإسرائيلية تحفظ به «ماء الوجه» بوجود جزء من قواتهم على الضفة الغربية لقناة السويس بشكل أو بآخر. وقال اللواء «حدث ذلك بالفعل عندما عبروا ثغرة ما بين الجيشين الثاني والثالث، وعندها حاصرناهم وتم التخطيط لخطة بديلة لتدمير هذه القوات، ولكن بمجرد أن استشعرت أمريكا أننا نعد لهذه الخطة، جاء هنري كسينجر- وزير الدفاع الأمريكي أنذاك - لمقابلة الرئيس أنور السادات وأبلغه رسميا أنه لو قامت مصر بالهجوم علي القوات الإسرائيلية الموجودة في منطقة الثغرة فبلاده سوف تتدخل مباشرة في الحرب ضد مصر». وأضاف حفظي أن الإسرائليين أطلقوا على الثغرة اسم «مصيدة الموت»، وذلك لإحساسهم بالرعب لحصار القوات المصرية لهم، وقد حاول شارون «قائد الثغرة» دخول الاسماعلية ولم ينجح في ذلك كما لم ينجحوا في تدمير أي قوة عسكرية مصرية، مؤكدا أن وجودهم هناك كان فقط «لحفظ ماء الوجه» عند التفاوض، وكي يثبتوا أنهم لم يهزموا هزيمة كاملة. وقال «للأسف الشديد، إن الجانب الإسرائيلى أكثر مهارة منا في التعامل مع وسائل الإعلام وفي تزييف الحقائق وتغييرها، بينما لا نمتلك نحن الانتشار الإعلامي الخارجي الذي لديهم، ولذلك فمعظم ما كتب عن حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 مكتوب من وجهة نظرهم لا من وجهة نظرنا نحن». من ناحية أخرى، أوضح اللواء علي حفظي أن هناك العديد من النماذج الخالدة والتي ضحت بأرواحها في سبيل الوطن ولكنها غير معروفه للكثيرين، وضرب مثالا بالملازم أول عبد الهادي السقا الذي كان من أبطال قوات الصاعقة، وكان مدفوعا مع فرقته خلف صفوف العدو لمنع المدرعات الإسرائيلية من الاتجاة إلى خط القناة، واستشهد هو وطاقمة نتيجة لضرب إسرائيل لطائرتهم أثناء توغلهم إلي عمق العدو. المصادر
|
Portal di Ensiklopedia Dunia