ألبو ناصر
ألبو ناصر قبيلة عربية سنية، عددهم نحو 35 ألف نسمة،[1] موطنهم مدينة تكريت وما حولها، وفي ديالى ونينوى وبابل وبغداد والأنبار والرضوانية وأبي غريب.[2] ذكر سعيد أبو الريش في كتابه صدام حسين سياسات الانتقام: أن البو ناصر ليسوا كثيري العدد، إلا أنهم اكتسبوا سمعة بأنهم «قومٌ متصلّبون، ودهاة وسِرّيون».[en 2][en 3] وترجع أصولهم إلى شبه الجزيرة العربية وحافظوا على علاقات ودية مع عشائر وقبائل متآصرة.[en 4] ألبو ناصر من قبيلة الرفاعي كانت لهم زعامة قديمة على تكريت،[3] قال شيخهم علي الندا حسين العمر: إنّ أصلهم من اليمن ثم انتقلوا إلى حلب وحرّان ثم جاءوا إلى العراق في الحكم العثماني،[4] والاسم «ناصر» نسبةٌ إلى جدهم السيد أحمد الملقب «ناصر الدين»، أمير البصرة، ذكر ثامر عبد الحسن العامري في كتابه موسوعة العشائر العراقية، ص 53: أنّ هذه العشيرة تنتسب إلى الحسين بن علي وفقاً لقول نسّابين، ولشجرة نسب محفوظة عند العشيرة منذ سنة 1071 الهجرية.[5] ذُكرَ أنّ أحد أجدادهم المسمّى «حسن بن ناصر» كان أميراً على كردستان وتكريت، بأمر من الحاكم العثماني مراد الرابع.[en 5][en 6] تسكن تكريت ثلاثة أحلاف عشائرية، التكارتة في شمال المدينة، والحديثيّون الذين يسكنون في وسط المدينة، وعشيرة ألبو ناصر التي تسكن في (محلّة الحارّة) جنوبَ تكريت وصولاً إلى قرية العوجة.[6] التي تقيم فيها عشيرة البيجات وتمتلك هناك عوائلها أراضي كانوا يشرفون عليها بأنفسهم.[en 7] فخذ البيجات هو الأقوى بين قبيلة ألبو ناصر، وينقسم ألبو ناصر إلى ستة عشائر، منها عشيرة البيجات التي تتكون من 10 فنود (الفَندة هي الفرع من العشيرة)،[en 8] معنى «البيجات» أو «البيكات» هو جمع لكلمة «بك» وهو منصب ولقب تشريفي كان في الدولة العثمانية، كان عدد البو ناصر 10 آلاف في سنة 1970،[7] وذكر شيخ قبيلة ألبو ناصر علي الندا حسين العمر أن عدد قبيلة ألبو ناصر 35 ألفاً في العراق، ومنهم البيجات 7 ألاف، وكان ذلك سنة 2007، ولا يدري بعدد ألبو ناصر في سورية، وفي مقابلة صحفية في سنة 2015 ذكر حسن الندا الذي صار شيخاً للبيكات بعد علي الندا أن عدد عشيرة البيكات بلغ 12 ألفاً،[8] تتقارب صفات ألبو ناصر بصفات وعادات العشائر المجاورة لها كعشيرة شمر والدليم والعبيد، ألبو ناصر لا يقبلون تزويج بناتهم لمن هو من غير عشيرتهم.[4][8] برزت القبيلة في الستينيات، حين استولى أحد أفرادها، أحمد حسن البكر، على السلطة في العراق. وكان صدام حسين، الذي خَلَفَ البكر، من قبيلة البو ناصر، وأصبحت القبيلة ركناً أساسياً في قبضته على السلطة من سنة 1979 إلى سنة 2003. فاعتمد صدام اعتماداً قوياً على القبيلة ليشغلوا مناصب عليا في حكومته، وخاصةً لإدارة أجهزته الأمنية، ولا سيما جهاز الأمن الخاص[9] والحرس الجمهوري الخاص.[en 9] وكانت عدة مناصب رئيسية في الحكومة العراقية يشغلها أفراد من عشيرة البيكات عموماً وفرع «ألبو المجيد» خصوصاً، الذين ينتسب إليهم صدام. بعض الأجهزة الأمنية كان أعضاؤها مقتصرين على قبيلة ألبو ناصر، مثل حراس صدام الشخصيين.