فانيا مبادي عبد الرحيم
فانيا مبادي عبد الرحيم ابن عبد السُّبحان (1352- 1445 هـ/ 1933- 2023 م) المشهور بالاسم المختصر ف. عبد الرحيم (بالإنجليزية: V. Abdul Rahim). علامة لغوي، ومُحقق هندي، وأستاذ جامعي. اختص بالمعرَّب والدَّخيل بالعربية، كان متقنًا أكثر من 14 لغة عالمية، وتولى إدارة مركز الترجمات بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. اسمه وولادتهاشتَهر ف. عبد الرحيم بهذا الاسم، واسمه الأول على الحقيقة هو «عبد الرحيم»، والفاء التي يُثبتها قبله هي اختصارٌ لاسم أسرته «فانيا مبادي» وهو يُقدَّم على اسم الشخص في مِنطَقة الشيخ بجنوبيِّ الهند، وهو نفسُه اسم مدينته التي وُلد فيها بولاية تامِل نادو بتاريخ 13 من المحرَّم عام 1352هـ الموافق 7 مايو (أيَّار) 1933م.[3] ولا يُعرَف معنى «فانيا مبادي»، ونطقُه في لهجتهم مخالفٌ لرسمه العربيِّ، والفاء في أوله تُنطَق بالهندية بصوت بين الفاء والواو. ولصعوبة نطق هذا الاسم اختصره الشيخ إلى حرف «ف» فقط. وهذه المدينة ذات أغلبية مسلمة. دراسته وتحصيلهتلقَّى أول تعليمه من القرآن والكتابة في مسجد الحيِّ، ثم درسَ مراحل الدراسة الابتدائية والثانوية في المدرسة الإسلامية التابعة للجمعية التربوية المحمدية لمدينة فانيا مبادي. وفي نهاية المرحلة الثانوية بدأ اهتمامه باللغة العربية، وشُغف بتعلمها وتحصيل فنونها، ولتقوية لغته بها كان يُتابع وهو في الهند إذاعة صوت العرب من القاهرة وإذاعة نداء الإسلام من مكة المكرَّمة. ثم تخصَّص في علوم العربية والإنكليزية وآدابهما وعلوم الشريعة الإسلامية، فنال شهادةَ ماجستير في اللغة الإنكليزية وآدابها من جامعة مَدراس عام 1957م، واللقب الشرقيَّ «أفضل العلماء» في الدراسات الإسلاميَّة واللغة العربيَّة من الجامعة نفسها (مَدراس) عام 1961م، وماجستير في اللغة العربيَّة وآدابها من جامعة عَليكرَه الإسلاميَّة عام 1963م. ثم رغب في متابعة دراسته العليا في البلاد العربية، فكتب رسالةً إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر التمسَ فيها الموافقةَ له على الدراسة في الأزهر، وبعد أسابيع قليلة وردت إليه رسالةٌ من نائب الرئيس حسين الشافعي يخبره فيها بقبوله، ويوجهه لمراجعة السِّفارة المصرية في نيودلهي، للحصول على التأشيرة. رحل إلى مصر أول عام 1964 والتحق بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، ومنها حصل على شهادة الماجستير عن موضوع (الكلمات الفارسية المعرَّبة) عام 1966م، ثم على الدكتوراه في أصول اللغة العربية عام 1973م،[3] وكان موضوعها دراسة كتاب الإمام أبي منصور الجواليقيِّ (ت 540هـ) الشهير "المعرَّب من الكلام الأعجميِّ على حروف المعجم" وتحقيقه، بإشراف الدكتور إبراهيم أبو النجا عميد كلية اللغة العربية يومئذ. وأتقن عددًا كبيرًا من اللغات واللهجات، منها 14 لغةً شرقية وعالمية، هي: العربية (وله فيها مؤلفات)، والإنكليزية (وله فيها مؤلفات)، والأُردية (وله فيها مؤلفات)، والفارسية، والهندية، والتاميلية، والفرنسية، والألمانية، واليونانية، والتركية، والعبرية، والآرامية (السُّريانية)، والسنسكريتية، والإسبرنتو.[4] انقطع الدكتور عبد الرحيم للتحصيل والاشتغال بالعلم فلم يتزوَّج؛ فهو من العلماء العزَّاب الذين آثروا العلمَ على الزواج. وظائفه وأعمالهبعد حصوله على الشهادة الثانوية درَّس سنةً واحدة في المدرسة التي درَسَ فيها، ثم بعد تخرُّجه في الجامعة عمل محاضرًا في اللغتين العربيَّة والإنكليزية بجامعة مَدراس. ثم انتقل للعمل في السودان بعد حصوله على الماجستير من جامعة الأزهر، فتولى رئاسةَ قسم اللغة الإنكليزية بجامعة أم درمان الإسلامية (من 1966 إلى 1969م). وكان راسل الشيخ عبد العزيز بن باز نائبَ رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنوَّة، مبديًا رغبته في التدريس في جامعتهم، وجاءه القَبول فانتقل إلى المملكة العربية السعودية ليعمل مدرِّسًا في شعبة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الجامعة الإسلامية، ووضع معظمَ مناهجها، وكان مديرًا للشعبة زمنًا. وفي الوقت نفسه درَّس مادَّة الأصوات واللهَجات العربية بكلية اللغة العربية بالجامعة نفسها، وأشرف على عدَّة رسائلَ جامعية لطلاب الماجستير والدكتوراه، وناقش رسائلَ أُخرى. وبلغت مدَّة عمله بالجامعة الإسلاميَّة ستًّا وعشرين سنة (من 1969 إلى 1995م). ونشِطَ في إقامة دورات في تعليم اللغة العربية برعاية الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة، في عدَّة بلدان؛ منها: الولايات المتحدة الأمريكيَّة، وبريطانيا، وألمانيا، وكندا، وباكستان، والهند، والفلبِّين. منها دورات سنوية في ألمانيا استمرَّت على مدار عشر سنين. وكان عضوًا في اللجنة التي وضعت نظامَ (معهد تعليم اللغة العربية) في إندونيسيا، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة بالرياض، وكانت اللجنة برِئاسة العالم الأديب د. عبد الرحمن رأفت الباشا، ومن أعضائها العالم الشيخ عبد الرحمن الباني وغيره.[5] وفي عام 1416هـ - 1995م عُيِّن مديرًا لمركز الترجمات بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوَّرة. فأشرف على إصدار ترجمات لمعاني القرآن الكريم بأكثرَ من (77) لغة، وبقي في عمله هذا إلى وفاته.[6] مؤلفاته وآثاره1) باللغة العربية:
2) بلغات أُخرى:
3) في تعليم العربية للناطقين بغيرها:
4) بحوث ومقالات:نشر عددًا من البحوث العلمية في بعض المجلات المحكَّمة، منها:
أنشطة أخرى
جوائزحاز على جائزةَ رئيس جمهورية الهند لخدمة اللغة العربية لعام 1996م. وفاتهتوفي الدكتور فانيا مبادي عبد الرحيم في المدينة المنوَّرة، بعد مغرب يوم الخميس 4 ربيع الآخر 1445هـ الموافق 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2023م.[6] وصُلِّي عليه في اليوم التالي يوم الجمعة 5 ربيع الآخر 1445هـ الموافق 20 أكتوبر 2023 في المسجد النبوي بعد صلاة الجمعة، ودُفن في مقبرة البقيع.[11] المراجع
وصلات خارجية |