ثناء الله عيسى خان المدني
ثناء الله عيسى خان المدني (1360- 1442 هـ/ 1940- 2021 م)، محدِّث مسنِد باكستاني، وعالم مصنِّف، مفتي عموم أهل الحديث في باكستان. يُلقَّب بالحافظ، أي حافظ القرآن الكريم باصطلاح أهل بلادهم. وبالمَدَني نسبة إلى مكان تخرُّجه، في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. نشأتهوُلد أبو النصر، ثناء الله بن عيسى خان بن إسماعيل خان الكَلَسوي ثم اللاهَوْري، في قرية «كَلَس» قرب مدينة لاهَوْر في البَنْجاب، سنة 1360هـ/ 1940م. حفظ القرآن الكريم وعمره دون 13 سنة، ودرس في جامعة أهل الحديث بلاهور. التحقَ بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية مع أفواجها الأولى في كلية الشريعة سنة 1383هـ، وتخرَّج فيها بامتياز سنة 1388هـ، ومن زملائه فيها الشيخ محمد لقمان السلفي. ثم حصل من جامعة البَنْجاب على شهادة (ماجستير) سنة 1393هـ/ 1973م، ثم على شهادة التخصُّص في اللغة العربية عام 1394هـ. شيوخ الدرايةقرأ القرآن على القارئ المشهور خدا بخش، عن تاج الدين الحنفي. ولازم شيخه عبد الله الروبري شيخ السنَّة في باكستان. وأخذ في المدينة على المشايخ: عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد الأمين الشِّنقيطي، وعبد المحسن العَبَّاد، وعبد الله الغُنيمان، وعبد الغفار حسن الرحماني، وحمَّاد الأنصاري، ومحمد الغُونْدَلوي، وتقي الدين الهلالي، والمختار الشنقيطي، ومحمد أمان الجامي، وعطية محمد سالم، وغيرهم. قال ثناء الله: محمد الأمين الشنقيطي درسنا عليه أصول الفقه، وكنا نجلس في دروسه في المسجد النبوي في التفسير. أمَّا محمد المختار الشنقيطي، فقد قرأنا عليه الكثير، في الفقه والتفسير فتح القدير، والنحو، وغيرها. وحضر دروس المفتي محمد بن إبراهيم آل الشيخ في الرياض وقت العطلة أيام الدراسة في الجامعة الإسلامية. وكان أقربَ المدرِّسين إلى الطلَّاب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ويحبُّونه لأجل علم الحديث، ويأخذون منه، وإذا انتهى الدرس يخرج الطلبة من الفصول ويجلسون عنده، ولا يذهبون إلى الاستراحة. أعمالهمدير التعليم في الجامعة السلفية في فيصل آباد، ثم أصبح شيخ الحديث جامعة لاهَوْر الإسلامية. وعمل في لجنة التوعية الإسلامية في الحج، وكان مبعوثاً من وزارة الشؤون الإسلامية السعودية. لقب بلقب مفتي لاهَوْر. ثم أصبح مفتياً لعموم أهل الحديث في باكستان سنة 1428 هـ بعد أن كانت معطلة منذ مدة طويلة. قال ثناء الله: عند كتابة الفتاوى أراجع دائماً فتاوى ابن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة وشمس الحق العظيم آبادي ونذير حسين والروبري، وإذا كان هناك تردد في المسألة، أتوقف حتى يظهر لي شيء. وله نشاط كبير في التدريس والدعوة، فقد أنشأ مدرسة للتحفيظ في جامع خالد بن الوليد، استفاد منها عشرات الآلاف. وبنى مركز أنصار السنّة سنة 1415، وهو مركز كبير وجمع له كبار المدرسين ذوي العلم والخبرة، ويحوي مكتبة جيدة، ويكفل الطلاب المتميزين للتخصص والدراسات العليا فيه. وساهم في إنشاء جامعة محمد بن عبد الوهاب في لاهور. وله حضور في المؤتمرات العلمية والدعوية داخل باكستان وخارجها. وله أيضاً جهود كبيرة في نشر التوحيد والسنة في الجاليات الباكستانية والهندية بأمريكا وأوروبا. وهو عضو في مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، وجريدة الاعتصام الأسبوعية بلاهور، ومجلس التحقيق الإسلامي بها. واختص يوم الخميس لكتابة الفتاوى. وهو خطيب الجمعة في قريته سرهالي. وأولى من يوصل مسلسل الحفاظ من طريقه في وقتنا هو عن: ثناء الله، عن شيخه الروبري، عن الغزنوي، عن نذير حسين بسنده المعروف. هذا قاله كبار المعتنين بالرواية، مثل صالح العصيمي، وصلاح الشلاحي، ومحمد زياد التُّكْلة. وقال محمد زياد التُّكْلة: ثناء الله ويونس الجَوْنْفُوري أعلى من وصف بالحفظ في عصرهما.[1] شيوخه في الرواية
تلامذته من العربأخذ عنه كثيرون، فقد أقرأ الكتب السبعة وغيرها في الكويت، وأقرأ البخاري والمسند وغيرهما في الدوحة، وأقرأ المسند وغيره في الرياض، وكذلك في المدينة، والسنن في مكة. والآخذون عنه من العرب كثير، وفي إحدى دورات البخاري عليه في الكويت كان عددهم فوق الألف، ومن الآخذين المكثرين عنه عددٌ من الأعيان، مذكور بعضهم في ثبت الكويت.[4] مجالس قراءة وسماع كتب الحديث بدعوة من وزارة الأوقاف في الكويت (1428- 1432 هـ)حصلت بمساعي فيصل العلي باستشارة محمد زياد التكلة، وابتدأت بثناء الله وعبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي، وقرئ عليهما فيها الصحيحان مرتين، وبقية السبعة، وغيرها كثير، وكان محمد زياد التكلة هو القارئ الرئيس في تلك المجالس. وكانت دورة قراءة كتب مصطلح الحديث سنة 1430 هـ، قرئ عليه فيها الكثير من كتب المصطلح. والقائم عليها مجلة الوعي الإسلامي. وآخر دورة هي مجالس صحيح ابن خزيمة سنة 1432 هـ.[1] وكانت وزارة الأوقاف الكويتية قد أحدثت سبقاً بإحيائها لمجالس سماع الحديث الشريف وصرحت بذلك الصحف اليومية.[5] مصنفاته
من فوائدهقال: درّست وأقرأت البخاري أكثر من 45 مرة للرجال وللنساء. (وهذا قاله سنة 1428). وقال: في شروحنا لا أعتمد على ابن حجر فقط، وأزيد عليه كثيراً، وأحياناً لا نوافقه في المسائل. وقال: العادة في الشرح أنني أُمضي سنتين في البخاري، ومرة شرحته في 5 سنوات. (وهذا قاله سنة 1423). وقال: أسست مركز الأنصار للتخصص في العلوم الشرعية، نختبر المتخرجين من الجامعة، ونأخذ المتميزين وندربهم، وهو مستقل عن الجامعة. والآن أدرّس البخاري في جامعة لاهور الإسلامية من مدة طويلة، وأتولى رئاسة الإفتاء من سنة 1970م.[8] وفاتهتوفي ضحى الأحد 25 جمادى الآخرة 1442 هـ الموافق 7 فبراير 2021 م، عن اثنين وثمانين سنة.[1] مراجع
|