الأتابكة بني خورشيد
الاتابكة بنو شجاع الدين خورشيد أو الاتابكة بني خورشيد ويسمون كذلك بالاتابكة المُحمديين بني خورشيد. سلالة مسلمة حكمت بلاد اللور (لورستان) مدة 420 عام تقريباً منذ عام 1184م حتى عام 1598م.[1] مؤسس هذه الأتابكية القائد شجاع الدين خورشيد الذي خلف الوالي السلجوقي في حكم لورستان، ثم خلفه من بعده في حكم الأتابكية أفراد أسرته بشكل وراثي حتى سقوطها على يد الشاه عباس الأول الصفوي، شاه فارس، عام 1598 للميلاد. خضعت هذه الأسرة لسلطة المغول المباشرة وكذلك لسلطة الشاهات بنو مظفر وكذلك لسلطات عدة دول متعاقبة حتى السلطة الصفوية، ومن ثم إنتهت الاتابكية الخورشيدية على يد الشاه عباس الأول، أحد شاهات الدولة الصفوية. خلف الاتابكية بحكم اللُر في نفس عام سقوطها أسرة لُرية من أصول هاشمية بقيادة رئيس تلك الأسرة الحسين خان الأول الأكبر العلوي. (الحسين خان كان سبط الأتابك جيهانكير أتابك، وجيهانكير أتابك هو والد الأتابك ما قبل الأخير محمدي بك وجد الاتابك الأخير شاهوردي خان وسليل العائلة الخورشيدية). بوصول الحسين خان للحكم عام 1598م بدأ عهد جديد في بلاد اللور عرف بـ(عهد الولاة الفيليين). الأتابكأتابك (الأصل آتا= أبٌ، بك= سيد). لقب تركي أطلقه السلاجقة على بعض رجال البلاط والوزراء وقادة الجيوش، ويعني القائد أو الحاكم العسكري. أول من لقب بهذا اللقب كان نظام الملك وزير السلطان ملك شاه السلجوقي. بعد انهيار حُكم السلاجقة تمكن بعض هؤلاء الأتابكة من السيطرة على الحكم في القرن 12 للميلاد في بلاد فارس وبلاد الشام مؤسسين بذلك دول مستقلة ذات حكم وراثي ملكي أو سلطاني، أشهرهم أتابكة أذربيجان وفارس وسلالة بوري بن طغتكين في دمشق والزنكيون في الموصل والشام والاتابكة بنو خورشيد في لورستان. السلالة الخورشيديةتنقسم السلالة الأتابكية الخورشيدية إلى عهدين أو أسرتين، الأسرة الأولى هي الأسرة الخورشيدية (1184م-1308م)، أما الأسرة الثانية هي الأسرة الحسينية (1308م-1598م). الأسرة الأولى (الأسرة الخورشيدية)بدأ عهد هذه الأسرة بتولي الأتابك الأول شجاع الدين خورشيد حكم بلاد اللور عام 1184م ثم توالى على حكم لرستان أفراد عائلته من أبناء شقيقه الأمير نور الدين محمد خورشيد ثم أحفاده من ابنه الأمير بدر الدين خورشيد (أحفاد شجاع الدين خورشيد من أبنه بدر الدين)، انتهى حُكم هذه الأسرة بوفاة الأتابك عز الدين محمد بن الأتابك عز الدين حسين بن الأتابك بدر الدين مسعود بن الأمير بدر الدين خورشيد بن الأتابك المؤسس شجاع الدين خورشيد أتابك عام 1307م، وذلك بسبب عدم وجود وريث للأتابك عز الدين محمد. الاسرة الثانية (الأسرة الحسينية)بعد وفاة الحاكم عز الدين محمد من دون أن يُخلف وريث شرعي على عرشه، حيث لم يرزق بأولاد، تولت الحكم خلفاً له زوجته السلطانة (دولت خاتون).[2] تُعتبر دولت خاتون المرأة الأولى والوحيدة التي حكمت بلاد اللور فعلياً، إلا أن حكمها لم يدوم إلا عدة أشهر، حيث حل الاضطراب في أرجاء المملكة اللُرية، فتنازلت دولت خاتون عن الحكم لشقيقها عز الدين الثالث. وقد قيل أنها لم تتنازل بسبب الاضطرابات فقط بل بسبب زواجها من أتابك بنو هزارسب (الاتابك يوسف شاه) أيضاً. بتولي عز الدين حسين الثالث للحكم، بدأ جيل جديد من الأسرة الخورشيدية بالحكم، وقد سُمي بـ(الأسرة الحسينية)، وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً لأول حُكامها (عز الدين حسين الثالث). أغلب المصادر التاريخية، تُرجع نسب الأسرة الحُسينية إلى فرع من الأتابكة بني خورشيد، وهو الفرع الذي انحدر من نسل الأمير (شرف الدين تهُتمَن) الذي يكون أحد أبناء بدر الدين بن الأتابك شجاع الدين خورشيد.[3] انتقال السلطة الخورشيدية من عز الدين محمد إلى عز الدين حسين الثالث من خلال دولت خاتون لم يُكن ذا تأثير كبير، بل ظل الأتابكة يحكمون بنفس الأسلوب والإدارة تقريباً، بل حتى أن بعض المصادر لم تَتطرق إلى تقسيم السلالة الخورشيدية إلى أسرة أولى وأسرة ثانية بل اعتبرتها سلالة واحدة، حيث أن هذا التقسيم ذُكِر في عدد قليل من المصادر، مثلاً تم ذكره في كتاب شرفنامه الشهير المُؤلف عام 1596م، وذكره كذلك المستشرق النمساوي (إدوارد زامباور)، لذلك تم تقسيم السلالة الخورشيدية إلى اسرتين لأن هذا التقسيم قد تم ذكره في مصادر موثوقة للغاية رغم قلتها مثل المصدرين المذكورين أعلاه. إنتهى عهد الأسرة الحسينية (الأسرة الثانية) وعهد الاتابكية الخورشيدية عموماً بأعدام الأتابك الخورشيدي الخامس والعشرين والأخير شاهوردي خان على يد الشاه عباس الأول شاه الدولة الصفوية عام 1598م. فترات الاتابكيةفترة الدولة العباسيةبدأت حكومات الاتابكة تظهر وتستقل حين انهارت السلطات السلجوقية بالتدريج في العراق ومن ثم في إيران، وذلك خلال فترة حكم الخليفة العباسي (الناصر لدين الله)، الذي تمكن من إبعاد كافة أشكال التبعية عن بلاد الرافدين، وتمكن من إسترجاع بعضاً من هيبة الدولة العباسية، وبالرغم ذلك فلم تشمل سلطة الدولة العباسية سوى بلاد الرافدين وبعضاً من الأراضي المحيطة بتلك البلاد، وخصوصاً بعد أن تم إنهاك الدولة العباسية بالتبعيات المتعاقبة مثل الدولة البويهية والدولة السلجوقية، وبعد سقوط تلك الدول استقلت بعض الأنحاء البعيدة عن مقر الخليفة بالحكم، ورغم ذلك ظلت بعض تلك الكيانات رغم قوتها العسكرية تابعة لحُكم الخليفة، مثل الدولة الزنكية في بلاد الشام واتابكية بنو خورشيد في لرستان واتابكية بنو هزارسب في جنوب إيران (مدينة ايذج). أما الاتابكية الخورشيدية فكانت تابعة للدولة العباسية أيام الاتابك الأول شجاع الدين خورشيد، ولكن حَدثت فيما بعد خلافات بين الأتابك والعباسيين، وقد إنتهت تلك الخلافات لصالح العباسيين، فعادت الاتابكية تابعة بشكل شبه مباشر لحكم العباسيين بضع عقود أخرى. حُكام هذه الفترة: 1. شجاع الدين خورشيد أتابك. فترة ضعف الدولة العباسية(فترة شبه الاستقلال)بعد أن توفي شجاع الدين خورشيد عن عمر ناهز المئة عام، خلفه في حُكم الممالك اللُرية أبناء شقيقه الأمير نور الدين محمد ثم من بعدهم أحفاده (أبناء إبنه وولي عهده الأمير بدر الدين بن شجاع الدين خورشيد)، خلال فترة حكم هؤلاء الاتابكة المُمتد قرابة قرن من الزمان، ضَعفت الدولة العباسية ووهِن حُكمها، لدرجة أصبحت سلطة الخليفة العباسي لا تتعدى ضواحي المدينة المدورة (بغداد)، فاستقلت الدول الإسلامية المُحيطة بالدولة العباسية بشكل تلقائي بحكم الأمر الواقع. ورغم ذلك، انتشرت بعض الفوضى في تلك الدول المُستقلة بما فيها الاتابكية الخورشيدية، التي عمها الاضطراب بسبب حصول حروب أهلية متعاقبة بين الاتابكة الخورشيديين نفسهم للاستيلاء على الحُكم، إنتهت هذه الفترة بتسلم سادس الأتابكة بدر الدين مسعود للحكم. حُكام هذه الفترة: 1. سيف الدين رُستم. 2. شرف الدين أبو بكر. 3. عز الدين كرشاسب (كرشاسف). 4. حُسام الدين خليل. فترة وصاية السلطات المغوليةبدأت هذه الفترة عام 1340م تقريباً بعد أن دخل الاتابك الخورشيدي السادس بدر الدين مسعود تحت وصاية المغول بعد احتلالهم خراسان وكل بلاد ماوراء النهر، ومن ثم شارك هذا الأتابك في المعارك ضد الدولة العباسية ثأراً. استمرت الاتابكية الخورشيدية تحت وصاية سلطات المغول المتعاقبة قرابة 160 عام. كانت سلطة المغول تقوى على حكام الاتابكية وتضعف في بعض الأحيان بشكل متذبذب وذلك حسب قوة المغول في المنطقة وكذلك حسب قوة الاتابك العسكرية وقوة حُلفائه. إنتهت هذه الفترة بمقتل الاتابك عز الدين ملك الرابع عام 1401م على يد السُلطات المغولية. وتعتبر هذه الفترة من أطول الفترات التي مرت على هذه الإمارة. حُكام هذه الفترة: 1. بدر الدين مسعود. 2. تاج الدين شاه. 3. فلك الدين حسن/عز الدين حسين (حُكم مشترك). 4. جمال الدين خضر. 5. حسام الدين عمر بيك (فترتان منفصلتان). 6. صمصام الدين محمود. 7. عز الدين محمد. 8. دولت خاتون. 9. عز الدين حسين الثالث (بداية عهد الأسرة الحسينية). 10. شجاع الدين محمود. 11. عز الدين ملك الرابع. فترة الحروب والغارات (فترة الاستقلال عن المغول)بدأت هذه الفترة عام 1401م بعد أن أعدم المغول الأتابك عز الدين ملك الرابع بشكل علني وذلك لكثرة الخلافات بين الأسرة الخورشيدية الحاكمة والمغول. قبل إعدام الاتابك عز الدين ملك، هرب ابنه وولي عهده (سيدي أحمد أتابك) إلى الوديان وقمم الجبال (جبال كوركوه)، وأصبح يقوم بغارات من هناك، إلا أن والده الاتابك أعُدم على يد المغول، فإنتقل الحُكم إلى أبنه سيدي أحمد أتابك إلا أن حُكمه لم يكن فعلي، بل عسكري وحربي فقط، حيث أصبح يغير ويهجم على معسكرات المغول بين فترة وأخرى، ولم يتمكن من تأسيس حكومته إلا بحلول عام 1408م. وبعد وفاته خلفه شقيقه شاه حسين بالقيادة وأستمر بالقيام بنفس الغارات. وبمقتل هذا الأتابك على يد المغول التيموريين عام 1468م، إنتهت هذه الفترة التي استمرت قرابة 67 عام. حُكام هذه الفترة: 1. سيدي أحمد أتابك. 2. شاه حسين أتابك. الفترة الصفوية (فترة وصاية الدولة الصفوية)بدأت هذه الفترة حين تولى الحُكم الأتابك شاه رستم الأول عام 1468م تقريباً في العاصمة اللُرية خرم آباد خلفاً لوالده شاه رستم، حيث أعلن ولائه لأول شاهات الدولة الصفوية (الشاه إسماعيل الأول الصفوي). تتميز هذه الفترة بأنها مُتقطعة (من حيث تبعية الاتابكية للدولة الصفوية) وخصوصاً خلال حُكم آخر اثنان من السلالة الخورشيدية (محمدي بك أتابك وابنه شاهوردي خان). حُكام هذه الفترة: 1. شاه رستم الأول. 2. اوغور أتابك. 3. جيهانكير أتابك (تبعية بشكل متقطع). 4. شاه رستم الثاني. 5. محمدي بك أتابك (تبعية بشكل متقطع). 6. شاهوردي خان (حُكم وتبعية بشكل متقطع). الفترة العثمانية (فترة وصاية الدولة العثمانية)تزامنت هذه الفترة مع أواخر الفترة الصفوية وإنتهت بانتهائها، وتتميز بأنها متقطعة كذلك بالتبعية، وذلك بسبب المعارك بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية على الحدود العربية الفارسية التي تقع الاتابكية بالقرب منها. حُكام هذه الفترة: 1. محمدي بيك أتابك (بشكل متقطع). 2. شاهوردي خان (بشكل متقطع). قائمة الاتابكة الخورشيديينهذه قائمة خاصة بحُكام لرُستان من الخورشيديين بدءاً من الاتابك الأول شجاع الدين أبن أبي بكر خورشيد الذي وصل للحكم بمباركة من الخليفة العباسي في بغداد حتى سقوط وإعدام الحاكم الأخير شاهوردي خان خورشيد من قِبل الشاه عباس الأول شاه الدولة الصفوية عام 1598م.
مصاهرات السلالة الخورشيدية مع العائلات الحاكمة المجاورةطول المدة التي حكم خلالها الأتابكة وموقعهم الإستراتيجي المهم في المنطقة، جعلهم يتصاهرون ويعقدون الزيجات مع العديد من العوائل الحاكمة المحلية أو المشهورة، أما للانضمام تحت راية تلك الأسر أو تجنباً لخطر التعرض للسقوط على يد الحكام الآخرين، فجعلت هذه الزيجات العائلة الخورشيدية من أعرق العوائل في المنطقة وأطولها مدة بالحكم.[5] أول تلك الزيجات التي تم ذكرها تأريخياً هي زواج الأتابك الثالث شرف الدين أبو بكر (أبن شقيق الأتابك شجاع الدين خورشيد) من الأميرة (ملكة خاتون) التي تكون شقيقة القائد العباسي (شهاب الدين سليمان شاه) الذي قتله المغول خلال أحداث سقوط بغداد (1258). بعد وفاة شرف الدين أبو بكر، تزوج كذلك شقيقه وخليفته الأتابك الرابع (عز الدين كرشاسب) من أرملة شقيقه المتوفى (ملكة خاتون) حتى تم اغتياله بمؤامرة داخل الأسرة الحاكمة.[6][7] الزيجة الأخرى التي يذكرها التاريخ هي تزوج السلطانة دولت خاتون أخت الأتابك عز الدين الثالث بالأتابك يوسف شاه (أحد حكام بنو هزارسب)، وقد قيل أن هذه الزيجة هي سبب تخلي دولت خاتون عن حكم الاتابكية الخورشيدية.[8] أما الزيجات الأخرى فقد حدثت بعد مرور عدة عقود، وتحديداً خلال عهد الأتابك (عز الدين ملك الرابع) الذي تولى الحُكم عام 1349م، فقد عقد تحالفات ومصاهرات عديدة لضمان أمن واستقرار مملكته، فمثلاً عند مرور السلطان جلال الدين شاه شجاع أبن مبارز الدين محمد بن مظفر (ثاني سلاطين الأسرة المظفرية التي حكمت كرمان وخراسان وجزء من عراقي العرب والعجم) في مدينة خرم آباد سنة 785ھ، تم عقد قران الشاه شجاع المظفري على إحدى بنات الأتابك عز الدين ملك، فيما بعد تزوج كذلك عام 1383م حاكم العراق السلطان أحمد خان جلائر من بنت عز الدين ملك الرابع.[9][10][11] (أحمد خان هو حفيد مؤسس الدولة الجلائرية حسن بزرك والذي يكون بدوره من أحفاد قوبلاي خان عن طريق والدته، قوبلاي خان يكون جد أسرة أباطرة يوان الذين حكموا إمبراطورية الصين ما بين عام 1271 إلى عام 1368 ميلادية) باقي زيجات العائلة الخورشيدية مع العائلات الحاكمة انحصرت في التصاهر مع الأسرة الصفوية، لعل أشهرها زواج بنت الأتابك مُحمدي بأبن شاه إيران محمد خُدابنده (ولي العهد الصفوي حمزة ميرزا)، ثم زواجها مرة أخرى (بعد اغتيال الأمير حمزة) بشقيقه شاه إيران (الشاه عباس الأول بن الشاه مُحمد خُدابنده) سنة 1591م، وكذلك زواج الأتابك الخورشيدي الأخير شاهوردي خان بإحدى أميرات السلالة الصفوية (حفيدة الأمير بهرام ميرزا بن الشاه إسماعيل الأول الصفوي) في نفس العام.[12][13][14][15] السلالة الصفوية نفسها كانت نتاج زيجات عدة عوائل نبيلة، مثل أسرة الآق قوينلو التركمانية وأسرة (كومنينوس) البيزنطية (التي حكمت القسطنطينية ثم إمبراطورية طرابزون حتى سقوطها على يد محمد الثاني العثماني سنة 1461م، وكانت قد تصاهرت مع العديد من أسر أوروبا الملكية). مراجع
مصادرhttp://www.iranicaonline.org/articles/atabakan-e-lorestan (الموسوعة الإيرانية) https://web.archive.org/web/20170224055045/http://www.gilgamish.org/printarticle.php?id=358 |