آن دوقة بريتاني
آن دوقة بريتاني (الفرنسية:Anne de Bretagne؛ البريتانية:Anna Breizh؛ 25 يناير 1477[1] - 9 يناير 1514[2])؛ أصبحت دوقة بريتاني الحاكمة منذ 1488 حتى وفاتها، وكذلك ملكة فرنسا القرينة بين الأعوام 1491-1498 ومنذ 1499 حتى وفاتها، بذلك تكون امرأة الوحيدة التي أصبحت ملكة فرنسا لمرتين، وأيضا خلال حروب الإيطالية الكبرى أصبحت ملكة نابولي القرينة بين عامي 1501 حتى 1504 ودوقة ميلانو القرينة بين عامي 1499-1500 وكذلك من 1500 حتى 1512. السيرة الذاتيةتعتبر آن[3] الابنة الكبرى لوالديها فرانسوا الثاني دوق بريتاني يعتبر من سليل أسرة درو التي تنحدر من لويس السادس ملك فرنسا، في حين والدتها هي زوجته الثانية مارغريت دي فوا هي في أصل انفانتا نافارا[2] وذلك بكونها ابنة ليونور ملكة نافارا وغاستون الرابع كونت فوا، والدتها توفيت عندما كانت في الرابعة من العمر، في حين والدها توفي لما كانت في الحادية عشر عاماً.[2] خلال فترة عهد والدها تورطت البلاد في حروب مع فرنسا المجاورة، على الرغم من أن مسألة الخلافة أصبحت غير واضحة نسبياً، إلا أن البلاد كانت تعمل بقانون شبه سالي، بحيث يحق لإناث أن ترث الحكم في حالة انقراض جميع الذكور، وفي حالة عدم وجود وريث مباشر سيؤدي ذلك انتقالها إلى التاج الفرنسي، وتجنب لذلك اعترف فرانسوا بابنته كوريثة له في 10 فبراير 1486،[4] إلا أن مسألة زواجها ظلت قضية دبلوماسية شابكة. فمنذ دخول عقد 1480 أصبحت مخطوبة للعديد من الأمراء أبرزهم: إدوارد أمير ويلز (توفي.1483)[5] هو ابن إدوارد الرابع ملك إنجلترا، وكذلك ماكسيمليان الأول ملك الرومان أرمل ماري دوقة بورغونيا، ولويس الثاني دوق أورليان على الرغم من أنه متزوج الأميرة جوان شقيقة شارل الثامن ملك فرنسا، وجان الرابع دو شالون-أرلي أمير أورانيا ابنة عمته، كان الثالث في خط الخلافة بعد هي وشقيقتها، وكذلك آلان الأول من ألبرت يعتبر سليل دوقات بريتاني من خلال والدته، على الرغم من أنه كان حليف والدها إلا أنها شعرت باشمئزاز منه، وكذلك إدوارد ستافورد. على الرغم من الاقتراحات العديدة للزواج، إلا أن والدها خسر الحرب مع فرنسا في نهاية المطاف، وفرضت عليه توقيع معاهدة مذلة في سابيل في أغسطس 1488، والتي نصت إحدى البنود على أن بناته لا يستطعن الزواج بدون موافقة من الملك الفرنسي، إلا أنه توفي في سبتمبر 1488 تاركاً وراءه آن كحاكمة، وأيضا ألزم ابنته بعدم الخضوع الدوقية للفرنسيين وكذلك عين لها وصي،[6] سرعان ما تشاجر المستشارين حول زواجها مما أدى إلى فرارها من نانت، وتمكنت من تتويج نفسها كدوقة بريتاني في 10 فبراير 1489 بـ رين عندما كانت الثالثة عشر عاماً،[4][2] وأيضا في 19 ديسمبر 1491 تزوجت من الأرشيدوق ماكسيمليان الأول من النمسا من خلال وكيل في كاتدرائية رين،[2] مما قد يمنحها لقب «ملكة الرومان»، إلا أن الفرنسيين اعتبروه استفزاز خطير - بحيث لم ينتهك المعاهدة فحسب، وأيضا يعد الأرشيدوق من أشد أعداء الفرنسيين، بذلك أرادوا تجنبه، وبما أن ملك فرنسا لم يوافق على الزواج حسب مقتضى معاهدة سابيل، قام بإعداد قوة عسكرية للغزو مستغلاً أسرة هابسبورغ الذين كانوا منشغلين في حروبهم مع المجر، وأيضا القشتاليين كانوا يقتلون في معركة غرناطة،[7] على الرغم من أن كل من قشتالة وإنجلترا أرسلوا في السابق أعدادًا صغيرة من القوات لتكملة جيش الدوق، إلا أنهم لم يرغبوا في حرب مفتوحة مع فرنسا، جلب ربيع عام 1491 نجاحات جديدة لصالح فرنسا، مما جعل شارل الثامن ملك فرنسا يقوم بحصار رين، حيث بقيت آن هناك وذلك لارغامها أن تكف عن زواجها من ماكسيمليان.[8] بعد شهرين من الحصار[9] دون مساعدات أصبحت غير قادرة على المقاومة لفترة أطول، وبذلك سقطت رين مما مهد دخول شارل الثامن مظفراً إلى المدينة في 15 نوفمبر، ووقع الطرفان معاهدة رين، منهيين الحملة الفرنسية العسكرية الرابعة على بريتاني، بعد رفض جميع الزيجات المقترحة مع الأمراء الفرنسيين، أصبحت آن مخطوبة من الملك في 17 نوفمبر 1491 بعد نقاش حاد في قبو اليعاقبة بـ رين، بحيث تم مرافقتها من قبل جيشها (ظاهرياً لإظهار أنها وافقت طواعية على الزواج[10])، غادر آن نحو لونجي للزواج، قدمت النمسا احتجاجات دبلوماسية إلى الكرسي الرسولي مدعية أن الزواج كان غير قانوني لأن العروس كانت غير راغبة، وأيضا كانت متزوجة بالفعل من ماكسيميليان، وأن شارل الثامن كان مسبقاً مخطوباً من الأرشيدوقة مارغريت ابنة ماكسيميليان. تم الاحتفال بالزواج الرسمي بين آن والملك شارل الثامن ملك فرنسا في القاعة الكبرى في قلعة لونجي عند فجر 6 ديسمبر 1491، تم اختتام الحفل بشكل سري وعاجل لأنه كان غير قانوني من الناحية الفنية حتى من قبل البابا آنذاك إينوسنت الثامن، وبمقابل تنازلات كبيرة صادقت البابوية على الزواج في 15 فبراير 1492، من خلال فسخ زواجها بالوكالة من ماكسيميليان،[12][13] وأيضا تم إعفائهم من الذنب من خلال زواجها مع شارل لأن الملك وآن كانا مرتبطين في الدرجة الرابعة المحظورة من الأقارب،[14] وأيضا نص عقد الزواج إذا عاش أحد الزوجين أكثر من الآخر سيحتفظ بحيازة بريتاني، ومع ذلك فقد نص أيضًا على أنه إذا مات شارل الثامن دون ورثة من الذكور، فستتزوج آن من خليفته، مما سيضمن لملوك فرنسا فرصة ثانية لضم بريتاني بشكل دائم.[15] ملكة فرنسا للمرة الأولىبزواجها في 1491 أصبحت آن ملكة فرنسا، نص عقد زواجها على أنه تم عقده لضمان السلام بين دوقية بريتاني ومملكة الفرنسية، مما جعل أن يصبح شارل الثامن ممثلها الدائم، في 8 فبراير 1492 تم تتويجها في كاتدرائية سانت دينيس بذلك كانت أول ملكة تتوج هُناك،[16] تم مسحها في الرأس والصدر من قبل رئيس أساقفة بوردو،[17] منعها زوجها من استخدام لقب «دوقة بريتاني» بحيث أصبح اللقب على خلاف بينهما.