[en 10] بلغت قوة البو ناصر وحلفاؤهم القَبلِيون ذروتها في التسعينيات، حين اشتدّ الضغط على حكم صدام من آثار العقوبات الدولية، فمُنح شيوخ العشائر رعايةً واسعة وأموالاً وأسلحة، وعضوية مجلس الشعب العراقي وسيلةً لربطهم بالنظام. وهُمّشت الهياكل القديمة لحزب البعث إلى حد ما لصالح هيكلية سلطة قبليّة صريحة متمركزة في ألبو ناصر.[en 11] غيرَ أنّ غزو العراق عام 2003 والإطاحة بصدام حسين قلّل كثيراً من نفوذ ألبو ناصر في العراق الجديد. حدث أن عُزل برزان إبراهيم الحسن أخو صدام من الأم عن منصبه في رئاسة المخابرات سنة 1983، وقال صدام حسين في منتصف سنة 1983 «لقد فشل برزان في إدارة مسؤولياته ونحن لسنا نظاماً يبقى فيه ابن الأسرة الحاكمة مسؤولاً مدى الحياة، ولأنه لم يكن أهلاً لهذه المسؤولية، تم إبعادوه عن وظيفته».[10] وقال عز الدين المجيد «صدام حسين كان كثير الفتك بمن حوله وبالأقارب أكثر من البعيدين».[11] تاريخ العشيرةوفقاً لكتاب «النجوم الزواهر في شجرة الأمير ناصر» حكمَ آلُ ناصر مدينةَ تكريت ونواحيها نحو 286 سنة. ناصرولد ناصر الرفاعي في البصرة ونشأ بها، واسمه أحمد، وسبب تلقيبه ب «ناصر»، لأنه كان مجاهدأ ومصحوباً بآية النصر، توفي سنة 960هـ، وله أخٌ اسمه محمود الأسمر له ذرية منتشرين في حلب وصيدا والأردن والكويت والعراق.[12] دَگة البيكاتاختلف البو ناصر مع السلطة الحاكمة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وأعلنوا ثورة معروفة في تكريت باسم ثورة البيكات ودگة البيكات، في سنة 1328 الهجرية، وقدموا ضحايا كثيرة وبالنظر للبسالة التي أبدتها والخسائر التي ألحقتها بقوات السلطة الحاكمة، اضطرت الحكومة إلى مفاوضتها وإعلان الهدنة، ومن ضحايا تلك الواقعة من آل ناصر، مسلط بن عمر بك، حاکم تكریت، جدُّ خير الله طلفاح بن مسلط ومن ضحاياها ابنا مسلط، مولانٌ ومحمدٌ، وسبعة أشخاص من أبناء العشيرة عدا الثلاثة المذكورين، واشترك فيها حسن بن بكر، والد أحمد حسن البكر، وذهبت العين اليمنى لحسن البكر.[13] وفي هذه المعركة خسر الجيش التركي سبعة عشرة نفراً وكان منهم قائد الجيش برتبة رئيس وولداه برتبة ملازم، وأربعة عشر جندياً. وصدر أمر سلطاني بإعلان النفير الخاص على عشيرة آل ناصر وإباحة دمها، ونهب أموالها، وحرق دور أولاد عمر بك.[14] وصف آخر لدگة البيجاتذكرَ عبد العزيز القصاب حادثةَ "دگة البيجات" في مذكراته، فقال "في ناحية تكريت فرقة تسمى البيجات تتكون من 120 شخصا تقریبا تمتهن تهريب الدخان والمِلح، وقد لاذ بها نفر من الهاربين من الجندية من الموصل والدليم ومن بعض الأشخاص الذين اتخذوا الشقاوة مهنة لهم. وفي سنة 1907، اعتدى قسم من هؤلاء المفسدين على قافلة متكونة من اثنتي عشرة عربة من عربات الدائرة السنية وهي في طريقها إلى الموصل، وسلبوا دوابها وكل ما فيها، وعلى أثر ذلك، صدر الأمر بتعقب الجناة واسترداد المواد المنهوبة. فأمرتُ قائد الجندرمة، عبد الرحمن أفندي، بجمع قوته المكونة من ثلاثين خيالاً للقيام بهذا الواجب، وعند وصوله تکریت، اجتمع برؤساء (البيجات) وضغط عليهم فتعهدوا بإرجاع المنهوبات وتسليم المجرمين. ولمّا وجد القائد أن الأمر سهل، تمادی وطالبهم بتسليم جميع الهاربين من الخدمة العسكرية ودفع مبالغ كبيرة مقابل أتعابه. تصلب رؤساء البيجات تجاه هذه المطالب وتأزم الوضع، فتحصن قائد الجندرمة في وسط تکریت استعدادا لضرب الجناة في بيوتهم. ووقع اشتباك مسلح عنيف قتل فيه (اليوزباشي) عبد الرحمن أفندي قائد القوة وجرح ابنه، وقتل اثنان من أفراد قوته مع ثلاثة آخرين. صدر من الولاية أمر لي بالسفر إلى تكريت مع قوة عسكرية إضافية بقيادة (البكباشي) الحاج نامق بك إلى تکریت. تأكدنا عند التحقيق بأن القتال كان نتيجة لمبالغة الجندرمة في طلباتها ومضايقاتها للبيجات وطردهم من المدينة، ثم ملاحقتهم في الجزيرة خارج تکریت. وشرح لي الرؤساء المحايدون القضية على حقيقتها، وطلبوا أن لا أتوسع فيها، وهم يضمنون تعاون رؤساء البيجات معي وإرجاع المنهوبات، وتسليم المجرمين خلال ثلاثة أيام، كذلك تلقيتُ أمرا سريا من الوالي يطلب مني إنهاء القضية بسرعة بمناسبة إعلان الدستور العثماني الجديد. أمرتُ القوة العسكرية بتعقب الجناة، فعاد القتال بين المفرزة والبيجات، وقتل ستة منهم وقبض على عشرة أحيلوا للمحاكم.[15][16] الاستخبارات الإنكليزيةاحتوى تقرير سري لدائرة الاستخبارات البريطانية عن العشائر والسياسة لولاية بغداد سنة 1917م على تعريف بعشيرة البيجات وذُكر فيه "عرب البيجات: اسم عشيرة مشتقة من كلمة "بيك" وهم خليط من عشائر متعددة في جملتها من الدليم - مزارعون ينتسبون عن طريق المصاهرة بآل شاوي، وموقعهم في الضفة اليمنى من نهر دجلة جنوبَ تكريت، [العدد] 60 داراً.[17][18] مذهب العشيرةفي مقابلة لجريدة الرياض، منشورة يوم 21 شباط سنة 2007، سئلَ علي الندا، شيخ البو ناصر عن المذهب السني، هل تنتمي إليه العشيرة؟ فقال «مذهبنا سني، ولو أنه يؤسفني أن اضطر لتعريف نفسي هذه الأيام بذلك، لأننا في السابق لم نكن نعرف بالتسميات المذهبية، أو الطائفية إلا أن الحال تغير بعد احتلال العراق وأتت التسميات الجديدة والتقسيمات المناطقية والفئوية، نعم نحن عائلة عربية ومسلمون سنة».[19] جرد أنساب البو ناصر
في شهر أيار سنة 2001، أُعلنَ أن مكتب شؤون العشائر في ديوان الرئاسة عَمِلَ على جرد أنساب البو ناصر، وأشرفَ عليهم علي حسن المجيد، ذكر علي الندا، شيخ البيكات، أن نواف الزيدان الذي أقام عدي وقصي ومصطفى في بيته ثم هاجمهم جيش الاحتلال الأمريكي كان بوشاية من نواف الزيدان الذي انتسب إلى البو ناصر، ورفضتْ العشيرة انتسابه، قال حسن الندا «الزيدان كان على خلاف مع عشيرة البو ناصر التي رفضت أن ينتسب إليها، ولا أعلم كيف قَبِلَ عدي وقصي الالتجاء إليه».[21][22] مدرسة الشبيبيةمدرسة حكومية أُنشئت خاصةً لطلاب عائلة صدام من الدرجة الأولى والثانية، ذكرت حرير حسين كامل في مذكراتها سبب إنشائها فقالت "أُدخِلتُ في طفولتي إلى حضانة وروضة مع عموم العراقيين، ثم بسبب طبيعة العائلة العشائرية اقترح والدي فكرة إنشاء مدرسة خاصة لأبناء الأسرة، حيث يتحفظ الآباء على اختلاط بناتهم مع أغراب آخرين ودعمت أمي الفكرة بقوة. فكان إنشاء (مدرسة الشبيبية) ويتراوح العدد بين خمسة إلى عشرة، في صفي كان هناك تسعة طلاب كنتُ مع حسن علي حسن المجيد وبكر ثائر سلمان المجيد وندى ورنا الغفور وزينة عبد حمود وأناهيد كامل ورؤى رفعت، وعمر حبيب السليمان، وكلهم أقارب من الدرجة الأولى أو الثانية.