رسالة في استخراج المعمى
نبذة تاريخيةعهد الخليفة المأمون إلى الكندي بإدارة بيت الحكمة، وكان ذلك بعد إتمام دراسته، حيث بدأ العمل في ترجمة المخطوطات اليونانية لأرسطو وغيره من الفلاسفة إلى اللغة العربية.[3] واجه الكندي أول مرة خلال عمله الحاجة إلى استخراج النصوص المعماة، حيث كانت بعض المخطوطات التي كان عليه ترجمتها معماة.[4] تعرض الكندي للاضطهاد في عهد المتوكل (منذ 847) بسبب معتقداته الدينية والفلسفية، حيث كان متأثرًا بفكر المعتزلة. صُودرت مكتبته وتعرض هو للضرب. وقد ضاع العديد من مخطوطاته، بما في ذلك رسالته في استخراج المعمى.[3] إلا أنه وصلت إلينا نسخة من المخطوطة، وعُثرت عليها بالصدفة في مكتبة السليمانية بإسطنبول عام 1987. تحتوي هذه النسخة على عدد كبير من الأخطاء النحوية والموضوعية الجسيمة، ومن الواضح أنها كتبها ناسخ ليس لديه فهم كبير في اللغويات والإحصاء الرياضي.[5] المحتوىفي المقدمة، يصف الكندي رسالته بأنها دليل موجز وواضح من شأنه أن يساعد القارئ على إتقان التقنيات الأساسية لاستخراج المعمى بسرعة.[6] يمكن تقسيم بقية الكتاب تقريبًا إلى خمسة أجزاء:
خوارزميات استخراج المعمىيبدأ الكندي الجزء الموضوعي من رسالته ببعض الاعتبارات في الإحصاء الرياضي. يقارن الأبجدية بالمادة التي يمكن صنع شيء منها عن طريق منحها الشكل المطلوب. على سبيل المثال، الذهب هو مادة، والكؤوس والأساور وغيرها من الحلي المصنوعة منه هي أشكال مختلفة من هذه المادة. ولذلك فإن جميع المصنوعات من الذهب لها خصائص متشابهة. بالإضافة إلى ذلك، فإن لكل لغة أنماطًا معينة يمكن استخدامها لاستخراج الرسائل المعماة. على سبيل المثال، تحتوي ألفبائيات العديد من اللغات (بما في ذلك العربية) على عدد من الصوامت أكبر من عدد الصوائت. ومع ذلك، إذا أخذت أي نص وأحصيت تكرار كل حرف فيه، فإن الحروف الأكثر تكرارًا ستكون الصوائت[7] (في اللغة العربية، الحرف الأكثر تكرارًا هو الألف "ا"، وفي اللغة الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والإسبانية الحرف "e"، وفي الروسية الحرف "о").[8] يصف المؤلف طريقة استخراج المعمى التكراري على النحو التالي: [7]
الحروف العربية: ترتيبها وتكرارهاقدم الكندي جدولاً بالتكرارات المطلقة لحروف الأبجدية العربية، والتي حسبها في عينة من سبع أوراق من النص.[9]
ولسبب ما، لم يشر المؤلف إلى تكرارات حروف الشين والضاد والخاء، مع الإشارة إلى مكانها في الجدول، مرتبة حسب الترتيب التنازلي للتكرارات. يبلغ عدد حروف الأبجدية العربية 28 حرفًا. من بين هذه الحروف، يمكن أن تشير 27 إلى صامتًا، و3 صوائت ممدودة (الألف والواو والياء)، ولا توجد أحرف تشير إلى صوائت غير ممدودة. وهكذا فإن الصوامت البحتة هي السائدة في الكتابة العربية. ولكن هذه الحقيقة لا تتعارض مع ما ورد في بداية الرسالة من أن الحرف الأكثر شيوعاً في كتابة أي لغة هو عادةً الصائت، لأن هذا الحرف في اللغة العربية هو الألف.[9] المراجع
معلومات الكتب الكاملة
|
Portal di Ensiklopedia Dunia