[18] بدأ زواجها الأول بشكل سيء، بحيث قامت بإحضار معها سريرين منفصلين، بحيث غالباً ما عاشوا بشكل منفصل، ومع ذلك استطعت إنجاب له العديد من الأطفال الذين لم يعيشوا فترة أكثر من سنتين، عندما غادر زوجها إلى شبه الجزيرة الإيطالية، ذهبت الوصاية إلى شقيقته الكبرى آن دوقة بوربون (الوصية خلال فترة صغره بين عامي 1483-1491)؛ ومع ذلك آن لعبت دوراً محدوداً في فرنسا وبريتاني خلال هذه الفترة، وأيضا كان يتم فصلها عن أبنائها الصغار في بعض الأحيان، وعاشت الملكة آن في العديد من القلاع الملكية من أمبواز وبلسيس ولوش. وأيضا أصبحت ملكة نابولي وبيت المقدس خلال فترة الغزو من قبل زوجها. الحكم والزواج للمرة ثانيةعندما توفي زوجها الأول شارل الثامن نتيجة لحادث مفاجئ في 4 أبريل 1498، كانت آن في 21 عاماً ولم يكن لديها أبناء على قيد الحياة، وبذلك استطعت تولي مسؤولية إدارة بريتاني بنفسها، وبعد ثلاثة أيام من وفاة شارل الثامن دخلت شروط عقد زواجهما حيز التنفيذ،[19] ومع ذلك خليفته لويس الثاني عشر كان ما زال متزوجاً قانونياً من الأميرة جوان شقيقة شارل الثامن، خلال إقامتها في إيتامب وافقت آن على زواجها من الملك لويس الثاني عشر إلا في حالة فسخ زواجه من الأميرة جوان في حدود أقل من سنة،[20] تمكنت من الرجوع إلى أراضيها الوراثية «بريتاني» في أكتوبر 1498. كانت آن تراهن على أن الفسخ سيتم رفضه، إلا أن البابا ألكسندر السادس قام بإلغاء زواجه قبل نهاية العام، وبذلك أبرمت عقد زواجها الثالث في 7 يناير 1499 ولكن في ظروف مختلفة جذرياً عن عقدها السابق، لأنها لم تعد طفلة بل كانت أرملة ملك، بحيث كان عليها أن تضمن حقوقها والاعتراف بها كدوقة حاكمة، وأيضا يمكنها أن تصدر القرارات باسمها، وكما ضمن أن ابنها أو ابنتها الثاني في الترتيب هو سيكون الدوق التالي،[21] إلا أن هذا بند تم تجاهله لاحقاً من قبل ملوك فرنسا، أُقيم حفل تتويجها للمرة الثانية كـ ملكة فرنسا في 18 نوفمبر 1504 كزوجة لويس الثاني عشر في كاتدرائية سانت دينيس مرة أُخرى.[4][22] عاشت آن بشكل أساسي في قلعة بلوا، بحيث أصبحت تتجول في كل مكان، وأيضا قامت بتكليف بناء قبر لوالديها في كاتدرائية نانت. بصفتها الدوقة الحاكمة قامت للدفاع بشراسة عن استقلال بريتاني، وأيضا قامت بترتيب زواج ابنتها الكبرى كلود ووريثتها من الأرشيدوق كارل من النمسا وذلك لتعزيز التحالف الفرنسي-الإسباني وضمان نجاح الفرنسيين في حروبهم الدامية في إيطاليا، تم توقيع عقد الخطبة في 10 أغسطس 1501 في ليون من خلال وكيلين وذلك اعتبارهما في سن الصُغر، إلا أن الملك لويس الثاني عشر قام بإلغاء الخطوبة لاحقاً وخاصة بعد اعتقاده بأن الملكة لا يمكنها إنجاب الوريث الذكر، وبدلاً من ذلك رتب لها زواج من ابن شقيقه فرانسوا من أنغوليم، إلا أن الملكة آن رفضت ذلك بشدة، لأنها ما زالت عازمة في الحفاظ على استقلال الدوقية، وأصبحت رافضة لتلك الخطوبة حتى النهاية وكانت عازمة على زواجها من الأرشيدوق كارل لاحقاً اقترحت عليه ابنتها الثانية رينيه، خلال هذه المرحلة اغتنمت الفرصة لتجول في الدوقية ورؤية أماكن لم تزورها أثناء طفولتها، وأيضا قامت بزيارة أضرحة والديها، ومع ذلك لم تكن هذه جولة إجتماعية بل كانت سياسية وبحيث عملت على الاستقلالية وتأكيد سيادتها على الدوقية وكذلك استقبلها رعاياها بفحاوة وبالإضافة قامت بتحصيل الضرائب.[23] الوفاةتوفيت الملكة آن ودوقة بريتاني في الساعة السادسة صباحاً في 9 يناير 1514 من حصوة كلوية في قلعة بلوا، كانت تأمل في تشريح جسدها وإعادة دفنها في العديد من أماكن،[24] قبل وفاتها منحت الخلافة إلى ابنتها الثانية رينيه إلا أن زوجها تجاهل الأمر، وأكد على ابنتها الكبرى كلود على أنها الدوقة، واستطعت الزواج في العام التالي من ابن عمها فرانسوا الذي أصبح ملك الآن، وبذلك أصبحت دوقية بريتاني ملكاً لملكة فرنسا مرة أُخرى. تم دفن جسدها في كاتدرائية سانت دينيس (القبر التقليدي للدفن لأسر الحاكمة الفرنسية)، استمرت جنازتها لمدة 40 يوماً كانت استثنائية، وألهمت جميع الجنازات الملكية الفرنسية المستقبلية حتى القرن الثامن عشر. وفقاً لإدارتها تم وضع قلبها في وعاء الذخائر المقدس لكي يتم نقله إلى نانت ليدفن بجوار والديها، تم ذلك في 19 مارس 1514، وإلا أنه تم نقله لاحقاً إلى كاتدرائية سان بيير، تم إيواء قلبها في صندوق بيضاوي الشكل مزخرف، ملفوف بورق من ذهب من الخارج، يعلوه تاج من زنبق وبرسيم، تم صنعه من قبل صائغ مجهول في قلعة بلوا، في 1792 وبأمر من المؤتمر الوطني، تم تفريغ الوعاء ووضعها ضمن مجموعة من المعادن الثمينة التي تم انتزاعها من الكنائس، تم أُرسل إلى باريس لكي يتم صهره، إلا أن بدلاً عن ذلك تم الاحتفاظ به في المكتبة الوطنية، أُعيد إلى نانت في 1819، بحيث تم الاحتفاظ به في العديد من المتاحف المختلفة، قبل أن يستقر في متحف دوبري منذ 1896، تم سرقة الآثار في 13 أبريل 2008 من المتحف،[25] ومع ذلك تم إرجاعها في وقت لاحق في نفس الشهر دون أضرار تذكر.[26] في حين ضريح المزوج للملكان فرنسا آن ولويس تم نحته من رخام كارارا وتركيبه في كاتدرائية سانت دينيس، تم تصوير على قاعدة الضريح انتصارات الملك في معركة أنياديللو ودخوله منتصراً إلى ميلانو، وأيضا حمل بالادشين رواق صغير وضع فيه تماثيل الملكين على بجانبهم الرسل الإثنا عشر، وكذلك الفضائل الأساسي على زوايا الأربعة للضريح، تم انجازه من قبل الإخوة جست الإيطالية، لاحقاً في 18 أكتوبر 1793 خلال الثورة تم تنديس القبر،[27] وإلقاء الجثث في مقبرة جماعية، تمكن ألكساندر لينوار من إنقاذ الكثير من النصب التذكاري الذي تم حفاظ عليه في متحف الأثار الفرنسية في 1795 قبل أن يتم إعادته إلى الكاتدرائية نفسها أثناء عهد آل بوربون الثاني.[28] الذرية
يُقال أن كل حالات الإجهاض وولادة أطفالها ميتون قد أسعدت لويزا من سافوي الطموحة كثيراً، لأنها أرادت العرش لابنها فرانسوا دو أنغوليم الذي يعتبر الوريث المفترض حسب قانون السالي، حتى أصبحت هُناك شائعات معاصرة بأنها استخدمت السحر لقتل أبناء آن.[31] تعتبر آن من خلال بناتها كلود ورينيه اليوم جدة ملوك فرنسا، ملوك إسبانيا، ملوك إيطاليا، ملوك بلجيكا، دوقات لوكسمبورغ الكبار، أمراء ليختنشتاين. النسب
انظر أيضامراجع
|