أسعد الناصري
أسعد الناصري رجل دين[1][2]، وأستاذ في الحوزة العلمية.[3][4] كاتب[5][6] وخطيب.[7][8] دراستهأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة ومن ثم مركز التدريب المهني المعادل لإعدادية الصناعة في الناصرية. وعند تخرجه تم تعيينه على ملاك الدولة في منشأة البتروكيمياويات في البصرة، وبعدها انتقل إلى معمل المنسوجات الصوفية في الناصرية. وبعد الانتفاضة الشعبانية التي اندلعت في العراق سنة 1991م التحق بدراسة العلوم الدينية في حوزة النجف عام 1993م. أكمل المقدمات و السطوح والبحث الخارج[9] بين النجف وسوريا وقم. ولكن أكثر دراسته الحوزوية قضاها في النجف. كان يدرس ويدرِّس الفقه وأصول الفقه والعقائد والتفسير وغيرها. أساتذتهتتلمذ عند الزعيم الشيعي محمد الصدر[10]، والمرجع الشيعي محمد إسحاق الفياض، و الشيخ عبد الكريم الحائري، والشيخ فاضل الصفار، والشيخ صادق الناصري، والسيد علي رضا الحائري. حياتهابتدأ حياته خطيباً في عام 1989م وكان عمره 17 عاماً. واستمر خطيباً بعد دخوله الحوزة العلمية. ومن ثم أصبح خطيباً للجمعة[11] في عدة مدن عراقية. كالناصرية[12] وبغداد وغيرها. حتى أصبح خطيباً للجمعة في مسجد الكوفة[13][14][15][16] يذكر أنه كان من العاملين في مكتب الزعيم الشيعي محمد الصدر في حياته[17]، فهو سكرتيره الخاص ومدير تحرير مجلة الهدى[18]، وقد اختاره محمد الصدر قاضياً شرعياً في القضاء الشرعي الحوزوي الذي أسسه في النجف وبعض مدن العراق. وبسبب نشاطه الديني والاجتماعي. تم اعتقاله عدة مرات[19] من قبل الأجهزة الأمنية للنظام السابق في العراق. وخصوصاً عندما أصبح قاضياً شرعياً في الناصرية[20]، وتعرَّض إمام الجمعة للاعتقال في تلك المدينة، فقد توجه أسعد الناصري إلى مديرية الأمن المعروفة بأساليبها القمعية، لكي يقوم بالاستفسار عن حال إمام الجمعة كما أعلن ذلك للحاضرين في مكان إقامة صلاة الجمعة.[21] ووجَّه الناس بالتفرق. إلا أنهم لم يتفرقوا بل ذهب عدد منهم معه. وصاحب ذلك هتافات وأهازيج عفوية من قبل بعض الحاضرين. ولكن السلطة واجهتهم بإطلاق الرصاص ومن ثم الاعتقال. وذلك بتأريخ: 15/ 1/ 1999م.[22] لأن السلطة اعتبرت تلك الخطوة أمراً غير مسبوق عادة، وهو نحو من أنحاء التمرد عليها.[23][24][25][26] القضاء الشرعيمن صلاحيات الفقهاء لدى الشيعة التصدي لحل النزاعات وممارسة القضاء الشرعي بين الناس، بناء على عدد من الروايات الواردة عن أهل البيت، كمقبولة عمر بن حنظلة وهذا نصها: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَ يْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِنَا- بَيْنَهُمَا مُنَازَعَةٌ فِي دَيْنٍ أَوْ مِيرَاثٍ- فَتَحَاكَمَا إِلَى السُّلْطَانِ وَ إِلَى الْقُضَاةِ أَ يَحِلُّ ذَلِكَ؟ قَالَ مَنْ تَحَاكَمَ إِلَيْهِمْ فِي حَقٍّ أَوْ بَاطِلٍ- فَإِنَّمَا تَحَاكَمَ إِلَى الطَّاغُوتِ- وَ مَا يُحْكَمُ لَهُ فَإِنَّمَا يَأْخُذُ سُحْتاً- وَ إِنْ كَانَ حَقّاً ثَابِتاً لَهُ- لِأَنَّهُ أَخَذَهُ بِحُكْمِ الطَّاغُوتِ- وَ مَا أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُكْفَرَ بِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحٰاكَمُوا إِلَى الطّٰاغُوتِ- وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ، قُلْتُ: فَكَيْفَ يَصْنَعَانِ؟ قَالَ يَنْظُرَانِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مِمَّنْ قَدْ رَوَى حَدِيثَنَا- وَ نَظَرَ فِي حَلَالِنَا وَ حَرَامِنَا وَ عَرَفَ أَحْكَامَنَا- فَلْيَرْضَوْا بِهِ حَكَماً فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ عَلَيْكُمْ حَاكِماً.[27] وكذلك الرواية: محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن أبي الجهم، عن أبي خديجة قال: بعثني أبو عبد الله (عليه السلام) إلى أصحابنا فقال: قل لهم: إياكم إذا وقعت بينكم خصومة أو تدارى في شيء من الأخذ والعطاء، أن تحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفساق، اجعلوا بينكم رجلاً قد عرف حلالنا وحرامنا، فاني قد جعلته عليكم قاضياً، وإياكم أن يخاصم بعضكم بعضاً إلى السلطان الجائر.[28] ووفقاً لذلك كان الفقهاء يفتون بأن من صلاحيات الفقيه مضافاً إلى الفتوى هي تصديهم للقضاء وحل النزاعات من موقعهم الديني.[29] ا ومن هنا كان المرجع محمد الصدر يتصدى لمثل ذلك أثناء تواجده في مكتبه وزيارة الناس له للاستفتاءات الشرعية. وعندما توسعت مرجعيته أفرد للقضاء الشرعي بناية خاصة في مدينة النجف وعين عدداً من وكلاءه كقضاة شرعيين منهم ولده مصطفى الصدر. تحت عنوان (المحمكة الشرعية). ولكن السلطة آنذاك اعترضت على الاسم. وبعد شد وجذب تم تغيير الاسم إلى (القضاء الشرعي الحوزوي). وبعد ذلك بمدة تم فتح مقر للقضاء الشرعي في مدينة الناصرية وتم تعيين أسعد الناصري قاضياً هناك.[30] وفعلاً عمل بذلك مما سبب استياء إلى مديرية الأمن التابعة للنظام السابق، وهي مديرية معروفة بقسوتها، مما أدى إلى التضييق على عمله واستدعائه عدة مرات. انتهت باعتقاله.[31] إمامة الجمعةكانت صلاة الجمعة لدى الشيعة في العراق معطلة لقرون من السنين. حتى أمر المرجع محمد الصدر بإقامتها في وسط العراق وجنوبه. وعين عدداً من وكلاءه وطلبته في مراكز المدن والأقضية والنواحي لإقامتها. وتم تعيين أسعد الناصري في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار في جنوب العراق.[32] فأقامها عشرين جمعة. ومن ثم انتقل لإمامة الجمعة في مدينة الثورة في محافظة بغداد العاصمة. وكذلك تصدى لإمامة الجمعة بعد تغيير النظام في سنة ٢٠٠٣م في مدينة الناصرية والبصرة ومن ثم أصبح إماماً للجمعة في مسجد الكوفة.[33] مجلة الهدىلم يكن متعارفاً في تلك الفترة أن تصدر الحوزة مجلة أو جريدة. ولكن المرجع محمد الصدر في التسعينات أصدر مجلة تحمل اسم (مجلة الهدى) تعنى بالثقافة الدينية ونشر الأمور التوعوية والأخلاقية. وهي مجلة حوزوية غير مجازة من قبل السلطة الحاكمة. وقد عين أسعد الناصري مديراً للتحرير فيها. مضافاً إلى كتابته لعمود ثابت فيها بعنوان تفسير القرآن. وقد صدرت عدة أعداد منها، وتطورت في مضمونها وإمكاناتها تدريجياً. واستمرت بالصدور إلى حين حادث الاغتيال الذي تعرض له المرجع الديني محمد الصدر في سنة ١٩٩٩م.[34] تقرير كتاب الشذراتفكرة التقريرات هي أمر شائع في الحوزة العلمية، بحيث يتصدى بعض التلاميذ إلى كتابة دروس ومحاضرات أساتذتهم في الفقه أو أصول الفقه. وإعدادها وترتيبها على شكل كتاب ليطبع باسمه واسم أستاذه. وكانت من جملة دروس المرجع الديني محمد الصدر هي محاضرات حول ثورة الحسين. فقام تلميذه أسعد الناصري بكتابة تلك المحاضرات وضبطها وتنسيقها بما يعرف بالتقريرات، ونتج عن ذلك صدور كتاب (شذرات من فلسفة تاريخ الحسين) والذي قام المرجع محمد الصدر بكتابة مقدمة له وإجازته في طباعته ونشره، وأشار في تلك المقدمة إلى الجهد الذي قام به تلميذه.[35] مؤلفاته
إجازته في الروايةأجازه في الروايه مشايخه وأساتذته:
تظاهرات تشرينشارك في تظاهرات تشرين التي اندلعت في العراق سنة 2019م. وترك خلالها الزي الحوزوي. ونصب لنفسه خيمة في ساحة الحبوبي[44] مع المعتصمين في الناصرية ضد الأحزاب الحاكمة في العراق. وقد تعرض لحملات قوية من التهديدات[45][46]، أعقبها تفجير منزله في مدينة النجف[47] من قبل الميليشيات المتنفذة في السلطة الحاكمة والتي واجهت المتظاهرين بالعنف[48][49] والقتل[50][51][52] وحرق خيامهم. يذكر أن احتجاجات تشرين قد تعرضت على مدى عامين إلى عدة مجازر قتل[53][54] واعتقالات[55] وتغييب قسري.[56] من أوضحها مجزرة الناصرية واقتحام ساحة الحبوبي عدة مرات في محافظة ذي قار. ومجزرة ساحة الصدرين في محافظة النجف. ومجزرة السنك والخلاني في العاصمة العراقية بغداد وقتل المتظاهرين في البصرة[57] والكوت[58] وميسان[59] وغيرها من محافظات العراق التي تشهد احتجاجات مستمرة على السلطات، بسبب تردي الأوضاع الخدمية والأمنية، والفساد الحكومي وهدر المال العام وكثرة البطالة وقمع الحريات والتدخلات الخارجية التي تنتهك سيادة البلاد.[60] إكمال المسيرةوبعد مطالبات عديدة من بعض أساتذته وأقرانه في الحوزة العلمية بالرجوع إلى الزي الحوزوي استجاب فعلاً لذلك، وعاد إلى لبس الزي الديني وممارسة الخطابة، مع استمراره بالانشغال في البحث والكتابة. وكذلك تواجده بين الناس واللقاء بهم في الناصرية من أجل الوعظ والتبليغ والحياة الاجتماعية.[61] مراجع
وصلات خارجية |
Portal di Ensiklopedia Dunia