الثيوصوفية والفنون البصريةكان للديانة الثيوصوفية الحديثة تأثيرًا معتبرًا على أعمال الفنانين البصريين وبشكل خاص على الرسامين.[1][2][3] اعتمد بعض الفنانين أمثال فاسيلي كاندينسكي وبيت موندريان ولوجي روسولو الثيوصوفية كأساس فلسفي وأيديولوجي لأعمالهم.[4] الروحانية اللونية الثيوصوفيةتوسع تشارلز دبليو. ليد بيتر ورودولف ستاينر في شرح تأثير التعليم الثيوصوفي على الحالة الإنسانية وذلك في بدايات القرن العشرين.[5] واعتبر كل منهما أن «المستبصرون» يمتلكون قدرة خاصة على رؤية ما يسمى «الأفكار» و«الحالات الإنسانية». شرحا كذلك أن «الانطباعات» التي يتلقاها المرء من هؤلاء الأشخاص الذين ينتمون إلى «عوالم أعلى» تشبه «الظواهر اللونية التي تلاحظ في العالم المادي».[6] أشار نيكولاس جودريك-كلارك إلى أن ليد بيتر نشر أيضًا (بالتعاون مع آني بيسانت) «كتابًا مؤثرًا» بعنوان «الأفكار»، وهو عبارة عن سجل تحقيقات حول المستبصرين. تحتوي مقدمة كل من كتاب «الأفكار» و«الرجل المرئي وغير المرئي» جدولًا عن «معاني الألوان» المرتبطة بالأفكار والحالات الإنسانية التي تعكس المشاعر والأحاسيس.[7] يبدأ هذا الجدول بدرجة «الروحانية السامية» (الأزرق الفاتح- في الزاوية العلوية اليسرى) وينتهي بدرجة «الضغينة» (الأسود- في الزاوية السفلية اليمنى)، ويتألف من 25 لون بالمجمل. يرى ليد بيتر وبيسانت أن المشاعر والأفكار تمثل أشكالًا محددة، على سبيل المثال «أشكال تشبه البرق» تظهر عند «الغضب» و«الضغينة أو الحقد» وتتجسد بخطوط متعرجة تظهر الخوف وما إلى ذلك.[8][9] وضح المؤرخ الفني سيكستين رينغبوم أن «الروحانية اللونية الثيوصوفية» أصبحت بفضل ليد بيتر وستاينر، محط اهتمام الفنانين المعاصرين، فانجذبوا إلى فكرة الثيوصوفية المتمثلة في «الانسجام الكوني الكامن وراء الفوضى الظاهرية» في العالم المادي.[10] الفنانون الثيوصوفيونبلافاتسكيامتلكت هيلينا بلافاتسكي (1891-1831) موهبة متطورة في الرسم، «لكنها لم تتدع أنها فنانة». كتب عنها عالم الاجتماع ماسيمو إنتروفين: «إن أول من يحتل القائمة الطويلة للرسامين الثيوصوفيين هي السيدة بلافاتسكي بدون منازع». كتب عنها بول واينزويغ أيضًا: «إنها امرأة كاملة الثقافة، تحمل أفكار عصر النهضة». أشار أيضًا إلى أن لافاتسكي كانت «عالمة وشاعرة وعازفة بيانو ورسامة وفيلسوفة وكاتبة ومعلمة».[11] ماتشيلتلقى ريجنالد ويلوبي ماتشيل (1927-1854) تعليمه أولًا في مدرسة أبينغهام، ثم في كلية أوين وحصل على «العديد من الجوائز في مجال الرسم وكذلك في الكلاسيكيات». في النهاية، أرسل للدراسة في باريس في أكاديمية جوليان. عاد في عام 1880 إلى لندن وعمل كرسام بورتريه. انتخب في عام 1893 ليكون عضوًا ضمن الجمعية الملكية للفنانين البريطانيين. نفذ الرسوم التوضيحية لكل من كتابي شغف المعبود (1895) وترنيمة روح وحيدة (1897) من عمل الروائي الأمريكي إيرين أوسغود.[12] تعرف ماتشيل في عام 1887 إلى بلافاتسكي نفسها عن طريق أحد أصدقاء خالاته، وانضم في عام 1888 إلى المجتمع الثيوصوفي. بدأت رسوماته تأخذ طابعًا صوفيًا رمزيًا، وقد يكون ذلك ظاهرًا في بعض أعماله مثل دويلر أون ذا ثريشهولد، ذا بيرث أوف ذا بلانيت وليد كايندلي لايت. أما العمل الثيوصوفي الذي نال النجاح الأعظم لماتشيل هو ذا باث. وصف ماتشيل هذا العمل كالتالي:
تكمل لوحته فيجين أوف ذا نيو داي موضوع لوحته ذا باث «العبور»، وتعتبر رمزًا للتنوير الذي بإمكان النفس البشرية أن تحققه بتجنبها لإغراءات العالم المادي.[15] انتقل ماتشيل في عام 1900 إلى الولايات المتحدة الأمريكية وانضم إلى المجتمع الثيوصوفي في بوينت لوما كاليفورنيا، الذي تأسس على يد كاثرين تينغلي.[16] المراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia