لكلية العسكرية هي أقدم أكاديمية ومنشأة عسكرية في العراق والوطن العربي، تأسست في 12 أيار عام 1924 وسُميت المدرسة العسكرية الملكية، وكانت الغاية من إنشائها تدريب طلاب لائقين ليكونوا ضباطا للجيش أكفاء في عملهم وعلمهم وثقافتهم العسكرية العامة.[1]
كان أول أمر للكلية العسكرية آنذاك هو المقدم جميل فهمي عبد الوهاب،[2] استقبلت الكلية العسكرية الكثير من البعثات من الدول العربية ففي عام 1936 قُبل مجموعة من دولة اليمن واستقبلت الكلية كذلك بعثة من المملكة الأردنية الهاشمية،[2] وصدر نظام الكلية العسكرية الملكية الرقم 34 لسنة 1945 المتضمن بأن تُمنح الكلية الشهادة العليا ومدة الدراسة فيها ثلاثة أعوام.[3]
تخرج من الكلية العسكرية الأولى عدد من الرؤساء والضباط القادة العراقيين، وكذلك تخرج منها بعض الضباط من الدول العربية، ومن أبرز هؤلاء الرؤساء والضُباط، الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي،[4] والرئيس العراقي محمد نجيب الربيعي، والفريق الركن عبد الكريم قاسم والفريق طاهر يحيى.[5]
كان شعارها باللون الأخضر وخطت عليه كلمة الله-الوطن-الملك وبإسم الكلية العسكرية الملكية ويعلو ذلك التاج الملكي وتحته رسم تقاطع بين السيف والبندقية.
التسمية
تأسست الكلية العسكرية في عهد المملكة العراقية عام 1924م وسُميت بـالمدرسة العسكرية الملكية، ثم بقرار الإرادة الملكية في عام 1942م سُميت باسم الكلية العسكرية الملكية وأستمر هذا الأسم متداولاً حتى انقلاب 14 تموز 1958م، حيث حُذف أسم «الملكية» وتم الإبقاء على أسم الكلية العسكرية.
الموقع
تقع الكلية في الرستمية على بعد 6 أميال (9.5 كم) جنوب شرق مدينة الصدر في بغداد. بين منشأة حرق النفايات ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي، مما يجعله موقعا ترتفع فيه مستويات تلوث الهواء إلى نسب كبيرة وخطيرة في الوقت نفسه، معروف أيضًا بأنه الموقع الوحيد الذي استهدف عدة مرات بواسطة قصفه (بقنابل لوب).[6][7]
كان أول مقر لها يقع في الثكنة الشمالية في بغداد، وبعد حادثة الفيضان في بغداد تعرض مبنى الكلية العسكرية إلى الغرق في عام 1926 وتم نَقل المَقر إلى منطقة الكرادة الشرقية، وفي تموز 1947 نقلت إلى ثكناتها الجديدة في الرستمية.[2]
التاريخ والتأسيس
أسست القوات البريطانية الأكاديمية العسكرية العراقية في الرستمية عام 1924 لتدريب الضباط للجيش الملكي العراقي الذي أنشئ حديثًا، وأسستها الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست ، بيركشاير [الإنجليزية] بإنجلترا.[8] تخرج الدفعة الأولى من الضباط العراقيين عام 1927.
