ذبابة رمليةذُبابَة الرّمل أو الشكیت[1] (بالإنجليزية: Sandfly أو Sand fly) هو الاسم الدارج الذي يطلقه العامّه على أي نوع أو جنس من الحشرات الطائرة ثُنائية الجَناح الواقعة في المناطق الرملية التي تلدغ وتمتص الدماء، اسمها العلمي هو الفاصدة. خارج الولايات المتحدة، مصطلح «ذبابة الرمل» قد يشير إلى الحشرات المُنْتَسِبة إلى أسرة القَرْسيات أو الفواصد Phlebotominae التي تنتمي لفصيلة فراشيات المظهر Psychodidae أو ما يعرف بالذباب الفراشي، ولذلك تسمي ذبابة الرمل بالذُبابَة الفاصِدَة (بالإنجليزية: Phlebotomus fly). وهي حشرة ذات شعر كثيف ولون أسمر داكن ويبلغ طولها حوالي 3 مم. هذا النوع من الذباب تنشط أنثاه في الليل وتمتص الدماء من البشر والحيوانات، وتعيش يرقاته في الأماكن المبتلة وتتغذى من بقايا النباتات الميتة والمواد الحيوانية. تسمى البراغيش القارصة (ذباب صغير من فصيلة المُتَلاَحِيَة) أحيانا بذباب الرمل وله جناحان يقعان باستواء إلى الوراء حين تستقر الذبابة. كما تظهر الذبابة القارصة أحيانا مع جماعات النحل في الربيع والخريف، وهي تعتبر من أصغر الحشرات التي تمتص الدماء ويصل طول بعض الذباب القارص إلى مليمتر واحد. ذبابة الرمل في نيوزيلندا هي من جنس إستروسيموليم Austrosimulium، وهو يضم31 نوع من أنواع الذُّبابَةُ السَّوداء.[2] تنتمي ذبابة العثة إلى ذباب الرمل، ولكنها لا تمتص الدم وهي تطوي أجنحتها على جسدها فتصير كالسقف. في الولايات المتحدة، تشير كلمة «ذبابة الرمل» إلى أنواع معينة من ذباب الخيل تُعرف أيضا باسم "greenheads" أو «خضراء الرؤوس» (من فصيلة النُّعَرَيات)، أو إلى أنواع أخرى مُنْتَسِبة إلى فصيلة قرنيات اللحى (أو المُتَلاَحِيَات)، التي تُعرف أيضا في ولاية فلوريدا وأماكن أخرى بأسم قَرْسَة أو بَرغَشَة الرمل (sand gnat)، بُرْغوث الرمل (sandflea)، نو-سي-أم (no-see-um أو noseeum) بمعني لا-أرى-هم، (granny nipper) بمعني قراصة الجدة؟، شيترا (chitra) بمعني الملونة الزاهية؟، (punkie أو punky) بمعني «الوضيعة». بينما ذباب الخيل هو نوع من الذباب كبير في الحجم، ألا أن براغيث الرمل (sandfleas) أو النو-سي-أم (no-see-um أو noseeum) وبعض ذباب الرمل في العالم القديم هي مجرد براغيش صغيرة. لدغات ذبابة الرمل قد تترك في الجلد تَحاديب كبيرة حمراء مثيرة للحُكَاك، والتي قد تتحول إلى طفح جلدي. هذه التحاديب في كثير من الأحيان تكون مثيرة لحكاك يجاوز بعدة أمثال الحكاك الذي تسببه لدغات البعوض، وهي أيضا تستمر لفترات أطول. تعيش عدة مئات من أنواع ذباب الرمل في المنطقة المدارية وتكون الأنثى فقط هي المسؤولة عن اللدغ وامتصاص الدم من الثدييات والزواحف والطيور في الأنواع المختلفة منه؛ فهي تحتاج إلى البروتين الموجود في الدم لتكوين بيضها. بعض أجناس ذبابة الرمل