داء الخيطيات
يشير مصطلح داء الخيطيات أو داء الفيلاريا[3] إلى مرض طفيلي سببه عدوى الديدان من نوع الفيلاريات.[4] تنتشر هذه الديدان عن طريق الذباب والبعوض الأسود الذي يتغذى على الدم. وينتمي هذا المرض إلى مجموعة من الأمراض تسمى «أمراض ديدانية». تستخدم ثمانية أنواع من الديدان الخيطية الفيلارية المعروفة بأن الجسم البشري هو مستقرها النهائي. وتنقسم هذه الديدان إلى ثلاث مجموعات وفقا للموقع الذي تحتله في الجسم:
الديدان البالغة، التي تبقى عادة في نسيج واحد، تطلق اليرقات في شكلها المبكر والمعروفة باسم الميكروفلاريا في مجرى دم المضيف. يمكن أن تؤخذ هذه الميكروفلاريا المتجولة مع وجبة الدم الذي تمتصه ناقلات المفصلية. في هذه الناقلات، تتطور إلى يرقات معدية والتي يمكنها أن تنتقل إلى عائل جديد. يمكن وصف الأفراد المصابين بالديدان الفيلارية إما «مصاب ميكروفيلاري» أو «مصاب لا ميكروفيلاري»، اعتمادا على إمكانية العثور على الميكروفلاريا في دمائهم الطرفية. يتم تشخيص داء الخيطيات في الحالات الميكروفيلارية في المقام الأول من خلال الملاحظة المباشرة للميكروفلاريا في الدم الطرفي. يتم تشخيص داء الخيطيات الغامض في الحالات اللاميكروفيلارية بناء على الملاحظات الإكلينيكية، وفي بعض الحالات، من خلال إيجاد مستضد في الدم. العلامات والأعراضأكثر الأعراض وضوحا في داء الخيطيات اللمفاوية هو داء الفيل ـ وهو انتفاخ مع زيادة سماكة الجلد والأنسجة التي يقوم عليها، كان أول مرض اكتشف انتقاله عن طريق لدغات البعوض.[5] ينتج داء الفيل عندما تستقر الطفيليات في الجهاز اللمفاوي. يؤثر داء الفيل بشكل رئيسي على الأطراف السفلية، في حين تتأثر الأذنين، والأغشية المخاطية، والأجزاء المبتورة بنسبة أقل كثيرا. ومع ذلك، فإن أنواع مختلفة من الديدان الفيلارية تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم. يمكن أن تؤثر الدودة الفخرية بنكروفتية على الساقين والذراعين والمهبل، والثدي، وكيس الصفن (يسبب تكوين قيلة مائية)، بينما نادرا ما تصيب البروجية التيمورية الأعضاء التناسلية.[6] الحالات التي تصل إلى المراحل المزمنة من داء الفيل عادة ما تكون خالية من الميكروفلاريا (لا ميكروفيلارية)، وغالبا ما يكون لها ردود فعل مناعية عكسية على الميكروفلاريا، فضلا عن الديدان البالغة.[5] تسبب الديدان تحت الجلد: الطفح الجلدي، ولويحات حكّية شروية، والتهاب المفاصل، وكذلك بقع زيادة أو ناقصة التصبغ. كلابية الذنب المتلوية يتجلى في العين، تتسبب في «عمى النهر» (داء كلابية الذنب)، واحدة من الأسباب الرئيسية للعمى في العالم. وتتشابه أعراض داء خيطيات التجاويف المصلية. السببتمتلك الديدان الخيطية الفيلارية المتطفلة على الإنسان دورات حياة معقدة، والتي تتكون أساسا من خمس مراحل. بعد تزاوج ذكر وأنثى الديدان، تلد الأنثى الآلاف من الميكروفلاريا الحية. تؤخذ الميكروفلاريا من قبل الحشرات الناقلة (العائل الوسيط) خلال وجبة الدم. في العائل الوسيط، تتطور الميكروفلاريا وتتحول إلى مرحلة الثالثة اليرقات (المُعدية). بعد أخذ وجبة دم أخرى، الحشرة الناقلة تضخ اليرقات المعدية في طبقة الأدمة من الجلد. بعد حوالي سنة واحدة، تتطور اليرقات من خلال مرحلتين أكثر، متحولة إلى الديدان البالغة. التشخيصداء الخيطيات عادة ما يتم تشخيصه عن طريق تحديد الميكروفلاريا في مسحات فيلم دم على صبغة جيمزا الملونة السميكة والرقيقة، وذلك باستخدام المعيار الذهبي المعروف باسم اختبار وخز الإصبع. يتم اختبار وخز الإصبع بسحب الدم من الشعيرات الدموية من طرف الإصبع. ويمكن أن تستخدم أوردة أكبر لاستخراج الدم، ولكن يجب مراعاة القواعد الصارمة للتوقيت خلال اليوم. يجب سحب الدم في الأوقات المناسبة، والتي تعكس أنشطة التغذية عند الحشرات النواقل. مثال على ذلك الفخرية البنكروفتية، التي ينقلها البعوض. الليل هو الوقت المفضل لجمع الدم. ناقلات لوا لوا هي ذبابة الأيل. والوقت المفضل لجمع الدم هو وقت