عبد الله العيدروس
عبد الله العيدروس (811 - 865 هـ) إمام وعالم صاحب جاه ومنصب رفيع بين الناس في حضرموت. يرجع في نسبه إلى رسول الله محمد ﷺ من السادة آل باعلوي. تولّى نقابة العلويين بعد عمه عمر المحضار بالرغم من صغر سنّه؛ لعلو منزلته وإقبال الناس عليه. لقبه جده بـ«العيدروس» وهو لقب إمام الأولياء، وقيل من أسماء الأسد. وجميع آل العيدروس العلويين يرجعون في النسب إليه. نسبهعبد الله بن أبي بكر السكران بن عبد الرحمن السقاف بن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي الغيور بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن أحمد المهاجر بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب، وعلي زوج فاطمة بنت محمد ﷺ.[1] فهو الحفيد 22 لرسول الله محمد ﷺ في سلسلة نسبه. مولده ونشأتهولد في مدينة تريم بحضرموت في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة سنة 811 هـ، ووالدته هي مريم بنت أحمد بن محمد بارشيد. أدرك من حياة جده عبد الرحمن السقاف ثمان سنوات، ومات والده وعمره عشر سنوات، فكفله عمه عمر المحضار وزوّجه بابنته عائشة. تعلم القرآن على يد محمد بن عمر باعلوي، وقرأ في علم الشريعة «التنبيه»، و«المنهاج»، و«خلاصة الغزالي» قراءة محققة مكررة. وقرأ أيضًا في علوم التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، واللغة، والهيئة. وفي علم التصوف كان أكثر إقباله على كتب أبي حامد الغزالي؛ خصوصا كتاب «إحياء علوم الدين».[2] شيوخهومن جملة من انتفع بهم وأخذ عنهم أعمامه أحمد وشيخ ومحمد وحسن، وغيرهم من الشيوخ منهم:[3]
تلاميذهوأخذ الناس عنه على اختلاف طبقاتهم، وانتفع به جملة من الأعيان والمجتهدين منهم:[4]
توليه النقابةكان عمه عمر المحضار نقيبًا على بني علوي وانتقل إلى رحمة الله وعبد الله العيدروس ابن خمس وعشرين سنة، فاجتمع رأي العلويين على أن يذهبوا إلى السيد محمد جمل الليل وينصّبوه نقيبًا عليهم، وكان مقيمًا بروغة، فاعتذر من نفسه فقالوا قدّم علينا من ترضاه لك منا، فصلى صلاة الاستخارة وطلب من الله أن يوفقه لما يختار، فشرح الله صدره بتقديم العيدروس، فقام إليه وأمسك بيديه وقال: «أنت المقدم على الجميع، والمتكلم على كل شريف ووضيع»، فاعتذر بصغر سنّه وضعف قيامه لاسيما مع وجود أعمامه، فقاموا كلهم إليه وألحوا في ذلك عليه، فحينئذ وقع على تقديمه الاتفاق وانتشر صيته.[5] أحوالهكان باذلا ماله وجاهه لجميع المسلمين لاسيما الفقراء والضعفاء والمساكين، وكان يعامل كل أحد بما يوافق طبيعته وينزل كل إنسان منزلته، يجالس الفقراء بما يناسبهم ويذاكر الفقهاء بما يوافقهم. وكان يحب إظهار النعم الباطنة والظاهرة، فكان يلبس الملابس الفاخرة ويتزوج النساء الحسان ويسكن الدور المشيدة البنيان. وكانت الملوك تهابه وتخضع لهيبته وتخشى من عظيم سطوته، وكان مع ذلك يداريهم ويحسن إليهم ويلين الكلام لديهم بل ربما عظم بعضهم قاصدا قضاء حوائج المسلمين وإصلاح ذات البين، وكان يحذر أصحابه من قرب الولاة ويعاتبهم على المرور بساحتهم فضلا عن معاشرتهم، وكان يقول: «خصلتان نفعلهما ونحذر أتباعنا منهما؛ السماع ومخالطة الولاة»، وكان في أول أمره يكره السماع ولما توالت عليه المنازلات وتواترت لديه الواردات صار يحضر السماع.[5] من آرائه التربوية والعلميةيقول عبد الله العيدروس: «وبعدُ فليس لنا طريق ومنهاج سوى الكتاب والسنة، وقد شرح ذلك كله سيد المصنفين وبقية المجتهدين حجة الإسلام الغزالي في كتابه أعجوبة الزمان العظيم الشان الملقب «إحياء علوم الدين» الذي هو عبارة عن شرح الكتاب والسنة أولًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا واعتبارًا واعتقادًا». وكان ينهى أصحابه عن مطالعة «الفتوحات المكية» و«الفصوص» ويأمرهم بحسن الظن في مؤلفها واعتقاد أنه من أكابر الأولياء العارفين، وما ذاك إلا لعلوها عن فهم العموم وغموض معانيها عن كثير من الفهوم، بخلاف كتب الإمام الغزالي فإنها تصل إلى فهم معانيها الأفهام ويشترك في الوصول إلى العلم بها الخاص والعام. ومن آرائه أيضًا:
من وصاياهجمع السيد عيدروس بن حسين بن أحمد العيدروس في كتابه «الكواكب الدرّية في مناقب السادة العلوية» وصايا ومكاتبات عبد الله العيدروس، ونذكر هنا بعض من وصاياه المتعلقة حول سير المريد إلى الله ووسائل الوصول من طريق المجاهدة:
مؤلفاتهوله جملة من المؤلفات منها:
كتب ألفت حولهوقد ألّف أئمة من العلماء والفضلاء مصنفات حول فضائله ومناقبه، وكراماته وأحواله، منها:[6]
ذريتهخلّف خمسة ذكور هم: محمد، وأبو بكر العدني، وعقبهما منقرض، وعلوي، وشيخ، وحسين، ولهم عقب. وخمس إناث هن: رقية، وخديجة، وأم كلثوم، وطلحة، وبهية.[7] وفاتهكان عبد الله العيدروس يتعهد السفر إلى بلاد الساحل من حضرموت، وكان يقيم بكل قرية مدة من الزمن، وفي إحدى رحلاته وهو راجع من الشحر بعد أن مكث فيها شهرًا وبضعة أيام توجع ومرض إلى أن توفي في يوم الأحد الثاني عشر من شهر رمضان سنة 865 هـ بقرية تسمى عبول، وهو في الطريق إلى مدينة تريم، ثم نقل جثمانه إلى تريم ودفن بمقبرة زنبل في اليوم الرابع عشر من رمضان، وبنيت على قبره قبة.[8] المراجع
استشهادات
|