عائلة ولاة لرستان أو عائلة خانات لرستان
هي سلالة خانات وولاة مسلمين حكمت بلاد اللور (لورستان) مدة 341 عام تقريباً منذ عام 1598م حتى عام 1929م-1930م.
مؤسس هذه السلالة هو (الحسين خان الأول الأكبر) بن القائد منصور بيك العلوي وحفيد سلالة الاتابكة بني خورشيد التي حكمت لورستان مدة 420 عام حتى سقوطها عام 1598م (نفس عام تولي خانات لورستان للحكم).
وصل (الحسين خان الأول الأكبر) إلى حكم لورستان عام 1598م بدعم عسكري ومعنوي من الشاه عباس الكبير (شاه الصفويين)؛ ثم خلفه من بعده في حُكم لورستان أفراد أسرته بشكل وراثي حتى سقوطها على يد قوات الاحتلال الإنكلو-فارسي عام 1929م.
خضعت هذه الأسرة لسلطة شاهات إيران في كثير من الأحيان، واستقلت في أحيان أخرى؛ وذلك تبعاً للأوضاع السياسية والعسكرية في العراق وإيران وكذلك تبعاً لقوة وسلطة الخان والظروف التي يستلم فيها العرش من سلفه.
سلطة الخان/الوالي
أن السلطة السياسية في لورستان محصورة في نطاق أسرة ولاة لورستان حيث ينتقل الحكم مباشرة من الأب إلى أكبر الأبناء حال وفاة الخان (أو أكبر أفراد الأسرة الحاكمة في بعض الأحيان)، وكان يملك خان لورستان من القوة بحيث ان الشاه الفارسي يؤيد تنصيبه مباشرةً بعد وفاة الوالي أو الخان السابق.
نستطيع القول بأن تركيب سلطة الوالي مبنية على أساس السلطة الأبوية المطلقة وأن الوالي الجديد يكون وريثاً لجميع الإمكانيات وصلاحيات وأملاك سلفه من الولاة.
لقد إحتل الخوانين والتوشمالات (رؤوساء وحكام المقاطعات) المرتبة التالية بعد الوالي في التشكيلات السياسية، كان هؤلاء وظيفتهم جمع الضرائب وتوفير النظام والأمن والاهتمام بالمسائل الاجتماعية والقضائية للقبائل والسكان وتشكيل فرق من المسلحين الماهرين للدفاع عن مناطق نفوذ الخان ولأن الخوانين والتوشمالات كانوا وكلاء معينون من قبل الخان لذا فلم يُجبى منهم الرسوم وكان لهم نصيب في الغنائم الحربية أيضاً.
جُغرافياً، أختلفت سلطة الخانات على المدن، حيث كانت منذ تولي الحسين خان الأول للحكم تشمل كل مدن خرم آباد وبروجرد ومدينة إيلام وبعض المدن والقصبات شرق العراق (بدرة، جصان، الشيخ سعد، زرباطية، وإلـخ)، إلا أنه بعد تولي محمد حسن خان للحكم (سنة 1797م تقريباً) تقلصت تلك الأراضي لصالح الدولة القاجارية، فأصبحت تشمل مدينة إيلام (پشتكوه) ونفس المدن والقرى بالنسبة للجانب العراقي.[1]
هرم السلطة
كان الوالي أو الخان يقبع على رأس السلطة بشكل مُطلق وبدون منازع، ولا يوجد منصب أعلى من منصبه سوى شاه بلاد فارس.
يأتي بعد منصب الخان منصب (التوشمال پاشي) أو ما يعرف بـ(أمير الأمراء)، حيث كان التوشمال پاشي ذو سلطات واسعة للغاية ويحكم عدة مدن أو قصبات، ويكون مقرباً من بلاط الوالي، ولا يتولى هذا المنصب سوى الأعيان اللُر، أي ما يشبه طبقة النبلاء في أوروبا قديماً، فعلى سبيل المثال كانت إمارة ماليمان في پشتكوه محصورة بأفراد عائلة الأمير علاويس بن هُمان، حيث لا يتولى منصب توشمال پاشي الماليمان أحد إلا من نسل الأمير علاويس، لكن على الرغم من ذلك فإن الذي يتولى هذا المنصب لا يتولاه إلا بتوصية من شاه إيران أولاً ومن ثم بفرمان وموافقة وختم الوالي شخصياً.
