السلطانعلي إسكندر شاه بن حسين معظم شاه،[1] هو سلطان جوهر التاسع عشر،[2] خلف والده السلطان حسين معظم شاه بعد وفاته لأسباب طبيعية عام 1835. وعلى مدى السنوات العشرين التي حمل فيها لقب السلطان؛ اعترف به بعض التجار وقليل من الملاويين كسلطان لجوهر. لكنه كان مثل والده «سلطانًا دميةً» فقط، ولعب دورًا ضئيلًا في الشؤون الإدارية للدولة، التي كانت في يد التمنغكونغوالبريطانيين. وفي عام 1855 تنازل السلطان عن حقوق السيادة لجوهر (باستثناء كيسانغ في موار) إلى تمنغكونغ داينغ إبراهيم،[3] مقابل اعتراف رسمي من بريطانيا به كـ «سلطان جوهر» وراتب شهري له. وكان له سلطة إدارية على موار حتى وفاته في عام 1877، وفي معظم السجلات كان يُطلق عليه غالبًا «سلطان موار».[4]
بالرغم من حصوله على تعويض قدره 5000 دولار إسباني، وراتب شهري قيمته 500 دولار يدفعه التمنغكونغ،[5] إلا إنه أصر على عيشه حياة مُترفة، مما جعله يعاني من مشاكل مادية، اضطر على إثرها لاقتراض مبلغ قدره 53600 دولار من إحدى شركات إقراض الأموال، مقابل رهن بيع ممتلكاته في موار إلى تمنغكونغ جوهر.[6] وفي سنواته الأخيره فوَّض تحصيل ضرائب موار إلى زعيم البوقس وأتباعه، ومنح مستثمر مناجمأوروبي حقوق تعدين حصرية على كامل إقليم كيسانغ لمدة خمس سنوات،[7] ومنح تاجر أمريكي امتياز شراء 45 ميل مربع (120 كـم2) من الأراضي داخل إقليم كيسانغ. وأمضى حياته في أومبايبملقا، وعاش على مرتب شهري صغير منحته شركة الهند الشرقية البريطانية.[8] حتى توفى في يونيو1877، ودفن في ضريح داخل حدود مسجد أومباي.[9] وبعد وفاته ارتأى البريطانيون والنبلاء أن يُسلموا مملكته إلى المهراجا أبي بكر، وبذلك أصبح السلطان علي آخر سلاطين سلالة بندهارا في جوهر.[10]
تزوج علي ثلاث زوجات هن: تونكو نغاه، وأنجانغ داينغ سيتي، وسيك سيمبوك.
أنجب علي إسكندر شاه أربعة أولاد وست بنات، أما الأولاد فهم: تونكو علم شاه، وتونكو محمود، وتونكو منصور، وتونكو عبد الله، وأما البنات فهن: تونكو سولوغ، وتونكو سامباك، وتونكو سيك فاطمة، وتونكو مرهام، وتونكو شريفة، وتونكو زينب.[15]
خلفية تاريخية
بعد وفاة السلطان محمود شاه الثالث في عام 1812 بعد حكمه لأكثر من خمسين عامًا، لم يذكر وريثًا رسميًا، وترك وراءه ولدين من زوجتين مختلفتين، وهما الابن الأكبر حسين معظم شاه، وأخيه غير الشقيق الأصغر عبد الرحمن معظم شاه.[16] وبينما كان حسين شاه بعيدًا عن العاصمة في فهغ عندما توفي والده، قام فصيل من البوقس بقيادة راجا جعفر إلى استغلال الفراغ الحاصل بدعم عبد الرحمن ليصبح سلطانًا، حيث نظَّم على عجل حفل تتويج قبل عودة حسين شاه.[17] ومن هنا بدأ الخلاف والانقسام في السلطنة.[18] وفي 29 يناير 1819، هبط السير ستامفورد رافلز في سنغافورة، وهناك أقام صداقة مع تمنغكونغ عبد الرحمن، وعلم بالتوترات السياسية في جوهر، فأراد استغلالها، وقام بتهريب حسين شاه من رياو إلى سنغافورة. وأبرم رافلز صفقة مع حسين شاه، تنص على أن يعترف البريطانيون بحسين شاه كسلطان لجوهر، ويدفعون رواتب لحسين شاه وتمنغكونغ عبد الرحمن في مقابل سماح حسين شاه لرافلز بإنشاء مركز تجاري في سنغافورة. ووقع حسين شاه على هذه المعاهدة في 6 فبراير1819.[19] كان الهولنديون مستائين للغاية من عمل رافلز. واستمرت التوترات بين الهولنديين والبريطانيين بشأن سنغافورة حتى عام 1824، حتى وقعوا على المعاهدة الأنجلو هولندية. وبموجب شروط تلك المعاهدة سحب الهولنديون معارضتهم رسميًا للوجود البريطاني في سنغافورة.