محمد المنوني
محمد بن عبد الهادي بن محمد المنوني (1333- 1420هـ / 1915- 1999م) علامة وفقيه، ومؤرخ مغربي رائد في تاريخ المغرب وحضارته، وخبير في المخطوطات والوثائق ورائد في البحث المصدري.[1][2] نشأتهوُلد العلَّامة والفقيه والمؤرِّخ محمد المنوني فجر يوم السبت 24 شوال عام 1333هـ، في حيِّ الحمام الجديد بمدينة مكناس، وينتمي المنوني إلى أسرة عريقة من الشرفاء بمدينة مكناس. [3] وفي مدينة مكناس بدأ دراسته بحفظ القرآن الكريم، وأخذ مبادئ العلم ومتونه عن مشاهير علماء المدينة في حلقات التدريس، وسرد الكتب، وكانت هذه المرحلة بين عام 1919م وعام 1938م، وقد تنقَّل خلالها بين عدة كتاتيب ومساجد، وقد حفظ عددًا من المتون العلمية على يد والده "المرشد المعين" لابن عاشر، و"ألفية ابن مالك"، و"الجُمَل" للمجرادي، و "السُّلَّم" للأخضري، و"الاستعارة" للطيب ابن كيران، و"المقدمة الصغرى" للسنوسي...[4] وقد كان لوالده دورٌ كبيرٌ في النهل من عدد كبير من العلماء في المجالس التي كان يصحبه إليها في عدد من مساجد مكناس، وفي الزاوية الكتَّانية، وحتى إلى خارج مدينة مكناس فاس والرباط. وقد تلقَّى المنوني خلال هذه الفترة طيفًا واسعًا من المعارف العلمية: من الفقه، والأصول، والعقائد، والتصوف، والنحو، والتصريف، ومبادئ الحساب، وكذا الشعر والتاريخ.[4][5] دراستهرحل من عام 1938م-1943م إلى مدينة فاس؛ لينهل من علم جامعة القرويين، حيث انخرط فيها في التعليم العالي في الدراسة الحرَّة والنظامية، فأخذ العلم في حلقات عدد من العلماء والمشايخ المشاهير، من أمثال: المفسِّر الحسن بن عمر مزور، والشيخ محمد ابن الحاج السلمي، والشيخ عبدالعزيز بن أحمد الحسني، والعلَّامة النحوي محمد بن سودة المري، والشيخ محمد الجواد الصقلي، والشيخ محمد عبدالحي الكتاني، وشيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي، وغيرهم كثير، فنال سبع عشرة إجازةً من هؤلاء المشاهير، كما نال منها شهادة العالمية، بتاريخ 24 جمادى الآخرة 1362هـ/28 يونيو 1943م، وخلال مقامه بالقرويين سكن المنوني عدة مدارس: بدءًا بمدرسة الصفارين، ثم مدرسة السباعيين، والمدرسة المحمدية، وقد بلغ عدد من أخذ عنهم المنوني في القرويين تسعة عشر عالمًا.[4][6] عمله
وعمل ضمن لجنة جائزة الحسن الثاني للمخطوطات والوثائق التي أُنشئت منذ سنة 1969 وتتابع العمل فيها، ومكن من تصوير عدد مهم من الكتب النفيسة. وشارك عام 1949 في مؤتمر الثقافة الإسلامية بتونس. وساهم في أعمال لجنة إصلاح التعليم بالمغرب عام 1957، وجمعية المحافظة على الأبنية الأثرية بمكناس عام 1961، كما انضمَّ إلى اتحاد كُتاب المغرب من السنة نفسها. مؤلفاتهتجاوز عدد مؤلَّفاته ما بين كتب وبحوث ومقالات أكثر من مائتي بحث ودراسة وكتاب:
(نشر الجزء الثاني في مجلة كلية الآداب بالرباط ابتداء من ع. 12، 1986)
بالإضافة إلى هذه الكتب مجموعة من الفهارس:
تكريم وجوائزنال نظير أعماله البحثية المتميزة ومساهماته القيِّمة في الميدان العلمي والفكري عدة جوائز وتكريمات منها: الوسام الملكي: وسام العرش من درجة فارس (1968). جائزة المغرب الكبرى للكتاب من طرف وزارة الشؤون الثقافية (1969). الوسام الملكي: وسام العرش من درجة ضابط (1987). جائزة المغرب الكبرى للكتاب: جائزة الاستحقاق الفكري من وزارة الشؤون الثقافية (1988). جائزة الإمام عبدالحميد بن باديس من مركز دراسات المستقبل الإسلامي بلندن (1992). وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب (1993). مآل مكتبتهخلَّف خزانة كتب نادرة من عيون المخطوطات والمطبوعات، اشتراها الملك محمد السادس من ورثته؛ فألحقها بالخزانة الحسنية بالرباط، وضمَّنها رسائله الشخصية المتبادلة مع الباحثين في المغرب، وفي المشرق، ومع العديد من المستشرقين في كثير من الدول الغربية، وهي مُصنَّفة ومُفهَرسة تبلغ 3000 رسالة ووثيقة، وهي ثروة هائلة ورصيد فكري متميز [3] وفاتهتوفي العلَّامة محمد المنوني يوم السبت 16 جمادى الأولى عام 1420هـ/28 أغسطس 1999م بمدينة الرباط ووري الثرى بضريح جده علي بن منون بحي روى مزين بمدينة مكناس عصر اليوم الموالي.[6] مراجع
|