المناجاة الشعبانية
المناجاة الشعبانية هي مناجاة مروية عن علي بن أبي طالب ومن الأئمة من أبنائه وكانوا يواظبون علي قرائته في شهر شعبان. تحظي هذه المناجاة بأهمية خاصة عند الشيعة وهم يواظبون علي قرائتها في شهر شعبان المعظّم اتباعا لأئمّتهم الاثني عشر.[1] سبب تسميتها بالمناجاةقد عرف هذا الدعاء «بالمناجاة» لخصوصية فيه، فالمناجاة من النجوى وهي الحديث عن قرب، فالمدعو قريب المسافة عند الداعي، وهذا ما يشير إلى الخصوصية الروحية حينئذ التي تلازمها المعرفة بالمدعو. والنجوى أيضاً بمعنى التناجي وهي المسارة، فإذا ناجى العبد ربه فقد دعاه سراً لأن الله تعالى معية علمية ووجودية مع كل شيء فيحيط به.[2] سندهارواها السيد ابن طاووس[3] كما ذكر المجلسي[4][5] بسند معتبر عن الحسين بن خالويه، عن علي ابن أبي طالب[6] وذكرت أيضاً في الصحيفة العلوية.[7] محاور المناجاةإن الأفكار الأساسية في المناجاة الشعبانية تدور حول أمور ثلاثة:[8]
أقوال العلماء فيهايقول العالم الشيعي الميرزا جواد الملكي التبريزي عنها: «والمناجات الشعبانية معروفة، وهي مناجاة عزيزة على أهلها، يحبونها ويستأنسون بشعبان من أجلها، بل ينتظرون مجيئ شعبان ويشتاقون إليه من أجلها وفي هذه المناجاة علوم جمة في كيفية تعامل العبد مع الله جل جلاله، وبيان وجوه الأدب التي ينبغي أن نلتزمها ونتأدّب بها عندما نسأل الله تعالى حوائجنا، وندعوه سبحانه ونستغفره... وهذه المناجاة من مهمات أعمال هذا الشهر بل للسالك أن لا يترك قراءة بعض فقراتها على مدار السنة... إن هذه المناجاة مناجاة جليلة ونعمة عظيمة من بركات آل محمد يعرف قدر عظمتها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد».[9] قال القائد الإيراني السيد علي الحسيني الخامنئي:[10] يا أعزّائي! ويا أبنائي! أيّها الشباب الأعزّاء! اغْتَنِموا هذه الأيّام القلائل(أيام الشعبان)، سَلُوا الله تعالى، ويَمِّمُوا قلوبَكم النقيّة نحوه وكلِّموه. وليس مِن لُغة خاصّة للحديث مع الله جلَّ وعلا، غير أنّ أئمَّتنا المعصومين - الذين ارتَقُوا مراتِب القُرْبِ إلى الله واحدةً تلو الأخرى- قد كلّموا الله بِألْسِنَة مُتميّزة وعلَّمونا سبيل التكلُّم مع الله سبحانه، فهذه المناجاة الشعبانيّة والأدعية الواردة في شهرَيْ رجب وشعبان بمضامينها الراقية، وهذه المعارف الرقيقة والنورانيّة والتعابير الرائعة الإعجازيّة، هذه كلّها وسيلة لنا لِغَرض الدعاء.[11][12] وقال حول بعض عبارات المناجاة: «إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك» أي أللَّهمَّ اجعلني دائم الإتصال والارتباط بك، وأَدخِلني في حريم عزّك وشأنك، وأَنِر بصيرة فؤادي بحيث تَقوى على النَّظر إليك.«حتّى تَخرق أبصارُ القلوب حُجُبَ النُّور» فيَقدر بَصَري على اختراق الحُجُب النوارنيّة كافَّة ويَجتازها، حتّى يَصل إليك، لِيَراك ويَدعوك. إنّ بعض الحُجُب حُجُبٌ ظُلمانيّة. الحُجُب التي نَتكبَّل بها نحن ونَقَع في أَسْرها ونَتشبّث بها - حِجاب الشُّهرة، حِجاب البطن، حِجاب الحَسَد، وحِجاب التمنّيات - إنَّما هي حُجُبٌ ظُلمانيّة وحيوانيّة، بَيْدَ أنّ ثمَّة حُجُباً أخرى تَعترض الذين يَتخلّصون من هذه الحُجُب وهي الحُجُب النُّورانيّة. فانظروا كم هو سامٍ وراقٍ العُبور من هذه الحُجُب بالنسبة للإنسان. إنَّ أيّ شعب يأنس هذه المفاهيم، ويُورِدُ فؤادَه هذه الرِّحاب، ويُركِّزُ مسيرته وِفْق هذا الميزان، سَيَمضي قُدُماً وتَتصاغَر أمام عينيه الجبال.[13] وقال المحدث الشيعي الشيخ القمي: وهذه مناجاة جليلة القدر منسوبة إلى أئمتنا مشتملة على مضامين عالية ويحسن أن يدعى بها عند حضور القلب متى ما كان.[14] وقال السيد روح الله الموسوي الخميني: جميع المسائل التي أوردها العرفاء في كتبهم المبسوطة أو رووها موجودة في عدة كلمات من المناجاة الشعبانية.[15] انظر أيضاً
الوصلات الخارجيةمراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia