جبال الأوراس تشكل القسم الشرقي من سلسلة الأطلس الصحراوي التي تفصل الهضاب العليا عن الصحراء الكبرى، وتعتبر أعلى نقطة في جبال الأوراس هي قمة جبل شيليا التي تصل إلى 2328 متر التي تقع في حدود باتنةوخنشلة . ثم قمة جبل المحمل البالغ ارتفاعه 2321م ثم قمة اشمول ارتفاعه 2100 متر قمم أخرى في جبال الأوراس التابعة لباتنة ثم تلي قمة أعالي الناس جنوب ولاية خنشلة بعلو حوالي 2000 متر.
الأوراس تضم سلسلة من الجبال والسهول امتدادا بين دولة الجزائر وجزء صغير من دولة تونس.
الأودية
أهم الأودية التي تمر على جبال الأوراس هي:
الواد الأبيض: اغزر املال الذي ينبع من قمة شيليا وقمم اشمول واريس يمر على اينوغيسن واريس وغسيرة شرفات الغوفي وبنيان ومشونش لينتهي إلى سد فم الغرزة بلحبال ببسكرة.
الفوارق الحرارية في منطقة الاوراس واسعة جدا بين فصلي الشتاء والصيف وبين الليل والنهار، وتتسع هذه الفوارق كلما زاد الارتفاع فالثلوج تتساقط بكثافة على المرتفعات التي تزيد عن 1300م وخاصة بالسفح الشمالي. وهذا ما ساهم في تشكل غطاء نباتي مميز للمنطقة
الغطاء النباتي
أهم الاشجار في الأوراس هي أشجار البلوط المحلية وأشجار الصنوبر الحلبي وأشجار التنوب النوميدي وأشجار السنديان الأخضر وأشجار السدر الجبلي وأشجار المثمرة (البرتقال، التفاح، الخوخ، المشمش، تين، زيتون، لوز) في كل من مرتفعات شيليا وإشمول وتتميز قمة المحمل بباتنة بوجود صنف نادر من الأشجار على المستوى العالمي وهي أشجار الأرز الأطلسي.
على الرغم من أن الأوراس يقع بعيدا عن البحر فإنه يبدو في شكله كتلة خضراء.
كان الأوراس في الثورة الجزائرية منبعا للثوار والمجاهدين، وتاريخ الجزائر الحديث والقديم مرتبط بهذا الإقليم. ففيه قبر ماسينيسا وقصر الملكة دهيا (الكاهنة) ملكة الأمازيغ قبل الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا وأيضا ضريح «امدغاسن» الأمازيغي المتميز بهندسته العالية قرب مطار باتنة.
حتى إلى العصر المعاصر فإن تاريخ الجزائر ظل مرتبطا بجبال الأوراس، ومن بين أبناء هذه المنطقة الشهداء العظماء في ثورة 1954 الجزائرية مصطفى بن بولعيد والعقيد سي الحواس والعربي بن مهيدي إضافة إلى عباس لغرور وشيحاني بشير وغيرهم من العظماء .
ما قيل عن جبال الأوراس
نظراً لدور هذه الجبال في نجاح الثورة فقد تغنى بها الشعراء الجزائريون والعرب.. ونذكر منها:
ما قاله الشاعر أبو القاسم خمار:
وبدا من الأوراس ماردنا كما
يبدو لدحر النائبات قضاء
متفجر البركان محموم الذرى
تذري الجندي أطرافه الهوجاء
وأيضا ما قاله الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش :
في بلاد كل ما فيها كبير الكبرياء...
شمس أفريقيا على أوراسها قرص إباء
وعلى زيتونها مشنقة للدخلاء..
أما الشاعر سليمان عيسى فقد قال في قصيدته: آمنت بالأوراس
يا سفح يوسف يا خصيب كمينه
يا روعة الأجداد في الأحفاد
يا إرث موسى في النسور وعقبة
والبحر حولك زورق بن زياد
يا شمخ التاريخ في أوراسنا
يا نبع ملحمتي بثغر الحادي
فهو يرى في الأوراس إعادة لانتصارات يوسف بن تاشفين وموسى بن نصير وعقبة بن نافع وطارق بن زياد وغيرهم من الأبطال.
ومن القصيم (عنيزة) الشاعر إبراهيم الدامغ يحث الثوار في الأوراس على الجهاد في قصيدته - روابي الخلد - حيث يقول:
يا نخب الأوراس يا نسل الأباة الفاتحين
يا سيوف الثار يا رمز الكفاح المستبين...
يا فداء الوثبة الكبرى على حق ودين..
ومن السودان الشاعر محمد الفيتوري الذي تغنى طويلا وتجاوب مع ثورة نوفمبر كغيره من الشعراء العرب حيث يقول: