دوس (قبيلة)
قبيلة دوس: قبيلة عربية شهيرة، من الأزد. وكانت مواطن دوس مأرب، وقد عثر على نقشان مسندية في مأرب يعتقد أنها لدوس، الأول من عهد وهب إل يحز نحو سنة 170م، وهو لـ رب أوام وابنه "يشرح إيل" و"رباب" أبناء دوس قدموا صنم ذهبي يحمدوا فيه الإله "المقه" في معبد أوام (Ir 8)،[1] والنقش الثاني من عهد أنمار يهأمن نحو سنة 180م، وهو لرجلين من أسرة دوس قدما صنم يحمدوا فيه الإله "المقه" في معبد أوام (Jawf 04.14).[2] انتقلت دوس مع غيرها من القبائل الأزدية بعد فيضان سد مأرب في القرن الثاني الميلادي،[3] واستوطنت السراة وأغوارها،[4] وفي ذلك قال ابن الكلبي:«كانت منازلهم خثعم بجبال السراة، وما والاها جبل يقال له: شن، وجبل يقال له: بارق، وجبال معهما. حتى مرت بهم الأزد في مسيرها من أرض سبأ، وتفرقها في البلاد، فقاتلوهم فأنزلوهم من جبالهم، وأجلوهم، عن منازلهم، ونزلتها أزد شنوءة، غامد، وبارق، ودوس، وتلك القبائل من الأزد، فظهر الاسلام، وهم أهلها، وسكانها».[5] ويزعم الإخباريون أن مالك بن فهم من دوس، أرتحل إلى العراق فملكها، قال ابن قتيبة: «مالك بن فهم بن غنم بن دوس من الأزد، وكان قد خرج من اليمن مع عمرو بن عامر مزيقياء، حين أحسوا بسيل العرم. فلما صارت الأزد إلى مكة، وغلبوا جرهم على ولاية البيت، أقاموا زمانا ثم خرجوا، إلا خزاعة، فإنّها أقامت على ولاية البيت، فصار مالك بن فهم إلى العراق، فأقام ملكا على العراق عشرين سنة، ثم هلك، وملك ابنه جذيمة بن مالك الأبرش».[6] نبذةكان لبني دوس مكانة كبيرة في قبائل العرب في العصر الجاهلي. ولما جاء الإسلام، دخل منهم أفراد فيه في وقت مبكر، ومنهم الطفيل بن عمرو الدوسي وأسلم في أوائل البعثة النبوية، وذكر الواقدي وابن إسحاق أن الطفيل قال:«يا نبيّ الله إني امرؤ مطاعٌ في قومي وأنا راجع إليهم إلى الإسلام فادْعُ الله أن يكون لي عونًا عليهم فيما أدعوهم إليه. فقال رسول الله: اللهم اجعل له آية».[7][8]ولما عاد الطفيل من مكة إلى دوس، أخذ يدعوا إلى الإسلام، فأسلم أبوه عمرو بن طفيل وزوجته، ولم يؤمن به إلا أسرته، وبعض صحبة، فشد الرحال إلى رسول الله بمكة، وأخبره بإعراض دوس، فرفع رسول الله يده، وقال: «اللهم أهد دوسا وائت بهم».[9] فأسلموا الواحد تلو الآخر، منهم جندب بن عمرو بن حممة، وأبي هريرة.[10] وبقت دوس على الإسلام حتى أتاهم نبأ صلح الحديبية وتأمين الطريق بين بلادهم والمدينة المنورة وعدم تعرض قريش لمن يريد اللحاق بالرسول، فأنطلق الطفيل وأبو هريرة بثمانين رجلا من قومه على النبي في أواخر ذي الحجة سنة 6 هـ،[11] ووصلوا المدينة ورسول الله بخيبر محرم 7 هـ، وفي ذلك يقول الطفيل: «فلم أزل بأرض دوسٍ أدْعوها حتى هاجر رسول الله ﷺ، إلى المدينة، ومضى بدر وأحُد والخندق، ثمّ قدمتُ على رسول الله ﷺ، بمَن أسلم من قومي، ورسول الله ﷺ بخَيبر حتى نزلتُ المدينة بسبعين أو ثمانين بيتًا من دوس، ثمّ لحقْنا رسول الله ﷺ بخيبر، فأسهم لنا، وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك واجعل شعارنا مبرورا، ففعل».[12] وكان لبني دوس علم بالرماية بالمنجنيق ومهاجمة الحصون في حماية الدبابات. وكان الطفيل قد بقى مع النبي منذ غزا خيبر؛ وقدم معه في فتح مكة،[13]وعندما سار النبي الطائف أرسله إلى الأزد يستنصرهم؛ فجاء بأربعمائة رجل من الأزد ومعهم أدواتهم؛ فبلغوا الطائف بعد أربعة أيام من حصار المسلمين إياها. ورمى المسلمون الطائف بالمنجنيق وبعثوا إليها دبابات دخل تحتها نفر منهم ثم زحفوا بها إلى جدار الطائف ليخرقوه، ولكن رجال الطائف كانوا من المهارة بحيث أكرهوا هؤلاء على أن يلوذوا بالفرار.[14] فقد أحموا قطعاً من الحديد بالنار، حتى إذا انصهرت ألقوها على الدبابات فحرقتها، ففر جنود المسلمين من تحتها خيفة أن يحترقوا.[15] شاركت دوس في قتال المرتدّين، وقتل سيدهم الطفيل بن عمرو الدوسي في معركة اليمامة.[16] ولما استنفر أبو بكر الصديق العرب للانضمام إلى الجيوش الموجهة إلى فتوح الشام، كانت دوس في مقدمة الأزد، وفي ذلك قال أبو إسماعيل الأزدي:«جاءت الأزد في عدد كثير وجمع عظيم، فيهم: جندب بن عمرو بن حممة الدوسي، وفيهم أبو هريرة الدوسي»،[17] فشهدوا كل فتوح الشام في عهد أبي بكر وعمر بن الخطاب.[18] شاركت دوس في معركة الجمل مع عائشة بنت أبي بكر، وأبدوا بسالة في القتال، وكان منهم كعب بن سور،[19]وقد قتل كعب وبنوه وهم يحمون جمل عائشة ويمسكون خطامه.[20]واشتركت دوس في فتح الأندلس، وسكنت مختلطةً مع غيرها، قال ابن حزم: «دار دوس بالأندلس: تدمير. منهم: بنو شاهر بن زرعة، وبنو هارون ابن زرعة».[21] نسب القبيلةأختلف النسابة في سرد نسب دوس على أقوال، منها:
قبائل دوسعلى قول بأن دوس من الأزد، دوس بطن عظيم من أزد شنوءة، وأولد دوس ابنان هما غنم ومنهب،[33] وإلى هذا الرجلان تنسب إليهم أربعة قبائل معاصرة من دوس تسكن منطقة الباحة، وهي:
شخصيات
مراجع
|