[20] وأبرمت المعاهدة في لندن، بين البريطانيين والهولنديين، مما أدى إلى تفكيك سلطنة جوهر-رياو إلى قسمين. قسم سلطنة جوهر تحت الوصاية البريطانية، وسلطنة رياو الجديدة تحت الوصاية الهولندية.[21] واعترف البريطانيون بحسين معظم شاه كسلطان جوهر، لكنه لم يحظ بأي اعتراف داخلي من النبلاء أو الشعب، وظل «سلطانًا دميةً» فقط، ولعب دورًا ضئيلًا في الشؤون الإدارية للدولة، حتى توفي السلطان حسين في سبتمبر 1835، ودفن في مسجد ترانغيره.[22]
سلطان جوهر
سنواته الأولى
خلف تونكو علي والده عام 1835 كسلطان جوهر، وسمى نفسه «علي إسكندر شاه»، ولكن لم يُعترَف به كسلطان جوهر خلال السنوات القليلة الأولى من حكمه.[4] بينما منحه إعلان صادر عن الحكومة الاستعمارية البريطانية في سبتمبر1840 الحق في العرش باعتباره الوريث الشرعي الوحيد لوالده، ولكن ذلك لا يرقى إلى اعتراف به كـ «سلطان جوهر».[23]
ومع ذلك لم يكن هناك عداء كبير بين هؤلاء النبلاء والسلاطين والأمراء المُنقسمين نتيجة لامتلاك كلٍ منهم سلطته أو صلاحياته الخاصة شبه المتفق عليها.[26] تراكمت الديون على السلطان علي لدرجة أن رهن خاتمه الملكي للتاجر الإنجليزي ويليام هنري ماكلويد ريد مقابل وعده بتصفية ديونه، وكان ويليام ريد مؤيدًا نشطًا لمطالبات السلطان بالاعتراف به كحاكم شرعي لجوهر، واعتبار التمنغكونغ تابعًا له.[27] ونتيجة للضغوط الاقتصادية والسياسية من هؤلاء التجار، نظر الحاكم البريطاني في منح اعتراف رسمي بالسلطان علي كحاكم شرعي لجوهر، بينما تلقى اعتراضًا قويًا من تمنغكونغ داينغ إبراهيم وابنه الصغير أبو بكر.[5]
تلا ذلك سلسلة من المفاوضات بين السلطان علي وتمنغكونغ داينغ إبراهيم مع قيام الإمبراطورية البريطانية بدور الوسيط، شكك السلطان علي في شرعية تمنغكونغ في الاحتفاظ بإيرادات وأموال الدولة لنفسه،[29] بينما اقترح تمنغكونغ تقسيم الإيرادات التجارية لجوهر بشرط أن يستسلم السلطان علي لمطالبه بالسيادة على جوهر، لكن السلطان علي رفض ذلك، واتفق الطرفان على الاحتكام للحكومة البريطانية كطرف ثالث، فاستعانوا بالحاكم البريطاني لمستعمرات مضيق ملقا، والعقيد ويليام بتروورث، وخليفته إدموند بلونديل.[30]
مال البريطانيون جانب تمنغكونغ باعتباره صاحب السلطة الفعلية، ودحضوا مطالبات السلطان علي بالسيادة، حتى أنهم استدلوا بأن السلطان حسين معظم شاه لم يكن يطالب بحقوقه السيادية على جوهر؛ بالرغم من اعتراف البريطانيين به كسلطان في المعاهدة الأنجلو هولندية 1824. ومنذ ذلك الوقت أصبحت جوهر تحت الحكم الفعلي لتمنغكونغ عبد الرحمن والد تمنغكونغ داينغ إبراهيم، كما هو الحال مع فهغ، التي كانت تحت سيطرة البندهارا. وحسب وثائق بريطانية أخرى أن المجتمعين البريطانيين قالوا أن لو كانت لجوهر سلطان، لكانت السيادة القانونية لسلطان لينقا السلطان محمود مظفر شاه وليس السلطان علي إسكندر شاه.[31]
قدم تمنغكونغ والسلطان علي مقترحاتهم إلى الحاكم البريطاني في أبريل1854، وافق تمنغكونغ على طلب السلطان بالاعتراف به كسلطان جوهر، لكنه أصر على الحفاظ على السلطة المطلقة على جوهر كلها. وأعرب السلطان علي عن رغبته للحاكم البريطاني في أن يحكم إقليم كيسانغ (حول موار)؛ بحجة أن أسلافه دُفنوا هناك. وأقنع البريطانيون تمنغكونغ بقبول طلب السلطان علي.[32]
