تعقيم التربةتعقيم التربة طريقة لقتل بعض الكائنات الممراضة التي تعيش في التربة.[1][2] تتطلب الزراعة المكثفة خبرة جيدة وتقنيات متقدمة حتى يمكن تحقيق الربح المطلوب والتغلب على المشاكل الفنية التي تنجم عنها خاصة تعاظم مسببات الأمراض الناشطة في التربة (بالإنجليزية: Soil-borne Pathogens). وبما أن الزراعة المكثفة والمتتالية لنفس المحصول (الزراعة الأحادية) تؤدي لزيادة كبيرة في أعداد مسببات الأمراض المتواجدة في التربة، تصبح مقاومة هذه المسببات أمرًا ذا أهمية اقتصادية. هذا ولا بد من التنويه أن لتعقيم التربة فوائد أخرى إضافة لمقاومة مسببات الأمراض في التربة كمقاومة الأعشاب وتحسين جودة المنتج وزيادة معدل نمو النبات. ولهذا كله ولأهمية التصدي لمشاكل التربة وآفاتها بدأ العلماء والباحثون في أمراض النبات في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي بتطوير أساليب ووسائل لتعقيم التربة ومقاومة أمراض الجذور. كانت الطرق المقبولة والمعروفة في التعقيم هي استعمال الحرارة بطرق مختلفة كتسخين الهواء وتمريره في التربة في أفران تسخين جافة لتسخين التربة. ونظراً لعيوب هذه الطرق وصعوبة تطبيقها حيث كانت مقصورة على التطبيقات البحثية والدراسية فقد تم استخدام طريقة تعقيم تربة الدفيئات (البيوت البلاستيكية) بواسطة التدخين (بالإنجليزية: Fumigation). التعقيم بالتدخينمشاكل استخدام طرق التعقيم بالتدخين:
لذلك كان لا بد من مواجهة هذه المشاكل والتصدي لحلها وذلك يأتي فقط عن طريق إيجاد طرق تعقيم بديلة أو تطوير التعقيم الكيميائي والتخلص من عيوبه من ناحية والمحافظة على نجاعته من ناحية أخرى. التعقيم الحراري
تعقيم حراري [الإنجليزية] عرف الآباء والأجداد هذه الطريقة وطبقوها في زراعاتهم المختلفة دون أن يعرفوا تفسيراً علمياً لها عندما حرثوا الأرض وتركوها عرضة للشمس في الصيف. هذه الطريقة تعمل على التقليل من حدة أمراض الجذور وبذور الأعشاب البرية الضارة ولكن هذه النتائج تكاد لا تشبع رغبة المزارع ولا تكفي لإتباع الزراعة المكثفة. وتعرف هذه الطريقة باسم التعقيم الحراري الجاف. ولكن عند ترطيب التربة وتغطيها بستائر بلاستيكية شفافة يمكن الحصول على نتائج جيدة في مقاومة الكثير من الآفات الزراعية في التربة وهذا ما يعرف بالتعقيم الحراري أو الشمسي، والتعقيم الحراري أو الشمسي عبارة عن استغلال أشعة وحرارة الشمس في مقاومة أمراض الجذور حيث تتم هذه العملية في فترات تكون فيها درجة الحرارة عالية بحيث تحقق الغرض من التعقيم (فترة الصيف). ومن التجارب التي أجريت في فلسطين تبين أن أفضل فترة لتنفيذ هذه الطريقة هي 15 حزيران – 15 آب من كل سنة. تعتمد هذه الطريقة في فعاليتها على الفرق والتفاوت في حساسية مسببات الأمراض والكائنات الحية الدقيقة الأخرى الموجودة بالتربة لارتفاع درجات الحرارة حيث ثبت بالتجارب أن مسببات الأمراض أكثر حساسية من باقي الكائنات الحية الدقيقة لذلك وبواسطة هذه الطريقة يمكن التخلص من مسببات الأمراض دون التأثير على الكائنات الحية النافعة وتصبح الأرض المعقمة بهذه الطريقة أكثر مقاومة للأمراض الفطرية وهي ما تعرف بالتربة المثبطة للأمراض. كيفية تطبيق طريقة التعقيم الشمسيلنجاح عملية التعقيم بهذه الطريقة لا بد من توفير وتنفيذ الشروط التالية:
كفاءة ونجاعة التعقيم الحراري: تختلف الكائنات الحية الدقيقة في حساسيتها للحرارة، وبشكل عام فإن مسببات الأمراض أكثر حساسية من باقي الكائنات الحية الدقيقة الأخرى ولكن حتى مسببات الأمراض تتباين فيما بينها في مدى حساسيتها للحرارة فعلى سبيل المثال فإن فطريات Verticillium أكثر حساسية وهي أسهل الفطريات للمقاومة بعكس فطريات الفيوزاريوم Fusarium حيث لهذه الفطريات قدرة كبيرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة. التعقيم الحراري داخل الدفيئات (البيوت البلاستيكية)يثير التعقيم الحراري داخل الدفيئة الكثير من التساؤلات، ففي هذا النوع من التعقيم هناك عوامل تزيد من فعالية التعقيم وأخرى تحد وتقلل من النجاعة، فمثلاً وجود غطاء السقف والجوانب للبيت البلاستيكي فإنه يقلل من دخول الإشعاعات التي تؤدي إلى رفع درجات الحرارة ولكن في الوقت نفسه تقلل من فقد الحرارة وتحتفظ بدرجات حرارة عالية للتربة. وللحصول على أفضل النتائج يجب معالجة أي عيب بالبلاستيك وتحسين نفاذية الإشعاعات الداخلة إلى الدفيئة. وفي فلسطين وجد زيادة في فعالية التعقيم الحراري داخل الدفيئات المغطاة بالبلاستيك قبل سنة (بالرغم من أن البلاستيك فقد من قدرته على نفاذ الأشعة 35%) بالمقارنة مع التعقيم الحراري في قطعة أرض مكشوفة. هذا وقد وجد أن التعقيم الحراري داخل المبنى المغطى وبدون تغطية سطح التربة داخله قام بقتل تام لفطر الكبكوبية (باللاتينية: Verticillium) المسبب لمرض الذبول الكبكوبي في جميع الأعماق التي فحصت وهذه النتائج تشابه تلك التي تم الحصول عليها كنتيجة لتغطية سطح التربة خارج البيت البلاستيكي. التعقيم الحراري لجو المبنى البلاستيكي Space Solarization وجد بالتجربة أن درجة حرارة جو الدفيئة وعلى ارتفاع متر واحد من سطح الأرض بلغت (74 – 75) درجة مئوية وهذه الدرجة كافية لقتل جميع الكائنات الحية المتواجدة في هذا الجو سيما وأن زيادة الرطوبة النسبية تعمل على زيادة حساسية الكائنات الحية للحرارة العالية، ويمكن استخدام هذه الظاهرة في تعقيم جو المبنى والأعمدة وأدوات التعليق وأدوات العمل المختلفة عند وضعها وتركها داخل البيت البلاستيكي في ساعات النهار. عيوب التعقيم الحراري للمباني البلاستيكيةأهم عيوب التعقيم الحراري في البيوت البلاستيكية هي أن ارتفاع درجات الحرارة الكبيرة يؤدي إلى تسخين حديد الأقواس المكونة للمبنى لدرجة يسبب تآكل وتلف البلاستيك الملاصق لهذه الأجزاء الحديدية الأمر الذي يسبب عطب وتمزيق ستائر البلاستيك. لكن إذا كان لابد من إجراء التعقيم الحراري للمباني المغطاة بالبلاستيك فإنه ينصح بلصق شرائط خاصة معدة لذلك على سطح حديد الأقواس من الجهة العليا والتي يلصق بها البلاستيك مع الأخذ بالاعتبار تكلفة هذه الشرائط اللاصقة. تأثير البلاستيك المستعمل (القديم) في التعقيم الحراريتم فحص تأثير البلاستيك المستعمل من قبل في التعقيم الحراري بالمقارنة مع البلاستيك الجديد فتبين من النتائج أن فعالية البلاستيك القديم لا تقل عن البلاستيك الجديد بل أحياناً كانت أكثر نجاعة. وهذه النتائج تتمشى مع نتائج أبحاث أجريت من قبل باحثين آخرين وقد فسر الباحثون الظاهرة إلى حدوث تغييرات في الصفات الفوتوفيزيائية للبلاستيك حيث يصبح أقل نفاذية أيضاً للأشعة طويلة الموجة وبذلك تكون القدرة على رفع درجات الحرارة أفضل. لهذه النتائج أهمية اقتصادية كبيرة جداً وذلك لقله تكلفة التعقيم الحراري عن التعقيم بالواد الكيماويه بنسبه 60%. وفي حالة محافظة المزارع جيداً على البلاستيك المستعمل من السنوات السابقة لاستخدامه في التعقيم الحراري ويقدر احتياج الدونم الواحد من البلاستيك للتعقيم الحراري هي (35 – 37) كغم من البلاستيك بسمك 50 ميكرون وبعرض 5 متر مع وجود مادة U.V.A في البلاستيك المعد للتعقيم الحراري. مراجع
|