غوطة دمشق تحيط بمدينة دمشق من الشرق والغرب والجنوب وهي تتبع دمشقوريف دمشق وهي سهل ممتد من بساتين غنّاء من أشجار الفاكهة تعد من أخصب بقاع العالم، وقد جاء في كتاب عجائب البلدان: ("الغوطة هي الكورة التي قصبتها دمشق وهي كثيرة المياه نضرة الأشجار متجاوبة الأطيار مونقة الأزهار ملتفة الأغصان خضرة الجنان...[1][2][3] استدارتها ثمانية عشر ميلا كلها بساتين وقصور تحيط بها جبال عالية من جميع جهاتها ومياها خارجة من تلك الجبال وتمتد في الغوطة عدة أنهار وهي أنزه بقاع الأرض وأحسنها"). وهي إحدى جنات الدنيا والغوطة عبارة عن غابة من الأشجار المثمرة البساتين وكان القدماء يعدّونها من عجائب الدنيا.
وتشتهر غوطة دمشق بخصوبة الأرض وجودة المياه حيث تغذي بساتين الغوطة مجموعة من الأنهار الصغيرة من فروع نهر بردى وشبكة من قنوات الري وهي عبارة عن بساتين من شتى أنواع أشجار الفاكهة وبساط أخضر ممتد فيه كل أنواع الخضروات ومن أشهر فواكه وثمار الغوطة المشمش بأنواعه البلدي والحموي والتوت (التوت الشامي) والخوخ والآرصيه والدراق والكرز والجوز وكذلك تشتهر بزراعة كافة أنواع الخضار والذرة الشامية الشهيرة والزهور، وربيع الغوطة له رونقه وجماله المميز حيث الربيع بكل معانيه.
وتقسم الغوطة إلى قسمين متصلين هما: الغوطة الغربية والغوطة الشرقية .
الغوطة الغربية
بداية الغوطة الغربية من مضيق ربوة دمشق - الربوة بين الجبال (خانق الربوة) وتمتد غربا وجنوبا إلى مناطق محيط المزةوكفر سوسةودارياومعضمية الشام التي تشتهر بكافة أنواع العنب والكسوة التي تشتهر بزراعة الثوم وتسمى الكسوة أيضاً وادي العجم والتي يمر بها نهر الأعوج الذي ينبع من سفوح جبل الشيخ وينتهي ببحيرة الهيجانة وتعتبر المناطق التي يمر بها نهر الأعوج هي الغوطة الغربية ومناطق وبلدات كثيرة محاطة بالأشجار المثمرة وأشجار الحور وكافة أشجار الفاكهة مثل المشمشوالخوخوالتوت الشامي والجوز البلدي وغير ذلك من فواكه الغوطة والبساتين والمروج بامتداد رائع أخضر يحتضن الطبيعة.
تمتد في الغوطة الكثير من الآثار القديمة التي تعود لعصور قديمة متعددة و 15 دير تاريخي أثري ومجموعة من التلال والمواقع الأثرية نذكر منها تل الصالحية يقع على بعد 14 كم وفيه آثار من العصر الحجري القديموتل أسود ويقع إلى الشرق يحتوى على آثار تعود للعصر الحجري الوسيط والقديم وكذلك تل المرج ويقع في منطقة حوش الريحانة وتل أبو سودة بالقرب من المرج وآثار كثيرة في جسرينوعين ترماوحران العواميد وبلدة حمورة، التي تعرف الآن بحمورية. هذا غير الآثار الدينية وغيرها.
الغوطة بجناتها وبساتينها وهوائها العليل اجتذبت الكثير من عشاق الطبيعة وأقيمت داخل بساتين الغوطة مجموعة من الفنادق والمنتزهات ومدن الملاهي ومجمعات المطاعم الكبيرة المتنوعة المنتشرة في مناطق مختلفة من الغوطة حيث بساتين الفاكهة وعذوبة الماء ورقة الهواء وروعة المكان وجمال الطبيعة الساحرة.
تعاني غوطة دمشق عددا من المشاكل أهمها سرطان التوسع العمراني والصناعي، فقد تحولت 70% من مساحتها إلى غابات من المعامل والمساكن، الأمر الذي قلل من قدرتها كغطاء أخضر. كما تعاني الغوطة من تراجع مستوى هطول الأمطار السنوية وجفاف بعض الموارد المائية خصوصا فروع نهر بردى.
مراجع
^Collelo، Thomas، المحرر (1988). "Land, Water, and Climate". Syria: a country study. Federal Research Division, Library of Congress. LCCN:87600488. مؤرشف من الأصل في 2019-05-14.