من أسرة القَرْسيات أو الفواصد Phlebotominae هي ناقلات رئيسية لداء الليشمانيات (طالع:داء الليشمانيات الجلدي) وحمى الفواصد أو الحمى الباباتاسية؛ وهما مرضين مختلفين يتم الخلط بينهما فيشار لهما سويا «بحمى ذبابة الرمل» أو «حمى الذبابة الرملية». في العالم الجديد، ينتشر داء الليشمانيات بواسطة ذباب الرمل من جنس اللوتزومية؛ في العالم القديم، ينتشر المرض عن طريق ذباب الرمل من جنس الفاصدة Phlebotomus. تسبب جماعات ذباب الرمل المتوطنة في دولتي بليز وهندوراس صّيت سياحي سَيّئُ لهما في منطقة البحر الكاريبي وهي ما تدفع نشرات السفر للدولتين إلى التنبيه على السياح بشكل متكرر أن يجلبوا معهم رشاشات طاردة للحشرات تحتوي على تركيزات عالية من مادة الدي إي إي تي DEET. الفيروساتمن بين الفيروسات التي يمكن أن تحملها ذبابة الرمل هو فيروس شانديبورا المرتبط بمرض التهاب الدماغ، وهو مرض فتآك بشدة ويعد من أبناء عمومة مرض داء الكلب. كان هناك تفشي لهذا المرض في الهند خلال عام 2010. الأولياتداء الليشمانيات، وهو مرض تسببه عدة أنواع من الحيوانات الأولية من جنس الليشمانيا، وتنتقل عن طريق أنواع مختلفة من ذباب الرمل.[3] الوقايةثبتت فاعلية طاردات الحشرات التي لا يلزمها وصفة طبية ذات التركيزات العالية من مادة الدي إي إي تي (DEET) أو الإيكاريدين (picaridin) في الوقاية من ذباب الرمل، ولكنها قد لا تكون مناسبة لبعض الناس، على سبيل المثال: ذوي البشرة الحساسة والنساء الحوامل. وقد أظهرت دراسات مختلفة حالية أن مستخرج معين من زيت كافور الليمون (ليس الزيت المُتَطايِر) له فاعلية مناظرة لمادة مادة الدي إي إي تي.[4][5] تركز معظم المعلومات المنشورة عن المواد الطاردة للحشرات على البعوض، ولكن طاردات البعوض فعالة كذلك في الوقاية من لسعات ذباب الرمل والبراغيش (الذباب الصغير).[6] نظرات ثقافيةذبابة الرمل تملك موروث ثقافي في أساطير شعوب الماوري الأصلية في نيوزيلندا، حيث كان «الإله تو-تي-راكي-وانوا قد انتهي للتو من خلق المشهد الطبيعيّ في منطقة فيوردلاند في الجزيرة الجنوبية، وكان رائعا للغاية... كان مذهلا بحيث أوقف الناس عن العمل. وبدلا من ذلك وقف الناس لتَوّهمِ حوله ليحدقوا في جماله. وأغضب هؤلاء الناس الغير منتجين الإلَهَة هينينيوتيبو حتى انها خلقت ذبابة الرمل لتدلغهم وتحملهم على الحركة.» [7] كان ذباب الرمل هذا قادرا، وفقا لأسطورة أخرى في ثقافة الماوري، على إحياء البطل هاتوباتو من الموت.[8] في الفلسفة الأخلاقية، تستخدم طبيعة ذبابة الرمل لتمثِيل اِسْتِنْباط ضمني معين، يسمي «باِسْتِنْباطِ النو-سي-يم» بمعني «اِسْتِنْباطِ لا-أرى-هم»، وذلك لشرح أن المرء قد يخلص بشكل مَغلُوط إلي أنه إذا كان لا يستطيع أن يرى شيئا، فإنه بالتالي هذا الشئ لا يمكن أن يكون موجودا.[9] مراجع
وصلات خارجية
|