خواتم السورخواتم السور في القرآن الكريم تميزت كما تميزت فواتح السور بدلالات ومعانٍ وإشارات محققة أهدافها في مخاطبة البشر، مبينة لهم حِكَمًا، ومواعظ، داعية لهم بالهداية والاستقامة، مبشرة ومنذرة.[1] وهي في غاية الجودة ونهاية الكمال؛ إذ اختُتمت على أحسن وجوه البلاغة، وأفضل أنحاء البراعة، ما بين أدعية خالصة، وتحميد وتهليل وتسبيح، أو إيجاز لِما اقتضته السورة من تفصيل؛ مما يناسبه الاختتام، والإيذان للسامع بختم المقال وتوفّيه المرام، فلا يبقى مع تشوُّف إلى إدامةٍ وتكميلٍ أو إتمام.[2] وخواتم السور تتناسب مع فواتحها؛ فمثلًا في سورة القصص نجدها تبدأ بقصة موسى عليه السلام ونصرته وقوله: {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [سورة القصص، آية: 17]، وخروجه من وطنه ونصرته وإسعافه بالمكالمة، وختمها الله -تبارك وتعالى- بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بألا يكون ظهيرًا للكافرين، وتسليته بخروجه من مكة، والوعد بعوده إليها بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [سورة القصص، آية: 85].[3] مصطلح خواتم السورتميزت خواتم السور كما تميزت فواتح السور بدلالات ومعان وإشارات محققة أهدافها في مخاطبة البشر، مبينة لهم حِكَمًا، ومواعظ، داعية لهم بالهداية والاستقامة، مبشرة ومنذرة.[4] وخواتم السور مثل الفواتح في الحُسن؛ لأنها آخر ما يقرع الأسماع؛ فلهذا جاءت متضمنة للمعاني البديعة، مع إيذان السامع بانتهاء الكلام، حتى يبقى معه للنفوس تشوق إلى ما يُذكر بعد؛ لأنها بين أدعية، ووصايا، وفرائض، وتحميد، وتهليل، ومواعظ، ووعد، ووعيد، إلى غير ذلك.[5] خصائص خواتم السور في القرآنوقد اتفقت كلمة أعلام البيان على أن خواتيم السور كلها كفواتحها؛ في غاية الجودة ونهاية الكمال، إذ اختُتمت على أحسن وجوه البلاغة، وأفضل أنحاء البراعة، ما بين أدعية خالصة، وتحميد وتهليل وتسبيح، أو إيجاز لِما اقتضته السورة من تفصيل، مما يناسبه الاختتام، والإيذان للسامع بختم المقال وتوفّيه المرام، فلا يبقى مع تشوف إلى إدامةٍ وتكميلٍ أو إتمام.[6] أنواع الكلام في خواتم السورجاءت خواتم السور في القرآن على أنواع مختلفة من الكلام:
ومن أوضح ما آذن بالختام خاتمة سورة إبراهيم بقوله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ} [سورة إبراهيم، آية: 52]، ومثلها خاتمة سورة الأحقاف بقوله تعالى: {بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة الأحقاف، آية: 35]، وكذا خاتمة سورة الحِجر بقوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [سورة الحجر، آية: 99]، وهو مفسر بالموت فإنها في غاية البراعة.[7] مناسبة فواتح السور مع خواتمهاإن من أسرار القرآن الكريم مناسبة فواتح السور لخواتمها؛ فمثلًا في سورة القصص نجدها تبدأ بقصة موسى عليه السلام ونصرته وقوله تعالى: {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [سورة القصص، آية: 17]، وخروجه من وطنه، ونصرته، وإسعافه بالمكالمة من الرجل الذي نصحه بأن يخرج من المدينة، وختمها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بألا يكون ظهيرًا للكافرين، وتسليته بخروجه من مكة، والوعد بعوده إليها بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [سورة القصص، آية: 85].[8] وقال الزمخشري في تفسير سورة المؤمنون: جعل فاتحة السورة: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [سورة المؤمنون، آية: 1]، وأورد في خاتمتها: {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [سورة المؤمنون، آية: 117]؛ فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة.[9] مناسبة فاتحة السورة بخاتمة السورة التي قبلهاومن أسرار القرآن مناسبة فاتحة السورة بخاتمة التي قبلها، حتى إن منها ما يظهر تعلقها به لفظًا، كما قيل في قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [سورة الفيل، آية: 5]، وقوله: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} [سورة قريش، آية: 1]، فإن آخر سورة الفيل مرتبط بأول سورة قريش بعلاقة التعليل.[10] وكذلك لما ختم الله تبارك وتعالى سورة النساء آمرًا بالتوحيد والعدل بين العباد، أكد ذلك بقوله في أول سورة المائدة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [سورة المائدة، آية: 1].[11] انظر أيضًاالمراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia