غازي الجمل
غازي الجمل (1370- 1431 هـ / 1950- 2010 م) شاعر وكاتب فلسطيني إسلامي، ومهندس ميكانيك. من أعضاء رابطة الأدب الإسلامي العالمية، اشتَهَر بقصيدته (قف شامخًا) التي جعلها تحيةً إلى أبطال الفَلُّوجة في إثر العدوان الأمريكي عليها. سيرتهوُلد غازي الجمل في غزة عام 1370هـ/ 1950م بعد هجرة أهله إليها من قرية جمزو في قضاء اللد. كان والده شاعرًا وأديبًا وخطيبًا، كتب المسرحيات وأخرجها. هاجرت أسرته عام 1954 إلى الأردن حيث عمل والده مدرِّسًا ثم مديرًا في مدارس الشونة والسَّلط والزرقاء.[1] تلقَّى غازي تعليمه المدرسي في مدينة الزرقاء، وأنهى فيها الثانوية العامَّة. ثم درس الهندسة الميكانيكية في يوغوسلافيا، وحصل منها على شهادة دبلوم عام 1977، ثم حصل على شهادة (ماجستير) في التخصُّص نفسه من جامعة اليرموك عام 1986.[2] عمل مهندسًا في مؤسسة المواصلات السلكية واللاسلكية، ثم سافر إلى نيويورك عام 1989، فعمل في التجارة مدَّة خمس سنوات، عاد بعدها إلى الأردن. كتب البحث والمقالة وأجاد نظم الشعر، وقد بدأ في كتابته وهو طالب في المرحلة الإعدادية المتوسطة، وهو يرى أن الشعر الملتزم جزءٌ من رسالة الإسلام.[1] وقد أمضى حياته في نصرة فلسطين وقضيتها، وأثرى الثقافة العربية.[3] وكان له مشاركات في بعض المهرجانات الأدبية، في كثير من المدن الأردنية.[4] نشاطاته
دواوينه
شعرهغازي الجمل من شعراء الحركة الإسلامية المعاصرة، شاعر يحفظ شعره ويُجيد إلقاءه، تناول فيه مشكلات امَّته في ضوء رسالة الإسلام، ولا سَّيما الأحداث الجارية في أرض الإسراء والمِعراج فلسطين. فهو ناطقٌ في شعره بلسان حال أمَّته التي رهنَ قلمَه وشعره للذَّود عنها، والدفاع عن أرضها وقضاياها.[4] اشتَهَر بقصيدته (قف شامخًا) التي نظمَها بتاريخ 20 نوفمبر (تشرين 2) 2004، ردًّا على الاعتداء الأمريكي الغاشم على مدينة الفَلُّوجة العراقية، وجعلها تحيةً لأهلها المقاومين. ونتخيَّر منها:[8] بالطَّائراتِ المُرسِلاتِ عَويلا تَرْمي بأطنانِ الرَّدى تَنْكِيلا
بالرَّاجِماتِ القاذفاتِ قَنابلًا فـوقَ الرُّؤوسِ تدَفُّقًا مَوصُولا
بقَذائفِ (النابالم) تَحرِقُ أرضَنا وتُحِيلُ أرضَ الرَّافِدَين طُلولا
بالمُجْهِزينَ على الجِراحِ بخِسَّةٍ إذ يُمْعِنُونَ بشَعْبِنا تَقْتِيلا
بالمانِعينَ منَ الإغاثةِ أهلَها ودِماؤُهُـم تَجْري هناكَ سُيولا
بالجاعِلينَ منَ المَساجدِ - وَيْحَهُم - سَقْفًا يُهَدُّ على الرُّؤوسِ مَهِيلا
ما فتَّ في عَضُدِ (الفَلُوجَة) كَيدُهُم وارتدَّ جَيشُ الأصغَرِينَ ذَلِيلا
يـا بـنَ (الفَلُوجَة) يا بقيَّةَ عِزِّنا يا مَنْ رَأَوا بكَ صارِمًا مَسْلُولا
قِفْ شامِخًا مِثلَ المَآذِنِ طُولًا وابعَثْ رَصاصَكَ وابِلًا سِجِّيلا
مَزِّقْ بهِ زُمَرَ الغُزاةِ، أذِقهُمُ طَعْمَ المَنُونِ على يَدَي عِزْرِيلا
ها هُـم على بابِ (الفَلُوجة) جُمِّعوا فأحِـلْ جُمُوعَ المُجْرِمينَ فُلولا
حَضِّر لهُم كفَنَ الرِّمالِ إذا ارتضى رَملُ العِراقِ بأن يضُمَّ دَخِيلا
سَطِّر على هامِ الزَّمانِ بأنَّنا أهـلُ الكَرامةِ والأَعَزُّ قَبِيلا
فليُحْرِقُوا كلَّ النَّخِيلِ بساحِنا سنُطِلُّ مِن فوقِ النَّخيلِ نَخِيلا
فليَهْدِمُوا كلَّ المَآذنِ فوقَنا نحنُ المآذنُ، فاسمَعِ التَّهْليلا
إن يبتُروا الأطرافَ تسعَى قَبْلَنا قُدُمًا لجَنَّاتِ النَّعِيمِ وُصُولا
نحنُ الذينَ إذا وُلِدنا بُكْرةً كنَّا على ظَهْرِ الخُيولِ أصِيلا
نحنُ الشَّهادةُ والشَّهيدُ وشاهدٌ ولِأُسْدِنا قد فُصِّلَت تَفْصِيلا وفاتهتوفي غازي الجمل في الزرقاء بالأردن، مساء الاثنين 3 ذي القَعْدة 1431هـ الموافق 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2010م، إثر نوبةٍ قلبية. وصُلِّي عليه بعد صلاة عصر اليوم التالي الثلاثاء في مسجد حسن البنَّا في الزرقاء، ودُفن في مقبرة الهاشمية.[6] ونعَتْه حكومة حماس في غزة، وذكرت أنه أحد أبرز أعلام وشعراء فلسطين.[3] المراجع
وصلات خارجية |