السيدة تاكدا
السيدة تاكدا هي معلمة مغربية سوسية الأصل، وفقيهة مسلمة، وواعظة أمازيغية من إيلغ. عرفها حفيدها العلامة محمد المختار السوسي في كتابه المعسول بكونها من أعظم نساء إيلغ، قائلاً عنها:[1]
أصلهاتاكدا بنت سعيد بن محمد بن الحسن بن سعيد بن علي بن بلقاسم بن عبد الله بن سعيد، هي جدة علماء كثر من إيلغ، من بينهم الأديب والمجاهد المغربي محمد المختار السوسي، ولدت سنة 1242ه وتوفيت رحمها الله سنة 1340ه. كانت فقيهة ومعلمة وواعظة، بلغ حفظة القرآن الكريم من أحفادها نحو 70 رجلاً، وفي هذا المضمار يقول عنها حفيدها المختار السوسي في كتابه المعسول:[1]
صفاتهاذكر في كتاب المعسول أيضاً في الجزء الثاني ص55 و56 و57، أنها كانت من البدويات القرويات الرابطات الجأش، التي يؤدین واجبات ربهن، ويقمن بماعليهن لأسرهن، ذات همة نافذة، وعزيمة مسنونة، عرفت بالديانة والصون والعفاف والعض بالنواجذ على أداء فروض الدين في الأوقات الموقوتة، وكان بيتها مفتوحاً لإطعام طلبة العلم والفقراء وعابري السبيل. كانت فقيهة و واعظة ومعلمة للنساء و البنات؛ حيث عملت على تلقينهن مبادئ الدين و حسن المعاملة مع بيوتهن و أزواجهن و أبنائهن؛ فكانت تشرف على كل صغيرة و كبيرة و تزرع فيهن مبادئ المسؤولية و المثابرة و القوة؛ كونهن المدرسة الأولى و الغارسات في الأذهان. وحسب حفيدها محمد المختار السوسي، كانت السيدة تاكدا تقوم على الغنم في المرتبع بنفسها؛ وربما وصل غنمها في بعض السنين سبعمائة، والرعاء ستة، ثم تقوم وحدها بكل ذلك حلباً ومخضاً؛ وطبخاً للرعاء؛ وقد كانت تضم إليها في مرتبعها صغار أسرتها لتربيهم. وكانت رحمة الله عليها في آخر عمرها تدور في كل الديار، وتقابل بالاحترامات لأن لها مع كل دار ممن تقصدهم نسباً ورحماً، فكانت الدعوات الصالحة تطلب منها؛ وقد ظهرت لها دعوات مستجابة. وقد اعتراها ضعف كثير في أخر حياتها، فكان يغشي عليها بادنی سبب؛ فتسقط بالخبر السار؛ أو بالخير المحزن، وكانت لاتغب زيارة القبور؛ والتصدق على اهلها، على ماعرف من العجائز؛ ولا تفارق الإرشاد لكل من لقيته؛ وتوثر عنها مواعظ وحكم. كانت وصيتها الوحيدة لحفيدها محمد المختار السوسي أن يدعو لها بعد موتها، فاللهم ارحمها رحمة واسعة وبوئها في أعلى عليين، وبدل سباتها حسنات؛ انك سميع مجيب.[1] المراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia