خضر الأحمد
خضر الأحمد (1350 - 1445 هـ / 1932 - 2023 م)، من علماء الرياضيات وكبار أساتذتها في الجامعات العربية، فلسطيني- سوري، له مؤلفاتٌ وترجماتٌ وعناية بتعريب مصطلحات الرياضيات. وأستاذٌ باحث في جامعة كولورادو سبرينغز وجامعة جنوب كاليفورنيا، وباحث مشارك في المركز الدَّولي للفيزياء النظرية في تريستا. وعضو لجنة مصطلحات الرياضيات في مجمع اللغة العربية بدمشق. ولادته ودراستهولد خُضر بن حامد الأحمد في يوم الجمعة 22 من شعبان 1350هـ الموافق 1 يناير (كانون الثاني) 1932م، في مدينة حَيفا بفلسطين. ثم اضطُرَّ في إثر نكبة فلسطين عام 1948 للنزوح إلى سورية مع أخيه وهو ابن ستَّ عشرةَ سنة، فأقام في دمشق وأكمل تعليمَه فيها، وحصل على شهادة الثانوية العامَّة بترتيب الأول على القُطر السوري. رغب في دراسة الرياضيات والفيزياء فانتسب إلى كلية العلوم بجامعة دمشق، ومنها حصل على إجازة في العلوم الرياضية والفيزيائية عام 1954م بمرتبة الأول على الكلية، ثم حصل على دبلوم في التربية من كلِّية التربية بجامعة دمشق عام 1955م. ثم ابتُعثَ لإكمال دراساته العليا في الاتحاد السوفيتي، فحصلَ على دكتوراه في الرياضيات بتخصُّص (الميكانيك السَّماوي)، من جامعة موسكو الحكومية عام 1964م. وكان هذا التخصُّص من التخصُّصات النادرة، وليس له من تطبيقات عملية إلا في أمريكا وروسيا، وبين الدولتين العُظمَيين سباقٌ في تطويره. وفي جامعة موسكو عرَفَ زميله الدمشقي مكي الحسني الجزائري الذي كان يحضِّر بحثَه لنيل درجة الدكتوراه في الفيزياء النووية، وهو الآن الأمين العام لمجمع اللغة العربية بدمشق، وتوطَّدت الصلةُ بينهما واستمرَّت صداقتهما وثيقةً على مدار السنين إلى وفاة الدكتور خضر.[3] وممَّن رافقه في موسكو من الطلاب الذين غدَوا من كبار الأساتذة في تخصُّصاتهم: د. مصطفى حموليلا (دكتوراه في الأطياف الذرِّية)، ود. حافظ جنيد (دكتوراه في الكيمياء الحيوية)، ود. غالب سيدا (دكتوراه في بترولوجيا الصخور النارية والاستحالية)، ود. أنور الإمام (دكتوراه في الجيوفيزيا)، ود. أحمد ديب دشاش (دكتوراه في الطب الصناعي)، ود. دعد الحسيني[ا] (دكتوراه في علم المرونة)، ود. وليد حمودة (دكتوراه في طب الأسنان).[4] أتقن الدكتور خضر اللغة الروسية والإنكليزية وألمَّ بالفرنسية، إضافةً إلى لغته الأمِّ العربية. عمله ووظائفهبعد حصوله على الدكتوراه عاد إلى دمشقَ مدرِّسًا في جامعتها التي تخرَّج فيها، وتدرَّج في مراتبها على مدار ثلاثة عقود من عام 1965م إلى تقاعده عام 1995، وحصل على مرتبة الأستاذية (بروفيسور) عام 1980م. أُعيرَ إلى جامعة الملك سعود في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية خمس سنين على مرحلتين؛ الأولى في أواخر سبعينيات القرن العشرين، والأُخرى في أواسط الثمانينيات، وألَّف لطلَّابها بعضَ الكتب الجامعية. وعمل أستاذًا باحثًا في جامعة كولورادو سبرينغز وجامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1986م في سنة التفرُّغ الأكاديمي، وباحثًا مشاركًا في المركز الدَّولي للفيزياء النظرية في تريستا بإيطاليا من 1991 إلى 1995م. وعمل خبيرًا ومستشارًا في مجموعة دعبول الصناعية بدمشق من 1995 إلى 2012م. وجاءته عروضٌ كثيرة مُغرية من جامعات عالمية في أمريكا وروسيا، فكان يعتذر ويفضِّل البقاء في مدينته الأثيرة دمشق، مدرِّسًا لطلَّاب جامعتها. وله مشاركةٌ في عدَّة مؤتمرات وندَوات وجلَسات عمل في: سورية والأردُنِّ والسعودية وإيطاليا والولايات المتحدة. وهو عضو هيئة تحرير مجلَّة جامعة دمشق، وعضو لجنة مصطلحات الرياضيات في مجمع اللغة العربية بدمشق،[5] وقد أُلِّفَت اللجنةُ أواخر عام 2009م من الأعضاء: مكي الحسني الأمين العام للمجمع، وموفق دعبول عضو المجمع (رئيسًا للجنة)، ومروان البوَّاب عضو المجمع ونائب الرئيس حاليًّا، وخضر الأحمد خبيرًا، وبشير قابيل خبيرًا. ومهمة اللجنة وضعُ المقابلات المناسبة لمصطلحات الرياضيات الأجنبية، وإبداء الرأي فيما يردُ إلى المجمع من الجامعات والمؤسسات الأُخرى من مصطلحات مع مقابلاتها.[6] غادر دمشق عام 2012 ملتحقًا بأبنائه في ألمانيا، إلى وفاته. كتبه وآثارهفي التأليف:
في الترجمة:
وصفَ تلميذُه موجِّهُ مادَّة الرياضيات في سورية وعضوُ لجنة تطوير المناهج في وِزارة التربية السورية سابقًا الأستاذ الراحل عبد المجيد الحجِّي، ترجمتَه لكتاب "المدخل الى التحليل الدالِّي وتطبيقاته" لمؤلِّفه إيروين كريزيك، بأنه: «من أجود الترجمات العلمية، حتى إن القارئ لا يشعر أن الكتاب مترجَم». ووصف أستاذه أيضًا بقوله: «أحبَّه كلُّ من درس عنده، وتأثَّروا به وبأسلوبه المميَّز في التدريس». أعمال علمية أُخرى
صفاتهعُرف خضر الأحمد بالخُلق الرفيع وعفَّة اللسان، وكان لطيفَ المعشر، كريمًا سخيًّا واصلًا لأرحامه الأدنَين والأبعَدين، مرحًا مسالمًا، زاهدًا في المناصب والتصدُّر. قال في وصفه الأستاذ الكاتب فوَّاز تللو: « لم أسمعه طَوالَ ثلث قرن يلفظ كلمةً نابية، ولم أسمع منه شتيمةً مهما صغُرت لأحد مهما كان الظرف، وكان دائمًا دبلوماسيًّا لطيفًا مع كل من حوله ومن قابله في أي ظرف، ولم أسمعه يومًا يعلو صوتُه لأي سبب. وكان كريمًا معينًا ماديًّا بصمت لكثيرين من صلة رحمه القريبين والبعيدين. وذا شخصية مسالمة مرحة وثقافة عامة واسعة، بعيدًا عن أي عصبية طائفية أو قومية، مسلم يؤدِّي فروضه بعيدًا عن أي تشدُّد، من عاشقي الموسيقا العربية الأصيلة كما الموسيقا الكلاسيكية الغربية، كريمًا مع عائلته التي جابَ بها العالمَ سياحةً وأعطاها من السعادة والرفاهية دائمًا ما استطاع. وزهد دائمًا في المناصب ومتطلَّباتها المقيِّدة وحبِّ الظهور، معتذرًا عن ترؤُّس قسم الرياضيات في جامعة دمشق، وغيره من المناصب».[14] أسرتهتزوَّج خضر الأحمد بالسيِّدة الدمشقية نهلة بازرباشي عام 1966م، ولديه منها ابنٌ وابنتان، هم: طبيب الأسنان حامد الأحمد الحاصل على ماجستير في جراحة اللِّثَة وماجستير في تِقنيَّات الحاسوب، والصَّيدلانية رفيف المتزوجة بالكاتب المعارض الأستاذ فوَّاز تللو، ورَزان الحاصلة على بكالوريوس في علم المكتبات.[14] وفاتهتوفي خضر الأحمد في العاصمة الألمانية برلين، يوم الجمعة 14 ربيع الأول 1445هـ الموافق 29 سبتمبر (أيلول) 2023م.[15] ودُفن في المَقبَرة الإسلامية في بانكو في صباح يوم الثلاثاء 25 من ربيع الأول 1445هـ الموافق 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2023م. ونعاه مجمعُ اللغة العربية بدمشق في موقعه الرسمي.[16] الملاحظات
انظر أيضًا
المراجع
وصلات خارجية |
Portal di Ensiklopedia Dunia