الآثار الصحية للسجائر الإلكترونية

تشمل التأثيرات الصحية للسجائر الإلكترونية (e-cigarettes) مجموعة من المخاطر مثل التعرض للمواد الكيميائية السامة، وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والأمراض القلبية الوعائية، والقلق بشأن دورها المحتمل في تطور السرطان. عند طرحها في الأسواق، رُوِّج لها بأنها بديل أكثر أمانًا لمنتجات التبغ التقليدية.

تُصنف السجائر الإلكترونية ضمن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية (ENDS). قد يساعد استخدامها المدخنين الحاليين على تقليل اعتمادهم على السجائر التقليدية القابلة للاحتراق إذا استخدمت كبديل كامل لمنتجات التبغ، لكنها ليست معتمدة من قبل مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) كوسيلة للإقلاع عن التدخين.[1] بالإضافة إلى ذلك، وبسبب التسويق شبه الخالي من التنظيم في البداية، من غير الواضح مدى أمان هذه المنتجات حقًا.[1]

رغم ذلك، فإن استخدام السجائر الإلكترونية يتزايد بين المراهقين والشباب. يعتقد الخبراء أن هذا الاتجاه سيستمر في الارتفاع بسبب الاعتقاد الخاطئ بأنها آمنة.[1] في المملكة المتحدة، اعتُبر التدخين الإلكتروني أقل ضررًا بنسبة 95% من التدخين التقليدي وفقًا لمراجعة مثيرة للجدل من قبل هيئة الصحة العامة في إنجلترا.[2] ومع ذلك، فإن استخدام السجائر الإلكترونية يحمل العديد من المخاطر الصحية،[1][3] والتي تعتمد على السائل المستخدم في الجهاز، كما تختلف المخاطر وفقًا لتصميم الجهاز وسلوك المستخدم.[4] يؤثر البخار الناتج الذي يستنشقه المستخدمون على الجهاز التنفسي، وجهاز الدوران، والجهاز المناعي، والجهاز العصبي المركزي.[5] كما أن السجائر الإلكترونية تقلل من وظائف الرئة، وتضعف وظائف عضلة القلب، وتزيد من الالتهاب.[6][7]

ورغم أن السجائر التقليدية تعد أكثر ضررًا من السجائر الإلكترونية، فإن الأخيرة لا تخلو من المخاطر، مثل تفشي مرض الرئة المرتبط بالتدخين الإلكتروني بين عامي 2019-2020 في أمريكا الشمالية، والذي أدى إلى 68 حالة وفاة، وكان مرتبطًا بشكل أساسي بمادة أسيتات التوكوفيرول الموجودة في سوائل التدخين المحتوية على مادة THC.[8] هناك أيضًا مخاطر ناتجة عن سوء الاستخدام أو الحوادث، مثل التسمم بالنيكوتين (خاصة بين الأطفال الصغار)، والتلامس مع سائل النيكوتين، والحرائق الناتجة عن أعطال الأجهزة.

السجائر الإلكترونية كبديل للتدخين

قد يقلل التحول من التدخين التقليدي إلى السجائر الإلكترونية من زيادة الوزن بعد الإقلاع، ويزيد من تحمل التمارين الرياضية، ويقلل من التعرض للمواد الكيميائية السامة، ويقلل من خطر الوفاة. كما قد يساهم التدخين الإلكتروني في تقليل ضيق التنفس، والسعال، وبصق البلغم، والتهاب الحلق مقارنةً بالتبغ التقليدي.

طُرحت السجائر الإلكترونية كبديل صحي للمدخنين الذين لا يستطيعون الإقلاع أو لا يرغبون في ذلك، رغم أن الامتناع التام عن التدخين يظل الخيار الأكثر أمانًا. في يونيو 2014، صرّح الكلية الملكية للأطباء في المملكة المتحدة أنه "بناءً على الأدلة المتاحة، يمكن أن تؤدي السجائر الإلكترونية إلى انخفاض كبير في انتشار التدخين في المملكة المتحدة، وتمنع العديد من الوفيات والحالات المرضية الخطيرة، وتساعد في تقليل التفاوت الاجتماعي في الصحة الذي يسببه التدخين التقليدي."

أظهرت مراجعة منهجية حديثة عام 2022 أن السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين لها أدلة قوية على مساعدتها في الإقلاع عن التدخين لمدة لا تقل عن ستة أشهر مقارنة ببدائل النيكوتين الأخرى أو السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين. ومع ذلك، ترى منظمة الصحة العالمية (WHO) أن السجائر الإلكترونية لا يمكن اعتبارها وسيلة فعالة للإقلاع عن التدخين بسبب نقص الأدلة. كما أن استخدام السجائر الإلكترونية لهذا الغرض يظل مثيرًا للجدل بسبب عدم وجود دراسات كافية حول سلامتها على المدى الطويل.

المجتمع الصحي منقسم حول كيفية تأثير استخدام هذه الأجهزة على وباء التدخين. يتوقع بعض نشطاء مكافحة التبغ أن تزيد السجائر الإلكترونية من معدلات التدخين التقليدي، خاصة بين الشباب. بينما يرى آخرون أن لها إمكانات في المساعدة على الإقلاع أو تقليل الضرر بين المدخنين. تدعو الدراسات العلمية إلى الحذر قبل اعتبار السجائر الإلكترونية مفيدة، رغم أن المستخدمين الحاليين لا يزالون يعتقدون بفوائدها. يُقدَّر أن مخاطرها الصحية مشابهة لمخاطر التبغ غير القابل للاحتراق، والذي يمثل 1% فقط من خطر الوفاة المرتبط بالسجائر التقليدية.

الاعتقاد بأن السجائر الإلكترونية بديل آمن للسجائر التقليدية قد يضر بجهود مكافحة التبغ. صرحت الجمعية الأمريكية للسرطان: "يدّعي مصنعو السجائر الإلكترونية أن المكونات آمنة، ولكن هذا يعني فقط أن المكونات آمنة عند تناولها عن طريق الفم، ولا ينطبق الأمر نفسه عند استنشاقها." كما ذكرت الجمعية الكندية للسرطان أن "بعض الدراسات أظهرت وجود مستويات منخفضة من المواد الضارة في بعض السجائر الإلكترونية، حتى لو كانت خالية من النيكوتين." وفي المملكة المتحدة، لم توصي إرشادات المعهد الوطني للصحة والرعاية (NICE) باستخدام السجائر الإلكترونية بسبب التساؤلات حول سلامتها وفعاليتها وجودتها.

تأثير التدخين التقليدي على صحة الإنسان موثّق جيدًا. وعلى الرغم من أن السجائر الإلكترونية تعتبر أقل ضررًا، فإنها لا تزال تحمل مخاطر صحية. حظرت بعض الدول مثل البرازيل، وأوروغواي، والهند السجائر الإلكترونية تمامًا. في الولايات المتحدة، حُظرت السجائر الإلكترونية المنكهة في عام 2020 بعد ارتفاع استخدام المراهقين لها وزيادة الوفيات، ومع ذلك، لا تزال السجائر الإلكترونية المقلدة متاحة للشراء عبر الإنترنت.

بخار السجائر الإلكترونية لا يحتوي على التبغ ولا ينطوي على الاحتراق، وبالتالي قد يتجنب المستخدمون العديد من المكونات الضارة الموجودة عادة في دخان السجائر، مثل الرماد والقطران وأول أكسيد الكربون. أشارت مراجعة أجريت عام 2014 إلى أن بخار السجائر الإلكترونية يحتوي على مواد مسرطنة أقل بكثير من دخان التبغ، واستنتجت أن السجائر الإلكترونية تنقل عبئًا أقل من الأمراض مقارنة بالسجائر التقليدية.

المراجع

  1. ^ ا ب ج د "Electronic Cigarettes (E-cigarettes)". Centers for Disease Control and Prevention (بالإنجليزية الأمريكية). 22 Sep 2023. Archived from the original on 2024-05-10. Retrieved 2025-01-14.
  2. ^ "E-cigarettes around 95% less harmful than tobacco estimates landmark review". GOV.UK (بالإنجليزية). Retrieved 2025-01-14.
  3. ^ "Electronic nicotine delivery systems" (PDF). منظمة الصحة العالمية.
  4. ^ Cheng, Tianrong (14 Apr 2014). "Chemical evaluation of electronic cigarettes". Tobacco Control (بالإنجليزية). 23 (suppl 2): ii11–ii17. DOI:10.1136/tobaccocontrol-2013-051482. ISSN:0964-4563. Archived from the original on 2024-10-08.
  5. ^ Breland, Alison; Soule, Eric; Lopez, Alexa; Ramôa, Carolina; El-Hellani, Ahmad; Eissenberg, Thomas (Apr 2017). "Electronic cigarettes: what are they and what do they do?". Annals of the New York Academy of Sciences (بالإنجليزية). 1394 (1). DOI:10.1111/nya. Archived from the original on 2024-10-07.
  6. ^ Darabseh, Mohammad Z.; Selfe, James; Morse, Christopher I.; Degens, Hans (3 Jul 2020). "Is vaping better than smoking for cardiorespiratory and muscle function?". Multidisciplinary Respiratory Medicine (بالإنجليزية). 15 (1). DOI:10.4081/mrm.2020.674. ISSN:2049-6958. Archived from the original on 2024-05-16.
  7. ^ Münzel, Thomas; Hahad, Omar; Kuntic, Marin; Keaney, John F; Deanfield, John E; Daiber, Andreas (25 Jun 2020). "Effects of tobacco cigarettes, e-cigarettes, and waterpipe smoking on endothelial function and clinical outcomes". European Heart Journal (بالإنجليزية). 41 (41): 4057–4070. DOI:10.1093/eurheartj/ehaa460. ISSN:0195-668X. Archived from the original on 2023-01-30.
  8. ^ "Reasons for Electronic Cigarette Use Among Middle and High School Students—National Youth Tobacco Survey, United States, 2016 | CDC". archive.cdc.gov (بالإنجليزية الأمريكية). 17 Jun 2022. Retrieved 2025-01-14.

 

Prefix: a b c d e f g h i j k l m n o p q r s t u v w x y z 0 1 2 3 4 5 6 7 8 9

Portal di Ensiklopedia Dunia