سليمان خاطر
سليمان محمد عبد الحميد خاطر (1961 - 7 يناير 1986) كان أحد عناصر قوات الأمن المركزي المصري، أطلق النار على مجموعة من السياح الإسرائيليين عند نقطة حراسته التي تقع بالقرب من منتجع رأس برقة بمنطقة نويبع بمحافظة جنوب سيناء في 5 أكتوبر 1985 فقتل منهم سبعة من بينهم أربعة أطفال كما قتل ظابط مصري وجرح أربعة فيما عرف بحادث رأس برقة. ثم سلم نفسه وتعرض لاحقًا لمحاكمة عسكرية والتي حكمت عليه بالأشغال المؤبدة، وفي يناير 1986 عُثر عليه مشنوقًا في زنزانته في ظروف غامضة. حياتهولد سليمان خاطر في 1961 بقرية إكياد البحرية التابعة لمدينة فاقوس في محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية، وهو الأخير من خمسة أبناء في أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان. في طفولته شهد سليمان آثار قصف القوات الجوية الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة في 8 أبريل سنة 1970. باستخدام طائرات الفانتوم الأمريكية، والذي خلف 30 قتيلاً من الأطفال، حينها كان سليمان يبلغ التاسعة من عمره. قالت شقيقته في لقاء مع قناة الجزيرة الفضائية «أن سليمان جري بسرعة لهول ما سمع عنه».[بحاجة لمصدر] التحق سليمان بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجنداً في قوات الأمن المركزي وفي نفس الوقت انتسب إلى جامعة الزقازيق كطالب في كلية الحقوق (جامعة مفتوحة)،[1] ويعتبر سليمان السبب الرئيسي في تغيير شروط الالتحاق بالأمن المركزي لأنه كان بكلية الحقوق ومن بعدها أصبح ممنوع تجنيد المتعلمين في قوات الأمن المركزي.[بحاجة لمصدر] حادث رأس برقةتقع رأس برقة أو رأس جربة على بعد 25 ميلاً من الحدود المصرية-الإسرائيلية بين طابا ونويبع حيث يخدم سليمان، وكان يقع بالقرب منها منتجع سياحي يدعى البساتين. في وقت متأخر من ظهر يوم 5 أكتوبر 1985، أثناء قيام سليمان بنوبة حراسته المعتادة، فوجئ بمجموعة من السائحيين الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة والتي أعتاد بعض السائحين تسلقها لمشاهدة الغروب، كانت بالقرب من نقطة حراسته فأمرهم بالتوقف وعدم اجتياز المنطقة وعندما لم يستجيبوا فتح عليهم النار من بندقيته الآلية.[2] قُتل في الحادث سبعة إسرائيليين (أربعة أطفال وامرأتين ورجل واحد) كما أُصيب أربعة آخرين، كذلك قتل سليمان ضابطاً مصرياً عندما حاول اعتقاله،[3] تزعم السلطات الإسرائيلية أن جنود الأمن المركزي المصري رفضوا مساعدة الجرحى. علاوة على ذلك، منعوا طبيباً إسرائيلياً وسائحين آخرين تحت تهديد السلاح من تقديم أي مساعدة لهم.[4][5][6] دفعت السلطات المصرية تعويضات لعائلات القتلى تقدر بنحو 107 آلاف دولار لكل أسرة (500 ألف دولار في المجمل) في 1989.[7] محاكمة سليمان ووفاتهسلم سليمان خاطر نفسه بعد الحادث، وصدر قرار جمهوري بموجب قانون الطوارئ بتحويل الشاب إلى محاكمة عسكرية. طعن محامي سليمان صلاح أبو إسماعيل في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، ولكن طعنه رُفض.[بحاجة لمصدر] وصفته الصحف الموالية للنظام بالمجنون،[8] فيما اعتبرته صحف المعارضة بطلاً وقادت حملة من أجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلاً من المحكمة العسكرية، وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية ولكن لم يستجب لها. قال التقرير النفسي الذي صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث أن سليمان «مختل نوعًا ما».[بحاجة لمصدر] بعد محاكمة سليمان خاطر عسكرياً، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر 1985 بالأشغال الشاقة لمدة 25 عامًا، ورُحّل إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة. بعد أن صدر الحكم على خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه، بتاريخ 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر وفاة سليمان خاطر.[9][10] ردود الفعل على وفاتهأعلنت السلطات المصرية أن سلمان مات منتحرًا،[11] وقال البيان الرسمي أن الانتحار تم بمشمع الفراش، ثم قالت مجلة المصور أن الانتحار تم بملاءة السرير، وقال الطب الشرعي أن الانتحار تم بقطعة قماش من ما تستعمله الصاعقة. أمام كل ما قيل، تقدمت أسرته بطلب إعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب مما زاد الشكوك وأصبح القتل سيناريو اقرب من الانتحار. ما أن شاع خبر موت سليمان خاطر حتى خرجت المظاهرات التي تندد بقتله من طلاب جامعة القاهرة وعين شمس وجامعة الأزهر وجامعة المنصورة بجانب طلاب المدارس الثانوية. في مشهد أخر في مكان ما، تسلم الإسرائيليون تعويضاً عن قتلاهم من الحكومة التي قالت عنها أم خاطر: «ابني اتقتل عشان ترضى عنهم أمريكا وإسرائيل».[بحاجة لمصدر] أصدرت حكومة آية الله الخميني الإيرانية طابعًا «تكريمًا لاستشهاد سليمان خاطر بطل سيناء» عقب وفاته، وأطلقت اسمه على شارع في طهران.[12] انظر أيضًامصادر
وصلات خارجية |