الحضارة البيئية هي الهدف النهائي المرجو من الإصلاحات الاجتماعية والبيئية في مجتمع ما. وهذا يعني أن التغييرات المطلوبة للاستجابة العالمية والاجتماعية غير العادلة للاحتباس الحراري واسعة النطاق تتطلب شكلاً آخر من أشكال التحضّر الإنساني، يعتمد أحدها على مبادئ علم البيئة. تتضمن الحضارة البيئية والتي تُفسّر على نطاق واسع على توليفة من الإصلاحات الاقتصادية والتعليمية والسياسية والزراعية وغيرها من الإصلاحات التي تهدف إلى الاستدامة.[1]
على الرغم من أن المصطلح صيغ أول مرة في عقد الثمانينيات من القرن العشرين، إلا أنه لم يشهد استخداماً واسع النطاق حتى عام 2007، عندما أصبحت «الحضارة البيئية» هدفاً واضحاً للحزب الشيوعي الصيني.[2][3] في نيسان (أبريل) 2014، أسس تحالف الحضاراتوالمنظمة التعاونية الدولية للسلامة البيئية لجنةً فرعية للحضارة البيئية.[4] يتفق أنصار الحضارة البيئية مع ما كتبه البابا فرانسيس «نحن لا نواجه أزمتين منفصلتين، واحدة بيئية وأخرى اجتماعية، لكنها أزمة واحدة معقدة اجتماعية بيئية. تتطلب الاستراتيجيات لإيجاد حل منهجية تكاملية لمحاربة الفقر واستعادة كرامة المستبعدين المهمشين وفي نفس الوقت حماية البيئة.»[5] على هذا النحو، تؤكد الحضارة البيئية على الحاجة إلى إصلاحات بيئية واجتماعية رئيسية طويلة الأجل ونظامية في توجّهها.[1]
التاريخ
عام 1984، اقترح خبراء البيئية في الاتحاد السوفيتي السابق مصطلح “الثقافة البيئية” (экологической культуры) في مقالة قدمت بعنوان “طرق تعزيز الثقافة البيئية لدى الأفراد في ظل ظروف الاشتراكية الراشدة" ونشرت في الشيوعية العلمية, Moscow, vol. 2.[6] نشر ملخص لهذه المقالة في صحيفة غوانغمينغ اليومية الصينية، حيث ترجم المصطلح "ثقافة بيئية" إلى "حضارة بيئية".[7]
بعد عامين،
استخدم مصطلح "الحضارة البيئية" كمصطلح تقني للمرة الأولى في كتاب أصدره روي موريسون باللغة الإنجليزية عام 1995.[11] وهو عالم بيئي، حيث صاغ العبارة في كتابه "الديمقراطية البيئية"، وكتب أن "الحضارة البيئية تقوم على حياة متنوعة تدعم الإيكولوجيا الطبيعية والاجتماعية المرتبطة.”[12]
" من مؤتمر "الاستيلاء على بديل"، شارك فيليب كلايتون وأندرو شفارتز في تأسيس معهد الحضارة البيئية، وشارك في تأليف كتاب "ما هي الحضارة البيئية: الأزمة والأمل ومستقبل الكوكب"،[21] الذي نُشر عام 2019.
منذ عام 2015، ارتبط النقاش الصيني حول الحضارة البيئية بشكلٍ متزايد مع شكل متأصل بالماركسية.[1] استخدم فيليب كلايتون وجستن هاينزكير مصطلح «الماركسية العضوية» لأول مرة في كتابهما «الماركسية العضوية: بديل الرأسمالية والكارثة البيئية»، عام 2014.[22] يصف الكتاب، الذي تُرجم إلى اللغة الصينية ونشرته صحافة الشعب عام 2015، الحضارة البيئية على أنها هدف موجّه لبيئية العالم.[23]
ثمة تعزيز دفاعي للحضارة البيئية كهدف أولي للبشرية نشره أرّان غير في «الأسس الفلسفية للحضارة البيئية: بيان للمستقبل»[24] التي نشرت عام 2016.
^Francis، Pope. Laudato Si': On Care for Our Common Home. ص. Ch 4, #139.
^Липицкий, В. С., "Пути формирования экологической культуры личности в условиях зрелого социализма," Вестн. Моск. ун-та. Сер. 12, Теория научного коммунизма 2 1984: p43.
^فيليب كلايتون and Justin Heinzekehr, Organic Marxism: An Alternative to Capitalism and Ecological Catastrophe, trans. Xian Meng, Guifeng Yu, and Lixia Zhang (Beijing: The People's Press, 2015).