[23][24] بعد احتلال العراق 2003وفقاً لتصريح الرائد ستان مرفي (Major Stan Murphy) المنشور يوم 21 كانون الأول في سنة 2003، كثرتْ عمليات المقاومة للاحتلال الأمريكي، وترجّح للأمريكيين أن صدّاماً كان هو الموجّه لذلك عن طريق مساعديه المنتمين إلى 5 عشائر موالية، فبدؤوا بإعداد لائحة لأقاربه والعشائر الموالية له، فبلغ عددهم 9 آلاف شخص، ذكرتْ وزارة الدفاع الأمريكية أنها اعتقلت منهم نحو ألفين، وقُتلَ 30، معظمهم من عشيرة صدام، وفي شهر أيلول، تقلّصت اللائحة إلى 200 شخص، وأدّت اللائحة إلى الوصول إلى صدام وفقاً لقول ستان مرفي.[en 12][en 13][en 14] قال الفريق ريموند توماس أوديرنو في يوم 15 كانون الأول سنة 2003، إنه أدرك منذ شهر تموز 2003، أن مفتاح الوصول إلى صدام حسين، كان باكتشاف التأييد له، عائلياً وعشائرياً في مدينة تكريت وما حولها، فوضع الجيش الأمريكي رسماً توضيحياً لأقارب صدام، قال ريموند إن «ضباطَهُ والمحللين قضوا ذلك الصيف وهم يرسمون شجرة الروابط العشائرية والعائلية لصدام»، وقال «تعقبنا واعتقلنا منهم عدداً كثيراً»، وقال إن الرسم التوضيحي للعائلة قد أوصلهم إلى طبقة أقل درجة، ولكنها شديدة الموثوقية لدى الرئيس، كانوا من أقاربه وعشيرته، يساعدونه على الاختباء والتحرك في أرجاء الريف.[en 15] وفي يوم 22 شباط سنة 2007، قالت جريدة سكاي نيوز، "عاد الرقيب الأول إريك مادوكس بالذاكرة إلى يوم 12 ديسمبر من عام 2003، عندما نجحت القوات الأمريكية في إلقاء القبض على الحارس الشخصي لصدام، محمد إبراهيم، وقال: "تمكنتُ من التعرف على [محمد] إبراهيم مباشرة، لأنني كنت أعلم كيف يبدو بالضبط، لأنه يمتلك ذقنًا تشبه ذقن الممثل جون ترافولتا، وعندما نزعت غطاء الرأس عنه قلت له (أنت محمد إبراهيم.. كنت أتطلع لرؤيتك)، ثم نظر إليّ وقال (كنت أتطلع لرؤيتك أيضًا)". وأضاف: "عرضي له كان كالتالي (صدام أشركك في الموضوع، هو السبب في أن 40 من أفراد أسرتك في السجن الآن. خذنا إلى صدام وسأخلي سبيل الأربعين كلهم)".[25] وفي مقابلة منشورة يوم 22 شباط سنة 2007، سُئل علي الندا، شيخ عشيرة البيكات، هل تم اعتقالك؟، وهل اعتدى الأميركيون على أموال وممتلكات العشيرة؟ فأجاب علي الندا "بريمر أصدر قرارا بنصيحة من أحمد الجلبي بمصادرة أموالنا المنقولة وغير المنقولة وشمل هذا القرار حوالي 500 شخص، ومن ضمنهم أحمد حسن البكر وأناس آخرون هم في عداد الموتى كما تم اعتقال 1300 شخص من عائلتنا وتعذيبهم، ولا يزالون يرزحون في السجون إلى الآن".[22] وقالت إلهام إبراهيم الحسن، أختُ صدام من الأم، في مقابلة منشورة في جريدة الحياة يوم 3 حزيران 2003 "هناك عدد كبير من أبناء العشيرةِ عشيرةِ البيجات اقتيدوا من بيوتهم ولم يعرف لهم أثر حتى اللحظة..إن السيدات لم يتعرضن للأذى، ففي العراق عشائر وعائلات تلتزم أخلاقها القبلية، ولهذا وجدت تلك العائلات التي لا حول لها ولا قوة، ملاذاً آمناً بين العراقيين".[26] وقال قصي بن عبد الله محمود الخطاب "اعتقلتُ مع أبي وأمضينا سبعة عشر يوما في سجنين يحرسهما الأمريكيون، الأول في شمال تكريت والثاني في جنوبها في السجن الأول جعلوني انتظر خمسة أيام قبل استجوابي بعدما تركوني 5 ساعات في الشمس كانوا يرمون لنا الطعام مرة واحدة في اليوم كما يرمونها للكلاب، وكانوا يعطوننا قليل من الماء في ذلك الحر وكانو يعلقوننا ويمنعوننا من النوم ثم بقيت في السجن الجنوبي المقام في مدرسة قرآنية سابقاً، ولقد وضعوا سواراً في معصمي يحمل الرقم 433 . ثم أخلوا سبيلي بعد 12 يوماً من دون تبريرات".[27][28] عشائر ألبو ناصرتفرّعَ من آل ناصر 5 أفخاذ، هم ذرية 5 أبناء لحسن بن علي بن حسين بن ناصر، والأبناء هم شبيب وعمر وفياض وعلي وإلطيف أبناء حسن بن علي بن حسين بن ناصر، وما زالت إمارة العشيرة في آل شبيب، ثم في العهود المتأخرة، ازدادت التفرّعات العائلية لآل شبيب، وصار انتساب ذريته إلى الأسلاف القريبين لا يتجاوزون الجد الأول أو الثاني.[29] وذرية علي بن حسن بن حسين بن ناصر يقال لهم النقيب.[30] عشائر البو ناصر ستة، قال حسن بك الندا، وهو أحد شيوخهم، من يريد أن ينتسب إلى هذه القبيلة الأصيلة إما عن طريق سلسلة نسب واضحة وصريحة وتدقق من لجنة الأنساب، وإما عن طريق الفحص الطبي وهذا أمر قطعي.[31] وفي دير الزور عدة بيوت من البو ناصر، كان رئيسهم طه بن توفيق الناصري.[32]
الفلوجيونالفَلّوجيون: وفقاً لثامر عبد الحسن العامري في كتابه موسوعة العشائر العراقية، هم عشيرة من السادة الرفاعيين من ذرية ناصر الدين أمير عبادة، ويلتقي نسبهم مع عشيرة البيكات عند جدهم محمد وبالأمير حسين جدّ البيكات، كان جدهم محمد بن أحمد، الملقب ناصر الدين، قد منحه العثمانيون أرضاً في الفلوجة وسكن بعض ذريته هناك وأصبحوا عشيرة مستقلة يقال لهم الفلّوجيون والسادة الفلوجيون، نخوة الفلوجيين «أولاد ناصر»، وبسبب توطّن الفلوجيين قرب عشيرة زوبع، انضم الفلوجيون إلى حِلْف عشيرة زوبع مدةً من الزمن.[121][122][123][124][125] شيوخ العشيرةالبيكات
اللطيفات
الزواجروى خير الله طلفاح عن أبيه عن جدّه مسلط أنه "كان والي بغداد سليمان باشا الكبير راغبا في الزواج من امرأة من آل النقيب من البو ناصر، فوسّطَ سليمانُ بك الشاويَّ لخطبتها وعندما كلمها [الشاوي] استنكرت الأمر وخاطبته قائلة تصورتك كنت خاطبأ لنفسك وما تصورتك متوسطاً لتزويجها عِلجاً، وبعدئذٍ عقد لنفسه عليها، ولمّا سمع الوالي غضب وأقسم بأنه سينتقم من آل الشاوي وأمر بإطلاق مدفع على داره التي أخلوها بعد أن تسرب الخبر إليهم وفجر الماء فيها عيونه فسميت العوينة المحلة المعروفة.[148] وفي 20 شباط سنة 2007، سئل شيخ البيكات علي الندا "هل صحيح أنكم تتزوجون نساء من بعض العوائل والعشائر، ولكنكم ترفضون تزويج بناتكم ممن يطلب منكم الزواج ويقتصر زواج نسائكم فيما بينكم فقط؟ " فأجاب "نعم كنا نأخذ من نساء العوائل المعروفة ولا نعطي نساءنا لأحد غير أقاربنا، وهذه عاداتنا وتقاليدنا… أنا بصفة شخصية لا أعتقد أنها عادة سوية في عشيرتنا، وفيها (تخلف)، لأن العرف جرى على أنّ في تصاهر العرب تقرباً وتوادّاً، ولكننا كنا متشددين في هذه المسألة، مع أننا نقبل أن نتزوج من بنات العشائر الأخرى. وقد يكون هناك سبب لرفضنا تزويج بناتنا من العشائر الأخرى، هو أن نساءنا لا يظهرن على أحد ونحن ملتزمون في هذه المسألة كما أنهن يرتدين اللباس الكامل والعباءة، ووالدة صدام حسين كانت حتى رحيلها تلبس عباءتين عباءة على كتفها وعباءة على رأسها و (البيجيات) كان يطلق عليهن لقب أمّهات العباءتين!، ومشهور عنا نحن "البيجات" أن نساءنا إذا اضطررن للخروج فلا يكون ذلك إلا بعد أن يتسترن بعتمة الليل ولا يرحن أو يغدين الا بمَحْرم ونكفيهن حاجتهن ولا يضطررن إلى العمل".[149] العرف العشائري العربي في العراق عموماً يوجب على رجال العائلة أن لا يحضروا زفاف قريباتهم، وكذلك البو ناصر ملتزمون بهذا العرف، ما عدا عدي صدام، الذي كان يرى أن الأفضل حضورهم، غيرَ أنه لم يحضر أعراس أخواته،[150] وكثيراً ما تتزوج البنت في العشيرة حين بلوغها 15 سنة، ويُتفق على اختيار زوجها بطريقتين، الأولى تُسمّى التحيير، وهو موروث عشائري، يتحقق بتعيين اسم الزوجة للشخص منذ طفولته، وهذا التعيين مُلزِم، والطريقة الأخرى هي التسمية، وهي تعيين اسم الزوجة للشخص اختياراً وليس التزاماً، تزوجت رغد ورنا ابنتا صدام في عمر الخامسة عشرة، وكذلك خُطبت "موج" ابنةُ قصي لعلي ابن عدنان خير الله سنة 2002. يقتضي العرف عند البو ناصر أن تتزوج المرأة من أبناء عمومتها الأقربين ثم أبناء الخالة ثم الأبعد من العشيرة، وحين خطبَ حسين كامل رغد بنت صدام، رفض إخوة صدام من الأم تلك الخطبةَ وأرادوا أن يكون ابن دهام إبراهيم الحسن زوجاً لرغد، بل اشتدّ غضب وطبانُ وهدّدَ حسينَ كامل بالذبح إن أصرّ على طلب الزواج، فأصرّ حسين كامل وقال لهم "سوف آخذ رغد وأريد أن أرى من هو الرجل القادر على منعي من ذلك"، وفي تلك الفترة ذهب حسين كامل إلى بناية المخابرات التي يرأسها برزان أخو صدام من الأم، فمنعه برزان من الدخول، وعلمَ صدام بذلك فقال لبرزان "برزانُ، هذا نسيب صدام حسين وهيجي [هكذا] تعامِلُه، لعد [إذن] الناس العادية شنو أتسوي بيهم؟"،[151][152][153] أراد عدي صدام أن يتزوج من امرأة بغدادية من غير عشيرة البو ناصر، فرفض صدام ذلك، كما رفضت نساء العائلة.[152][154][155] وخطبَ عديٌ هبةَ بنت علي حسن المجيد، فرفض أبوها خوفاً على ابنته لأنها وحيدتُه، وحين تزوّج عدي من سجى بنت برزان، كان مسكنهما في جناح في القصر الجمهوري، لم يتوثق التآلف بينهما، واستأذنت سجى من عدي لزيارة أهلها في سويسرة حيث كان أبوها برزان سفيراً، فوافق عدي، ولمّا وصلت سجى إلى سويسرا، أبلغت عدي صدام بأنها لن تعود إلى العراق ما لم يترك السهر ويُسكنها في بيت مستقل، فغضب عدي وأحس بأنه خُدع، فقال لأهلها، لتمكث ابنتكم معكم ولا أقبل بهذا الأسلوب، وحين أُصيب عدي في محاولة اغتيال، كانت إصابته شديدة، فتوجهت سجى بنت برزان إلى الأردن وخابَرت عدي صدام وقالت له إنها راجعة إليه، فلم يلبث عدي أن اتصل بعلي حسن المجيد وطلب منه الزواج من ابنته هبة، فوافق علي حسن المجيد فوراً، التزاماً منه بالعرف العشائري، إذ لا يجوز الانتقاص من عدي بسبب ما أصابه، فلمّا سمعت سجى بخبر الخِطبة، عادت من عمّان إلى سويسرا.[156][157] وبُعيد حفلة الحِنّة التي أُقيمت لبَنان ابنة حسين كامل، تمهيداً لزفافها من بدر رعد محمود ناصر الأعظمي، يوم 24 تشرين الثاني سنة 2014، أَعلنَ فلاح حسن الندا ابن شيخ البو ناصر، انتقادَه للحفلة إذ رأى أن فيها إسرافاً في حين يعاني العراقيون من مشاكل أمنية واقتصادية، وقال "كان من الأفضل أن تكون حفلة حِنّة عادية وعرساً عادياً تضامناً مع أهلكم في العراق .. أم إنكم نسيتم أنكم عراقيون؟ وهل كان من الضروري نشر صور حفل الحنة وبوفيه الحلويات .. ألا كان من الأجدر أن تحافظوا على شعور الفقراء والنازحين في مناطقكم الذين يسكنون الخيم في هذا الشتاء القارص؟"،[158][159] قالت حرير حسين كامل "وبقيت تقاليد العشيرة أقوى من كل تيجان السعادة الأخرى".[151] أملاك العشيرةوفقاً لقول حسن الندا شيخ البيكات، فإن الحكومة العراقية قد استولت على أملاك العشيرة، قال حسن «الحكومة العراقية تستهدفنا في كل قراراتها، منها قرار بول بريمر (الجائر) المرقم 88 والذي تم الاستيلاء بموجبه على كل أملاك العشيرة التي تبلغ عدد أفرادها 12 ألف نسمة...بعض الذين تم الاستيلاء على أموالهم وأملاكهم توفوا قبل عام 1968….أملاك والدي التي يعود سندات ملكية بعضها إلى العام 1912، قد تم حجزها، ناهيك عن قطع الراتب التقاعدي لوالدي قبل شهرين» وقال أيضاً «الحكومة تمنعنا من استغلال أراضينا الزراعية في حين نحن نعتمد على دخل هذه الأراضي في معيشتنا، وكنا نعمل بالزراعة حتى قبل ولادة صدام حسين الذي كان والده فلاحاً أيضا».[8] حجز الأموالفي شهر تشرين الثاني سنة 2003 نشر مجلس الحكم العراقي قائمة الأشخاص الذين قرر مجلس الحكم حجز أموالهم، وعددهم 216 شخصاً من أقارب صدام ومساعديه،[160] قرار المصادرةلم يترك صدام إرثاً مسجلاً باسمه، ما عدا شقة واحدة ذات غرفتين، ورثها من أُمّهِ في بلدته العُوجَة، وقد أعلنَ أحد محامي صدام أنه ليس لصدام أملاك في العراق ولا في غيره، وكان هذا التصريح سنة 2009م تعليقاً على عزم حكومة العراق أن تصادر أملاك صدام، ثم في عام 2018 أعلنت حكومة العراق عن مصادرة أملاك 4257 شخصاً، وهم صدام وعائلته من ذوي الدرجة الأولى والثانية، مع وكلائهم، وقيل في البيان إنه «أنجزت القوائم الخاصة بأسماء المشمولين بالقانون (72) لسنة 2017، والذي تضمن حجز ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة لأركان النظام السابق»، وذُكِرَ فيه: «مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة من رئيس النظام السابق صدام حسين المجيد وأولاده وأحفاده وأقربائه حتى الدرجة الثانية ووكلائهم ممن أجروا نقل ملكية الأموال المشار إليها في هذا القانون وبموجب وكالاتهم، وتسجل عائدية المصادرات لوزارة المالية».[161] وفي 3 أيار عام 2020، توعّدتْ رغد صدام حسين بالمساءلة القانونية على كل من استحوذ على أملاك عائلتها، وقالت «سنقاضي كل من استحوذ على ممتلكات العائلة الشخصية...».[162][163] نزوح العشيرة من العوجةبعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على محافظة صلاح الدين سنة 2014، اُضطرّ بعض قبيلة ألبو ناصر إلى النزوح إلى إقليم كردستان شمال العراق، وما يزالون بعيدين عن مناطقهم.[164] اُتُهمتْ العشيرة بأن لها اشتراكاً في مجزرة سبايكر، وقد نفت العشيرة عدة مرات أن يكون لها صلة بتلك الحادثة وفقاً لقول الشيخ حسن الندا الذي ذكرَ أنّ «عشيرته ضد عمليات القتل التي تقع والجرائم الارهابية، إضافة إلى أنها تعلن براءتها للمرة الخامسة من جريمة سبايكر»، وما زالت العشيرة لا تستطيع الرجوع إلى بلدتهم العوجة، قال حسن الندا في سنة 2015م «العشيرة لم تحصل على أيّة ضمانات بسلامتها في حال العودة وليس مستبعد أن تتعرض أفرادها للانتقام».[165] وبعد مضي 5 سنوات على تهجير العشيرة، أُعلنَ في شهر تمور سنة 2019، عن موافقة أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي المسيطر على العوجة، أنه حدث اتفاق بين الحشد وبين محافظة صلاح الدين للسماح بعودة المهجّرين من العشيرة إلى ديارهم، قال مناف علي الندا، أحد شيوخ العشيرة في وصف قرية العوجة «كانت الناس تعتقد قبل 2003 أن شوارع العوجة معبدة بالمرمر الخالص، فوجدوا بعد ذلك أنها قرية عادية، فيها بضع قصور بجانب الكثير من المنازل العادية التي دمرت معظمها المعارك ضد (داعش)»، وقد استمرّ إبعاد ألبو ناصر لأن الكثير من القوى الشيعية تنظر إليهم بنوع من الارتياب وعدم التعاطف وتحملهم مسؤولية الكوارث التي حدثت في عهد الرئيس صدام حسين، باعتبارهم عشيرته وأبناء عمومته، وفقاً لقول فاضل النشمي في جريدة الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم عشائر صلاح الدين، مروان الجبارة «أهالي العوجة ذاقوا الأمرّين بعد 2003، ونزحوا عن ديارهم بعد 2014، وعدد غير قليل منهم لا يملك قوت يومه، لذلك نحن سعداء بعودتهم، وكانت لنا مناشدات كثيرة للحكومة والجهات المسؤولة بشأن عودتهم»، وقال «عودة أهالي العوجة ستكون إحدى ملامح إعادة اللحمة الوطنية والمصالحة وطي صفحة الماضي، نحن ندافع عن حق الأهالي العاديين، من غير المتورطين بجرائم، ونطالب بعودتهم إلى بيوتهم، ولا ندافع عن أولئك الذين أجرموا وتلطخت أيديهم بدماء الأبرياء»، وبعد هذا الإعلان عن السماح بعودة النازحين، ظلّت قرية العوجة خالية، لم يعد إليها أهلها حتى شهر شباط سنة 2020، قال عبد الرحمن الناصري، أحد أفراد العشيرة «سنوات التهجير لم تترك لي شيء من ممتلكاتي حتى مصوغات زوجتي وسيارتي بعتها وأتمنى العودة إلى منزلي وأرضي في العوجة، إذ سمعنا بأن الموافقة حصلت لكن انتشار شائعات عن عمليات تصفية واعتقالات تطال النازحين العائدين أجبرتنا على الانتظار».[166][167] وفي شهر حزيران سنة 2022 اعتقلت الشرطة اللبنانية ياسر بن عبد الله بن سبعاوي الحسن، وفي يوم 11 تشرين الثاني سنة 2022، سلّمت الحكومة اللبنانية ياسر إلى الانتربول العراقي الذي قال «بعد جهد استثنائي وتعقب استخباري تم استرداد المدعو (ع. ي.س) المتهم بجريمة سبايكر، والمطلوب وفقاً لأحكام المادة 4 إرهاب، من الجمهورية اللبنانية».[168] وُلد ياسر سنة 1994.[169] الهوامش
المراجع
وصلات خارجية |