عقل وعاطفةعقل وعاطفة
العقل والعاطفة هي رواية بقلم جاين أوستن. نشرت في عام 1811 وهي أول رواية تنشرها أوستن. وقد كتبتها تحت اسم مستعار: «سيدة». تدور أحداث القصة حول إلينور وماريان ابنتي السيد داشوود من زوجته الثانية. ولديهن شقيقة صغرى تدعى مارغريت، وأخ أكبر منهن غير شقيق اسمه جون. عندما توفى الأب، انتقلت أملاك العائلة إلى جون. وبقيت نساء عائلة داشوود في حالة سيئة. وتروي القصة حياة بنات داشوود في بيتهن الجديد في كوخ بعيد. حيث يواجهن الرومانسية والحسرة. وتنتهى المفارقة الموجودة بين شخصية كل أخت وأخرى في النهاية، حيث يجدن الحب والسعادة الدائمتين. ومن خلال أحداث الرواية، تحقق إلينور وماريان التوازن بين العقل (أو المنطق) والعاطفة في الحياة والحب. استخدمت القصة في السينما والتلفزيون عدة مرات مثل: المسلسل التلفزيوني لعام 1981 من إخراج رودني بينيت؛ وفيلم في عام 1995، كتبته للسينيما إيما تومسن وأخرجه أنج لي؛ ونسخة باللغة التاميلية تحت عنوان كاندوكونداين كاندوكونداين [الإنجليزية] في عام 2000؛ ومسلسل تلفزيوني لقناة بي بي سي، كتبه أندرو ديفيس وأخرجه جون ألكسندر. ملخص القصةعندما توفى السيد داشوود، انتقلت أملاكه (حديقة نورلاند) مباشرة إلى جون، ابنه الوحيد من زوجته الأولى. بينما لم تحصل زوجته الثانية وبناتها إلينور وماريان ومارغريت إلا على دخل بسيط فقط. طلب السيد داشوود من جون في لحظاته الأخيرة أن يعده برعاية أخواته. ولكن زوجة جون الأنانية الجشعة، فاني، أقنعت زوجها ضعيف الإرادة أنه ليس لديه التزام مالي على أخواته، ومن ثم لا يجب أن يعطيهم شيئا. وانتقل جون وفاني سريعا إلى نورلاند بارك بعد وفاة السيد داشوود. وتصرفا على أنهما الملاك الجدد للحديقة. وأصبحوا نساء داشوود يعاملن كضيوف غير مرغوب فيهن بعدما كن صاحبات البيت. وبدأن في البحث عن مكان آخر للعيش—وهي مهمة صعبة بسبب دخلهن الصغير. وجاء شقيق فاني، إدوارد فيرارس، في زيارة إلى نورلاند. وهو شاب لطيف، ومتواضع، وذكي، ولكنه متحفظ. وقد إنجذب إلى إلينور بوضوح، وفرحت السيدة داشوود لذلك كثيرا آملة أن يتزوج إدوارد من ابنتها. ولكن فاني أوضحت أن والدتها، السيدة فرارس الأرملة الغنية، تريد أن يكون ابنها سمعة جيدة في عمله، وأن يتزوج امرأة من عائلة كبيرة. غضبت السيدة داشوود جدا وقررت الانتقال إلى بيت آخر في أسرع وقت ممكن. وعلى الرغم من انجذاب إدوارد لإلينور، لم تتمكن إلينور من التعرف على نواياه بسبب سلوكه المتحفظ. ولم تشجع إلينور أقاربها على الأمل في الزواج من إدوارد، وإن كانت تتمناه في قلبها. قدم السير جون ميدلتون، أحد أقارب السيدة داشوود الأثرياء، لها كوخا في مملكته ديفونشاير. ووافقت السيدة داشوود على الانتقال إلى هناك. وجدت الأم وبناتها المكان صغير ومظلم جدا مقارنة بنورلاند، ولكنهن حاولن التأقلم عليه وتحويله إلى أفضل حالاته. استقبلهن السير جون استقبالا حارا، وأصر أن يتناولن العشاء معه هو وزوجته في المنزل الكبير في بارتون بارك. كما حثهن على الانضمام إلى حياة عائلته الاجتماعية. تقيم حماة السير جون، السيدة جينينغز، معه هو وزوجته المتحفظة. وهي أرملة غنية وسوقية، ولكنها طيبة وخفيفة الظل. وقد عينت نفسها مسؤولة عن العثور على أزواج لبنات داشوود. التقت بنات داشوود بصديق السير جون القديم العقيد براندون. وهو شخص وقور وهادئ ونبيل. وسرعان ما انجذب براندون إلى ماريان. ولكن ماريان لم يسرها ذلك لأنها تعتبر العقيد براندون، الذي يبلغ من العمر 35 عاما، رجل كبير في السن غير قادر على الوقوع في الحب أو تحريك مشاعر أي شخص آخر. وفي إحدى الأيام، وقعت ماريان في المطر أثناء التنزه، والتوى كاحلها. وبالصدفة، كان جون ويلوغبي، الذي يزور عمته الثرية السيدة سميث، مارا في المنطقة ببندقيته وكلابه ليرى الحادث. وقد حمل ماريان إلى المنزل. وسرعان ما فاز بإعجابها بسبب شخصيته ورومانسيته وآرائه عن الشعر والموسيقى والفن. حيث يظهر ويلوغبي بشخصية مناقضة لشخصية براندون الهادئة المتحفظة. وبدأ جون يزور ماريان كل يوم. وبدأ الشك يتسرسب إلى إلينور ووالدتها في أن هناك علاقة سرية بينهما. قلقت إلينور من سلوك ماريان غير المتحفظ أمام ويلوغبي، وحذرتها من ذلك. ولكن ماريان لم تصغ لأختها. ذهبت ماريان مع ويلوغبي في نزهة لرؤية المنزل والتركة التي يفترض أن يرثها ويلوغبي. وانزعجت إلينور جدا من خروج ماريان وحدها لزيارة منزل شخص لا تعرفه. غضبت ماريان من تدخل إلينور في حياتها؛ واعتقدت إلينور (كما فعلت ماريان) أن ويلوغبي أراد أن يرى ماريان البيت الذي ستعيش فيه بعد زواجهما. وفي اليوم التالي، وجدت إلينور ووالدتها أن ماريان مصابة بنوبة بكاء بعد زيارة ويلوغبي لها في الصباح. حيث أبلغها أن عمته أرسلته إلى لندن في رحلة عمل، وأنه لن يعود إلى المنطقة إلا بعد سنة. ثم ترك دعوة للبقاء مع عائلة داشوود وغادر سريعا. أصيبت ماريان بالذهول، وقررت أن تتغلب على حزنها عن طريق سماع الموسيقى التي أحضرها لها ويلوغبي، أو قراءة الكتب التي استمتعا بها معا. زار إدوارد فيراس عائلة داشوورد زيارة قصيرة في كوخ بارتون، ولكنه كان مستاء وحزينا. وخافت إلينور أن يكون لم يعد يحبها. وعلى عكس ماريان، لا تسمح إلينور لأحد أن يراها غارقة في أحزانها. حيث تعتقد أنه من واجبها أن تظهر هادئة من أجل أمها وأخواتها، اللاتى يؤمن بحب إدوارد الراسخ لإلينور. جاءت آن ولوسي ستيل للبقاء في بارتون بارك. وهما أقارب السيدة ميديلتون، كما أنهما سوقيتان وغير متعلمتان. وأخبر السير جون لوسي أن إلينور مرتبطة بإدوارد على سبيل المزاح. مما دفع لوسي لإبلاغ إلينور بأنها مرتبطة سرا بإدوارد لمدة أربع سنوات. على الرغم من أن إلينور قد لامت إدوارد على الارتباط بها وهو مرتبط بأخرى، أدركت أنه ارتبط بلوسي عندما كان صغيرا وساذجا. وربما قد ارتكب خطأ معها. وتمنت أن يكون إدوارد لا يحب لوسي، ولكنه لا يجب أن يجرحها ويتركها. وأخفت إلينور حزنها، وحاولت إقناع لوسي أنها لا تحب إدوارد. كان ذلك صعبا، خاصة أن لوسي غير صادقة في حبها لإدوارد، وأنها ستجعله تعيسا. وأخبرت لوسي إلينور أن السيدة فرارس لن توافق على هذا الزواج. ولذلك فقد قررا الانتظار حتى تتوفى قبل زواجهما، أو يتمكن إدوارد من الاعتماد على نفسه ماليا. قضت إلينور وماريان فصل الشتاء في بيت السيدة جينينغز في لندن. وكتبت ماريان عدة رسائل إلى ويلوغبي، مما أكد لإلينور أن ماريان وويلوغبي على علاقة ببعضهما البعض فعلا. ومع ذلك، لم يصل ماريان أي رد على رسائلها، كما تجاهلها ببرود عندما رآها في إحدى الحفلات. وفي وقت لاحق، كتب لماريان رسالة، وأرسل مع الرسالة خطاباتهم السابقة ورموز الحب، بما في ذلك خصلة من شعرها. وأخبرها أنه على علاقة الآن بالآنسة غراي، التي تنتمى لعائلة غنية جدا تمتلك 50,000 جنيه استرليني (وهو ما يعادل حوالي 1.7 مليون جنيه استرليني اليوم).[2] انهارت ماريان واعترفت لإلينور أنها لم ترتبط أبدا بويلينغبي. ولكنها أحبته كثيرا واعتقدت أنه يحبها. وفي الوقت نفسه، بدأت تظهر حقيقة ويلوغبي؛ حيث روى العقيد براندون لإلينور أن ويلوغبي قد أغرى فتاة صغيرة عمرها خمسة عشر عاما تدعى إليزا ويليامز، وتخلى عنها عندما حملت. حيث كان براندون يحب والدة إليزا، التي تشبه ماريان. حيث دمرت حياتها بسبب قصة زواج فاشلة بشقيق الكولونيل. رفضت فاني داشوود، التي كانت في لندن أيضا، عرض زوجها لدعوة عائلة داشوود للبقاء معهم. ودعت بنات ستيل بدلا منهن. وأصبحت لوسي ستيل متعجرفة جدا. كما تتفاخر أمام إلينور بأن والدة فاني تفضلها عنها. ومن الواضح أن فاني والسيدة فرارس مولعتان بلوسي—لدرجة أن الآنسة آن ستيل قررت إبلاغهما بأن لوسي مرتبطة سرا بإدوارد. غضبت السيدة فرارس كثيرا عندما اكتشفت تلك العلاقة بين إدوارد ولوسي، بينما طردت فاني الفتاتان إلى الشارع. وطلبت السيدة فرارس من إدوارد إنهاء تلك العلاقة حتى لا تحرمه من الميراث. ولكن إدوارد رفض ذلك، لأنه يعتقد أن إنهاء العلاقة بلوسي تصرف غير نبيل. وبالتالى، حرم من الميراث لصالح شقيقه روبرت. شعرت إلينور وماريان بالأسف تجاه إدوارد. وأعجبت بنبله لأنه رفض أن يترك لوسي مع أنه لا يحبها. قرر إدوارد أن يعمل ككاهن الأبرشية ليكسب رزقه. وطلب العقيد براندون من إلينور أن تعرض على إدوارد العمل في ديلفورد مقابل 200 جنيه كل عام. وقرر براندون مساعدته لأنه يعرف كيف يمكن أن تكون الحياة بدون الحب. لم يكن هدف العقيد براندون أن ييسر لإدوارد الزواج بلوسي لأنه لن يستطيع إعطائه ما يكفي للإنفاق على البيت. ولكنه كان يهدف إلى تقديم بعض المساعدة لإدوارد حتى يعثر على فرصة أفضل. التقت إلينور بشقيق إدوارد المغرور، روبرت. وصدمت عندما علمت أنه لا ينوى إعادة حق شقيقه في الميراث. انتهت إقامة الأخوات في لندن، وبدأن رحلة العودة إلى بارتون عبر كليفلاند. وهي بلد زوج ابنة السيدة جينينجز، السيد بالمر. أهملت ماريان في صحتها هناك حزنا على ما فعله ويلوغبي، ومرضت مرضا شديدا. وعندما علم ويلوغبي بمرضها الخطير، عاد فجأة واعترف لإلينور أنه يحب ماريان بالفعل. ولكنه قرر الزواج بالآنسة جري عندما اكتشف إغوائه للآنسة وليامز. أخبرت إلينور ماريان بزيارة ويلوغبي. وقالت لها ماريان أنها على الرغم من حبها لويلوغبي، فهي لن تكون سعيدة إذا عاشت مع رجل فاجر وأب لطفل غير شرعي، حتى إذا وقف بجانبها. وأدركت ماريان أيضا أن مرضها نتيجة الانغماس في حزنها، وعاطفتها المفرطة. وإذا ظل الحال هكذا لماتت، وهو ما يعادل الانتحار. وتمكنت من الانتصار على حزنها بعدما تحدثت معها إلينور بشجاعة وعقل. ثم عرفت العائلة أن لوسي قد تزوجت من السيد فرارس. عندما رأت السيدة داشوود كيف تأثرت إلينور من هذا الخبر، أدركت قوة مشاعر إلينور تجاه إدوارد. وشعرت بالأسف لأنها لم تول اهتماما أكبر لتعاسة ابنتها. ويأتي إدوارد في اليوم التالي ليكشف أن شقيقه روبرت فرارس هو الذي تزوج لوسي. حيث قال لهن أنه كان محاصرا بارتباطه بلوسي، «المرأة التي لم يحبها أبدا». كما أنها أنهت علاقتها به لتتزوج روبرت الثري. طلب إدوارد من إلينور أن تتزوجه، ووافقت. وفي النهاية، تصالح إدوارد مع والدته، وأعطته عشرة آلاف جنيه. كما تصالح أيضا مع أخته فاني. وتزوج إدوارد من إلينور وانتقلا إلى ديلفورد. منح الواصي على السيد ويلوغبي ميراثه في النهاية لأنه اتخذ القرار السليم في زواجه. وأدرك ويلوغبي أن زواجه من ماريان كان سيؤدي إلى النتيجة نفسها؛ فإذا كان تصرف بشرف، لنال الحب والمال معا. ويعد مرور عامين، قضت السيدة داشوود وماريان ومارغريت معظم وقتهن في ديلفورد. نضجت ماريان وأصبح عمرها تسعة عشر عاما. وقررت أن تتزوج من العقيد الذي يبلغ من العمر 37 عاما. على الرغم من أنها تزوجت من شخص يكبرها بعشرين عام، تحولت مشاعر العرفان والاحترام نحوه إلى حب عميق جدا. ويقع بيت العقيد بالقرب من البيت الذي تعيش فيه إلينور وإدوارد. ومن ثم يمكن للأختان وزوجيهما تبادل الزيارات بسهولة. الشخصيات
التقييم النقديكتبت أوستن المسودة الأولى لرواية إلينور وماريان (التي أصبحت بعد ذلك العقل والعاطفة) في عام 1795، عندما كان عمرها حوالي 19 عام في شكل رسائل. وكانت رواية إلينور وماريان أول رواية طويلة لأوستن، على الرغم من أنها كتبت العديد من القصص القصيرة في سن المراهقة. وتدور أحداث القصة حول المفارقة بين عقل إلينور ومشاعر ماريان؛ تعتمد شخصية الشقيقتين على الكاتبة وشقيقتها الكبرى كاساندرا. حيث كانت كاساندرا الأخت العاقلة، بينما كانت أوستن عاطفية جدا. ومن الواضح أن أوستن كانت تهدف إلى تبرير حكمة إلينور وضبطها لنفسها. ويمكن قراءة الرواية كمحاكاة ساخرة للرومانسية الكاملة والتعاطف الذي كان شائعا في عام 1790. وتعد طريقة تعامل أوستن مع الشقيقتين معقدة جدا ومتعددة الأوجه. وكتب راوي سيرة أوستن الذاتية كلير تومالين أن العقل والعاطفة تتبع «أسلوبا مذبذبا». وذلك لأن أوستن لم تعد تعرف من يجب أن ينتصر في نهاية القصة: العقل أم العاطفة.[3] لقد وهبت ماريان بجميع الخصال الجذابة: الذكاء، والموهبة الموسيقية، والصراحة، والقدرة على الحب العميق. كما اعترفت بأن ويلوغبي ظل يحب ويقدر ماريان، على الرغم من كل أخطائه. ولهذه الأسباب، يجد بعض القراء أن زواج ماريان من العقيد براندون نهاية غير مرضية.[4] ولكن النهاية قد خدمت موضوع القصة. حيث تزوجت الأخت العاقلة بحبها الحقيقي بعد قصة حب طويلة تعرضت لعقبات كثيرة، في حين أن شقيقتها العاطفية قد وجدت السعادة مع رجل لم تكن تحبه في البداية، ولكنه كان خيارا معقولا وزوجا مرضيا. وتعرض الرواية سخرية أوستن الخفية في أفضل حالاتها، بالإضافة إلى العديد من المقاطع الكوميدية حول عائلة ميدلتون، وبالمر، والسيدة جننغز، ولوسي ستيل. النشرفي عام 1811، وافقت دار توماس إجيرتون التابعة لدار المكتبة العسكرية للنشر في لندن على نشر الرواية في ثلاثة أجزاء. ودفعت أوستن ثمن نشر الكتاب وتوزيعه. وبلغت تكلفة النشر أكثر من ثلث دخل أوستن السنوي وهو 460 جنيه استرليني (حوالي 15,282 جنيه في عام 2008)[5] وحققت أرباح بقيمة 140 جنيه استرليني (4,754.40 جنيه استرليني في عام 2008[6]) من الطبعة الأولى. حيث تم بيع 750 نسخة بحلول شهر يوليو 1813. ثم أعلن عن نشر طبعة ثانية في أكتوبر 1813. الطبعات
انظر أيضًامراجع
وصلات خارجية
في كومنز صور وملفات عن Sense and Sensibility. |
Portal di Ensiklopedia Dunia