هرمونات الغدة الدرقيةهرمونات الغدة الدرقية هي الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية وتحررها في الدم، وتشمل ثلاثي يود الثيرونين (تي3) والثيروكسين (تي4). هي هرمونات مشتقة من التيروزين، مسؤولة بشكل أساسي عن تنظيم عملية الأيض (التمثيل الغذائي). يتكون كل من تي3 وتي4 جزئيًا من اليود. يؤدي نقص اليود إلى انخفاض إنتاج تي3 وتي4، ويؤدي إلى تضخم أنسجة الغدة الدرقية ويسبب ما يعرف بتضخم الغدة الدرقية البسيط.[1] الشكل الرئيسي لهرمون الغدة الدرقية في الدم هو الثيروكسين (تي4)، ويملك عمر نصفي أطول من تي3 لدى البشر، تكون نسبة تي4 إلى تي3 في الدم نحو 1:14.[2] يتحول تي4 إلى تي3 النشط (أقوى من تي4 بثلاث إلى أربع مرات) داخل الخلايا بواسطة إنزيم ′5-نازعة اليود. يخضع أيضًا لعملية نزع الكربوكسيل ونزع اليود لإنتاج يودوثيرونامين (تي1أ) وثيرونامين (تي0أ). تكون جميع النظائر الثلاثة لنازعات اليود عبارة عن إنزيمات تحتوي على السيلينيوم، لذلك يعد السيلينيوم الغذائي ضروريًا لإنتاج تي3. كان الكيميائي الأمريكي إدوارد كالفن كندال أول من عزل الثيروكسين في عام 1915.[3] في عام 2018، كان الليفوثيروكسين، وهو شكل مصنع من الثيروكسين، ثاني أكثر الأدوية الموصوفة شيوعًا في الولايات المتحدة، بأكثر من 105 مليون وصفة طبية. أُدرج الليفوثيروكسين ضمن قائمة الأدوية الأساسية النموذجية لمنظمة الصحة العالمية.[4] الاستخدام الطبييستخدم كلا من تي3 وتي4 لعلاج نقص هرمونات الغدة الدرقية (قصور الدرقية). يتم امتصاصهما جيدًا في المعدة، لذلك يمكن تناولهما عن طريق الفم. يعد الليفوثيروكسين الاسم الصيدلاني للنسخة المصنعة من تي4، والذي يستقلب بشكل أبطأ من تي3 لذلك يتم تناوله مرة واحدة يوميًا فقط. تُشتق هرمونات الغدة الدرقية الطبيعية المجففة من الغدد الدرقية للخنازير، وهي علاج «طبيعي» لقصور الدرقية تحتوي على 20% من تي3 وآثار من تي2 و تي1 والكالسيتونين. تتوفر أيضًا أدوية مركبة من تي3/تي4 بنسب مختلفة (مثل دواء ليوتركس) وتي3 النقي (مثل ليوثيرونين). عادةً ما يكون ليفوثيروكسن الصوديوم أول علاج يتم تجربته. يشعر بعض المرضى بتحسن عند تناول هرمونات الغدة الدرقية المجففة؛ لكن هذا قائم على الأدلة المتناقلة ولم تظهر التجارب السريرية أن فائدتها تغلب الأشكال المصنعة بيولوجيًا. أُبلغ عن تأثيرات مختلفة لتناول أدوية الغدة الدرقية، قد تُعزى إلى الاختلافات في الزوايا الالتوائية المحيطة بالموقع التفاعلي للجزيء.[5] ليس للثيرونامينات أي استخدامات طبية حتى الآن، رغم اقتراح استخدامها لتحريض انخفاض درجة حرارة الجسم، ما يؤدي إلى دخول الدماغ في دورة وقائية، وهذا مفيد في منع الضرر أثناء الصدمة الإقفارية. أُنتج الثيروكسين الصناعي لأول مرة بنجاح من قبل تشارلز روبيرت هارينغتون وجورج بارغر في عام 1926. الصيغ المركبةيُعالج معظم الناس بالليفوثيروكسين، أو هرمون صناعي مشابه. تختلف الأشكال المتعددة للمركب بقابلية الذوبان والفعالية.