الإيديولوجيا العربية المعاصرة
الإيديولوجيا العربية المعاصرة[1] كتاب للمفكر و المؤرخ و الروائي عبد الله العروي، اعْتُبِر محاولة جريئة لإنجاز عملية تاريخ للتيارات الإيديولوجية في الفكر العربي منذ عهد النهضة الى اليوم ، و هو واحد من أهم مؤلفاته و شكل أعلانا عن الخيط الناظم لمشروعه الفكري.[2] و الكتاب أيضا بحث للجهاز الذهني للمفكرين العرب عموما.[3] و ما أملى كتابته حسب الكتاب التعثر الواضح على المستوى السياسي و الثقافي بعد استقلال الدول العربية .و تمحيص الدعوات الإصلاحية و الانقاذية التي عرفتها. ترجمة الكتابصدرت الطبعة الأولى من الكتاب سنة 1967 باللغة الفرنسية عن دار “مسبيرو” الحسوبة على اليسار الفرنسي..، و تصدرت الطبعة الأولى مقدمة للمستشرق مكسيم رودنسون [4] ثم صدرت الترجمة العربية الأولى عن دار الحقيقة للنشر ، و أنجزها المترجم اللبناني محمد عيتاني سنة 1970، و ظلت هذه الترجمة معتمدة على نطاق واسع[5]، و كتب عبد الله العروي مقدمتها ، كما ألحقت بالكتاب مقالة كتبها سنة 1967 رد فيها على بعض الانتقادات التي وجهت إلى كتابه في جريدة العلم المغربية، ورغم ظهور طبعة منقحة بالفرنسية سنة 1977 فإن الترجمة العربية لم تنقح ولم تصحح وصدرت عنها طبعة ثانية سنة 1977 وطبعة ثالثة سنة 1979 وكانت المرجع الذي يحيل إليه الباحثون والدارسون.[4] ثم أصدر المؤلف ترجمة جديدة سنة 1995 عن المركز الثقافي العربي وتضمنت مقدمة الترجمة الجديدة. مقطعان مهمان الأول حول الترجمة والتعريب أشار فيه إلى ما أعتور الترجمة الأولى من قصور وهنات وعدم الدقة في نقل المفاهيم الواردة في الكتاب مما أدى إلى سوء فهم المتلقي نتيجة لتغيير المعاني والصيغ، وتشويه لمضامين ومقاصد المؤلف ، و أحصى الكاتب مائة و خسمة و أربعون خطأ في الترجمة[3]، كما كشف أن الخطأ وصل في مواضع كثيرة من الترجمة الأولى إلى حدود قلب معنى النص، وأن المترجم لم يستوف المعنى في العديد من الجمل.[6] محتويات الكتابمقدمة و مدخل العرب والأصالة: البحث عن الذات
العرب والاستمرار التاريخي العرب يبحثون عن ماضيهم
العرب والعقل الكوني
العرب والتعبير عن الذات
خلاصة ملخص الكتابفي مقدمة الكتاب يبرز الكاتب عيوب الترجمة العربية الأولى لكتابه و يعدد أخطاءها كما يصحح و يفنذ العديد من الانتقادات التي طالت بعض مضامين كتابه و منها القول بانتصاره للماركسية و القومية العربية. فيوجه نقده للايديولوجيتين: نقد الماركسيةيرى عبد الله العروي أنه متى تحققت المنفعة، واستوعب المجتمع المتخلف الذي يعتنق الماركسية أصول الفكر الحديث، تفقد الماركسية عندئذ جاذبيتها وتستنفذ صلاحيتها التاريخية.[3] نقد القوميةيقول صاحب الكتاب: فيما يتعلق بالدولة القومية، أذكر أني لم أهدف أبداً عند كتابة الأيديولوجيا» إلى الدفاع عن شرعيتها. وإبراز أوجه تفوقها على الأنماط السابقة عليها من دولة التنظيمات أو دولة الاستعمار أو دولة الاستقلال بل كنت أهدف قبل وفوق ذلك إلى إظهار أوجه النقص فيها، سيما في الشكل الذي تقمصته تحت قيادة جمال عبد الناصر.[3] التيارات الثلاثة الاساسيةيميز المؤلف ضمن الأيديولوجيا العربية المعاصرة ثلاثة تيارات أساسية. يفترض التيار الأول أن أم المشكلات تتعلق بالعقيدة الدينية، والثاني بالتنظيم السياسي، والثالث بالنشاط العلمي والصناعي.[3] ينتقد الكاتب أشكال الوعي التي يبثها من رمز إليهم ب: الشيخ و نموذجه محمد عبده و الزعيم اللبيرالي و نموجه لطفي السيد و دعاة التقنية و نموذجه سلامة موسى في مقاربتهم لتفوق الغرب كما ينتقد النظرة التي يتمثلها الشيخ للغرب كونها تصدر عن المرجعيات الإستشراقية المبعدة أصلا عن محرك المجتمع الغربي.[3] و يوجه سهام النقد ايضا إلى لطفي السيد ممثل الليبرالية السياسية العربية كونه لم يتعلم مبادئ السياسة البرلمانية و الدستورية من مؤسسي الفكر السياسي الغربي الحديث أمثال جون لوك و مونتسكيو و لكن من ليبراليي القرن التاسع عشر نفس الشيء حدث مع سلامة موسى ممثل دعاة التقنية الذي لم يستفد من تراث سان سيمون و الاقتصاديين الانجليز. يستخف الغرب الذي تحركه البورجوازية بالنماذج الثلاثة دون إظهار ذلك . ثم ينتقل الكاتب الى المغرب الاقصى متتبعا مسار الزعيم السياسي علال الفاسي و نظرته لتفوق الغرب حيث ينفي كون هذا التفوق مرده ديني كنسي. و يحاجج الكاتب أن الثلاثي الشيخ و الزعيم السياسي و الداعية إلى التقنية هيمن على وعي المغاربة كما هيمن على وعي المشارقة.[3] نقديُقرأ نص الإيديولوجيا العربية المعاصرة ، باعتباره المقدمة الكبرى للأبحاث التي تستوعبها كتب المؤلفة اللاحقة بعده، نقصد بذلك العرب والفكر التاريخي (1973) و أزمة المثقفين العرب (1974)، وباقي أعماله الأخرى، حيث نعثر في مختلف أعمال المؤلف المتوصلة، على مواقف تروم الدفاع عن التاريخ والفكر التاريخي، وهو الخيار الثقافي والسياسي الذي تبناه العروي في مختلف أعماله الفكرية.[7] وقد تميز بجرأة نادرة في طرحه النظري، ضمن ما يمكن تسميته بالنقد الثقافي للتاريخ والسياسة والنماذج والأنماط الثقافية والأطر الذهنية الواعية واللاواعية التي تتحكم في مسارات الثقافات والمجتمعات[8] اقتباسات
انظر أيضامراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia