جورج لاكوف
جورج لاكوف (بالإنجليزية: George Lakoff)، الفليلسوف الأمريكي وعالم اللغويات المعرفية، ولد في 24 مايو 1941. عرف عنه أطروحته الشهيرة أن حياة الأفراد تتأثر بشكل كبير بالاستعارات المركزية التي يستخدمها الناس لشرح الظواهر المعقدة. وقد وجدت أطروحته عن التشبيه المفاهيمي والاستعارة، والتي قدمها مع الفيلسوف مارك جونسون في كتابهما Metaphors We Live By عام 1980، تطبيقات في عدد من التخصصات الأكاديمية، كما أن تطبيقها على السياسة، والأدب، والفلسفة، والرياضيات قاده إلي منطقة تعتبر عادة الركيزة أساسية للعلوم السياسية. في كتابه عام 1996 «السياسة الأخلاقية»، وصف لاكوف الناخبين المحافظين الذين يتأثرون بـ «النموذج الصارم للأب» بالاستعارة المركزية لمثل هذه الظواهر المعقدة مثل شرطة الولاية، بينما الناخبون الليبراليون الذين يتأثرون بـ «نموذج الأب المحب الحنون» باستعارة علم النفس الشعبي. ووفقاً له، فإن تجربة الفرد وموقفه تجاه القضايا الاجتماعية والسياسية يتأثر بما يعلمه من قواعد البناءاللغوي. في «الاستعارة والحرب: نظام الاستعارة يستخدم لتبرير الحرب في الخليج»، حيث يجادل بأن التدخل الأمريكي في حرب الخليج كان محجوبًا أو «مغزولًا» بالاستعارات المجازية التي استخدمتها أولًا إدارة بوش الأب لتبرير ذلك. بين عامي 2003 و 2008، كان لاكوف منشغلاً بالتفكير التقدمي بمعهد روكريدج.[2][3] كما أنه عضو في اللجنة العلمية لـ (مؤسسة IDEAS)، بمركز التفكير الإسباني والحزب الاشتراكي للعمال الإسبانيين. كان لاكوف أستاذاً في اللغويات في جامعة كاليفورنيا، ببيركلي، من عام 1972 حتى تقاعده في عام 2016.[4] عملهإعادة تقييم الاستعارةعلى الرغم من أن بعض أبحاث لاكوف تتضمن أسئلة عادةً ما يتابعها علماء اللغة، مثل الظروف التي يكون فيها بناء لغوي معين قابل للنمو من الناحية النحوية، فإنه معروف أكثر بتقييمه للدور الذي تلعبه الاستعارات في الحياة الاجتماعية والسياسية للبشر. لقد شوهدت الاستعارة في التقاليد العلمية الغربية باعتبارها بناء لغوي بحت. كان الدافع الأساسي لعمل لاكوف هو الجدل بأن الاستعارات هي في الأساس بناء مفاهيمي، وهي في الواقع مركزية لتنمية الفكر. واقترح أن:
الفكر غير المجازي بالنسبة للاكوف يكون ممكن فقط عندما نتحدث عن حقيقة مادية بحتة. حيث يري أنه كلما زاد مستوى التجريد، كلما كانت طبقات المجاز مطلوبة أكثر للتعبير عنها. الناس لا يلاحظون هذه الاستعارات لأسباب مختلفة. أحد الأسباب هو أن بعض الاستعارات أصبحت «ميتة» ولم نعد ندرك أصلها. سبب آخر هو أننا لا «نرى» ما «يحدث» فعلاً في الواقع. على سبيل المثال، في النقاش الفكري، فإن الاستعارة الكامنة هي عادةً تعني أن الجدال والاعتراض هو الحرب (تمت مراجعتها فيما بعد على أنها «الجدال هو النضال»):
بالنسبة إلى لاكوف، كان تطور الفكر هو عملية تطوير استعارات أفضل. إن تطبيق مجال واحد من المعرفة على مجال آخر من المعرفة يوفر تصورات وتفاهمات جديدة. الحروب اللغويةبدأ لاكوف مسيرته المهنية كطالب وفي وقت لاحق أصبح معلم لنظرية القواعد التحويلية التي طورها فيما بعد ناعوم تشومسكي، الأستاذ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. إلا أنه مع ذلك في أواخر السيتينات من القرن الماضي، انضم مع آخرين لتعزيز علم الدلالة التوليدية[5] كبديل لقواعد تشميسكي.[6] وقد رفض تشومسكي إدعاء لاكوف بأنه يؤكد على استقلاله بين بناء الجملة ودلالات الألفاظ، وقد أعطى أمثلة من داخل عمله يتحدث فيها عن العلاقة بين علم الدلالة والبنية اللغوية. ويذهب تشومسكي إلى أبعد من ذلك ويدعي أن لاكوف «لا يفهم فعليًا العمل الذي يناقشه».[7] ساهمت خلافاته مع تشومسكي في نقاشات عنيفة بين علماء اللغة التي أصبحت تعرف باسم «الحروب اللغوية». العقل المجسدعندما يدعي لاكوف أن العقل «مجسد»، فإنه يجادل بأن كل الإدراك البشري تقريباً، يعتمد على مثل هذه المنشآت الخرسانية «منخفضة المستوى» ويستخدمها مثل النظام الحاسوبي والعواطف. لذلك، فإن التجسيد هو رفض ليس فقط تجاه العقل والمادة، ولكن أيضًا للمطالبات بأن العقل البشري يمكن فهمه بشكل أساسي دون الإشارة إلى «تفاصيل التنفيذ» الأساسية. يقدم لاكوف ثلاثة أنواع متماثلة ولكنها متميزة من الحجج لصالح التجسيد. أولاً، باستخدام الأدلة من علم الأعصاب والشبكات العصبية، يجادل بأن مفاهيم معينة، مثل مفاهيم اللون والفضاء (مثل «الأحمر» أو«فوق»)، يمكن فهمها بالكامل تقريبًا من خلال فحص كيفية عمل آليات الإدراك. ثانياً، استناداً إلى تحليل اللغويات المعرفية للغة التصويرية، فإنه يجادل بأن المنطق الذي نستخدمه للموضوعات المجردة مثل الحروب، أو الاقتصاد، أو الأخلاق، له جذور ما في المنطق الذي نستخدمه لموضوعات عادية مثل العلاقات المكانية.[8] وأخيرًا، استنادًا إلى البحث في علم النفس المعرفي وبعض التحريات في فلسفة اللغة، يجادل بأن عددًا قليلاً جدًا من الفئات التي يستخدمها البشر هي في الواقع من النوع الأسود والأبيض القابل للتحليل. على العكس، من المفترض أن تكون معظم الفئات أكثر تعقيداً وفوضى، تماما مثل أجسامنا.[9] «نحن كائنات عصبية»، يقول لاكوف، «أدمغتنا تأخذ مدخلاتها من بقية أجسادنا. ماذا تشبه أجسامنا وكيف تعمل، هذه هي المفاهيم التي يمكننا استخدامها للتفكير. لا يمكننا التفكير فقط أي شيء - فقط ما تسمح به أدمغتنا المتجسدة.»[10] الرياضياتوفقا للاكوف، فإنه حتى الرياضيات هي أمر ذاتي مختلف بين الأنواع البشرية وثقافاتها: وبالتالي فإن «أي مسألة تتعلق بالرياضيات في الواقع المادي هي موضع نقاش، حيث لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان هذا صحيح أم لا.» وبهذا يقول إنه لا يوجد شيء خارج هياكل الفكر التي نشتقها من عقولنا المجسدة التي يمكننا استخدامها «لإثبات» أن الرياضيات ليست أبعد من علم الأحياء. يجادل لاكوف ورافاييل نونيث (سياسي) (2000) باستفاضة بأن الأفكار الرياضياتية والفلسفية من الأفضل فهمها في ضوء العقل المجسد. لذا، يجب على فلسفة الرياضيات أن تنظر إلى الفهم العلمي الحالي لجسم الإنسان باعتباره علم الوجود التأسيسي، وتتخلى عن المحاولات ذاتية مرجعية لإرساء المكونات التشغيلية للرياضيات في أي شيء آخر.[11][12] الأهمية السياسيةعبّر لاكوف علناً عن أفكاره حول البنية المفاهيمية التي يعتبرها أساسية لفهم العملية السياسية، وقارنها ببعض وجهات نظره السياسية الخاصة. يعطي كتاب «السياسة الأخلاقية» (1996، تم مراجعتها عام 2002) نظرة على الاستعارات المفاهيمية التي يراها ليكوف حاضرة في عقول الأمريكيين الليبراليين والمحافظين. الكتاب عبارة عن مزيج من العلوم المعرفية والتحليل السياسي. يحاول لاكوف الإبقاء على آرائه الشخصية فيه محصورة في الثلث الأخير من الكتاب، حيث يناقش صراحة بتفوق الرؤية الليبرالية.[3][13] يزعم لاكوف كذلك أن أحد الأسباب التي جعلت الليبراليين يجدون صعوبة منذ الثمانينيات من القرن الماضي هو أنهم لم يكونوا على دراية باستعاراتهم الإرشادية الخاصة بهم، وكثيراً ما كانوا يقبلون بالمصطلحات المتحفظة بطريقة تعزز التشبيه الأبوي الصارم. يصر لاكوف على أنه يجب على الليبراليين التوقف عن استخدام مصطلحات مثل «الإجهاض الجزئي للولادة» و «الإعفاء الضريبي» لأنها مصنوعة خصيصًا للسماح بإمكانيات أنواع معينة من الآراء فقط. «الإعفاء الضريبي» على سبيل المثال، يشير صراحة إلى أن الضرائب هي مأساة، وهو أمر يريد «إغاثة» منه. من أجل استخدام مصطلحات وجهة نظر مجازية أخرى، يجب على الليبراليين أن يدعموا اللغة الفكرية بنفس الطريقة التي يفعلها المحافظون إذا أرادوا النجاح في مناشدة الشعب.[14] خلافه مع ستيفن بينكرفي عام 2006 كتب ستيفن بينكر مراجعة غير مواتية لكتاب لاكوف "'Whose Freedom؟" في «ذا نيو ريببلك».[15] حيث جادل بينكر بأن اقتراحات لاكوف غير مدعومة، وأن وصفاته هي وصفة للفشل الانتخابي. وكتب أن لاكوف كان متعجباً واستنكر «التصور الغامض للمعتقدات» و«إيمانه بقوة التعبير».[16][16] أعمالهكتاباته
أفلام مصورة
انظر أيضاًالمراجع
مزيد من القراءة
روابط خارجية
|