مؤلفات أبي حامد الغزاليألّف الإمام أبو حامد الغزالي (ت. 505 هـ) الكثير من الكتب في مختلف صنوف العلم. قال صاحب الأعلام: «أن له نحو من مائتي مصنف».[1] وقيل: «إن تصانيفه وزعت على أيام عمره فأصاب كل يوم كراس».[2] وذكر المرتضى الزبيدي (ت. 1205 هـ) أن للغزالي «تصانيف في غالب الفنون، حتى في علوم الحرف وأسرار الروحانيات وخواص الاعداد ولطائف الأسماء الالهية وفي السيمياء وغيرها».[3] لثبت أسماء الكتب والرسائل المنسوبة إلى الغزالي، انظر قائمة مؤلفات أبي حامد الغزالي. البحث في مؤلفات الغزاليالمتقدمونلعل أول من ترجم الغزالي وذكر تآليفه هو تلميذه عبد الغافر الفارسي (ت. 529 هـ)، وقد أورد هذه الترجمة تاج الدين السبكي (ت. 771 هـ) في كتابه طبقات الشافعية الكبرى، وفيها عدّ السبكي ما يقرب من ستين كتابا للغزالي. وعدَّ حاجي خليفة (ت. 1068 هـ) في كشف الظنون 37 كتابا للغزالي أو عنه.[4] كما عد المرتضى الزبيدي (ت. 1205 هـ) في «إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين» ما يقرب من ثمانين كتابا ورسالة نسبها للغزالي.[5] المستشرقونوفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، بدأ المستشرقون في البحث في مؤلفات الغزالي، فنشر المستشرق جوشه بحثاً سنة 1858 م، تنوال فيه أربعين مؤلفا للغزالي، وحوال أن يحقق صحة نسبتها إليه.[6] ثم تلاه ماكدونلد ببحث نُشر في مجلة الجمعية الشرقية الأمريكية سنة 1899 م، وتحدث فيه عن بعض الكتب التي لم تثبت للغزالي، ككتاب «المضنون به على غير أهله».[7] وجاء كولدتسيهر فتناول موضوع كتب الغزالي في موضعين، أولهم في نشره لكتاب محمد بن تومرت الذي نشر في الجزائر سنة 1903 م، وفيها شكك من نسبة كتاب «سر العالمين»،[8] ثم تعرض للموضوع ثانيا حين نشر كتاب «فضائح الباطنية» سنة 1916 م، حيث جاء في مقدمة الكتاب إشارات إلى بعض كتب الغزالي وصحة نسبتها إليه.[9] ثم جاء جيردنر، فنشر مقالا باسم «مشكاة الأنوار ومشكلة الغزالي»، كما ترجم كتاب «مشكاة الأنوار» إلى الإنكليزية.[10] بعدها جاء ماسينيون في كتابه «مجموع نصوص غير منشورة خاصة بتاريخ التصوف في بلاد الإسلام» (باريز، 1929 م) وقام بأول محاولة لترتيب مؤلفات الغزالي حسب تاريخ كتابتها، بيد أنه لم يبحث في التصانيف المنحولة. ثم أتى أسين بلاثيوس وبحث في موضوع المؤلفات المنحولة في كتابه «روحانية الغزالي» (مدريد، 34-1941م)، ثم ذكر من التصانيف ما يراه منحولاً أو مشكوكاً في صحة نسبتها، وهذا الثبت يتضمن:
وفي سنة 1959 م ظهر عمل من تأليف موريس بويج «بحث في الترتيب التاريخي لمؤلفات الغزالي» نشره ميشيل ألار وفقاً للمخطوطة التي تركها بويج المتوفى في 1951 م، وكانت معدة للطبع -فيما يقول الناشر- منذ كانون الثاني سنة 1924 م لكن بويج لم يقدمها للطبع، فعمل ألار على نشره مع بعض الإضافات، وهذا الكتاب يبحث في الترتيب التاريخي للمصنفات، وفي صحة نسبتها كما تشير أيضاً إلى المخطوطات الموجودة، وخصوصاً في مكاتب استانبول ودار الكتب المصرية.[12] وفي السنة نفسها أي 1959 م نٌشر بحث لجورج الحوراني في مجلة الجمعية الشرقية الأمريكية باسم «الترتيب التاريخي لمؤلفات الغزالي»، وهذا الترتيب الذي قدمه «أدق من ذلك الذي قدمه مونتغمري وات، وإن كان لا يختلف عنه في الخطوط العامة».[13] ثم نشر الحوراني بحثاً راجع فيه دراسته السابقة -في ضوء ما جاء به البدوي وغيره- فقام بتغييراتٍ على دراسته الأصلية، ونشرت هذه الدراسة سنة 1984 م.[14] المتأخرونقدم الباحثان جميل صليبا وكامل عياد، في مقدمتهما لكتاب «المنقذ من الضلال» قائمة بمؤلفات الغزالي ضمت 228 كتاباً ورسالة، ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود، من غير ذكر الكتب المشكوك في صحة نسبتها إلى الغزالي.[15] وفي سنة 1380 هـ / 1960 م جاء عبد الرحمن البدوي بعمل ضخم في كتاب أسماه «مؤلفات الغزالي»، وفيه تناول البدوي 457 مصنفا يُنسب إلى الغزالي، وقسّمه على النحو التالي:
وأخيرا أتى مشهد العلاّف ببحث استدرك بها على ما جاء به البدوي، وخصوصا «ما يتعلق منها بالكتب المقطوع بصحة نسبتها للغزالي فقد تضمنت بعض المنحولات».[16] مؤلفات الغزالي حسب تاريخ كتابتهاهذه لائحة تتضمن مؤلفات الغزالي حسب تاريخ كتابتها، وهي مستقاة بالدرجة الأولى من اللائحة التي كتبها عبد الكريم العثمان في كتابه «سيرة الغزالي» (واعتمد العثمان فيها على عمل بويج)، مع بعض التغييرات استنادا على لائحة مشهد العلاّف.[17]
شعر الغزالياستشهد الغزالي في كتاباته بكثير من الأشعار، بعضها منسوبة إليه وبعضها منسوبة لغيره، ذكر بعضها المرتضى في ترجمته. وقد جَمع شعره من مصنفاته المختلفة غير واحد من الباحثين، منهم:
كما احتوى كتاب «الإحياء» على كثير من الشِّعر الَّذي استشهد به الغزالي في موضوعات الكتاب، وقد جمع هذا الشعر صالح الشاعر في كتاب «المختارات الشعرية لأبي حامد الغزالي من كتاب إحياء علوم الدين».[20] وقد عبر الغزالي عن قيمة هذا الشعر بقوله: «القلوب وإن كانت محترقةً في حبِّ الله فإنَّ البيت الغريب يهيج منها ما لا تهيج تلاوة القرآن، وذلك لوزن الشِّعر ومشاكلته للطِّباع، ولكونه مشاكلاً للطَّبع اقتدر البَشَر على نظم الشِّعر، وأمَّا القرآن فنظمه خارجٌ عن أساليب الكلام ومنهاجه، وهو لذلك معجزٌ لا يدخل في قوَّة البشر؛ لعدم مشاكلته لطبعه.[21]»
المصادر
|