ولد. محمد الخليفاتي في 11 يوليو عام 1966 في غربة الواد، أحد الأحياء في منطقة سعيدة غرب الجزائر. كان والده الذي عمل في أحد مصانع الورق رجلاً صارمًا وفقيرًا، مما دفع مامي في سن مبكرة إلى قبول أي عمل لمساعدة والده في كسب لقمة العيش. منذ صغره ظهر ميل مامي نحو الغناء حيث كان يفضل ترديد أنغام ومقطوعات من أغاني غريبة بدلاً من القيام بواجباته الدراسية. ومع مرور الوقت بدأ بالغناء في الأعراس والنوادي الليلية. في سن الثالثة عشرة شارك في برنامج ألحان وشباب وحصل على المركز الثاني.
بدايته الفنية
عندما بلغ 16 عامًا، أبهر مامي مشاهدي برنامج ألحان وشباب التلفزيوني الخاص بالمواهب الشابة، بأدائه لأغنية قديمة بعنوان "ياهد المرسم عيدلي ما كان" التي تعود لعام 1920 من وهران، بلكنة ونغمة أندلسيتين غاية في الإتقان. تعد هذه الأغنية من أساسيات ما يعرف بموسيقى الراي. ورغم أدائه المتميز شعر الجمهور بخيبة أمل عندما لم يمنح مامي الجائزة الأولى. ويبدو أن سر إعجابه المبكر بهذا النوع الموسيقي يعود إلى ارتباطه بتاريخ الراي، الذي نشأ في أوساط الفقراء والمهمشين.
كتب مامي على موقعه الإلكتروني أن «المغنين المهمشين، وغالبًا الأرامل والمطلقات والمنبوذين والفقراء والمهجرين، هم الذين ابتكروا الراي. فقد استلهم هؤلاء الفن من معاناتهم وسوء حظهم، مستخدمين الناي العتيق لابتكار هذا الصنف الغنائي الذي اعتمده الرجال فيما بعد.»
بين عامي 1982و1985 باع مامي مئات الآلاف من النسخ من الأشرطة العديدة التي أنتجها. وعندما ألغت السلطات الحظر على موسيقى عام 1985[بحاجة لمصدر]، كانت هذه نقطة الانطلاق الفعلية للشاب مامي حيث شارك إلى جانب الشاب خالد في المهرجان الأول للراي الذي نظم في وهران.
"في البداية، كان الأمر صعبًا لأن السلطات قالت إن الراي نوع موسيقي مبتذل[بحاجة لمصدر]، لأننا كنا نستخدم كلمات بسيطة، كلمات عامية. لم تكن شعرًا أو تعبيرًا عن جمالية الحياة، بل كنا نغني عن حياتنا اليومية"، قال مامي لقناة سي إن إن. «أما اليوم، فالراي أصبح مقبولاً لدى الناس، بل إنه نال شعبية واسعة، لأن السلطات أدركت أن هذا النوع الموسيقي نجح في تجاوز حدود العالم العربي. وصارت تعتبره جزءًا من ثقافتنا، في حين كانوا في الماضي يقولون عكس ذلك تمامًا.»[بحاجة لمصدر]
بعد أدائه في عام 1986 برفقة الشاب خالد في مهرجان بوبيني في فرنسا، نجح مامي في توقيع عقد غنائي، وأصبح أول مغني راي يحيي حفلة على خشبة مسرح أولمبيا الباريسي الشهير. بفترة قصيرة بعد هذه الحفلة، سجل أول ألبوماته بعنوان دوني لبلادي. بعد أن أدى الخدمة العسكرية في الجزائر لمدة عامين، عاد إلى باريس لاستئناف مسيرته الفنية. في عام 1990 أصدر ألبوم خلوني نبكي وحدي في أمريكا. عزز مامي شهرته في فرنسا، حيث استقر من خلال إصدار ألبوم سعيدة عام 1995، ثم ألبوم مالي مالي عام 1999 الذي حقق أعلى مستوى مبيعات في فرنسا. أصبح مامي نجما دوليا بتعاونه مع المغني الشهير ستينغ في أغنية وردة الصحراء ضمن ألبوم براند نيو داي عام 1999.
أصدر مامي أغنية ديو مع الفنان كاظم الساهر بعنوان "أجلس في المقهى".
في عام 2002، أصدر مامي ديو مع الفنانة سميرة سعيد بعنوان "يوم ورا يوم". يصنف ألبومه دلالي (2001) ضمن موسيقى الراي الممزوجة بالأنغام الرائجة، مثل البوب، الريغي، وموسيقى الراجامافن. هذا الألبوم يعكس أسلوب الشاب مامي المميز، إذ استطاع على مر السنين تطوير موسيقى خاصة به.
أصبح الشاب مامي نجمًا كبيرا، حيث نال إعجاب الآلاف من المعجبين بفضل أسلوبه الفريد في الغناء، وقد بيعت الملايين من ألبوماته. اشتهر بلقب "أمير الراي" وامتدت شهرته إلى خارج حدود الجزائر لتشمل أوروبا، الدول العربية، وحتى أمريكا، حيث أقام العديد من الحفلات. كما تعاون مع فنانين مشهورين عالميًا وعربًا في تسجيل عدة أغاني.
المحاكمة والسجن
في 3 يوليو2009 قضت محكمة بوبينيه الجنائية في باريس بحكم السجن لمدة خمس سنوات نافذة ضد الشاب مامي، بتهمة محاولة الإجهاض القسري التي كانت ضحيتها عشيقته السابقة ذات الجنسية الفرنسية إيزابيل سيمون[2]، في صيف 2005. وأطلق سراحه يوم الأربعاء 23 مارس 2011.
حياته الشخصية
للشاب مامي ابنة من الصحفية والمصورة الفرنسية كاميه.[3]