بنو النجاربنو النجار هم من القبائل العربية الإسلامية والمسيحية والدرزية التي تَوطنت في بلاد الشام ومصر والمغرب العربي، ومنهم من يهود شبه الجزيرة العربية،[1] ولا رابط بينها سوى اللقب، كما أن أفراد هذه القبيلة ممن هم من نفس الطائفة لا يوجد ما يؤكد أنهم من جذور واحدة، وذلك بناءً على أن «النجار» مهنة من المهن الشريفة منذ العهود العربية القديمة.[2][3][4] التسميةاستخدام العرب لَفظة «النجار» لقباً للرجل الذي يُنجِّر الخشب، ثم استخدمت عبر العصور بعدة معانٍ فقيل نجّار موبيليا إفرنجي، ونجّار عربي وغيرها.[5] يذكر السويدي في كتابه «سبائك الذهب في معرفة أنساب العرب» أنَّ بني النجار قد سموا بهذا الاسم لكون أحد أجدادهم قطع يد أخيه بالفأس فقالت العرب لقد نجر يد أخيه.[6][7] كما يذكر ابن حجر العسقلاني في كتابه «فتح الباري» أنَّ النجار هم تيمُ الله، وسموا بِذلك؛ لأن أحد أجدادهم ضرب رجلاً فنجره فقيل له: النجار، وتيم الله هو ابن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج،[8] أما ابن تيم الله فهوَ المعتز بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج.[9] ويذكر محمد المختار الشنقيطي في كتابه «شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية»، أنَّ تيم الله سُمي بالنجار لأنه اختتن بالقدوم وقيل ضرب رجلًا بقدوم فجره،[9] والقدوم بالتخفيف هي آلة النجار.[10] الأصلتذكر بعض الروايات أنهم أتوا من الجزيرة العربية وبالذات من الأنصار حيث تتحدث بعض الروايات أنَّ آل النجار كانوا أخوال عبد المطلب بن هاشم جد محمد رسول الله،[3][9] وبعضها تتحدث أنهم كانوا أخوال عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول.[4][7] بنو النجار من قبيلة الخزرج الأنصارية،[7] وهم من خير قبائل الأنصار؛[11] حيث وردَ في صحيح البخاري في باب فضل دور الأنصار عن أبي أسيد، قال رسول الله: «خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن خزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير» صحيح البخاري[11][12] تَعود أكثر قبائل وبطون الخزرج إلى بني النجار، وهي كالتالي:[4][7]
التاريخشهدت القبائل العربية في الجاهلية وفي الإسلام قبيلة بني النجار، حيث استقبلت فتيات هذه القبيلة رسول الإسلام محمد عند هجرته من مكة إلى المدينة،[2] وقد أنشدن: نحن جَوارٍ من بني النجّار يا حبذا محمدٌ مِن جارٍ ومن أشهر الصحابة الصاحبي أبو أيوب الأنصاري الخزرجي النجاري الذي نَزَلَ الرسول محمد في داره بعد الهجرة من مكة إلى المدينة،[39] ومن الصحابة أيضاً الصحابي حسان بن ثابت فهوَ من بني النجار أخوال عبد المطلب بن هاشم، وقد بدأ قصيدةً له بِبيت:[40] لَقَدْ عَلِمتْ بَنو النَّجَّارِ أنّي أذودُ عن العشيرة ِ بالحسامِ ومن الصحابة أيضًا الصحابي أنس بن مالك يرجع نسبه إلى عدي بن النجار عن طريق أمه أم سليم بنت ملحان،[41][42] كما يُلقب الصَحابي أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي النجاري بِـ«نقيب بني النجار».[43] ومما يُذكر في فضل بني النجار في الإسلام أنَّ الرسول محمد جعل النقباء على عدة الأسباط، وروى أنه نقب على النقباء أسعد بن زرارة (يلقب بنقيب بني النجار)، فتوفي بعد والمسجد النبوي يبنى، قيل: فاجتمعت بنو النجار إلى الرسول وسألوه أن يجعل منهم شخصاً مكانه نقيباً عليهم، فقال لهم: أنتم أخوالي، وأنا فيكم، وأنا نقيبكم، وكره الرسول أن يخص بها بعضهم دون بعض.[43][44] وقد وردَ ذكر أنَّ مسجد قباء بُني على حائط ملأٍ من بني النجار، حيثُ ورد في صحيح البخاري:[9][45] «حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس بن مالك قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف فأقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى بني النجار فجاءوا متقلدي السيوف كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم وأنه أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملإ من بني النجار فقال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا قالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله فقال أنس فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين وفيه خرب وفيه نخل فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت ثم بالخرب فسويت وبالنخل فقطع فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول: اللهم لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجره»
كما ذكر أيضًا أنَّ بلال بن رباح كانَ يؤذن على سطح بيت امرأةٍ من بني النجار، وذلك لأنَّ بيتها أطول بيتٍ حول المسجد الحرام.[46][47] وقد عُرف أيضاً حبيب النجار وهو رجل صالح كان يسكن قرية في بلاد الشام، وقد ذكرَ أهلُ التفسير نقلاً عن ابن عباس وغيره أنهُ الرجل الذي نزلت في حقه آية من سورة يس (وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى...)، وأنهُ هوَ الذي يطلق عليه «مؤمن آل يس».[48][49] لما هاجر الرسول محمد إلى المدينة المنورة بدأ بتطبيق بعض الإجراءات الأمنية والاجتماعية والسياسية، كان من بينها إبرامُ معاهدةً مع يهود المدينة المنورة أو يهود يثرب كما كانت تعرف قبل هجرته، ويعتبر البعض أنها أول وثيقة حقوقية، فيما اعتبرها آخرون أنها عقدُ مواطنةٍ متقدمٌ على عصره، وقد وردَ في نص الوثيقة:[1]
وقد أوردت العديد من المصادر عدد من علماء العرب الأوائل بلقب النّجار، ومنهم:[2]
وقد عُرفت في بيروت عدة فروع من آل النجار ممن يعودون بجذورهم إلى مدينتي حمص وحلب، وبعض هذه الفروع تعود إلى آل السبسبي من منطقة سبسب، لا سيما إلى جدهم السيد إبراهيم السبسبي الشهير بالنجار، وهذا الفرع من أسرة السبسبي النجار الرفاعي منسوب يعود بنسبه إلى الإمام موسى الكاظم، كما أن أسرة النجار فرع حلب من الأسر المنسوبة إلى أهل البيت، وذلك عن طريق الإمام موسى الكاظم، وقد ذُكر في كتاب الأنساب ونور الأنوار بأن آل النجار في مصر هم أيضاً من الأسر المنسوبة إلى الإمام الحسين، ونفس النسب يَمتد إلى أسرة في النجار في بلاد الشام.[2][50] وقد شهدت بيروت في العهد العثماني آل النجار من المسلمين والمسيحيين والدروز، حيثُ أشار عدد من السجلات إلى آل النجار، فقد أشار السجل (1259هـ) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى بيت النجار في باطن بيروت، كما أشار السجل نفسه إلى منزل إلياس النجار قرب سوق البياطرة في باطن بيروت، كما أشار السجل إلى الشقيقتين هيلانة ونور بنتي متري النجار، وأشار السجل (1263-1265هـ) إلى السيد محمد حرب النجار.[2] أورد سليم علي سلام في مذكراته حوارات بينه وبين القائد الاتحادي أحمد جمال باشا، الذي سأله عن أحد الناشطين إبراهيم سليم نجار الذي كان يعمل صحافياً وكاتباً معارضاً للدولة العثمانية، وهو مؤسس صحيفة «الكلمة الحرة» في القاهرة 1902 ومؤسس شركة «الأخبار الصحافية» في الآستانة 1912 و«لسان العرب» في القدس 1921 و«صحيفة اللواء» في بيروت 1939 وقد عرف قبله والده الطبيب إبراهيم النجار.[2] في المسيحية عُرف القديس يوسف النجار زمن مريم العذراء، حيثُ كان يعمل نجّاراً وسكن الناصرة.[2] وقد عرف عدد من أفراد الطائفة الدرزية من آل النجار وهم في الأصل من القبائل القحطانية، ومنهم القاضي الأسبق في السودان يوسف بن أمين بن حمود النجار والمدير العام الأسبق لوزارة الزراعة المهندس حليم النجار والسفير الأسبق عبد الله النجار (1896-1976) صاحب كتاب «مذهب الدروز والتوحيد».[2][51] أماكن التواجدذكرت المَراجع أنهُ تكاد لا تخلو أي بَلدة من عائلة تحمل هذا الاسم كباقي أسماء المهن السائدة، حيثُ اختلطت الأصول بالمهن حسب العديد من الروايات،[2] وتعتبر عائلة النجار من العائلات المنتشرة على مستوى العالم العربي، ولها تواجد في العالم الإسلامي وفي عموم بلاد العالم كأفراد وعائلات صغيرة، حيثُ يتواجد أعداد كبيرة منهم في مصر وهم منتشرون في كافة محافظاتها ويُكثر تواجدهم في عريش مصر وفي الصعيد وفي محافظة الشرقية، حيثُ تذكر الإحصاءات أنَّ تعداد بني النجار في مصر يصل إلى حوالي 5 ملايين نسمة.[4] كما ينتشر عدد من أفراد العائلة في عموم فلسطين، حيثُ يتركز تواجدهم في الخليل ورام الله وَالقدس وَيافا وَعكا وَحيفا وَجنين وَطبريا وَالناصرة وَنابلس وَطولكرم وَالرملة وَقطاع غزة.[4] ولعائلة النجار انتشار في الأردن، وفي لبنان وَسوريا وَالسعودية وعدد من دول الخليج، كما يتواجد جزء منهم في ولاية صلالة في سلطنة عمان، وهم متواجدين بكثافة في بعض مناطق اليمن، أما في العراق فعائلات النجار من العائلات البغدادية العريقة المُلقبة بالباشي أي (الباشا)، كما أنَّ للعائلة تواجد في تركيا وخصوصاً في أنطاكيا وهم ذو أُصول دمشقية.[4] شخصيات بارزةعُرف في العصر الحديث عددٌ من الشخصيات البارزة، ومنها:[2]
مراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia