يَنتقل فيروس زيكا بِواسطة البَعوض خلال فترات النَهار، وقد تَم عَزل جزء كبير من الفيروس والتعرف عليه من جِنس البَعوض الزاعج، مِثل البعوضة الزاعجة المِصرية، وَمِن البَعوض الشَجَرِي مِثل النَوع الإفريقي وغيرها من الأنواع. وَقد أظهرت الدراسات أن فترة الحضانة الخارِجية للفيروس في البعوض حَوالي 10 أيام.[24] وَقد ظهر أن فيروس زيكا يُمكن أن ينتقل بين البَشر عن طريق الاتصال الجِنسي، وقد ظهرت بعض الحالات التي تؤكد إمكانية انتقال الفيروس عبر المشيمة، مما يؤثر على الجِنين الذي لَم يولد بَعد، وَقد وُجد أنه من المُمكن أن ينتقل الفيروس من الأُم المُصابة إلى الطَفل أثناء الوِلادة، وَلكن هذا الأمر نادِر الحُدوث.
تُعتبر القرود وَالبَشر من أهم العوائِل الفَقارية للفيروس. قَبل الانتشار الوبائي للفيروس كان الفيروس نادراً ما يُسبب التهابات غير مباشرة في البَشر، حتى في المناطق المُتوطنة بالحيوانات الناقِلة.[15]
يُمكن تحديد الخَطر المُجتمعي لفيروس زيكا من خلال النَظر إلى التوزيع العالَمي لأنواع البَعوض الناقِلة للفيروس، وتُعتبر البَعوضة الزاعِجة المِصرية الناقِل الأكثر ظهوراً وانتشاراً ونقلاً للفيروس، ويتوسع هذا البعوض من خلال السَفر والتجارة العالمية،[28] وَقد سَجل هذا النَوع من البَعوض النِسب الأكبر في جميع القارات حَيث يُعتبر الناقِل الأمثل لفيروس زيكا،[29] وَقد وجد أن هُناك بعض الأنواع من البعوض الناقِل للفيروس قَد تكيفت للاستمرار مع المُناخ المُختلف بين القارات.[30]
أَشارت التَقارير الإخبارية في الفَترة الأخيرة إلى أن فيروس زيكا قد انتشَرَ في كُل من أمريكا اللاتينيةوَمَنطقة البَحر الكاريبي،[31] وَقد قامت منظمة الصحة العالمية بتَحديد البُلدان والأقاليم الأمريكية التي شهدت انتقال مَحلي لفيروس زيكا وهيَ بربادوس، وبوليفيا، وَالبرازيل، وَكولومبيا، وَجمهورية الدومينيكان، والإكوادور، والسلفادور، وغيانا الفرنسية، وَجوادلوب، وَغواتيمالا، وَغيانا، وَهايتي، وَهندوراس، وَمارتينيك، وَالمكسيك، وَبنما، وباراغواي، وَبورتوريكو، وَسانت مارتن، وَسورينام، بالإضافة إلى فنزويلا.[32][33]
في عام 2009م، وُجدَ أن فيروس زيكا قد انتقلَ من بريان فوي (وهوَعالم أحياء في جامعة ولاية كولورادو) إلى زوجته عن طَريق الاتصال الجِنسي، وكانَ فوي قد تَعرض للسع بواسطة البَعوضة خلال إحدى زياراته لعدد من المُناسبات في السِنغال، وبالتالي تَكون زوجة فوي أول شَخص تَعرض لانتقال الفيروس عن طَريق الاتصال الجِنسي.[34][35]
وفي عام 2015، تَم الكَشف عن وجود فيروس زيكا في السائل الذي يُحيط بالجنين، مُشيراً إلى أن الفيروس قَد عبر عن طريق المَشيمة، وبالتالي وُجد أن الأم من المُمكن أن تُسبب العَدوى بالفيروس لطِفلِها.[36]
طِبياً
مرض فيروس زيكا أو حُمى زيكا أو مرض زيكا وَهو المرض الناتِج عن فيروس زيكا، وَيؤدي لأعراض مِثل الحُمى وَالتَوعك وَالطفح الجلدي وَالتهاب المُلتحمة بالإضافة إلى صُداع وآلام في العَضلات والمَفاصل، وعادةً ما تكون هذه الأعراض خفيفة وَتستمر لِمدة تُتراوح ما بين يومين إلى 7 أيام، وَقد وُصفت أول حالة موثقة من فيروس زيكا في عام 1964، حَيث بدأت بصداع خفيف سُرعان ما تَحول إلى طَفح جلدي وَحُمى وآلام في الظهر، وفي غضون يومين بدأ الطفح الجِلدي بالتلاشي، وخلال ثلاثة أيام ذَهبت الحُمى وبقي الطَفح فَقط. وَتشير التَقارير إلى وجود صِلة مُحتملة بين إصابة الحوامِل به وإنجاب أطفال يعانون من التشوه الخلقي الصَعل (صِغر الرأس).[8]
وَوفقاً لِمنظمة الصحة العالمية فإنه أثناء التَفشي الواسع النِطاق للفيروس في بولينيزيا الفرنسية عام 2013 وَالبرازيل عام 2015، سُجلت بعض الحالات التي أظهرت مُضاعفات عصبية ومناعية ذاتية لمرض فيروس زيكا، كَما لاحظت السُلطات الصحية البرازيلية زَيادة في معدلات العدوى بالفيروس بين عامة الناس، وزيادة عدد الأطفال المُصابين بصغر الرأس عند الولادة شمال شرق البرازيل.