[6] بالإضافة إلى ذلك، تتوفر مكملات هرمون الغدة الدرقية الطبيعية المشتقة من الغدة الدرقية المجففة للحيوانات. يحتوي الليفوثيروكسين على تي4 فقط فهو غير فعال لدى المرضى غير القادرين على تحويل تي4 إلى تي3. قد يختار هؤلاء المرضى تناول هرمون الغدة الدرقية الطبيعي، لأنه يحتوي على مزيج من تي4 وتي3، أو بديل يحوي تي3 الصناعي. في هذه الحالات، يُفضل استخدام الليوثيرونين الصناعي نظرًا للاختلافات في الفعالية بين منتجات الغدة الدرقية الطبيعية.[7][8] تظهر بعض الدراسات أن العلاج المركب مفيد لجميع المرضى، ولكن إضافة الليوثيرونين يسبب آثار جانبية إضافية ويجب تقييم الدواء على أساس فردي. حصلت بعض الأشكال التجارية لهرمون الغدة الدرقية الطبيعي على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. تعتبر هرمونات الغدة الدرقية جيدة التحمل بشكل عام. لا تكون هرمونات الغدة الدرقية عادةً خطرة على النساء الحوامل أو المرضعات، لكن يجب إعطاؤها تحت إشراف الطبيب. في الواقع، إذا تُركت الامرأة المصابة بقصور الدرقية دون علاج، يكون طفلها أكثر عرضة للإصابة بعيوب خلقية. أثناء الحمل، يجب زيادة جرعة هرمون الغدة الدرقية للامرأة التي تعاني من قصور في وظائف الغدة الدرقية. المشكلة الوحيدة هي أن هرمونات الغدة الدرقية قد تؤدي إلى تفاقم أمراض القلب، خاصةً عند المرضى الأكبر سنًا. لذلك، لدى هؤلاء المرضى، قد يبدأ الأطباء بجرعة أقل مع زيادتها تدريجيًا لتجنب خطر الإصابة بنوبة قلبية.[9] القياسيمكن قياس مستويات ثلاثي يود الثيرونين (تي3) والثيروكسين (تي4) بقياس تي3 الحر وتي4 الحر، وهما مؤشران على نشاطهما في الجسم. يمكن أيضًا قياس نسبتي تي3 الكلي وتي4 الكلي، وتعتمدان على الكمية المرتبطة بالغلوبيولين الرابط للثيروكسين (تي بي جي). يوجد قياس آخر وهو مؤشر الثيروكسين الحر، وهو عبارة عن تي4 الكلي مضروبًا بمعدل قبط الثيروكسين، والذي يعد بدوره مقياسًا لتي بي جي غير المرتبط. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الكشف عن اضطرابات الغدة الدرقية قبل الولادة باستخدام تقنيات التصوير المتطورة وقياس مستويات هرمونات الجنين.[10] الأمراض المرتبطةيمكن أن يسبب كل من زيادة الثيروكسين ونقصه اضطرابات.
في الولادات المبكرة، قد يصاب الأطفال باضطرابات النمو العصبي بسبب نقص هرمونات الغدة الدرقية للأم، في وقت تكون فيه الغدة الدرقية غير قادرة على تلبية احتياجاتهم بعد الولادة. في حالات الحمل العادية، تعد المستويات الكافية من هرمون الغدة الدرقية للأم أمرًا حيويًا لضمان توافره للجنين وتأمين النمو الطبيعي للدماغ. يحدث قصور الغدة الدرقية الخلقي لدى 1 من كل 1600-3400 طفل حديث الولادة، ويولد معظمهم بدون أعراض وتظهر عليهم أعراض بعد أسابيع من الولادة.[13] مراجع
|