بعد ذلك يأتي منصب (التوشمال)، الذي كان يحكم مقاطعته أو مناطق نفوذ قبيلته واتباعه تحت سلطة التوشمال پاشي، وكان ذو صلاحيات واسعة أيضاً، وله نصيب من غنائم الحرب كذلك، ومنصب التوشمال يشبه منصب التوشمال پاشي من كل النواحي تقريباً إلا أنه ذو صلاحيات أقل، وعلى الرغم من ذلك فقد لا يخضع التوشمال لتوشمال پاشي أعلى منه في بعض الأحيان، أي أنه يرتبط بشكل مباشر بالوالي اللُري.
وبعد ذلك يأتي المسلحون أو اللواء العسكري الخاص بالوالي، ويذكر اللورد جورج كرزون (المبعوث الإنكليزي) في مذكراته أن هذه القوة تتكون غالباً من سبعمائة من الخيالة (الفرسان) وألفان فرد من المشاة (الرجالة)، وكان يُطلق على هذه الفرقة كذلك أسم (عُملة).
تأتي بعد طبقة الحكام والأعيان والعساكر طبقة أشبه بطبقة التُجار، ويحمل أفراد هذه الطبقة ألقاب من قبيل (بيك) أو (آغا/آقا)، وتكون لهم أملاك كثيرة مثل الأراضي الزراعية أو قطعان الماشية التي قد تناهز أعدادها الآف الرؤوس في بعض الأحيان، وينحدر أغلب هؤلاء الأشخاص من عوائل وأسر معروفة.
وأخيراً تأتي الرعية والعامة في قاعدة الهرم، ويتميزون بكثرة أعدادهم وأمتهانهم للمهن والأعمال المختلفة من زراعة وتربية المواشي وكذلك صناعات محلية أخرى (مثل الحياكة أو الحدادة وإلخ)، وقد بلغ عددهم على سبيل المثال 49000 نسمة (تقريباً) سنة 1842م.[2][3]
ألقاب ولاة لورستان
كان لحكام لورستان المتتالين ألقاب عديدة، منها ما هو رسمي جرى منحه بفرمان من شاه الدولة، ومنها ما قد يكون شعبي أو متداول بين العامة.
على سبيل المثال، خلال بداية القرن السابع عشر الميلادي، قام أول حكام لورستان من عائلة الولاة (الحسين خان الأول الأكبر) بالدفاع عن حدود البلاد الغربية ضد هجمات الأتراك العثمانيين المتتالية، حتى انتصر على القائد العثماني الأنكشاري وأسره وإرساله إلى الشاه عباس الأول؛ الذي سر كثيراً بانتصار الوالي الحسين خان فأكرمه بالهدايا التقديرية، ولقبه بلقب (والي البر والبحر)، فأصبح لقبه الكامل على النحو الآتي: (والي البر والبحر حاكم لورستان وبروجرد).[4][5][6]
الوالي غلام رضا خان (آخر الولاة اللر) قد قام أيام حكمه بتأليف كتاب أسماه (أنيس المسافر)، وهو كتاب خاص في تربية الحيوانات التي يُصطاد بها، وقد كان الصيد من أكثر الهوايات المُحببة إلى غلام رضا خان خصوصاً، وولاة لورستان عموماً. وفي أول كلمات هذا الكتاب قد ذكرت ألقاب الخان بشكل كامل، والنص كان على النحو التالي:
«هو اللّه تعالى شأنه! هذا كتاب مسُتطاب أنيس المسافر، تأليف: جناب شوكت، وجلالت مآب، أجلُ أكرَم أفخم، أمير الأمراء العظام، أمير چنگ (أمير الحرب)، والي پشتكوه، دام اجلالهُ العالي»[7]
قائمة خانات لورستان
هذه قائمة خاصة بحُكام لرستان وبروجرد من أسرة خانات لورستان بدءاً من الحاكم الأول (الحسين خان الأول الأكبر) الذي وصل للحكم عام 1598م بمباركة من شاه فارس (الشاه عباس الأول) حتى سقوط ونفي الحاكم (الفعلي) الأخير (غلام رضا خان) من قبل قوات الدولة البهلوية عام 1929م
ومن ثم إلغاء حكم سلالة خانات لورستان بشكل رسمي نهائياً بقرار من الحاكم (الأسمي) الأخير (يد الله خان) عام 1930م[8][9]
•أعلن نفسه حاكماً على پشتكوه من المنفى (شرق العراق) خلفاً لوالده المعزول في محاولة منه لاسترجاع الحكم.
•قام بحل حكومته وجميع القوات التي تحت قيادته بعد فشله في إسترجاع الحكم، وبه إنتهت سلطة عائلة حكام لورستان التي استمرت أكثر من 760 سنة (بشقيها، الاتابكة بني خورشيد (1184م-1598م) ثم عائلة ولاة لرستان (1598م-1930م).