النهار. هذه الطريقة في التشخيص مقبولة فقط مع الميكروفلاريا التي تستخدم الدم كوسيلة النقل من الرئتين إلى الجلد. بعض الديدان الفيلارية، مثل م. الذنب وأو. المتلوية، تنتج ميكروفيلاريا لا تستخدم في الدم. بل يعيشون في الجلد فقط. بالنسبة لهذه الديدان، يعتمد التشخيص على عينات من الجلد، ويمكن القيام بها في أي وقت. طرق تركيزتطبق أساليب تركيز مختلفة منها: المرشح الغشائي، طريقة تركيز نوت، وتقنية الترسيب. هناك طرق أخرى متاحة للتشخيص مثل: تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) وفحوصات المستضدات، والذي تكتشف المستضدات الفيلارية المتجولة، هذه الأخيرة مفيدة بشكل خاص في الحالات اللاميكروفيلارية.[7] اختبار البقعة للمستضد هي الأكثر حساسية على الإطلاق، وتسمح بالقيام بالاختبار في أي وقت، وليس في ساعات متأخرة. يساعد سحب عينات من العقد الليمفاوية والسائل الكيلوسي في الكشف عن الميكروفلاريا. قد يكشف التصوير الطبي مثل الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي عن «علامة رقص الفيلاريا» في السائل الكيلوسي. بينما يمكن أن تظهر اختبارات الأشعة السينية الديدان البالغة متكلسة في الأوعية اللمفاوية. يتم تنفيذ اختبار الاستفزاز ديك (DEC) للحصول على أرقام كافية من الطفيليات في عينات النهار. تشخيص ثوائي الآن عفا عليه الزمن، وفرط الحمضية هو علامة مبدئية غير محددة. العلاجالعلاج المُوصى به للأشخاص خارج الولايات المتحدة هي ألبندازول جنبا إلى جنب مع ايفرمكتين.[8][8][9][10] مزيج من ثنائي إيثيل كاربامازين وألبيندازول فعال أيضا. تشمل الآثار الجانبية للأدوية الغثيان، والتقيؤ، والصداع.[11] كل هذه العلاجات تستخدم ضد الميكروفيلاريا. وليس لديها أي تأثير على الديدان البالغة. في حين أن الأدوية مهمة جدا لعلاج الفرد، فإن النظافة والعناية الصحية الشخصية على قدر من الأهمية كذلك.[12] جرت تجارب مختلفة لاستخدام الأدوية المعروفة بطاقتها القصوى في غياب الأدوية الجديدة. في دراسة من الهند، فقد تبين أن تركيبة ألبيندازول كانت ذات فعالية أكبر ضد الفيلاريا من الألبيندازول نفسه.[13] في عام 2003، اقتُرح المضاد الحيوي الشهير دوكسيسيكلين كعلاج لداء الفيل.[14] الطفيليات الخيطية لها صفات تعايشية تكافلية مع البكتيريا الولبخية، التي تعيش داخل الدودة ويبدو أنها تلعب دورا رئيسيا في كلا من التكاثر وتطور المرض. أظهرت هذه الأدوية علامات تثبيط لتكاثر البكتيريا، مما يسبب لها العقم.[15] أفادت التجارب السريرية في يونيو 2005 من قبل مدرسة ليفربول للطب الاستوائي أن فترة علاج لمدة ثمانية أسابيع تقريبا كفيلة بالقضاء تماما على الميكروفيلاريا.[16] المجتمع والثقافةفِرق البحثفي عام 2015 تشارك وليام جيم كامبل وساتوشي أومورا كلا منهما نصف جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب في تلك السنة لاكتشاف عقار أفيرميكتين، الذي يمثل تطوير الإيفرمكتين للتقليل من حدوث داء الخيطيات اللمفاوية.[17] في الحيوانات الأخرىداء الخيطيات يمكن أن يؤثر أيضا على الحيوانات المستأنسة مثل الأبقار والأغنام والكلاب. التهاب الجلد النزفي الديداني هو مرض في الماشية تسببه بوفيكولا نظيرة الفيلارية . داء كلابية الذنب في الأدمة الماشية يسبب خسائر في الجلد بسبب كلابية الذنب، «أو.أوشنجي»، و «أو . دوكاي». ترتبط «أو.أوشنجى» ارتباطا وثيقا بـ«أو. المتلوية» عند البشر (المسببة للعمى النهري)، وتتشاركان نفس الحشرة الناقلة، ويمكن أن تكون مفيدة في بحوث الطب البشري. تسبب الاستينوفلاريا أسامينسيز وغيرها العديد من الأمراض في آسيا، في الماشية والزيبو . «نزيف الصيف» هو عقد دموية تحت الجلد في الرأس والأطراف الأمامية العلوية، والناجمة عن نظيرة الفيلارية الحلماء في (شمال أفريقيا وجنوب وشرق أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية).[18] يحدث داء الخيطيات القلبية عن طريق الخيطاء اللدودة. انظر أيضاالمصادر
وصلات خارجية |