المرأة العربية في الحرب
أدت النساء العربيات دورًا محوريا في الحروب التي خاضتها العرب عبر التاريخ، شملت تضميد الجرحى واستنهاض همم الجيش، وتشجيعهم على الثأر، وتوفير الماء للمقاتلين، والإشراف على الأسرى،[1] بالإضافة إلى تجهيز المؤونة لهم وأحيانًا المشاركة في القتال وقيادة المعركة. وقد ذكرن أحيانًا باسم بنات طارق، ويقصد بها فتيات يحرضن قبائلهن في الحروب الكبرى، يعود اسم طارق إلى نجم بنفس الاسم وقد أُختير لشرفه وعلوه، فيما تربط بعض المصادر الاسم بالطقوس والكهانة.[2][3] ومن أشهر بنات طارق: الخنساء المضرية، اليمامة بنت كليب، زرقاء اليمامة، أم قرفة الغطفانية، هند الكندية. شاركت بنات طارق على الهوادج في يوم ذي قار[4] ومحرضات لهم بقولهن:[5] نَحن بَنَات طَارق نمشى على النمارق والدر في المخانق والمسك في المفارق إِن تقبلُوا نعانق أَو تدبروا نفارق المُغَطِّياتتسمى أيضًا الوقاعات والسّفارة، وتمارسها النساء في حالة قيام قبيلة بالإغارة على قبيلة أخرى لا طاقة لها بالحرب، فيطلبون السلم ويرسلون وفدًا يدعى وفد المغطيات لطلب السلام من المهاجمين، وعادة ما يتكون الوفد من علية القبيلة وعددهن ما بين اثنتين إلى أربعة، يمتطين أجود أنواع الجمال وعلى هوادج مزينة. غالبًا يوافق المهاجمون على طلبهن ويجنحون للسلم والانسحاب. وقد حدثت مع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عندما حاصر قوة إخوان من أطاع الله في هجرة الأرطاوية فخرج منها وفد المغطيات مكون من بنات قائد الجماعة فيصل الدويش، فعفا الملك عبدالعزيز عنه وسحب قواته.[6] العطفة أو العماريةتقليد شعبي حربي تقوم به نساء العرب بهدف تشجيع أفراد القبيلة على الحرب. ويختلف المسمى بينهما باختلاف الجمل والزينة والتجهيزات. في حالة العمارية يكتفى أن تمتطي الفتاة على أي جمل وأي هودج دون اشتراط ولا مواصفات محددة، أما العطفة فلها مواصفات ومقاييس محددة، كما أن للفتاة مواصفات معينة تشمل تجهيزها بكامل زينتها وملابسها الفاخرة وحليها وارتدائها شال يوضع على الراس.[7] وأن تكون ذات حسب ونسب و في غاية الجمال[8] وتتمتع بقدر عالٍ من الشجاعة والجرأة، المعرفة برجال قبيلتها وألقابهم لكي تقوم بدورها في التشجيع والتحفيز وتمدح في مواطن المدح بل يجب أن تعرف فرسان خصوم قبيلتها.[9] كما يتطلب منها إجادة فن الحداء وامتلاكها للشعر الطويل، كما يصنع مركب العطفة من ريش النعام الأسود والخيزران ويشترط على الجمل أن يكون أوضح اللون[ملاحظة 1] وهادىء الطباع وتوضع قطعة من الذهب على أنفه. وفيها يقول الشاعر:[10] نطعن لعينا كل بنت على أوضح من العام يعسف للحني مصروع من المشاركات في العطفة:
ونور العين عند البل تزغرد تثير بزغرودة مكنون الفواد من المشاركات في العمارية
حروب شاركت فيها المرأة العربية
المساهمة الطبيةورثت الصحابية رفيدة الأسلمية علم الطب من والدها سعد الأسلمي وعُرفت بدورها في تطبيب جرحى جيوش الأنصار والمهاجرين خلال الغزوات.[24] أورد أصحاب الصحاح أن النبي كان يغزو بعدة صحابيات كالربيع بنت معوذ وأم عطية الأنصارية لمداواة الجرحى وصنع الطعام وسقاية الماء وإعاده الجرحى والقتلى إلى المدينة النبوية.[25] ذكر المستكشف الإيطالي كارلو غوارماني في كتابه «نجد الشمالي» دور نساء قبيلة عتيبة في معالجة الجرحى خلال معركة حربية جرت للقبيلة عام 1846م الموافق 1280هـ، قائلًا: صرفت أنات الجرحى تركيزي والذين أتوا لتلقي بعض العون، وكن ينخينهم للعودة إلى القتال في حالة استطاعتهم، استخدمن التراب والرماد لإيقاف الدم النازف من جراحهم، وبعدها يضمدن الجراح بالعصائب.[26] امتهنت نساء من قبائل منطقة الرياض الطب وقمن بعلاج مصابي الحروب، منهم مزنة بنت بداع بن سليمان البداح والدة اللواء عبدالله ابن محمد البطي والتي عالجت مصابي معركة جراب عام 1333هـ الموافق 1915م والتي جرت ما بين جيش الملك عبدالعزيز وابن رشيد. بعد انتهاء المعركة، تراجع جيش الملك عبدالعزيز إلى الزلفي فقامت نسائها المتطببات بعلاج المصابين، ومن المصابين ماجد بن محمد بن خثيلة من قبيلة عتيبة وقد تعاهدت مزنة البداح على علاجه عدة أشهر حتى بُرىء.[27] قيادة الحربتتطلب قيادة الحرب رباطة جأش وحنكة وحسن القيادة، توفرت هذه الخصائص لدى العديد من العربيات، منهن:
إصدارات
هوامش
المراجع
|