في الثاني عشر من أيار/مايو، 1924 تأسست المَدرسة العسكرية والتحقت الدورة الأولى من المتطوعيين وكان في حفل الإفتتاح الملك العراقي فيصل الأول، وحضر الحفل الوزراء وكبار مسؤولي الدولة والمندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس، وكان عدد طلاب الدورة 68 طالباً، وتَقرر أن تكون مدة الدورة ثلاث سنوات على أن تلتحق إلى المَدرسة دورة جديدة في بدء كل سنة دراسية، ليكون في المَدرسة ثلاثة صفوف سميت بالمستجد والمتوسط والمتقدم.[5]
وهنالك مصادر أخرى تقول أن تأسيس الكلية العسكرية العراقية كان في 1 أبريل، 1921 حيث فتح صف دراسي صغير في غرفة السراي ضم 20 ملازماً عراقياً نقلوا بعد ذلك إلى الصف الأول التابع للكلية العسكرية التي تأسست بصورة رسمية بتاريخ 19 يوليو، 1921، وقد التحق بها 156 ضابطاً تتراوح رتبهم ما بين مقدم وملازم.[9]
أصبحت المدرسة الحربية تسمى بالمدرسة العسكرية بعد صدور الإرادة الملكية بمنح الخريجين من الدورة الأولى التي تخرجت في تموز عام 1927 رتبة ملازم ثانِ في الجيش العراقي.[1]
افتتحت الكلية العسكرية أربعة أجنحة وهي كالآتي: جناح التلاميذ المستجدين، جناح الرمي، جناح المخابرة، جناح القادة الأحداث. وقد فتحت الكلية عام 1922 دورات متعددة منها: دورة التلاميد الحربيين، دورتين للمخابرة، ثلاث دورات للرمي، دورة القادة الأحداث.[11]
بلغ عدد الطلاب الناجحين في الكلية لعام 1922-1923 من الضباط 95 ومن ضباط الصف 253. وبعد توسعها ألغيت الكلية بناء على توصيات اللجنة المالية في 3 يناير1923 ثم أُعيد فتحها في سنة 1924، وكانت من أهم المواد التي تُدرس فيها، العربي، والإنكليزي، والتاريخ العسكري، والجغرافيا العسكرية، وطبوغرافية، ورياضيات، والإستحكام (هندسة الميدان) وتاريخ عام، وإداراة وقوانين، تعبئة، بالإضافة إلى موضوعات التدريس العسكري. وفي سنة 1926 كانت الكلية تتألف من ثلاثة صفوف، وأصبحت للكلية أهميتها بحيث كان مجلس الأمة يتناقش في تحسين مستواها.[12]
قسّم وزير الدفاع نوري السعيد تلاميد الكلية العسكرية إلى ثلاث طبقات:
الطبقة المتعلمة التي أكملت الدراسة الثانوية.
الطبقة الوسط وهم الذين أكملوا الدراسة الابتدائية ودرسوا في صف أو صفين في الدراسة المتوسطة.
أبناء رؤساء العشائر.
وقد اتجهت الحكومة إلى قبول أبناء رؤساء العشائر دون الإهتمام بتوفر الشروط اللازمة للقبول إلا أن رئيس الوزراء توفيق السويدي عارض ذلك، لذلك قرر مجل الوزراء الإهتمام بالشروط.[13] وكانت من أهم تلك الشروط، هو لا يقبل في الكلية العسكرية إلا من أكمل الدراسة المتوسطة على أن يدرس ثلاث سنوات في الكلية العسكرية وعند نجاحهم يحولون إلى صف العشائر الذي يدرس فيه الموضوعات المدنية فمن ينجح يحول إلى صف مستجد، أما الراسبون فيخرجون من الجيش. ولم يطرأ على الكلية العسكرية تغييرات تُذكر بعد دخول العراق عصبة الأمم المتحدة من حيث المناهج وشروط القبول، إلا أنها اتجهت إلى الإهتمام بأبناء العشائر، بالإضافة إلى استخدام العراقيين في الهيئة التدريسية والاستغناء عن الأجانب في تدريس اللغة الإنجليزية، وأوصت اللجنة الوزارية في عام 1932 بإنقاص صف من صفوف الكلية العسكرية وجعلها صفين بدل ثلاثة، على أن يكون طلابها ممن أكملوا الدراسة الثانوية، وهدف اللجنة من ذلك هو زيادة قوات الدفاع مع تأمين بعض الإقتصاد في ميزانية وزارة الدفاع، مع إضافة صف إحتياطي ثالث يسمى صف العشائر لإعداد رؤساء العشائر لدخول الكلية العسكرية، وفي سنة 1935 تقرر أن يكون من شروط القبول في الكلية العسكرية إكمال الطالب الدراسة الثانوية.[14]