على إثر ذلك أُبرمت معاهدة في 10 مارس1855، تنازل فيها السلطان علي رسميًا عن حقوق سيادته في جوهر إلى تمنغكونغ بشكل دائم باستثناء إقليم كيسانغ حول موار. في المقابل حصل السلطان علي باعتراف رسمي باستحقاقه للقب السلطان من تمنغكونغ والحكومة البريطانية، كما حصل على إجمالي مبلغ قدره 5000 دولار كتعويض.[33] كما وُعِدَ السلطان علي براتب شهري قيمته 500 دولار يدفعه التمنغكونغ، تحت ضغط الحاكم البريطاني لسنغافورة إدموند بلونديل، الذي كان يأمل بذلك وضع حد للشكاوى والمشكلات المالية المُتعلِّقة بالسلطان علي.[5]
سلطان موار
قام السلطان علي بتفويض الشؤون الإدارية في موار إلى راجا تمنغكونغ موار،[34] (المعروف أيضًا باسم تمنغكونغ بادوق تون موار)[35] وقضى معظم وقته في ملقا. كانت موار قليلة السكان في عام 1855 وكان عدد سكانها 800، وحكومتها ليس لها هيكل رسمي. وفي عام 1860 اقترض السلطان علي 53600 دولار من شركة شلاباه لإقراض الأموال، مقابل أن يُسدَّد الدين من راتبه الشهري، لكنه أصبح غير قادر على تسوية ديونه، واشتكت الشركة إلى الحكومة البريطانية في عام 1866، وتحت الضغط البريطاني لتصفية ديونه؛ منح السلطان علي شركة شلاباه الحق في بيع ممتلكاته في موار إلى تمنغكونغ جوهر كرهن عقاري إذا كان غير قادر على سداد ديونه في الوقت المناسب.[6]
وخلال السنوات المتبقية من حكم السلطان علي، لم يكن هناك نشاط اقتصادي واضح في موار، وقام بتفويض تحصيل إيرادات موار إلى زعيم البوقس وأتباعه، وفي عام 1868 كلّف السلطان علي «بابو رماسامي» بتحصيل إيرادات موار، وتقرَّب مستثمر مناجمأوروبي من السلطان علي في 1872، ومنحه السلطان حقوق تعدين حصرية على كامل إقليم كيسانغ لمدة خمس سنوات. وبعد ثلاث سنوات تقرّب تاجر أمريكي من السلطان ومنحه السلطان امتياز شراء 45 ميل مربع (120 كـم2) من الأراضي داخل إقليم كيسانغ.[7]
وفاته والخلاف بعده
أمضى السلطان علي سنواته الأخيرة في أومبايبملقا، وعاش على مرتب شهري صغير منحته شركة الهند الشرقية البريطانية.[8] وبنى قصرًا لنفسه وعاش مع زوجته الثالثة «سيك سيمبوك» حتى وفاته في يونيو1877، ودفن في ضريح داخل حدود مسجد أومباي.[9][38] قبل وفاته بفترة وجيزة أراد السلطان علي نقل سلطة منطقة كيسانغ إلى «تونكو محمود» ابنه من زوجته الثالثة «سيك سيمبوك» البالغ من العمر 11 عامًا، لكن قوبل قراره بعدم احترام كبير بين بعض الملايوين في سنغافورة، الذين رأوا أن تونكو علم شاه هو الأحق بوراثة الإقليم حيث كان ابنه الأكبر.[39] بعد وفاة السلطان علي أصبح إقليم كيسانغ في أيدي أخيه الأكبر أونغكو جليل، وأجرت السلطة البريطانية استفتاء بين النبلاء لتقرير مصير الإقليم، وصوَّت النبلاء بالإجماع لصالح المهراجا أبو بكر، وسلم الحاكم البريطاني إقليم كيسانغ إلى المهراجا، مما أزعج تونكو علم شاه والعديد من مؤيديه.[10] وأدت مطالباتهم المستمرة بإقليم كيسانغ إلى انداع ما يُعرف بـ «حرب جيمنتا الأهلية» عام 1879.[40]
المراجع
فهرس المراجع
^Journal of the Malaysian Branch of the Royal Asiatic Society (1937), p. 93
^ ابBurns, Wilkinson, Papers on Malay Subjects, p. 72 In the end they signed the treaty of AD 1855. They gave Tengku Ali the district of Muar to govern as Sultan of Muar; and they agreed to pay him and his...
^ ابجWinstedt, A History of Johore (1365–1941), p. 107
^ ابStuder, American and British Claims Arbitration: William Webster: Appendix to the Memorial of the United States, Vol. III, pp. 311–2
^ ابWinstedt, A History of Johore (1365–1941), p. 128
^ ابWinstedt, A History of Johore (1365–1941), p. 132
^R. O. Winstedt, A History of Johore (1365–1941), p. 129
^Journal of the Malaysian Branch of the Royal Asiatic Society (1937), p. 74
^Winstedt, A History of Johore (1365–1941), pp. 128–9
^Studer, American and British Claims Arbitration: William Webster: Appendix to the Memorial of the United States, Vol. III, p. 312
^Winstedt, A History of Johore (1365–1941), p. 129
^Studer, American and British Claims Arbitration: William Webster: Appendix to the Memorial of the United States, Vol. III, pp. 312, 352
معلومات المراجع الكاملة
Ali, al-Haji Riau, Hooker, Virginia Matheson, Andaya, Barbara Watson, The Precious Gift: تحفة النفيس, Oxford University Press, 1982, (ردمك 0-19-582507-1)
Burns, Peter L., ريتشارد جيمس ويلكنسون، Papers on Malay Subjects, Oxford University Press, 1971
Carl A. Trocki, Prince of Pirates: The Temenggongs and the Development of Johor and Singapore, 1784-1885, Singapore University Press, 1979
Ghazali, Abdullah Zakaria, Istana dan politik Johor, 1835-1885, Yayasan Penataran Ilmu, 1997, (ردمك 983-9851-12-8)
Jayakumar, S., Public international law cases from Malaysia and Singapore, NUS Press, 1974, (ردمك 0-8214-0491-1)
Jessy, Joginder Singh, History of Malaya (1400–1959), jointly published by United Publishers and Peninsular Publications, 1961
خو كاي كيم، Melaka dan Sejarahnya, Persatuan Sejarah Malaysia, Cawangan Melaka, 1982
الجمعية الملكية الآسيوية of Great Britain and Ireland Malaysian Branch, Singapore, Journal of the Malaysian Branch of the Royal Asiatic Society, 1937
الجمعية الملكية الآسيوية of Great Britain and Ireland Malaysian Branch, Singapore, Journal of the Malaysian Branch of the Royal Asiatic Society, 1960
Schimmel, Annemarie, Islamic Names: An Introduction, Published by Edinburgh University Press, 1989, (ردمك 0-85224-563-7)
Studer, Adolph G., American and British Claims Arbitration: William Webster: Appendix to the Memorial of the United States, Vol. III, 1913
Swettenham, Frank Athelstane, British Malaya: An Account of the Origin and Progress of British Influence in Malaya, BiblioBazaar, LLC, 2008, (ردمك 0-554-52358-2)
Turnbull, Constance Mary, A Short History of Malaysia, Singapore and Brunei, published by Graham Brash, 1981, (ردمك 9971-947-06-4)
Turnbull, Constance Mary, The Straits Settlements, 1826-67: Indian presidency to Crown Colony, Athlone Press, 1972, (ردمك 0-485-13132-3)
Winstedt, R. O., A History of Johore (1365–1941), (M.B.R.A.S. Reprints, 6.) Kuala Lumpur: Malaysian Branch of the Royal Asiatic Society, 1992, (ردمك 983-99614-6-2)
Trocki, Carl A. Prince of Pirates: The Temenggongs and the Development of Johor and Singapore, 1784–1885, Singapore University Press, 1979
British-American Claims Arbitral Tribunal, American and British Claims Arbitration, Govt. Prtg. Off., 1913
Bastin, John Sturgus; Winks, Robin W. Malaysia: Selected Historical Readings, Oxford University Press, 1966
Brazil, David. Street Smart Singapore, Times Books International, 1991, (ردمك 981-204-065-X)