إسحاق هو ابن النبي إبراهيم من زوجته سارة، وقد كانت البشارة بمولده من الملائكةلإبراهيموسارة، لَمَّا مروا بهم ضيوفا وهم ذاهبون إلى مدائن قوم لوط، ليدمروها عليهم لكفرهم وفجورهم.
لا يذكر القرآن غير ومضات سريعة عن إسحاق، فذكر أن ميلاده كان معجزة وبشارة وفرحة لأبويه إبراهيموسارة الطاعنَيْن في السِّن، فبشرتهم به الملائكة، فعمت الفرحة والسرور بيت إبراهيم الذي سجد شاكراً لربه. وورد في البشرى اسم ابنه يعقوب (لأنه كان ممسكاً بعقب أخيه التوأم عيسو). وقد جاء ميلاده بعد سنوات من ولادة أخيه إسماعيل من زوجة إبراهيم الثانية هاجر. ولقد قر قلبا إبراهيموسارة بمولد إسحاق ثم مولد ابنه يعقوب، وأثنى الله عليه كنبي من الصالحين.
ذكره الله في القرآن بأنه غلام عليم، وأنه من المصطفين الأخيار، وأنه من أولي الأيدي والأبصار، وأنه من الأئمة الذين يهدون بأمر الله وأنه من أنبياءالله الصالحين وجعله الله رسولاً نبياً ومن نسله يعقوب ومن يعقوب جاء يوسفوالأسباط.
قال ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق، بعد أن طَعَن في السن، وأيس هو وامرأته «سارة» من الولد، فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوم لوط، فبشروهما بإسحاق، فتعجبت امرأته من ذلك، وقالت: ﴿قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ٧٢ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ٧٣﴾سورة هود، الآيتين 72 و 73،[20] وبشروه مع وجوده بنبوته، وبأن له نسلا وعَقِبا، كما قال: ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ١١٢﴾سورة الصافات، الآية 112[17]، وهذا أكمل في البشارة، وأعظم في النعمة، وقال: ﴿وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ٧١﴾سورة هود، الآية 71[10] أي: ويولد لهذا المولود ولد في حياتكما، فتقر أعينكما به كما قرت بوالده، فإن الفرح بولد الولد شديد لبقاء النسل والعقب، ولما كان ولد الشيخ والشيخة قد يتوهم أنه لا يَعْقب لضعفه، وقعت البشارة به وبولده باسم «يعقوب»، الذي فيه اشتقاق العقب والذرية، وكان هذا مجازاة لإبراهيم، حين اعتزل قومه وتركهم، ونزح عنهم وهاجر من بلادهم ذاهبا إلى عبادة الله في الأرض، فعوضه الله، عن قومه وعشيرته بأولاد صالحين من صلبه على دينه، لتقر بهم عينه، كما قال تعالى: ﴿فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ٤٩﴾سورة مريم، الآية 49[14]، وقال: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٨٤﴾سورة الأنعام، الآية 84.[9][21]
^Watt, W. Montgomery, “Isḥāḳ”, in: Encyclopaedia of Islam, Second Edition, Edited by: P. Bearman, Th. Bianquis, C.E. Bosworth, E. van Donzel, W.P. Heinrichs.