حيدر الغدير
حيدر الغديِّر (1359- 1445 هـ / 1939- 2024 م) أديب سعودي، وباحث ناقد، وكاتب شاعر. من أعضاء رابطة الأدب الإسلامي العالمية المؤسسين. ولادته ونسبهولد أبو معاذ، حيدر بن عبد الكريم بن حمادي الغُدَيِّر[1] في مِنطقة الفُرات عام 1359هـ/ 1939م،[2] لأسرة عربية من قبيلة شَمَّر، يرجع جدُّهم الأعلى إلى مدينة حائل في الجزيرة العربية[3] وقد وُلد جدُّه الثالث على غَدِير ماء في البادية فسمِّيَ بالغُدَيِّر أو الغَدِير،[ا] وصار لقبًا لأسرته وذرِّيته.[4] وعمود نسبه هو: حيدر بن عبد الكريم (الملقَّب دباش)، بن حمادي، بن حسن، بن الغديِّر، بن عبد الله، بن محمد، بن عبيد، بن الغانم (فخذ آل الغدير)، بن علي، بن خميس، بن ربيع، بن علي، بن هلال، بن محمد، بن البشر، بن العلي. وجدُّهم الأعلى (العلي) يرجع إلى عشيرة (الجعفر) إحدى بطون (عبدة) وهي من بطون قبيلة (شَمَّر). والعلي هم من أمراء حائل ومنهم آل الرشيد هناك. وترجع شَمَّر إلى قبيلة طَيْء التي هي من قبيلة كَهْلان، وكَهلان هو شقيق حِمْيَر الذي اشتهرت به مملكة حِميَر، وهما ابنا سبأ (اسمه عبد شمس)، بن يَشْجُب، بن يَعرُب، بن قحطان (جد العرب القحطانية).[5] دراسته وتحصيلهحصل على الشهادة الابتدائية عام 1952م، وعلى الشهادة المتوسطة (الإعدادية) عام 1956م، وعلى الشهادة الثانوية عام 1379هـ/ 1959م.[2] ثم تابع دراسته في مصر فرحل إليها لطلب العلم وانتسب إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1959م، وحصل منها على الإجازة (بكالوريوس) في اللغة العربية عام 1383هـ/ 1963م.[6] ومن زملائه فيها الأستاذ عبد العزيز السالم الذي توثقت صلته به في الجامعة وفي مجلس العلامة محمود محمد شاكر، ثم بعد سنوات في الرياض. ثم انتقل الغدير إلى دمشق فحصل فيها على شهادة الدبلوم العامَّة في التربية من كلية التربية بجامعة دمشق عام 1384هـ/ 1964م. ثم آثر إكمال دراسته، فعاد إلى مصر وحصل على شهادة العالِمية (الماجستير) في اللغة العربية وآدابها، من قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، عام 1410هـ/ 1990م،[7] بتقدير امتياز، وموضوع رسالته "الرثاء في شِعر البارودي وحافظ وشوقي"، بإشراف الدكتور طه وادي، ومناقشة الدكتور شوقي ضيف، والدكتور أحمد هيكل. وحصل على العالِمية العالية (الدكتوراه) في اللغة العربية وآدابها من قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة عين شمس عام 1414هـ/ 1994م،[1] بمرتبة الشرف الثانية، عن أطروحته "شعر عمر أبو ريشة: دراسة فنية"،[8] بإشراف الدكتور يحيى عبد الدايم، ومناقشة الدكتور إبراهيم عبد الرحمن، وأحمد مرسي. أساتذته
عمله ووظائفهبدأ عمله في ميدان التعليم لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية من 1384- 1387هـ/ 1964- 1967م. وكان له أثرٌ كبير في التعليم والتوجيه والتربية. ثم عمل عام 1387هـ/ 1967م في المدينة المنوَّرة مدرِّسًا للغة العربية في المعهد العلمي عامين. ثم انتقل إلى مدينة الرياض عام 1389هـ/ 1969م للعمل في شُعبة المناهج في وِزارة المعارف السعودية (وزارة التعليم حاليًّا). ودرَّس اللغة العربية في أحد معاهد الأمن العام في الرياض.[1] ثم ترك التعليم ليعمل في الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض، نحو عام 1401هـ/ 1981م،[2] واستمرَّ عمله فيها أكثر من عشر سنوات، باحثًا متفرِّغًا، ومديرًا للبحوث. وانضمَّ إلى المعهد العالي للفكر الإسلامي باحثًا غير متفرِّغ. ثم عمل مستشارًا في المجلس الأعلى للإعلام في الرياض، بإدارة أمينه العام الأستاذ عبد الرحمن العبدان، ومن زملائه فيه الأستاذ عبد الرحمن الأنصاري. وكان المجلس ينتقل إلى جُدَّة في أشهر الصيف. وبقي في عمله هذا حتى أحيل على التقاعد عام 1424هـ/ 2003م،[7] وبعد التقاعد تفرَّغ للقراءة والكتابة والنشر. نشاطاتهاهتم بالتردُّد إلى المجالس الأدبية والثقافية لبعض كبار أعلام العصر، من أبرزها: مجلس الأستاذ عباس محمود العقاد، ومجلس شيخ العربية الأستاذ محمود محمد شاكر، ومجلس محمد يوسف موسى في القاهرة. ومجلس عبد العزيز الربيع في المدينة المنوَّرة. ومجلس عبد العزيز الرفاعي، ومجلس عثمان الصالح، ومجلس راشد المبارك، ومجلس أنور عشقي، ومجلس أحمد باجُنَيد،[2] ومجالس رابطة الأدب الإسلامي في الرياض. وكان غالبًا ما يشارك في هذه المجالس والمنتديات الثقافية بالمداخلة أو بإلقاء الشعر عقب اللقاء. تعلَّق بالشعر منذ صِباه، قراءة وتأمُّلًا وتذوُّقًا وحفظًا، ولا سيَّما شعر المتنبي وشوقي وبدوي الجبل وغيرهم من قُدامى ومعاصرين، ولم يبدأ في نظم الشعر حتى بلغ الخمسين، وكان يلقي قصائده في المحافل الثقافية والمناسبات الاجتماعية، وينشرها في الصحف[9] والمجلات، قبل أن يجمعها في عدد من الدواوين.[7] وقدَّم في إذاعة الرياض برنامجًا أدبيًّا ثقافيًّا من إعداده بعنوان "أفراح الروح" استمرَّ سنوات طويلة. وحُبِّبت إليه الأسفار فزار عددًا من البلدان، وأعانه على ذلك عمله في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومن طبيعة أعمالها إقامة المخيَّمات والمؤتمرات في بلدان العالم المختلفة.[10] وهام بالأندلس وتاريخها وحضارتها فزار إسبانيا مرَّات وطاف في أرجاء مدنها وقراها، وجال في مساجدها وقصورها الإسلامية وآثارها العربية، وكتب عنها الكثير من المقالات والخواطر والأشعار. كتبه وآثارهمؤلفاته الأدبية والنقدية
دواوينه الشعرية
مقالاته وقصائدهنشر عشرات المقالات والقصائد في الصحف والدوريات العربية، ومنها مجلة الأدب الإسلامي، التي استمرَّ ينشر فيها على مدار السنين، من العدد 16 إلى العدد 120، ومما نشره فيها قصائدُ كثيرة في رثاء كبار أعلام الأدباء، منها قصائده: الصقر، في رثاء محمود محمد شاكر، والستار، في رثاء الشاعر نزار قباني، ولوَّحت للناس، في رثاء أبي الحسن النَّدْوي، وشاهد القرن، في رثاء علي الطنطاوي، ولأنك آليت، في رثاء مصطفى صادق الرافعي، ورحيل، في رثاء عبد العزيز الرفاعي، وكفاية، في رثاء الشاعر عمر بهاء الدين الأميري، وراشد، في رثاء الشاعر راشد المبارك، وودَّعتَ دنياك، في رثاء أحمد محمد باجُنَيد، وستبقى في فؤادي، في رثاء عبد الباسط بدر. كتب ومقالات عنه
مقدماتهوقدَّم حيدر الغدير لعدد من الكتب منها: موسوعة القصص التربوي، إعداد يحيى الحاج يحيى، الصادرة عن الدار العالمية للنشر والتوزيع بالقاهرة والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، عام 2009م، في 3 مجلدات.[18] من شعرهكان حيدر الغدير مُغرمًا ببني أميَّة، ويرى الدولةَ الأموية أعظمَ دولة في التاريخ الإسلامي بعد الدولة الراشدية، فأكثرَ من الثناء عليها والتغنِّي بأمجادها في شعره، ولا سيَّما أشعاره عن الشام. ومن ذلك قوله:[19] يا شامُ تَعْرُوني لذِكرِكِ هِزَّةٌ أمَويَّةٌ هيَ في العِظام غَرامُ وأنا الذي شاقَتْه منكِ عَوارِفٌ جَلَّت ويشتاقُ الكِرامَ كرامُ قد أخلصَتْني نيَّةٌ ما شابَها شَيْنٌ فشَيْنُ الطيِّبينَ حَرامُ عُودِي لمَجدِك حُرَّةً عربيَّةً وعَظيمةً يَرْعَى خُطاكِ عِظامُ هذا الوَليدُ وذاكَ مروانُ العُلا وهُناك مَسْلَمةُ الوَغى الضِّرْغامُ وهمُ وإن كَرُموا وطابوا مَعدِنًا فأشَجُّهُم[ب] تاجٌ لهُم وإمامُ لم تشهَدِ الدُّنيا أجلَّ جلالةً منهُم فكيفَ إذا طَرِبتُ أُلامُ وحين بلغ الستين من عمره، وقف مع نفسه وَقفة محاسبة في قصيدة بعنوان "ستون" قال فيها:[20][21] فإنيَ والسِّتُّونَ خَلفيَ جَلجَلَتْ: أَفِقْ، أنتَ يا مغرورُ في آخرِ العُمْرِ لأرجو من الرَّحمن عَونًا ونُصْرةً على تَوبةٍ زَهراءَ أنقَى من القَطْرِ أعيشُ بها باقي الحَياةِ على التُّقى وأظفَرُ بالرُّضوانِ في ساحةِ الحَشْرِ وأظهر في شعره تصالحَه مع الموت لمَّا وقف على حقيقته، وأنه معبَر إلى الخلود في دار الكِفاء والجزاء، فختَم قصيدته "وأسلمت للرحمن" بقوله:[22] وأسلَمتُ للرَّحمنِ أمرِيَ كُلَّه وعُدتُّ سعيدًا ماتَ خوفي منَ المَوتِ ولمَ الخوف من الموت، وهو الذي ما طَفِقَ يُحاسب نفسه ويستعدُّ للقاء ربِّه، طالبًا منه العونَ سبحانه؟ يقول في قصيدته "عَون":[23][24] رَبَّاه كُن لي مُعيني إن دَنا أجَلي وجاءَ وهو مَدِيدٌ عُمرِيَ الثَّاني عسَى أُلاقي الذي أرجُوه دانيةً قُطوفُه حِينما أخلُو بأكفاني لقيتُ عَونَكَ في عُمْري الذي انصَرَمَتْ أيَّامُه بينَ عِصْيانٍ وإحسانِ فهَبْه لي في غَدٍ يَهْمي عَليَّ رضًا إذا القَضاءُ إلى لُقياكَ ناداني من أقواله
وفاتهتوفي في الرياض مع صلاة عشاء يوم السبت 27 من رمضان 1445هـ الموافق 6 أبريل (نَيْسان) 2024م، وصُلي عليه في اليوم التالي بعد صلاة العصر في جامع الجوهرة البابطين، ودُفن في مقبرة الشَّمال.[25] الملاحظات
انظر أيضًاالمراجع
المصادر
وصلات خارجية |