في عام 2016، تَم اعتبار بأنه لا يُوجد علاج أَو تطعيم وقائي ضِد فيروس زيكا، وأن المَرض يُمكن أن يُعالج عن طريق الراحة والسوائل وَالباراسيتامول، في حَين أن المُنظمات قد شددت على أن استعمال الأسبرين وغيره من مُضادات الالتهابات الستيرويدية الأفيونية يَجب أن يَكون فَقط في الحالات التي تَخلو من حُمى الضَنك، وذلك للحد من خَطر النزيف.[37]
صِغر الرأس
وُجد أن العدوى المشيمية للجنين بفيروس زيكا قَد تؤدي إلى ضمور وَتلف في الدِماغ،[13][38] وفي ديسمبر 2015، أَصدر المَركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة علَيها فِكرة شاملة عن ارتباط مُحتمل لفيروس زيكا بصغر الرأس الخَلقي (الصعل)، حَيث وُجدت بَعض الحالات التي تَم التأكد من انتقال الفيروس من الأم إلى الطَفل وبالتالي إصابة بالطِفل بصغر الرأس الخَلقي.[39][40]
المُضاعفات العَصبية
أثناء وباء البولينيزية الفرنسية، تَم اكتشاف 73 حالة مُصابة بِمتلازمة غيلان باريه وأعراض عصبية أُخرى، وَتم اعتبار هذه الحالات مُضاعفاتٍ عصبية لفيروس زيكا.[15]
التَشخيص
حَسب ما أوردت مُنظمة الصِحة العالَمية، فإنه يتم تَشخيص المَرض عن طريق تفاعل البوليميراز المُتسلسل وعن طَريق عزل الفيروسات من عينات الدَم، وقد يصعب التَشخيص عن طَريق الاختبار المَصلي نَظراً لأن الفيروس قَد يتفاعل تفاعلاً مُتشركاً مع الفيروسات المُصفرة الأُخرى مثل فيروسات حمى الضنك وغرب النيل وغيرها.
اللُقاح
تَوجد لُقاحات فعالة عَديدة لجنس الفيروسات المُصفرة، حَيث تم استحداث في الفترة ما بين (1930-1939) لُقاح لفيروس الحمى الصَفراء، والتهاب الدماغ الياباني والتهاب الدَماغ المَنقول عن طَريق القَراد، في حين أن لُقاح حمى الضنك أَصبحت حديثاً مُتاحة للاستخدام.[41][42][43]
قَد ذَكر أنثوني فوسي مُدير المعهد القومي للحساسية والأمراض المُعدية، بأن العَمل قد بدأ لتَطوير لُقاح لفيروس زيكا.[44] وقد قامَ باحثون في مركز بحوث اللقاحات بتجارب واسعة للعمل على تطوير لُقاحات الفيروسات الأخرى.[44] وَقد ذكر نيكون فاسيلاكس مِن مركز الدفاع البيولوجي بأن لُقاح فيروس زيكا سَوف يستغرق عامين لتطويره، وقد تكون هُنالك حاجة إلى 10 أو 12 سنة قَبل الانتهاء من اللقاح الفعال القابل للاستخدام العام لفيروس زيكا.[45]
تاريخ
في عام 1947، وضع العلماء الذين كانوا يبحثون الحمى الصفراء قرد مكاك ريسوسي في قفص في غابات الزيكا (تعني زيكا «متضخم» في اللغة اللوغاندية)، بالقرب من معهد أبحاث الفيروسات الشرق أفريقي في إنتيبي، أوغندا. أصيب القرد بالحمى، وعزل الباحثون من مصله عامل انتقالي والذي وُصف للمرة الأولى باسم فيروس زيكا عام 1952. في نيجيريا عام 1954، عُزل الفيروس للمرة الأولى من الإنسان. ومع ذلك، دراسة سابقة عام 1952 أجريت في الهند أظهرت عددًا كبيرًا من الهنود الذين أظهروا استجابة مناعية لفيروس الزيكا، مما يوحي بشدّة أن الفيروس كان منتشرًا بنطاق واسع في البشر منذ فترة طويلة.[46]
^ ابOliveira Melo، A. S.؛ Malinger، G.؛ Ximenes، R.؛ Szejnfeld، P. O.؛ Alves Sampaio، S.؛ Bispo de Filippis، A. M. (1 يناير 2016). "Zika virus intrauterine infection causes fetal brain abnormality and microcephaly: tip of the iceberg?". Ultrasound in Obstetrics & Gynecology. ج. 47 ع. 1: 6–7. DOI:10.1002/uog.15831. ISSN:1469-0705.
^ ابجFauci، Anthony S.؛ Morens، David M. (14 يناير 2016). "Zika Virus in the Americas – Yet Another Arbovirus Threat". New England Journal of Medicine. ج. 374 ع. 2: 160113142101009. DOI:10.1056/NEJMp1600297. PMID:26761185.
^"Zika Virus in the Caribbean". Travelers' Health: Travel Notices. Centers for Disease Control and Prevention. 15 يناير 2016. مؤرشف من الأصل في 2016-03-03.
^Kuno، G.؛ lChang، G.-J. J. (1 يناير 2007). "Full-length sequencing and genomic characterization of Bagaza, Kedougou, and Zika viruses". Archives of Virology. ج. 152 ع. 4: 687–696. DOI:10.1007/s00705-006-0903-z. PMID:17195954.
المركز الوطني الأمريكي لمعلومات التقانة الحيوية (NCBI): 64320
إخلاء مسؤولية طبية
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.