الفساد في جنوب السودانيعد الفساد في جنوب السودان من بين الأسوأ في العالم. طورت النخب في البلاد نظامًا كليبتوقراطيًا يتحكم بكامل أجزاء اقتصاد جنوب السودان. تبلور هذا النظام بسرعة في فترة وجيزة نسبيًا، إذ فاز جنوب السودان بالحكم الذاتي في 2005 مع بقائه جزءًا من السودان، ومُنح السيادة التامة في 2011. احتلت البلاد المرتبة الأخيرة في مؤشر مدركات الفساد لعام 2021 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، والذي يُصنِف 180 دولة حسب المستوى الملحوظ لفساد القطاع العام بها.[1][2] وفقًا لأحد أعضاء البرلمان، تفتقر البلاد إلى كافة ضوابط «مكافحة عمليات الاحتيال والمخالفات بين كبار المسؤولين الحكوميين»، وخاصة بين مسؤولي المشتريات الحكومية داخل وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي. كتب نيول غار نغوين في مقال نُشر في 2013 «اللصوص المباشرون ونهب الأموال العامة في وضح النهار من قبل من يطبق القوانين أو الرجل المسؤول هو الأمر المسيطر دائمًا» في جنوب السودان.[3] ورد أن مستوى الفساد وسوء الإدارة التي كشف عنها تقرير المراقب المالي العام لعامي 2005 و2006 «جلبت الدموع لدى بعض النواب في المجلس التشريعي الوطني في جنوب السودان».[4] وذكر تقرير صادر في 2012 أن أكثر من 4 مليار دولار من الأموال الحكومية قد سُرقت منذ الحكم الذاتي في 2005.[5] يُعد ما يسمى «ملحمة دورا» فضيحة الفساد الأكبر منذ بدء الحكم الذاتي، على الرغم من وجود العشرات من الحالات المهمة الأخرى من المخالفات المماثلة. غالبًا ما كانت هذه الحوادث مُكتنفة بالارتباك وتقريبًا لم تسفر عنها أية ملاحقات قضائية أو عقوبات. أشارت مجلة ذا أفريكا ريفيو في 2013 إلى أنه على الرغم من أن حكومة جنوب السودان أمرت بإجراء الكثير من التحقيقات في الفضائح، تُهمل هذه التحقيقات دومًا أو يجري إفسادها بشكل متعمد.[6] أعلن الرئيس سلفا كير ميارديت مرارًا وتكرارًا أن حكومته تحارب الفساد بنشاط، ولكنه أقال في 12 أبريل 2013 إلياس واكو نياميليل، نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي «لاعترافه بأن جنوب السودان فاسد ومُتعفن حتى النخاع». تتفاقم المشكلة بسبب الافتقار الخطير للشفافية في سجلات حكومة جنوب السودان والمعلومات التجارية. يمكن رفض طلبات الحصول على بيانات رسمية بشكل تعسفي دون عقاب.[7] البداياتيشير تقرير صادر عن صحيفة ذا سنتري في 2015 إلى أن جنوب السودان تأسس بالأمل وصوت مواطنوه بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال وقدم المجتمع الدولي مساعدة كبيرة. نظرًا لمستوى عائداته النفطية المرتفع، كان من المتوقع أن يحقق جنوب السودان الاكتفاء الذاتي بسرعة بعد المرحلة الانتقالية، لكنه «غرق في حرب أهلية وانهيار اقتصادي وعزلة دولية زاحفة» عوضًا عن ذلك، في حين استولى حكامه على كافة قطاعات الاقتصاد تقريبًا، وهو ما أهدر «فرصة تاريخية لتطوير دولة فعالة». تُعتبر الحرب الأهلية القائمة إلى حد كبير نتيجة للصراعات بين النخب التي ترغب في «إعادة التفاوض» حول حصص ميزان القوة السياسية والاقتصادية، بما في ذلك الموارد الطبيعية، عن طريق الحرب.[7] نظام الفساديحدد تقرير صادر عن مركز أوتشتاين لموارد مكافحة الفساد الأنواع الرئيسة للفساد في جنوب السودان على أنها الفساد البيروقراطي والمحسوبيات والفساد السياسي والاختلاس، ويَذكر أن هذه الأشكال من الفساد تحدث إلى حد كبير في القطاعات التالية: الصناعات الاستخراجية والإدارة المالية العامة وقوات الشرطة والأمن.[8] يصنف تقرير صادر عن ذا سنتري الفساد في جنوب السودان بطريقة مختلفة قليلًا، ويحدد الطرق الرئيسة الأربعة التالية التي تُختلس بها ثروة البلاد إلى جيوب النخب:
من الأسباب الرئيسة الأخرى القَبَلية. المراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia