أول المطابع في العراقأول المطابع في العراق لم تعرف الطباعة في العراق ومنها العاصمة بغداد حتى أوائل القرن التاسع عشر، ابان العهد العثماني، وإذا سمع العراقي يومذاك ان الكتاب الكبير ذو الصفحات الكثيرة يطبع في يوم أو بعض يوم، تأخذه الحيرة ولا يكاد يصدق ما يسمع ويعده امراً مستحيلاً. بل من عد فن الطباعة ضرب من فنون السحر. ولكن من رأى منهم الطباعة في مصر وهي الأسبق من الدول العربية التي كانت خاضعة للعثمانيين، والتي جلبت المطابع، وكان للمصريين السبق في الولوج بهذا الميدان، وتبعهم أهل سوريا بجلب المطابع، فكان على العراقيين ان ينقلوا هذا الفن إلى مدنهم ليسايروا ركب التقدم في هذا المجال من خلال جلبهم المطابع إليها.
تشير الدلائل والدراسات على وجود أول مطبعة حجرية في بغداد كان عام 1816م، وكانت تطبع صحيفة (جورنال العراق) وكان قد أسسها داود باشا الكرجي.[1] ثم أنشأت (مطبعة التفليسي)، في الكاظمية، حيث قام محمد باقر التفليسي، الذي تعود اصوله إلى مدينة تفليسي عاصمة جورجيا حالياً، وفي عهد الوالي داود باشا، بتأسيس (مطبعة التفليسي) سنة 1821م، وأشار اليها رزوق عيسى في مجلة لغة العرب، [2] وهي مطبعة حجرية، حيث كان محمد باقر التفليسي يتولى الطباعة بيده، فهجر هذه المطبعة اليدوية.[3]وبعدها قام التفليسي وهو من المماليك، بالعمل في المطبعة التي قام الوالي داود باشا بتأسيسها، حيث كانت تربطهم علاقة خاصة كونهم من مدينة واحدة هي (تفليس)، وهي أول مطبعة حديدية إنكليزية الصنع، في العراق سنة 1830م، شبيهة باول مطبعة حديدية صنعت أوائل القرن التاسع عشر.[4]اما أول مطبعة آلية (بخارية)، من مطابع بغداد في العهد العثماني، كانت في عهد الوالي مدحت باشا وقد جلبها إلى بغداد من بلاد الإفرنج (فرنسا)، هي (مطبعة الحكومة) وكان ذلك سنة 1869م، وسماها الزوراء، وقد صدرت جريدة (زوراء) في 15 حزيران 1869م،[5] من هذه المطبعة. علماً كانت هناك مطبعة جلبها من بلاد الأعاجم شخص من أكابر الفرس اسمه الميرزا عباس سنة 1861م، وهي (مطبعة كامل التبريزي)، ولكنها اهملت وتركت لدخول المطابع البخارية.
المصادر
|
Portal di Ensiklopedia Dunia